Share

الفصل854

Author: شاهيندا بدوي
عبست نور بجبينها، ولم يكن سمير يبدو أفضل حالًا.

ملأ الغضب ملامح سمير، لكن كانت عيناه المتجهتان نحو همام حادتين كالسيف.

لم تتغير ابتسامة همام، وقال: "الحروب والنيران مشتغلة بالخارج، وأنتما تتعاهدان على قضاء حياتكما معًا؟ إن كان لديكما وقت الفراغ هذا، لماذا لا تخبراني عن مكان حازم؟"

اختفت ابتسامة همام فورًا عندما ذكر اسم حازم.

برد وجهه كالثلج، وحملت عيناه شيئًا من الغضب المكبوت.

يمكن لهمام أن يظهر بمظهر لطيف وودود، لكنه قادر أيضًا على القسوة.

تمامًا كما هو الآن.

يريد همام العثور على حازم، ومعرفة سبب إعطائه تلك المسبحة لنور، وفهم الحقيقة وراء بعض الأمور.

من البداية كانت لدى همام توقعات وأمل، إلى أن وصل الأمر في النهاية إلى...

تذكرت نور ما حدث لها مؤخرًا عندما ضربها السيد المهرج، وأغمي عليها، من المؤكد أن همام قد أتم كل شيء خلال تلك الفترة.

وأصبح همام باردًا تجاهها الآن.

مما يعني الأمور قد حسمت بالفعل.

تنفست نور بعمق.

لكنها شعرت بالحيرة، إذا لم تكن هي آيلين، فلماذا أعطاها حازم المسبحة؟ ولماذا نادى عليها بآيلين؟

وبالإضافة إلى الذكريات التي تومض في عقلها.

نور لا تفهم، أم أنه حدث تحريف في ذا
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل857

    ظل الهاتف يرن طويلًا، حتى أجاب حازم.لكن صوته بدا ضعيفًا جدًا، وقال: "ما الأمر؟""نور الآن محتجزة لدى فرعون."فجأة ارتفع صوت حازم الذي كان باهتًا منذ لحظة، حتى كاد ينكسر من شدة الغضب: "ماذا قلت؟"ثم استوعب الأمر، وغمره الغضب الشديد: "سمير، ألم تعدني بأنك ستحمي نور جيدًا؟"كما أن عزة كانت بجانب نور أيضًا.لم يرد سمير عليه، بل تبدّت على وجهه الجدية، وأحس بحلقه كأنه علقت به قطعة غريبة، فلم يستطع البلع، وشعر بالضيق الشديد.وقوع نور في الخطر كان بالفعل نتيجة عجزه. وإلا لما تعرضت للتسمم، ولما انفصل هو وطفله عن نور."همام يطلبك.""...علمت."قال تلك الكلمة، ثم أغلق الهاتف. بالرغم من أنه لم يقل الكثير، لكنه كان على يقين أنه لن يجعل آيلين تُصاب بأذى....أقامت نور عند همام، ولم تعد إلى معسكر العبيد.كانت وجبات طعامها هي الأفضل دائمًا، بل وأرسل لها همام ملابس جديدة.علمت نور أن همام يريد مقابلة حازم، وأنه يريد من خلالها السيطرة على سمير، لذلك فلن يضرها.فأكلت، وغيّرت ملابسها، ولم تُكثر التفكير فيما يخص نفسها.لم تتوقع أن فرعون سيأتي عندها.كانت ملامح فرعون خلف قناعه مخيفة للغاية، ووضع يديه خلف ظ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل856

    لم يؤثر مسدس نور على همام على الإطلاق.اندفع همام بسرعة، وبضغطة على معصمها، سقط المسدس الأسود الذي كانت تمسكه نور على الأرض، مصدرًا صوت طقطقة.قبض همام على رقبة نور، وقال: "سمير، أعلم أن رجالك قد وصلوا، سأجعلك تغادر الآن. إذا أردت نور، فلتأتِ بحازم مقابلها".بما أن الأمور وصلت إلى هذه النقطة، كان احتجاز شخص واحد أفضل من احتجاز عدة أشخاص، صرخت نور: "سمير، غادر بسرعة!"نظر سمير إلى نور بعمق، يتجلى في عينيه العز على فراقها، وعدم الرضا، وعدم الرغبة في تركها.لكن، استمرت القذائف بلا توقف.اقتحمت القوات الكبرى المكان.حدد طارق وحسين موقعه بسرعة، ووجداه، فقالا: "قائد سمير، صدرت تعليمات بعدم الدخول في صراع مع فرعون مؤقتًا".صرخت نور مرَّة أخرى: "سمير، اذهب حالًا!"اقتادا سمير بعيدًا.سرعان ما عاد الهدوء إلى المكان، لكن الفوضى كانت عارمة.أطلق همام يد نور، وقال مبتسمًا: "هل لديك اهتمام بتعلم فنون القبض والسيطرة؟”عندما أمسك بمعصم نور، قاومته هي أيضًا.كانت نور تستخدم أبسط طرق الدفاع عن النفس، لكن مع التدريب، يمكنها الوصول إلى مستوى متقدم جدًا.قالت نور ببرود: "لا أرغب بذلك".ثم أعطت همام ظهرها.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل855

    نور شخصية محورية، فهي قادرة على تحريك سمير، وأيضًا يمكنها أن تجعل حازم يظهر.مع أنّه لم يقصد أن يكون عدوًا لسمير، إذ أن هدفه كان حازم.لكن!لا يجب أن يكون عدوًا ولا صديقًا، فترك قليل من الحذر لا يَضُرّ أبدًا.وزنت نور الأمور، فشدّت يدها قليلًا.لم تَنْطِق بكلمة، ومع ذلك كان صمتها أبلغ من الكلام."إن أردتَ معلومات الاتصال به، فسأبقى، لكن عليهم جميعًا المغادرة." حما سمير نور خلفه، ولم يرد أن تَبقى وحدها.أرسل همام لنور نظرة، وقال: "ألم تسأليني آنذاك؟ ألم تكونين مهتمة بصحة سمير؟"إن بقيت نور، فيمكن لعزة ولاشين المغادرة، وسيكون سمير القزعلي بأمان، بل وقد يعطي همام الترياق لسمير.كانت صفقة جيدة جدًا."نعم، سأبقى."وافقت على كلام همام بدون أن تنتظر رد سمير. مادام الجميع سيكونون في أمان.قال سمير القزعلي: "مستحيل!" كان مصممًا، لا يستطيع أن يترك نور تبقى هنا، حتى لو كلفه ذلك حياته.ضحك همام، ثم قال: "سمير، تريد أن تبقى، لكن ما الفائدة التي ستعود عليّ إن بقيت أنت؟"كان همام يعرف أن سمير القزعلي دخل إلى هنا أولًا ليجد نور، وثانيًا ليُدمّرهم.كانت هوية سمير مكشوفة هنا، فكيف ستسمح دولة العرب بأن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل854

    عبست نور بجبينها، ولم يكن سمير يبدو أفضل حالًا.ملأ الغضب ملامح سمير، لكن كانت عيناه المتجهتان نحو همام حادتين كالسيف.لم تتغير ابتسامة همام، وقال: "الحروب والنيران مشتغلة بالخارج، وأنتما تتعاهدان على قضاء حياتكما معًا؟ إن كان لديكما وقت الفراغ هذا، لماذا لا تخبراني عن مكان حازم؟"اختفت ابتسامة همام فورًا عندما ذكر اسم حازم.برد وجهه كالثلج، وحملت عيناه شيئًا من الغضب المكبوت.يمكن لهمام أن يظهر بمظهر لطيف وودود، لكنه قادر أيضًا على القسوة.تمامًا كما هو الآن.يريد همام العثور على حازم، ومعرفة سبب إعطائه تلك المسبحة لنور، وفهم الحقيقة وراء بعض الأمور.من البداية كانت لدى همام توقعات وأمل، إلى أن وصل الأمر في النهاية إلى...تذكرت نور ما حدث لها مؤخرًا عندما ضربها السيد المهرج، وأغمي عليها، من المؤكد أن همام قد أتم كل شيء خلال تلك الفترة.وأصبح همام باردًا تجاهها الآن.مما يعني الأمور قد حسمت بالفعل.تنفست نور بعمق. لكنها شعرت بالحيرة، إذا لم تكن هي آيلين، فلماذا أعطاها حازم المسبحة؟ ولماذا نادى عليها بآيلين؟وبالإضافة إلى الذكريات التي تومض في عقلها.نور لا تفهم، أم أنه حدث تحريف في ذا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل853

    لكن...تنهد سمير بعمق، وكبح الألم في قلبه، ومد يده ليمس وجنتي نور، أحسَّ بألمٍ غائرٍ يملأ قلبه."نور، أعلم أنك لست شخصًا بهذه الخفة، لكن كل شيء يتغير، لا شيء ثابت. أيامك ستكون طويلة، سيكون صلاح أعظم معين لك."مع وجود صلاح بجانبها في العمل وفي حياتها المهنية، لن تشعر نور بأي قلق، بل إنه رتّب عزة لتكون برفقتها.لو لم تأتِ إلى قبيلة العزبي، لكان بإمكانها أن تحظى بأفضل حياة في مدينة الدرعية، لكن حياتها كانت لتصبح راكدة بلا حركة، بلا سمير، بلا طفل.بل وحتى أن هناك بعض الأمور، لم يكن بإمكانها فهمها.وسوف تعيش بقية حياتها مع شعور بالذنب تجاه لاشين."نور، أنا أحبك. ولو أمكن، كنت أتمنى ألا أتعرف عليك أبدًا." أمسك بيد نور وقبّل جبينها.كان كلامه في اول الجملة مليئًا بالعاطفة، ولكن في اللحظة التالية جاء الكلام قاسيًا، يتمنى لو لم يعرفها أبدًا، حتى لا تتعرَّض لأي خطر.لكن!لم تكن نور تعتقد أن بعض الذكريات تظهر عبثًا، تمامًا كما في هذا العالم، لا أحد يلتقي بالآخر عبثًا، فلكل شيء سبب.أمسكت نور بيد سمير بشدة، وأصبح صوتها مبحوحًا للغاية: "سمير، قولك هذا الآن متأخر جدًا. أنت روميو الخاص بي، لطالما اعت

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل852

    كان في عيني آيلين بعض الترقّب.ارتسمت على شفتي همام ابتسامة ساخرة وقال: "هل هذا ما تسميه أن العراك يولِّد التفاهم؟""نعم."قبضت آيلين على كفّيها بشدة."إذًا تحدثي معها بنفسك." لم يرد همام أن يساعد، فلم تعجبه هذه الاخت من اللحظة الأولى التي رآها فيها. بما في ذلك تصرفات آيلين وطباعها.حين رأى المسبحة الخضراء في معصم نور، شعر في نفسه ببعض السرور الخافت، وما يزال هذا الشعور يلازمه حتى الآن.بل أنه كان يشك إن كان الفحص قد تم التلاعب به.لكن السيد المهرج كان يراقب كل شيء، من المفترض أن لا يجرؤ أحد على التلاعب.وعلاوة على ذلك، لم يعلم أحد أنّ همام هو من أراد إجراء الفحص مع نور.انتهى همام من كلامه، واستدار مبتعدًا.حدقت آيلين في ظهره، وعيناها تحملان عمقًا.لطالما كانت متواضعة أمام همام، حتى بعدما قالت كل ما بوسعها، بما في ذلك حين دعاهما فرعون لتناول الطعام معًا، ظل همام على موقفه نفسه تجاهها.أليسا من نفس الأم؟لم تستطع آيلين أن تفهم.لكنها الآن لا تستطيع اللحاق بهمام، فاضطرت أن تفكِّر في خطة بصمت....أما نور، فكانت الآن بجانب سمير.كان قلبها مليئًا بالقلق عليه، وأخذت تسأله: "كيف تشعر الآن؟

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status