Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 1001 - Bab 1010

1058 Bab

الفصل 1001

كان الاثنان في الماضي، حين تشتد بينهما العاطفة، يشبكان أصابعهما دومًا، فملامح الوجه يمكن إخفاؤها، والهيئة يمكن أن تتبدل، وحتى النظرات يمكن أن تبدو مختلفة.لكن حجم اليد لا يمكن تغييره أبدًا.لقد أمسك أحمد بتلك اليد مراتٍ لا تُحصى، فكيف يمكن أن ينساها؟كانت يد سارة تنسجم تمامًا مع كفّه الكبير.لكن راحة يدها لم تعد ملساء كما كانت، إذ صار فيها الكثير من القَتَام، مما يدل على أن حياتها خلال هذه السنوات لم تكن سهلة.فجأة، سحبت سارة يدها بقوة، ارتسمت على وجه أحمد لمحة من الخجل، وقال: "أعتذر، لقد تذكّرتُ زوجتي الراحلة، ولهذا بدر مني تصرف غير لائق تجاهكِ."حدّقت سارة في ملامحه، فلم تجد في تعابيره أي تغيرٍ يُذكر، كما أن بريق عينيه كان خافتًا.ربما كانت هي من أسرفت في الظنون.قالت بهدوء: "لا بأس."قال أحمد بصوتٍ منخفض: "ما الذي يحدث لي بالضبط؟"أجابته سارة: "على الأرجح أن السبب هو قوة مفعول الدواء، فقد سبّب بعض الآثار الجانبية، ابتداءً من اليوم سأُقلّل لك الجرعة، وسأُعدّ بعض التركيبات الأخرى، ويمكنك أيضًا أن تذهب إلى نبع الجبل الخلفي لتغتسل هناك، فذلك مفيد لجسدك، سأعدّ لك بعض الطعام الطبي لتأكله،
Baca selengkapnya

الفصل 1002

أمسكت سارة بأصابع أحمد لتتفقدها، فوجدت أن طرف إصبعه قد شُقّ بجرحٍ طويل.قال أحمد بلا مبالاة وهو يسحب يده: "لا بأس، أتعرض للإصابات كثيرًا، إنها مجرد خدوش صغيرة."قالت سارة بسرعة: "انتظرني قليلًا."أسرعت وجلبت صندوق الإسعاف، ثم عالجت جرحه وأوقفت نزيفه.قالت بعد أن انتهت: "حسنًا، حاول ألّا تلمس الماء خلال اليومين القادمين، سأساعدك لتعود إلى السرير."قال أحمد وهو يدفعها بلطف: "لا داعي، أستطيع أن أفعل ذلك لوحدي."زحف بجسده الضعيف إلى السرير بصعوبة.ورغم رغبته الشديدة في الاقتراب من سارة، إلا أن ذكاءها الحاد جعله يسيطر على نفسه تمامًا، إذ يكفي أدنى خطأ لتكتشف حقيقته، فاضطر إلى كبح اندفاعه والتظاهر بعدم معرفتها، متعمّدًا الإبقاء على المسافة بينهما.قالت سارة بعبوسٍ واضح: "هنا لا يوجد رجل وامرأة، بل طبيب ومريض فقط، إن أصريت على الابتعاد عني، فلن أتابع علاج سُمّك بعد اليوم."خفض أحمد رأسه وقال بهدوء: "أعتذر."قدّمت له سارة وعاء حساء الدجاج الذي لم يُسكب بعد وقالت: "إن أردت أن تتعافى سريعًا، فعليك التعاون معي."قال أحمد معتذرًا من جديد: "لقد أزعجتكِ كثيرًا."نظرت إليه سارة، وقد بدا في تلك اللحظة
Baca selengkapnya

الفصل 1003

منذ البداية كان أحمد ينظر إلى ندى كما لو كانت طفلة صغيرة، يهتم بها قدر استطاعته، فحين أنقذها في الماضي كان الأمر بالنسبة له مجرد عمل عابر لم يتخيل أنه سيجعلها تتعلق به إلى هذا الحد.في السابق، عندما كان يخرج في مهمّات، كانت تُصر على مرافقته، ظنّ هو حينها أنها تريد أن تُدرّب نفسها استعدادًا للترقي في المستقبل، وبما أنها قد أنقذته ذات مرة في موقفٍ حرجٍ وتبرّعت له بدمها، فقد قرّر أن يساعدها بدوره.لكن مع مرور الوقت وكبرها في السن، أصبحت مشاعرها تجاهه أكثر وضوحًا، فاضطر أحمد أن يخبرها بأنه متزوّج.وبعد أن هدأت الأمور لبضع سنوات، ما إن شاع خبر طلاقه حتى بدأت تلك الفتاة بإظهار رغبتها في الاقتراب منه من جديد.مهما حاول أحمد رفضها، كانت تُصر على التواجد بجانبه.الأمر الذي استنزف صبره تمامًا، حتى أنه لم يعد يبالي بمراعاة مكانة معلمها القديم.قال محمود على عجل: "سيدي، إنها مريضة إلى هذا الحد، إن أعدناها من دون علاج، فلو غضب أحد المسؤولين الكبار فقد يؤثر ذلك سلبًا عليك..."فأجابه أحمد بصوت بارد: "هي من جلبت هذا لنفسها، تستحق ما أصابها، لا تهتموا لأمرها."ثم نهض محاولًا الخروج، لكنه كاد يتعثر عند
Baca selengkapnya

الفصل 1004

قبل أن يدخل أحمد إلى الكهف، قال لمحمود: "لقد سمعتَ كل شيء، لا بدّ أن أبقى هنا لأُزيل السم، الوضع في الخارج مضطرب، خذ رجالك واخرج لحلّ الأمر، وبما أنّ ندى ليست بخطرٍ كبير، فأعدها معك في طريقك."تحرّكت زاوية فم محمود بسخرية، فهذا الرئيس التنفيذي أحمد، ما إن وجد زوجته حتى نسي رفاقه، وها هو يسارع لطردهم كي يستمتع بعالمٍ يخصه وحده مع سارة."حسنًا يا زعيم، سأترك عز هنا لينقل الأخبار."إذ لم يكن في القرية أي اتصالٍ بالشبكة، فوسيلة التواصل الوحيدة ما زالت تلك الطريقة البدائية عبر الحمام الزاجل.قال أحمد: "حسنًا، اذهب ونفّذ، واجعل تحرّكاتي طيّ الكتمان.""مفهوم."كان يرفع شعار "العمل"، بينما في الحقيقة لا يريد أن يُزعج أحدٌ لحظات لقائه بزوجته من جديد.على كل حال، إن استطاع أحمد وسارة أن يعودا لبعضهما، فذلك أمرٌ يُفرح الجميع.كان محمود فطِنًا، فغادر في الحال.في الداخل، كانت سارة تضيف الماء إلى النار لتغلي، ثم أدركت فجأة، لماذا سارعت بطرد من كان يمكنه أن يقوم بمهمة المساعدة؟الآن وقد رحل محمود، من الذي سيساعد أحمد على خلع ملابسه؟لم تكن تملك قدرات مرمر السحرية لتجعل طائرًا صغيرًا يبعث برسالة إلى
Baca selengkapnya

الفصل 1005

اهتزّ قلب سارة قليلًا، فأضاف أحمد قائلًا: "لو لم تكوني موجودة هذه المرة، لربما كنتُ الآن قد فارقت الحياة، أنتِ من أنقذني، وأنا ممتنّ لكِ من أعماق قلبي، حين أتعافى، سأردّ لكِ جميلكِ كما يليق."لا تدري لماذا، لكنها تذكّرت مشهد "البطل الذي ينقذ الحسناء"، وكيف أنّ المرأة في تلك القصص تقول عادة: "لا أجد وسيلة لردّ الجميل سوى نفسي."مع أنهما قد انفصلا منذ زمن، وتعهّدا ألّا يكون بينهما أي ارتباط بعد الآن.إلا أنّ فكرة زواجه بامرأةٍ أخرى ما زالت تُثير في داخلها إحساسًا غامضًا لا تستطيع وصفه.ربما كان شعورًا بالمرارة.منذ أيام الدراسة، أحبّت هذا الرجل من أعماقها، وحلمت مرارًا بأن تشيخ معه، وأن يمتلئ البيت بأصوات أبنائهما وأحفادهما.حين تزوّجته، كان قلبها وعقلها مليئَين به وحده، لم يخطر ببالها أبدًا أنهما سيصلان إلى لحظة تنكسر فيها تلك العلاقة، ويقف بجانبه يومًا امرأة أخرى.لكن الواقع صدمها بلا رحمة.حاولت سارة أن تضبط نفسها وألا تنساق وراء مشاعرها، وقالت بنبرة هادئة: "وكيف تنوي أن تردّ لي الجميل؟"ابتسم أحمد وقال: "هذا يعتمد عليكِ، ماذا تريدين أنتِ؟"أول ما خطر ببال سارة هو فارس، كانت تتمنى الح
Baca selengkapnya

الفصل 1006

تحركت أصابع سارة بخفة، وربطت له شريطًا على شكل فراشة، ثم قالت بهدوء: "انتهيت."ثم أمسكت برباط خصره وقادته حتى تمدّد فوق جلد الحيوان، وقالت: "ارتَح قليلًا، ثم كُل شيئًا يعيد لك طاقتك."كانت الأدوات في هذا الكهف كاملة تقريبًا، مما يدل على أنها اعتادت العيش هنا منذ وقتٍ طويل.فكّر أحمد في مرضها، هل شُفيت هنا؟ وكيف عاشت هذه السنوات وهي تربي طفلتها وحدها؟تدفقت الأسئلة في ذهنه، لكنه لم يُرِد الاستعجال، وهو يعلم أن الألغاز ستنكشف يومًا ما.لم تمضِ فترة طويلة على استلقائه حتى سمع رنين جرسٍ خافتٍ يتردد بالقرب منه.اهتزّ قلبه، إنّها مرمر!ورغم أنه لم يعرف يوم ميلادها بعد، إلا أنّ أحمد بدأ يعتبرها ابنته بالفعل.ظلّ مستلقيًا دون أن يتحرّك، والجرس يقترب أكثر فأكثر، حتى توقف عند جانبه.ثم شعر بيدٍ صغيرةٍ تلمس وجهه برفق، فاضطرب قلبه بشدة.أيعقل أن ابنته تعرف أنه والدها؟لم يشأ أن يقطع هذه اللحظة الجميلة، وسرعان ما سحبت الصغيرة يدها، من صوتها أدرك أنها ذهبت نحو سارة.قالت سارة بصوتٍ منخفض: "هل تشعرين بالجوع؟"حرّكت الصغيرة يديها بإشاراتٍ صامتة، فضحكت سارة بخفة وقالت: "حسنًا، اذهبي وأحضري المكونات، سأ
Baca selengkapnya

الفصل 1007

التفت أحمد نحو الجهة التي كانت فيها سارة، وعلى الرغم من علمه أنه وهو مكفوف العينين لا يستطيع رؤيتها، إلا أن قلبه اضطرب دون سبب واضح.نهضت سارة، ثم وضعت حلوى الزعرور التي أعدّتها في السلة وقالت بهدوء: "سأحمل بعضًا منها للجدة، أما أنتِ فابقَ هنا واعتنِ به، حسنًا؟"أومأت مرمر برأسها.غادرت سارة المكان، وجلست مرمر إلى جواره تربّت على رأس الغزالة الصغيرة، وبين حينٍ وآخر كانت الغزالة تتقافز وتصطدم بجسد السيد أحمد، فيشعر هو بلمساتها وبلهو الطفلة معها.كان ينبغي له أن يشعر بالفرح، لكن فجأة أدرك أمرًا غريبًا، إذ لم يكن في هذه المنطقة أي شجرة زعرور أصلًا، فمن أين جاءت الثمار؟لم يكن هناك سوى احتمال واحد، أن يكون أحدهم قد أحضرها من خارج القرية.إنه جلال!ومض هذا الاسم في ذهن أحمد كوميض البرق.لقد أعدّت سارة حلوى الزعرور، بل وخصّت لجلال بنصيبًا منها.مرت السنوات، ومن ذا الذي يعلم ما الذي آل إليه شعورهما تجاه بعضهما؟في الألف ليلةٍ وليلة التي غاب فيها عنها، من الذي ملأ الفراغ إلى جوارها؟ رجل آخر بلا شك.خفق قلب أحمد بقوة، وشعر بقلقٍ غامر، وكأن الطفلة التقطت ذلك التوتر منه، فأمسكت بيده وكتبت في راحت
Baca selengkapnya

الفصل 1008

لمجرد أن أحمد تخيّل سارة مستلقية تحت رجلٍ آخر، تدفقت الدماء إلى رأسه، وغمرته هالة قاتلة من الغضب والغيرة.صوت الأجراس المتدليّة من جسد مرمر جذب انتباه الاثنين، فاندفع تامر نحوها بابتسامةٍ عريضة، لكن ما إن رأى الرجل الذي يقف إلى جوارها حتى تجمّد وجهه، وتلاشت ابتسامته.أشار نحو أحمد وسأل سارة: "هل هذا هو مريضكِ؟"قالت بهدوء: "نعم، أنها قصة طويلة."يبدو أن سارة قد أعطته إشارة بعينيها، فامتنع تامر عن طرح المزيد من الأسئلة.أما أحمد فكان عليه أن يُكمل تمثيليته بإتقان، فقال متظاهرًا بالبراءة: "فانيسا، هل لديكِ ضيف؟"ضحك تامر ببرود وقال: "ومن منّا الضيف حقًّا؟"تظاهر أحمد بعدم الفهم وقال: "يبدو أن هذا السيد يحمل عداءً تجاهي، هل نعرف بعضنا؟"قاطعت سارة الحديث ببرود: "لا تعرفانه، ما الذي أتى بك؟"أشارت مرمر بيديها، فالتفتت سارة نحوها وسألت: "هل تؤلمك عيناك؟"قال بصوتٍ خافت: "نعم، بعد رحيلكِ شعرت بوخزٍ مفاجئ، فطلبت من مرمر أن تأخذني إليكِ."تجعد حاجبا سارة بقلق وقالت: "تعال معي."سارت خطوتين، ثم تذكرت أنه لا يرى، فعادت وأمسكت بشريطٍ مربوط عند خصره لتقوده ببطء.كان تامر يراقب تفاعلهما بعينين يملؤ
Baca selengkapnya

الفصل 1009

لم يكن عز غافلًا عن التغيّر الذي طرأ على ملامح أحمد، فبذكائه المعتاد أسرع بإغلاق الباب، ثم خفّض صوته قائلًا: "سيدي، اخبرني بتعليماتك."أخذ أحمد عدّة أنفاس عميقة محاولًا تهدئة اضطرابه، لقد كبح مشاعره بالقوة، وبدأ يحلّل الوضع بعقل بارد.إن كانت سارة حقًا قد تورّطت في شيء مع تامر، فحتى لو أراد الآن أن يمنع الأمر، فقد فات الأوان.أما إن لم يكن بينهما شيء بعد، فهذا يعني أنّ تامر لم ينل منها بعد، وحينها سيكون حنق أحمد على نفسه أشدّ من غضبه عليه.لذا، كان عليه ألا يفقد رباطة جأشه، وألا يتصرّف باندفاع، فالأهم الآن أن يكشف حقيقة العلاقة بين الاثنين.بعد أن رتّب أفكاره جيدًا، مال نحو عز وهمس في أذنه ببضع كلمات، فتبدّل وجه الرجل، وبدت عليه علامات التردّد.قال بقلق: "سيد أحمد، هذا الأمر في غاية الخطورة."فأجابه ببرود ثابت: "افعل ما قلتُه لك، فالحذر لا يجلب المكاسب، ومن خشي الخسارة لن ينال الغنيمة."ارتسمت على وجه عز ملامح الحيرة، إذ لم يفهم تمامًا من يقصد سيده بهذه الجملة.بقي أحمد في غرفته صامتًا لا يتحرك، بينما أخذ عز يصف له بدقة توزيع أرجاء الفناء وما حوله.وحين تعقّد عليه الوصف، رسم بيده خريطة
Baca selengkapnya

الفصل 1010

في مواجهة سخرية العمة سعاد، خفَضَ أحمد رأسه بصمت، بينما كانت مرمر ترفع رأسها نحوه، وكأنها تتوق إلى إجابةٍ منه.قبل ذلك، لم تكن تعرف شيئًا عن والدها، وكلّما سألت سارة عنه، كانت تُجيبها ببضع كلماتٍ مقتضبة، لتغلق الموضوع سريعًا، وكأنها لا ترغب في التحدّث عمّا يتعلّق به.لكن هذه المرة، حين التقت بأحمد، كانت أول مرة تسمع من فمه شيئًا عن أمّها سارة.اتّضح لها أن الأمر لم يكن كما تخيّلته، فقد كان والدها يحبّ أمّها حقًّا.قال بصوتٍ متألم: "يا سيدتي الفاضلة، يمكنكِ أن تشتُميني كما تشائين، فقد ارتكبتُ في الماضي ما لا يُغتفر، آذيتُها كثيرًا، وكنتُ حقيرًا، لا أستحق أن أُسمّى إنسانًا، لكن لا تشكّي في حبّي لها، حتى بعد أن غابت عن عالمي لسنوات، لم يمضِ يومٌ واحد دون أن أتذكّرها."ارتفع صوت تامر من الخلف قائلًا: "كلامك هذا يا سيد أحمد يبدو مثيرًا للسخرية، إن كنتَ تحبّها كما تقول، فكيف آذيتها إذن؟ أليس في هذا تناقض؟"سمع أحمد خطواته تقترب شيئًا فشيئًا، حتى وقف بالقرب منه، وأسند يده إلى جانبه، ثم قال بنبرة باردة واضحة: "في رأيي، أنت مجرد منافق يا سيد أحمد، هذا الذي تسميه حبًّا ليس حبًّا، لو أنني أحببتُ
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
99100101102103
...
106
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status