تناثرت حبات الفاصولياء على وجه أحمد، فانعقد حاجباه بامتعاض، ثم رمى القرن في السلة قائلًا بغضب: "أيتها الجدة، لا أستطيع فعل هذا."ابتسمت العمة سعاد بهدوء وقالت: "أيها الشاب، لا تكن سريع الغضب هكذا، أعلم أنك نشأت مدللًا ولم تمارس مثل هذه الأعمال، لكن عليك أن تفكر جيدًا، فبصرك لن يعود بين ليلةٍ وضحاها، وعليك أن تعتاد حياة العمى."تجمّد أحمد في مكانه، وأدرك أن ما تفعله العمة سعاد ما هو إلا لتُدرّبه على الاعتماد على نفسه.لقد قالت سارة له شيئًا مشابهًا من قبل، غير أنه في تلك اللحظة كان غارقًا في فرحة لقائهما من جديد، فلم يُعِر أمر عينيه اهتمامًا.والآن فقط، بعد سماع كلمات الجدة، بدأ يأخذ الأمر على محمل الجد.قال بصوت خافت: "يا عمّة، كم من الوقت سيستغرق حتى تعود عيني كما كانت؟"هزّت رأسها وقالت: "من الصعب القول، إن كنت محظوظًا فربما خلال ثلاثة أو خمسة أشهر، وإن ساءت الأمور فقد تمتدّ إلى عامٍ أو أكثر، الأفضل أن تنتظر حتى تزول آثار السمّ من جسدك، ثم تذهب إلى المستشفى لتفحصها بالأجهزة، فمشاكل العين ليست سهلة العلاج، ولن تشفى سريعًا على كل حال."هبط صدر أحمد ببطء، وشعر بثقلٍ في قلبه.كان يظن أن
Baca selengkapnya