Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 1011 - Bab 1020

1058 Bab

الفصل 1011

تناثرت حبات الفاصولياء على وجه أحمد، فانعقد حاجباه بامتعاض، ثم رمى القرن في السلة قائلًا بغضب: "أيتها الجدة، لا أستطيع فعل هذا."ابتسمت العمة سعاد بهدوء وقالت: "أيها الشاب، لا تكن سريع الغضب هكذا، أعلم أنك نشأت مدللًا ولم تمارس مثل هذه الأعمال، لكن عليك أن تفكر جيدًا، فبصرك لن يعود بين ليلةٍ وضحاها، وعليك أن تعتاد حياة العمى."تجمّد أحمد في مكانه، وأدرك أن ما تفعله العمة سعاد ما هو إلا لتُدرّبه على الاعتماد على نفسه.لقد قالت سارة له شيئًا مشابهًا من قبل، غير أنه في تلك اللحظة كان غارقًا في فرحة لقائهما من جديد، فلم يُعِر أمر عينيه اهتمامًا.والآن فقط، بعد سماع كلمات الجدة، بدأ يأخذ الأمر على محمل الجد.قال بصوت خافت: "يا عمّة، كم من الوقت سيستغرق حتى تعود عيني كما كانت؟"هزّت رأسها وقالت: "من الصعب القول، إن كنت محظوظًا فربما خلال ثلاثة أو خمسة أشهر، وإن ساءت الأمور فقد تمتدّ إلى عامٍ أو أكثر، الأفضل أن تنتظر حتى تزول آثار السمّ من جسدك، ثم تذهب إلى المستشفى لتفحصها بالأجهزة، فمشاكل العين ليست سهلة العلاج، ولن تشفى سريعًا على كل حال."هبط صدر أحمد ببطء، وشعر بثقلٍ في قلبه.كان يظن أن
Baca selengkapnya

الفصل 1012

صدر صوت خافت "صرّ الباب" وهو يُفتح.لم يستطع أحمد وصف حالته في تلك اللحظة، إذ تدفقت الدماء في عروقه صعودًا إلى رأسه.ولأنّه لا يرى، راحت مخيلته تُصور له مشهدًا قاسيًا يجمع بين سارة وتامر في وضعٍ حميم، قبل سنوات، على متن السفينة، حاول تامر استغلال تأثير الدواء ليفعل بها الشيء نفسه.واليوم، وقد أصبحت مطلّقة منذ زمن، فإن حدث بينها وبينه شيء الآن، فسيُعد برغبةٍ متبادلة، حتى لو اكتشف هو الأمر بنفسه، فماذا بوسعه أن يفعل؟في تلك اللحظة، شعر أحمد بشيءٍ من الارتياح لكونه لا يرى المشهد السيئ بعينيه.انتشرت في الغرفة رائحة لطيفة، لم تكن كرائحة العطور، بل أشبه برائحة الشامبو أو سائل الاستحمام.جاء صوت سارة ببرود: "ما الذي أتى بك إلى هنا؟"ارتبك أحمد قليلًا، وسأل نفسه، ما الذي أفعله حقًا؟ هل جئت لأضبطها متلبسة؟قمع اضطرابه القوي في صدره، وجعل صوته يبدو هادئًا لا يحمل أي انفعال: "سمعتكِ قبل قليل تصرخين من الألم، فظننت أنّ مكروهًا أصابك، فجئت لأطمئن."قالت سارة: "لم أ..."، لكنها لم تُكمل.ضحك تامر ساخرًا: "هل السيد أحمد يهتم بكل امرأة تصرخ من الألم؟ امرأة تتأوه في غرفتها، أتراه لا يفهم أم يتغافل؟"رد
Baca selengkapnya

الفصل 1013

غسلت سارة شعرها جيدًا، ثم أسندت رأسها إلى حافة النافذة، تتأمل القمر الدائري المعلق في السماء، لقد كذبت على تامر.مرّت ثلاث سنواتٍ ونصف، وكانت تظن أنها تجاوزت تلك العلاقة منذ زمن، لكن حين علمت بأن أحمد قد سُمِّم، وأن السمّ سيقضي عليه قريبًا، ارتبك قلبها على نحوٍ لم تتوقعه، شعرت بالخوف والعجز معًا.لم تبالِ بشيء حين قررت العودة، فوجود الطفل لم يكن سوى سببٍ واحدٍ لذلك، أمّا السبب الحقيقي فهو أنها لم تكن تريده أن يموت.ذلك الشعور لم يكن ينبغي أن يتسلّل إلى قلبها من جديد.لهذا، كان عليها أن تُسرع في علاجه وتُرسله بعيدًا قبل أن تتعقّد الأمور ويطول الليل بأحلامٍ غير مرغوبة.من بعيدٍ، دوّى صوتُ نايٍ رخيمٍ قادمٍ من غرفة أحمد، كانت مرمر تجلس على شرفة الغرفة تعزف، تلك الطفلة كانت تُحب أحمد كثيرًا، لكن كيف يمكن لسارة أن تُخبرها بأن أحمد ليس والدها الحقيقي؟وإن علم أحمد بأنها حملت بطفلٍ من رجلٍ آخر وأنجبتْه، فهل كان سيؤذي مرمر؟بعد أكثر من ثلاث سنوات، لم تعُد سارة قادرة على الجزم بما أصبح عليه أحمد اليوم.عزفت مرمر بضع مقطوعات ثم توقفت، ثم ربتت على يد أحمد برفق، وقادته نحو السرير، تُشير إليه أن علي
Baca selengkapnya

الفصل 1014

جاء الصوت من بعيد، ويبدو أنّ سارة كانت تطارد شخصًا ما.أمسك أحمد بدرابزين السلالم وهو يهبط بسرعة، متتبعًا مصدر الصوت.تعثر أكثر من مرة في طريقه، لكنه كان ينهض في كل مرة دون أن يشعر بأي ألم، مستمرًّا في الجري.كان الصوت لا يبتعد كثيرًا ولا يقترب، كأنه يتعمّد استدراجه عمدًا.صرخ أحمد بقلق شديد وهو يناديها: "سارة حبيبتي، أين أنتِ؟ هل أنتِ بخير؟"استيقظت سارة فجأة من نومها، فقد بدا لها كأنها سمعت أحمد ينادي اسمها، أكانت تحلم؟لا تدري لماذا، تسلّل إليها شعور غامض بالقلق.كانت تنوي أن تواصل نومها، لكنها نهضت في النهاية، إذ شعرت أنه من الأفضل أن تتفقد الأمر لتطمئن.غطّت الطفل جيدًا باللحاف ثم نزلت من السرير، وما إن وصلت إلى الطابق السفلي حتى رأت أن باب غرفة أحمد مفتوح على مصراعيه.تمتمت بدهشة: "في مثل هذا الوقت المتأخر، لماذا يترك الباب مفتوحًا؟"أسرعت سارة إلى الطابق العلوي، فوجدت في الغرفة مصباحًا واحدًا ينبعث منه ضوء خافت، وعلى السرير لحاف مقلوب، أمّا أحمد فلم يكن في أي مكان.نادته بصوت مرتجف: "سيد أحمد؟" لكنها لم تتلقّ أي جواب.بدأ القلق يتفشى في صدرها كالنار.كيف يمكن لأحمد أن يخرج هكذا
Baca selengkapnya

الفصل 1015

شعر عز بقشعريرة تسري في ظهره، وتذكّر فجأة ما كانت العمة سعاد قد أخبرته به عرضًا ذات مرة.في هذه المنطقة وُجد ما يقارب ثمانيةً وأربعين نوعًا من الأفاعي، منها أكثر من ثلاثين نوعًا سامًّا، يكفي عَضّتها الواحدة لتجعل الدواء عاجزًا عن إنقاذ الضحية.كانت عينا أحمد لا تُبصران، وإن سقط في هذا المكان... فالعواقب لا يمكن تخيّلها.لم يجرؤ كلٌّ من سارة وعز على التوقّف، فانطلقا يعدوان بسرعة إلى الأمام.قال عز بأعلى صوته: "أيها القائد، توقّف!"، كانت الجبال صامتة، لذا لا بدّ أن أحمد قد سمع صوته.وعلى مسافة غير بعيدة، عثرا على إحدى نعال أحمد، وكانت بقعٌ من الدم متناثرة على الطريق.لم تفهم سارة ما الذي يدفعه للمضيّ بهذا الإصرار، رغم سقوطه مرارًا، ورغم الدماء التي نزفها، فما الذي يسوقه إلى المخاطرة بكلّ شيء؟ألم يكن يدرك الخطر؟لكن من الواضح أنّه كان يدركه جيدًا، ومع ذلك لم يتوقّف، لأنّ ما يسعى إليه أغلى عنده من حياته نفسها."أسرعوا!"......كانت مرمر غارقة في نومٍ عميق، حين أحسّت بشيء يدفع ذراعها بخفّة.فتحت عينيها بتثاقل، لتجد أنّ الظبي الصغير الذي يلهو معها عادةً قد دخل غرفتها.ثمّ طارت حمامة إلى الد
Baca selengkapnya

الفصل 1016

كانت سارة تسرع بخطواتها المتلاحقة، وكلما اقتربت من جحر الأفاعي ازداد اضطراب قلبها، فذلك المكان يصعب على الإنسان العادي الخروج منه سالمًا، فكيف به وهو أعمى؟إن سقط في جحر الأفاعي، فلا شك أنه سيلقى حتفه بعد أن تنهش الأفاعي قلبه.لم تجرؤ سارة حتى على تخيّل هذا المشهد.هبّت ريح باردة تحمل معها رائحة الزواحف الكريهة، فارتجف جسدها بأكمله من شدة القشعريرة.كانت أشبه بوحشٍ مفترسٍ في مطاردةٍ يائسة، لا يملكه سوى فكرة واحدة، أن يركض بكل ما أوتي من قوة.لم تعد تسمع أي صوتٍ آخر، سوى صفير الريح وهي تخترق أذنيها لتزيد من فزعها.وبـ"دويٍ" مفاجئ، تعثّرت من فرط توترها وسقطت على الأرض.أسرع عز نحوها وأمسك بها ليسندها قائلًا: "هل أصبتِ بسوء؟"لكنه أدرك أنّ جسدها كله كان يرتجف بعنف.صرخت بصوتٍ متقطع: "أسرع... أسرع! أمامنا جحر الأفاعي!"تجاهلت الألم الذي يعتصر ركبتها وهي تنهض لتندفع راكضةً من جديد.في تلك اللحظة لم تعد تشعر بألمٍ أو تعب، لم يكن في ذهنها سوى أمرٍ واحد، إنقاذ أحمد، لا بدّ أن تنقذه، لا يمكن أن يموت!وحين بلغت المكان بكل ما تبقّى في جسدها من طاقة، لم ترَ سوى أحمد وهو يقفز دون تردّد إلى داخل جحر
Baca selengkapnya

الفصل 1017

قال عز بصوتٍ متهدّج: "لا أستطيع الوقوف مكتوف اليدين".صاح أحمد بصرامةٍ قاطعة: "لا تقترب، هذا أمرٌ! قف مكانك ولا تتحرّك".رفع عز رأسه نحو السماء كي لا تسقط دموعه، لقد رأى من قبل إخوةً كُثر يسقطون في ساحة المعركة، ولطالما وضعوا الموت خلف ظهورهم.لكن موت فاتن حينها ترك في قلبه جرحًا لم يندمل، كانت ساقه على وشك أن تُشلّ، غير أنّه قاتل بكلّ ما فيه أثناء إعادة التأهيل، فقط ليبقى قادرًا على الوقوف بجانب أحمد وحمايته، حتى لا يتكرّر الكابوس ذاته.ومع ذلك، ها هو الكابوس يعود الآن بأبشع صورة.تمامًا كما في تلك الليلة الممطرة، لم يكن أمامه سوى أن يشاهد فاتن تُزهَق حياتها برصاصةٍ أمامه، عاجزًا، بلا حولٍ ولا قوّة.اغتنمت سارة لحظة غفلة تامر، فأمسكت به بقوةٍ مذهلة وطرحتْه أرضًا بضربةٍ عنيفة، ثم قفزت فوق عز وانطلقت نحو جُحر الأفاعي.لم يعد للعقل أو العواقب وجودٌ في قاموسها، كانت تمضي دون وعيٍ سوى نحو غايةٍ واحدة.في عينيها لم يكن هناك سوى ذلك الشابّ اليافع الذي انتشلها من البحر، وزوجها السابق الذي تصدّى بجسده لحطام الزجاج يوم الحادث، والرجل الأحمق الذي ألقى بنفسه إلى جُحر الأفاعي لمجرد تسجيلٍ صوتي.أي
Baca selengkapnya

الفصل 1018

تحدّث أحمد بصوت خافت متوجس، خشية أن تتلاشى سارة من أمامه كما يتبدد الحلم عند أول نداء.رفعت سارة قبضتها تضرب بها صدره بغضب، وقالت: "أيها الأحمق، أتدرك أين نحن الآن؟"عاد أحمد إلى وعيه من هول الصدمة، وأمسك بسرعة بيدها قائلًا: "سارة حبيبتي، يوجد هنا الكثير من الأفاعي، غادري حالًا، اخرجي من هذا المكان."ورغم أن عز لم يفهم تمامًا لماذا يحتضن قائده امرأةً ويناديها باسم سارة، فإنه قال بصدق: "سيدي، لقد تم طرد الأفاعي جميعها، أنتما الآن في أمان."تحت ضوء القمر، كانت مرمر تمتطي ظبيًا صغيرًا، تمسك في يدها مزمارًا قصيرًا، تبدو كجنيّة خرجت من أعماق الغابة تعزف نغمةً عذبة تملأ الليل دفئًا.رأت سارة وأحمد وهما يعانقان بعضهما والدموع تلمع في عيونهما، فغمر الدفء قلبها الصغير.لقد أدركت في تلك اللحظة أن أمها لم تنسَ أباها يومًا.نظرت نحو تامر الواقف غير بعيد، لكنه لم يظلّ ليشهد هذا اللقاء، بل غادر دون أن يلتفت.رغم أن سارة صفعته بقوة، فإن أحمد لم يغضب، بل ابتسم وهو يشدّها إلى حضنه بشوق.في تلك اللحظة لم يعد يخفي مشاعره، بدا كطفل وجد ضالته أخيرًا، وقال بفرح غامر: "سارة حبيبتي، لقد وجدتكِ حقًا، كنتِ دائم
Baca selengkapnya

الفصل 1019

خارج الكهف، كانت مرمر تقف خلفها، مدّت سارة يدها، وربّتت على رأس الصغيرة قائلة: "يا حبيبتي، أحسنتِ التصرف، سأعتني به بنفسي، عودي الآن لترتاحي، لقد أرهقكِ هذا اليوم."أومأت مرمر برأسها مطيعة.تابعت سارة بنظرها ظهر الصغيرة وهي تبتعد، فغاصت في شرود عميق، لم تكن تعلم إن علم أحمد أن مرمر ليست ابنته، فهل سيفقد صوابه ويفعل بها أمرًا شنيعًا؟ارتسم في ذهنها وجه أحمد البارد الجامد، ذاك الوجه الذي لم يُظهر يومًا سوى القسوة، لقد قالها من قبل، بصوت لا يقبل الجدال، لن أسمح لنفسي بالخيانة أبدًا.حتى وإن كان قد سامحها حينها على علاقتها بحسني، إلا أن ذلك لا يعني أنه قَبِل بأن تحمل في أحشائها طفل رجلٍ آخر.وجود مرمر سيكون دائمًا كشوكة مغروسة في قلبه، لا تزول ولا تهدأ.حين وصلت سارة، كان أحمد قد خلع ثيابه وجلس منغمسًا في الماء.وحين علم بأنها هي من جاءت، فهم عز الأمر سريعًا، فاختلق عذرًا وغادر، تاركًا الكهف لهما وحدهما.بلّل أحمد شفتيه بطرف لسانه، فقد كان في صدره الكثير من الكلمات التي أراد قولها لسارة.منذ أن تعرّف إليها، وهو يكتم كل ما يشعر به، حتى بات ذلك عبئًا يخنق صدره، أما الآن، فقد أُتيح له أخيرًا
Baca selengkapnya

الفصل 1020

بعد أن أُعيد تنظيف جروح أحمد بعناية، توقّف نزيف جروحه بعد أن نُقع في نبع الدواء، ثم أخرجت سارة مطهر اليود وبدأت بتعقيم جراحه.كان جلده الصافي كالمرمر، إلا أنّه مثخن بالجراح، لا تكاد تجد موضعًا واحدًا سالمًا من الندوب التي تناثرت بطول جسده وقصره.كان أحمد يخشى أن يثير غضب سارة، فلم يجرؤ على قول شيء آخر.لو علمت أنّه منذ البداية كان كل شيء وفق خطّته، لغضبت إلى حدّ أنها كانت ستهرب في تلك الليلة نفسها.لقد خاطر بحياته ليكشف الحقيقة، ومنذ اللحظة التي اندفعت فيها سارة نحوه غير آبهة بالخطر، أدرك أنّ رهانه قد نجح.سارة ما زالت تحبّه.غير أنّ ماضيهما يقف بينهما كشوكة في الحلق، حتى لو كان بينهما هوّة كخندق ماريانا، فسيملؤها حتى يعود إليها من جديد.لكن الطريق أمامه طويل، ولا يمكنه التسرّع.حين كانت سارة تعالج جراحه، اعترتها هي الأخرى مشاعر خوف متأخرة، فهذا الرجل هرع خلف تسجيلٍ صوتي فقط، ولولا عقد مرمر الذي دلّهم عليه، لكان الآن هيكلاً عظمياً لا أكثر.لم ترغب في الخوض في الماضي معه، فقالت بهدوء: "لقد قلت لك من قبل، لا تتجول بلا إذن، شمال القرية منحدرٌ سحيق، وجنوبها وكر الأفاعي، وفي الشرق والغرب ضب
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
100101102103104
...
106
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status