All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 991 - Chapter 1000

1058 Chapters

الفصل 991

بذلت سارة جهدًا كبيرًا حتى أبعدت يدها عن عضلات بطنه، ثم بدأت تفحصه بعناية، وأخرجت السماعة الطبية لتستمع إلى نبض قلبه.قال أحمد بصوتٍ خافت: "سارة حبيبتي، ما هذا الشيء البارد؟ ولماذا يبدو هذا الحلم واقعيًا إلى هذا الحد؟"قالت بهدوء: "هسّ، لا تتكلم." ولم ترغب في أن تشرح له شيئًا.بعد أن أنهت الاستماع، رفعت جفنه لتتفحص عينيه، غير أن بؤبؤيه كانا خاليين من أي بريق، فلم تستطع أن تُقدّر حالته بالعين المجردة، ولم يبقَ سوى أن تُزيل السمّ ليخضع بعدها للفحص بأجهزة المستشفى.ما دام يمكن إزالة السمّ، فبقية الأعضاء ستتعافى تدريجيًا.أغلق أحمد فمه على الفور، حتى وإن كان يعلم أن هذا مجرد حلم، إلا أنه أراد أن تُطيل سارة بقاءها معه ولو لدقيقة إضافية، فكل دقيقة تعني ذكرى جديدة يمكنه الاحتفاظ بها.قالت: "استدر على جنبك."أجاب بطاعة: "حسنًا."فحصته سارة بدقة، ورأت أن تعبها خلال اليومين الماضيين لم يذهب سُدى، إذ بدا أن حالته تتحسّن.وكان السبب أن هذا الرجل العنيد يتمتع بجسدٍ أقوى من معظم الناس، فكلما أُصيب جُرحه تعافت أنسجته بسرعة تفوق المعدل الطبيعي.قالت أخيرًا وقد اطمأنّت: "حسنًا، يمكنك أن تعود الآن." ثم
Read more

الفصل 992

تذكّرت سارة الفترة التي تلت زواجها من أحمد، فقد كان آنذاك رجلًا قليل الكلام، صامتًا إلى حدٍّ يثير القلق، حتى في الفراش كان يمارس الحب بصمتٍ تام، منهمكًا في فعله دون أن يُظهر أي تعبيرٍ على وجهه، فضلاً عن مشاعره التي لم يفصح عنها يومًا.لولا أنه كان يُرهقها في كل مرة حتى تعجز عن النهوض من السرير، لكانت قد شكّت فيما إذا كان يحبها أصلًا أم لا.كان يُخفي كل ما يشعر به في أعماق قلبه، لا يسمح لأحد بأن يطّلع على ما بداخله.لكن بعد هذه السنوات الطويلة من الصراعات والتقلبات، بدا وكأن موقعيهما قد تبدّلا.الآن أصبحت سارة هي من تُخفي مشاعرها، بينما أحمد هو من صار أكثر تواضعًا وضعفًا أمامها.لم يعُد يُخفي شيئًا مما يجول في صدره.صار مثل كلبٍ وفيٍّ، متشبّثٍ بها، دافئٍ ومُحب، يعرف بدقّة كل موضعٍ حساسٍ في جسدها.تحركت شفتاه المبللتان من عنقها إلى الأسفل، تاركةً خلفها أثرًا من الرطوبة.قال بصوتٍ خافتٍ متحشرج: "سارة حبيبتي، لقد اشتقتُ إليكِ... اشتقت حتى الجنون."خطر في بال سارة أن محمود سيدخل بعد قليل، ولو رآها بهذه الحال تحت جسد أحمد، لانقلبت الدنيا رأسًا على عقب.فكّرت بسرعة ثم غيّرت نبرتها وقالت بلطفٍ
Read more

الفصل 993

قال محمود بنبرةٍ عاجزة: "سيدي، إنّه أنا."مدَّ أحمد يده يتحسّس من حوله وقال: "وأين سارة؟"أجابه محمود: "لقد كنتَ تحلم."قال أحمد وهو يعقد حاجبيه: "حلم؟" لكنه شعر بأنّ ذلك الحلم واقعيٌّ إلى حدٍّ مدهش، حتى إنه ما زال يتذكّر ملمس بشرتها ودفء جسدها وصوتها العذب في أذنيه.قال محمود: "نعم، سيدتي لا تزال في مكانٍ بعيدٍ عن هنا آلاف الأميال، فكيف يُعقل أن تكون قد جاءت؟"شعر أحمد بفراغٍ هائلٍ في صدره، وكأنّه فقد للتوّ أعزّ ما يملك، ثم اكتشف أنّ كلّ ما عاشه مجرّد حلم.خفض رأسه وارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ باهتةٌ حزينة وقال: "صحيح، كيف لي أن أراها حقًا؟"جاءه صوت سارة البارد من خلفه: "بما أنك استيقظت، فكل قليلًا من الطعام."عندها فقط أدرك أحمد أنّ إلى جانب محمود تقف الطبيبة أيضًا، وشعر بالارتباك، هل قال شيئًا وهو في الحلم؟سأل مترددًا: "هل كانت هنا طوال الوقت؟"أجاب محمود بسرعة: "لا، فانيسا كانت في الخارج، وقد دخلت معي للتو، ما الأمر؟"قال أحمد: "لا شيء." ثم أخذ من يده بعض الفاكهة.لم يكن قد تناول طعامًا حقيقيًا منذ أيام، وكان يعيش على الخضار والفواكه فقط، فضعُف جسده كثيرًا، لكنه سمع أنّ تلك الفواكه
Read more

الفصل 994

قال محمود مفسرًا: "إنها طبيبة مشهورة، ولم تكن تعيش دائمًا في القرية، بما أنّك يا زعيم لا ترتدي قناعًا، فليس غريبًا أن تتعرّف إليك."تجعد حاجبا أحمد قليلًا، وقال: "أهكذا الأمر؟"قال محمود وهو يضيف: "نعم، ربما الأطباء الماهرون جميعهم يملكون شيئًا من الغرور، لكنها كانت تبذل جهدها من أجل علاج سُمّك."شعر أحمد بشيء لا يمكن وصفه، كان يحسّ أنّ موقف تلك الطبيبة تجاهه مختلف عن الآخرين.ربما كان يُفكّر أكثر مما يجب.حين رأت ندى أن أحمد قد أفاق، احمرّت عيناها وكادت ترتمي نحوه قائلة: "عزيزي أحمد، لقد كنت قلقة عليك حدّ الموت."تحرّك أحمد قليلًا نحو الجانب متجنبًا عناقها، وقال بهدوء: "أنا بخير، وقد سببتُ لكِ إزعاجًا طويلًا، لكني ما زلت مضطرًا للبقاء هنا للعلاج، عودي أنتِ."فتحت ندى فمها وقد بدت الدهشة على وجهها، إذ كانت قد تعبت في المجيء، ومع ذلك كانت أولى كلماته بعد أن استيقظ هي أن يطلب منها الرحيل.قالت: "عزيزي أحمد، نظرك ليس على ما يرام، يجب أن أعتني بك، وقد أخذت إجازة فعلًا، فلا تقلق."قال بهدوء قاطع: "لا حاجة، لديَّ خالد ومحمود يعتنيان بي، وأنتِ امرأة، الأمر ليس مريحًا."دقّت ندى الأرض بقدمها و
Read more

الفصل 995

قالت سارة ببرودٍ وهي تمسح بنظراتها جميع الحاضرين: "لا يهمّني من تكونون، من يأتي إلى هذه القرية عليه أن يلتزم بقوانينها، وإلّا فليغادر من تلقاء نفسه."أمسك الطبيب عصمت بذراع ندى التي كانت على وشك الانفجار، وقال محاولًا تهدئتها: "أيتها الفتاة، كفي عن هذا، نحن لسنا في مدينة الشمال الآن، ثمّ أليست رغبتكِ إنقاذ ذلك الفتى الأحمق؟ أتريدين أن تُغضبي الطبيبة الوحيدة القادرة على علاجه؟"تقدمت ندى نحو العمة سعاد على مضضٍ وقالت: "جدّتي سعاد، الخطأ كله منّي، هذه الأيام كنت قلقة بسبب تسمم عزيزي أحمد، أرجو أن تسامحيني."بلغت العمة سعاد الثمانين من عمرها، ولم تكن تهتمّ بكلام فتاة صغيرة.اكتفت بأن رمقتها بنظرة باردة وقالت: "يا صغيرتي، أصلحي شأنكِ بنفسكِ."سارت سارة وهي تُمسك بذراع العمة سعاد، ولم تلقِ ببصرها نحو أحدٍ من الحاضرين.كانت ندى تحدّق بشرٍّ في مؤخرة رأس سارة، وتمدّ يدها لتتحسس وجهها المتورّم من أثر الصفعات.لم يسبق لأحدٍ أن تجرّأ على معاملتها بهذه الطريقة!شعر الطبيب عصمت بالقلق وهو يرى النظرة الحاقدة في عينيها، فهو يعرف أن مكانتها ليست عادية، وقد اصطحبها إلى هنا فقط خوفًا من أن يحتاج أحمد إل
Read more

الفصل 996

استلقت سارة عند حافة نبع الماء، رفعت يدها تلمس مرمر برفق، ثم ابتسمت لها بحنان قائلة: "كوني هادئة يا صغيرتي، سأغفو قليلًا."أومأت مرمر برأسها، ثم اقتربت تقبّل خدّ سارة وهي مستلقية على العشب.كانت بضع فراشات صغيرة تحوم حولهما، ولو أن عدسةً وثّقت هذا المشهد لكان لوحةً غاية في الجمال.بعد أيام من السهر المتواصل، غلب النعاس على سارة فنامت مستندة إلى حافة النبع، وتناثرت خصلات شعرها الطويل، ومع غياب القناع بدت بشرتها ناصعة البياض، أجمل مما كانت عليه من قبل.جلست مرمر بهدوء دون أن تزعجها، منشغلة بجمع الأعشاب الطبية القريبة.كانت حيوانات الجبل الصغيرة تحبها جميعًا، حتى الغزال الذي اعتاد القدوم إلى المكان كان يركع أمامها برقة لتداعبه.كانت الحياة بسيطة وجميلة.أما أحمد فكان جسده ما يزال ضعيفًا، والأسوأ من ذلك أنّ بصره لم يستعد بعد، مما جعله في هذا المكان الغريب غير مرتاح.قاد محمود أحمد ليتعرف على الغرفة، لم تكن كبيرة، وأثاثها مصنوع من الخيزران، وعند فتح النافذة كان يسمع خرير الماء وزقزقة الطيور في الخارج.قال محمود: "سيدي، تمهّل قليلًا، هنا طاولة صغيرة عليها بعض الماء، إن عطشت فيُمكنك..."لكن أ
Read more

الفصل 997

كانت ندى تعيش حياةً يسيرة لا تعرف فيها طعم الفشل، إلا في الحب.منذ اللحظة التي أنقذها فيها أحمد، أقسمت في نفسها أنها حين تكبر ستتزوجه مهما كان الثمن.ومنذ طفولتها، لم تعرف القسوة أو الحرمان، فكل من حولها كانوا يخضعون لها، يمدحونها ويعاملونها كأميرة مدللة.حتى لو أرادت نجمًا من السماء أو القمر نفسه، لوجدت من يجلبه لها.لكنها اليوم تتلقى صفعتين من امرأة! وما الذي يجعلها مميزة؟ أهي براعتها في الطب؟ أو ملامحها التي تراها بشعة لا تضاهي حتى إصبعها؟ركضت ندى إلى ضفة النهر، ونظرت إلى انعكاس وجهها في الماء الصافي، وقد طبعت الصفعتان أثرهما على وجنتيها، فشعرت بالدماء تغلي في عروقها.قالت في نفسها بحقد: "هاتان الصفعتان لن تمرّا، سأردّهما ألف ضعف!"كانت غارقة في مرآتها المائية، فلم تشعر بالخطر الذي كان يقترب منها بصمت.وفجأة، سحبها خالد بقوة إلى الخلف وهو يصيح: "احذري!"وقبل أن تفهم ما يحدث، انطلقت من الماء أفعى ضخمة، فتحت فمها الكريه كاشفة أنيابها الحادة متجهة نحو ساقها.تجمدت ندى في مكانها من شدة الخوف، ولم تستطع أن تصرخ، ولولا سرعة خالد لباتت الآن جثة هامدة.صرخت وهي ترتجف: "أفعى... هناك أفعى!"
Read more

الفصل 998

كانت الأفاعي تتوافد من كل الجهات، فقام خالد بطرح ندى عن ظهره بقوة، وقبل أن تستوعب ما حدث، ضغط على رأسها وأسنده بقسوة إلى الأرض.صرخت ندى بغضب: "ما الذي تفعله..."قاطعها خالد بصوت حاد: " اصمتي" ثم أسرع بالكلام متوسلًا: "أيتها الصغيرة، توقّفي أرجوكِ، لقد أدركت خطأها، ولن تجرؤ بعد الآن، فقط أوقفي هذه الأفاعي!"خفض صوته مهددًا: "إن لم تريدي الموت، فاستعجلي واطلبي الصفح، وإلا فلن نخرج من هذا المخيم أحياء اليوم".ارتفعت أصوات الأفاعي من حولهم "هسسس... هسسس..."، وكانت تتقارب شيئًا فشيئًا في وضوح مرعب، لم يسبق لندى أن رأت مثل هذا المشهد من قبل، وفوق ذلك لم تكن ترتدي أي لباس واقٍ.تخلّت عن كبريائها تمامًا، وانفجرت بالبكاء وهي تستجدي الرحمة: " أرجوكِ، أرجوكِ، توقّفي، لقد أدركت خطئي حقًا!"لكن الأفاعي لم تتوقف، فقبض خالد على ذيل شعرها المرتفع وطرق برأسها الأرض مرات متتالية، وقال برجاء: " أيتها الصغيرة، أنتِ صاحبة القلب الكبير، سامحينا، لو علمت أمّكِ بما تفعلين الآن، ألن تحزنيها؟"وفعلًا، ما إن سمع هذا الكلام حتى توقفت نغمة الناي، وتجمدت الأفاعي في أماكنها.كانت الأفاعي المتجمعة قريبة منهم حدّ أن
Read more

الفصل 999

قال محمود: "هي قالت ذلك فعلًا، لكن الشرط كان أن ندى لم تعتذر، وقد كانت قد اعتذرت بالفعل آنذاك."هز محمود رأسه قائلًا: "هل تظن أن اعتذار ندى حينها كان صادقًا حقًّا؟"قال الآخر مترددًا: "ربما لا، وإن كانت هي السبب فعلًا، فماذا عسانا نفعل؟"تنهد محمود قائلًا: "من عقد العقدة هو من عليه أن يحلها، هذا الجرح في القلب لا بد أن تزيله هي بنفسها، دَعْ ندى تذهب وتعتذر وجهًا لوجه."قال ذلك ثم مضى إلى الداخل، أما أحمد فكان يستلقي على السرير مستريحًا بسبب ضعفه الجسدي، غير عالم بما يجري في الخارج.وفي كل مرة يدخل فيها محمود، كان يسبق دخوله بصوت خافت: "سيدي، أنا محمود."فيرد أحمد: "أعرف"، كان قادرًا على تمييز وقع أقدامهما، ولم يكن هشًّا كما ظن محمود.سأله محمود: "كيف تشعر اليوم؟"فأجاب أحمد وهو مغمض العينين، عابس الحاجبين: "لستُ بخير، رأسي يؤلمني بشدة."نظر محمود إلى وجه أحمد وقد خفّت آثار التسمم عليه كثيرًا، وبحسب الظاهر كان من المفترض أن يكون وضعه أفضل، إذ يفترض أن السم قد انحسر وأن جسده بات أنشط، فلماذا بدا متعبًا إلى هذا الحد؟قال محمود: "انتظر قليلًا، سأنادي الطبيبة فورًا."فأجابه أحمد بهدوء: "حسن
Read more

الفصل 1000

امتلأ عقل أحمد بتفاصيل ذلك اليوم الذي رافق فيه سارة، وكل لمحةٍ منها أخذت تتكرر في ذاكرته حتى صعدت فكرة إلى ذهنه.إن لم يكن ذلك مجرّد حلم، بل حدثًا حقيقيًّا وقع فعلًا.فحينها، تكون المرأة التي أمامه هي سارة نفسها.ما إن خطر له هذا الاحتمال حتى اندفعت الدماء في جسده واشتعلت حماسته.كانت سارة تمسك بالسماعة الطبية، تصغي إلى نبضات قلبه.عقدت حاجبيها وقالت بصوت خافت: "لماذا نبضات قلبك سريعة إلى هذا الحد؟"غطّته باللحاف، ثم جلست على المقعد وسحبت ذراعه لتتحسس نبضه قائلة: "تنفّسْ بهدوء، سأفحص نبضك."ولم تكن تعلم أن عقل أحمد غارق في فرحٍ غامرٍ لا حدود له.بدأ يربط الأحداث في ذهنه، كيف جاءت هذه الطبيبة المشهورة في الوقت المناسب دون أن تطلب شيئًا، وكيف سهرت ثلاث ليالٍ متواصلة تعدّ له الدواء بيديها.ثم تذكّر تلك الصرخة الخافتة التي صدرت منها حين احتضنها ذات مرة، كانت بلا شك صوت سارة، لم يخطئ سمعه.أما عن ذلك الحلم الذي رآه حينها، فربما لم يكن حلمًا بل انعكاسًا لطريقتها حين رفض أن تسمح لها بفحصه، فاختارت وسيلة أخرى لمعرفة حالته الجسدية.مرّت في ذهنه صورة طفلة صغيرة غامضة الملامح.وقد سمع أن تلك الطف
Read more
PREV
1
...
9899100101102
...
106
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status