Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 1021 - Bab 1030

1058 Bab

الفصل 1021

انزلقت قدم سارة في الماء، فتطايرت رذاذات باردة بلّلت وجهها بالكامل.قالت بقلق: "هل هناك كمين؟" ثم راحت تنظر من حولها بحذر.لكنّها لم ترَ سوى أحمد ممدّدًا في الماء، ساقاه وذراعاه تتلوى في فوضى مضحكة.كانت سارة تهمّ بأن تمازحه.لم يكن يرى شيئًا، وراح يتحسّس بارتباك داخل الماء، وقد بدا وجهه قَلِقًا إلى حدٍّ يدعو للسخرية.قال بصوتٍ يختنقه الذعر: "سارة حبيبتي، أين أنتِ؟ سارة حبيبتي، هل أصابكِ شيء؟"نظرت إليه سارة، فرأت أحمد الذي لطالما بدا قويًّا شامخًا، وقد صار الآن هشًّا قَلِقًا كطفلٍ فقد طريقه، فتلاشى من قلبها كلّ ميلٍ للمزاح.قالت بهدوء: "أحمد، أنا بخير."وما إن سمع صوتها، حتى راح يشقّ الماء بخطواتٍ متعثّرة، ثم جذبها إلى صدره بارتباكٍ وقلقٍ بالغ.قال متلهفًا: "سارة حبيبتي، إلى أين ذهبتِ؟ لا تُخيفيني، لقد عانيتُ كثيرًا حتى عثرتُ عليكِ."في داخل الكهف لم يكن سوى ضوءٍ خافتٍ ينبعث من مصابيح الطاقة الشمسية الصغيرة التي جلبتها سارة، يتمازج مع خيطٍ من نور القمر المتسلّل من فتحةٍ في الأعلى.تأملت سارة وجه أحمد الذي امتلأ قلقًا، فشعرت بغصّةٍ في حلقها، ولم تعرف أيّ الكلمات تصلح لوصف شعورها في تلك
Baca selengkapnya

الفصل 1022

كان الاثنان مبللين تمامًا، متشابكين معًا في فوضى عارمة، بدا أحمد في غاية الارتباك، وبينما كان يحاول النهوض مسرعًا، ازداد المشهد اضطرابًا.كان في الأصل رجلًا متّزنًا رزينًا، لكن منذ أن التقى بسارة، تلاشى كل ما لديه من هدوء واتزان.كلما حاول أن يتعامل بحذر، ازداد الأمر سوءًا.قالت سارة بأسى: "لا تتحرك، دعني أنا اقوم بذلك."كانت تفهم مشاعره، فقد مرّت هي أيضًا بمرحلة مظلمة عندما علمت أنها لن تعيش طويلًا، بل فكّرت بالموت حينها.فمن ذا الذي يمكنه تقبّل ضربة كهذه وهو في أوج حياته؟خشية أن يُعقّد أحمد الأمور أكثر، هدّأت من روعه، ثم أحضرت له ثيابًا نظيفة ووضعتها إلى جانبه.قالت بهدوء: "هذه الثياب والسروال، هل تستطيع تبديلها بنفسك؟"قال مرتبكًا: "أستطيع، ولكن... أيهما الأمام وأيهما الخلف؟"تنهدت قائلة: "انسَ الأمر، دعني أساعدك أنا."فما عاد يهمّ، فليست هذه المرة الأولى التي ترى فيها جسده، مدت أصابعها وسحبت الرباط عند خصره، ثم نزعت عنه رداء الحمّام.بدت على ظهره العضلي آثار جراح كثيرة، هي نفسها التي خلّفها إنقاذه لها قبل أكثر من ثلاث سنوات.ما زالت صورة الدماء المتدفقة حينها عالقة في ذاكرتها حتى
Baca selengkapnya

الفصل 1023

كان أحمد ملتصقًا بذلك الجسد المألوف والغريب في آنٍ واحد، يضمّها إلى صدره مرة بعد أخرى، كأنه يريد أن ينقشها في أعماق روحه، حتى لا يضطر إلى فراقها من جديد.لم تكن سارة تحمل في الماضي تلك الرائحة العشبية الطبية الخفيفة، لذا امتزجت الألفة القديمة بشيء من النكهة الجديدة.وبما أنّ بصره معطّل، فقد تضاعفت حِدّة حواسه الأخرى.كان في البداية ينوي أن يطبع على شفتيها قبلة خفيفة فحسب، لم يجرؤ على التمادي أكثر من ذلك.لكن بعض الأمور تشبه السيل الجارف، ما إن تبدأ حتى لا يمكن إيقافها.تحسّست أصابعه المشبّكة في شعرها دُبوس الزينة عند مؤخر رأسها، فانتزعه برفق، لتنهمر خصلاتها الكثيفة كجدولٍ من الحرير، تنساب بين أصابعه برقةٍ ونعومة، تفوح منها رائحة شعرٍ دافئة.ربما كانت الأجواء مناسبة تمامًا، حتى إنّ سارة نفسها نسيت أن ترفضه.ازدادت يداه جرأة، وربما لأنّها وضعت طفلًا آخر منذ زمن، فقد شعر بأنّ جسدها بات أجمل مما كان عليه في الماضي.حين لامس الهواء صدرها، أدركت سارة بغتة أنّ ملابسها قد انزلقت إلى نصفها بيد هذا الرجل الوقح.كانت كمن سُحر، انقادت خلفه بلا وعي.لكنّ وعيها عاد إليها فجأة، فدفعت صدره قائلة بصرام
Baca selengkapnya

الفصل 1024

ليس كذلك.أيُعقل أن شخصًا قد استُولي على جسد أحمد هذا الرجل اللعين؟انظر إلى نفسك، هل ما زلت الشخص نفسه كما كنت من قبل؟ إن صورتك التي كنت تُظهرها انهارت تمامًا.لكن ما قيمة تلك الصورة أمام الزوجة؟ حين تهرب الزوجة، ما حاجتي إلى الكرامة إذًا؟ولمّا لم تتلقَّ سارة أي ردٍّ من أحمد، سارع بالقول: "أعتذر، كان طلبي وقحًا بعض الشيء، تجاهليه كأنكِ لم تسمعيه، اخلدي إلى النوم لترتاحي، سأكون بخير وحدي."كانت سارة تدرك أن في كلامه قدرًا من التعمد، لكن الحقيقة تبقى أنه فقد بصره، وتعرّض للتسمم، وسقط في وكر الأفاعي.عبست بضيق وهي تمسح شعرها بعصبية، ثم استسلمت أخيرًا، فاحتضنت وسادتها ولحافها، وفرشت لنفسها مكانًا بجانبه، "ها قد أتيت، يمكنك أن تنام الآن."قال بخفوت: "شكرًا لكِ يا سارة حبيبتي."لم تمضِ برهة حتى أوشكت سارة أن تغفو، فإذا بصوته يعلو مجددًا: "لا تقتربي."فتحت عينيها متسائلة: "ما بك؟"وفي اللحظة التالية، تسلّل أحدهم إلى فراشها، كان الرجل يعانق خصرها وجسده يرتجف برفق.وقبل أن تثور عليه، بادرها أحمد قائلًا: "سارة حبيبتي، الأفاعي، هناك الكثير من الأفاعي."كان صوته أشبه بمطرٍ خفيف أطفأ نيران غضبها،
Baca selengkapnya

الفصل 1025

تلك الليلة لم يغمض لأحمد جفن.أن يعلم كم من الوقت استغرق ليتمكن من احتضان سارة مجددًا، أمر ليس بالهيّن.بعد أن وجد كنزه المفقود أخيرًا، كيف له أن يفرّط بها؟حتى وإن كانت ملامح سارة لا تتضح أمامه بوضوح، لم يشأ أن يغمض عينيه، بل ظل يضمها بحذر بالغ، وفي عينيه بريق حب لا تخطئه العين.أما سارة فقد نامت نوماً عميقًا حتى بزغ الفجر.وحين فتحت عينيها لتجد نظرات أحمد الشاردة تحدّق فيها، فزعت في الحال، وقالت: "ألم تنم طوال الليل؟"أجابها بصوتٍ مبحوح: "تذكّرت تلك الأفاعي فارتعبت، ثم إنكِ كنتِ تلتفين حولي بإحكام، فلم أستطع النوم أصلًا."خفضت سارة نظرها، فإذا بيديها وقدميها متشابكة حوله كالأخطبوط.فما لبث وجهها أن احمرّ خجلًا، ودفعته سريعًا قائلة: "لم أفعل ذلك عن قصد."ابتسم أحمد بعينيه المضيئتين وقال: "حتى لو كان عن قصد، فلا بأس، أنا لا أمانع."مدّت سارة يدها تلوّح أمام عينيه، وحين تأكدت أنه لا يرى بوضوح كما ظنّت، شعرت بالارتياح.أما أحمد فشعر أن بصره أصبح اليوم أوضح قليلًا من الليلة الماضية.صار يستطيع تمييز ملامح وجه سارة على نحوٍ غامض، ورغم أن الرؤية لم تعد كاملة، إلا أن تحسّن بصره يُعدّ بشارة ط
Baca selengkapnya

الفصل 1026

صوت الباب يُفتح ببطء، ودخلت سارة تحمل الدواء بيديها، وما إن رأت أحمد ممددًا على السرير حتى تغيرت ملامح وجهها.قالت بقلق: "ما الذي أصابه؟"لم يجرؤ عزّ على النظر إلى أحمد، خشي أن يفضح تعابير وجهه الحقيقة.فأجاب متمسكًا بما قاله أحمد من قبل: "الأيام الماضية لم يغمض له جفن، فكلما أغمض عينيه عاد يتذكر ما حدث في تلك الليلة، لذلك لم ينل قسطًا من الراحة، وتأخر شفاؤه".عقدت سارة حاجبيها، فقد كانت تتجنب مؤخرًا أي احتكاك مباشر بأحمد، ما عدا لحظة إعطائه الدواء.نظرت إليه وسألت بصوت خافت: "أما زلت لا تستطيع النوم ليلًا؟ كانت الهالات السوداء تحت عينيه ثقيلة وواضحة".كان أحمد كل ليلة يتقلب في فراشه عاجزًا عن النوم، تملؤه الهواجس والخوف من أن تطرده سارة في اليوم التالي، فيمضي الليل يعاني قلقًا وندمًا، حتى اسودّت عيناه من السهر.أومأ برأسه واهنًا وقال: "نعم، ما إن أغمض عينيّ حتى تتزاحم تلك الذكريات في رأسي، لكن لا تقلقي يا سارة حبيبتي، قلة النوم ليست أمرًا خطيرًا"، و سعل خفيفًا.قالت بصرامة: "لا يمكن أن تستمر هكذا، اشرب الدواء أولًا، وسأجد حلًا لك".كانت سارة تدرك أن حالته ليست جسدية فقط، بل نفسية أيضً
Baca selengkapnya

الفصل 1027

لم تكن سارة قد أحسّت بعد، فانحنت قليلًا، فلامست شفتاها جبين أحمد دون قصد.كان ملمسه ناعمًا.أغمض أحمد عينيه، وأخذ يتمتم في قلبه بجنون إنّ الجمال زائل، والزائل جمال.ولحسن الحظ، سرعان ما انتهت من الحلاقة، فتنفّس هو الصعداء.غسلت سارة يديها جيدًا، ثم دهنت بعض الزيت العطري وبدأت بتدليك رأسه، وقد أصبحت مهارتها في ذلك تفوق ما كانت عليه في الماضي بكثير.في البداية، لم يكن أحمد يشعر بالنعاس، لكن مع تدليكها له، ومع عبير الرائحة الزكية، غلبه النعاس دون أن يدري، فاستسلم للنوم.وحين رأته نائمًا، تنفّست سارة الصعداء.نهضت، وتمطّت قليلًا، ثم نظرت إلى التقويم.لم يتبقَّ سوى أسبوعٍ واحدٍ فقط، وسيكون قد تخلّص من تسعين في المئة من السمّ في جسده، أمّا الباقي فعليه أن يتعافى منه تدريجيًّا بنفسه.ما كانت تخشاه هو، هل سيغادر بسهولة؟إن لم يرحل، فليس أمامها سوى أن ترحل هي.قرأت قليلًا في كتب الطب، ولمّا لاحظت أنّ أحمد ما زال غارقًا في النوم، وقد أرخى الليل سدوله، قامت هي الأخرى بالاغتسال استعدادًا للنوم.استيقظ أحمد على خرير الماء الخافت.لقد كانت نومةً طويلة حقًا، فالبخور الذي كان يعبق في الغرفة قد احترق ت
Baca selengkapnya

الفصل 1028

ذلك السؤال المباغت جعل أحمد يشعر وكأنّ قلبه على وشك أن يقفز من صدره، ففي مثل هذا الموقف لو اعترف باستعادته لبصره، لكان ذلك بمثابة حفر قبره بيده.بطبيعة الحال، لم يكن أحمد ليعترف بذلك.قال متجهّمًا: "يا سارة، أتمنى حقًا أن أستعيد بصري قريبًا، حتى لا أُتعبكِ بكل هذه المتاعب."أجابته وهي تهمّ بالحركة: "لا تتحرّك، سأذهب لأجلب بعض المناديل."قال بهدوء: "حسنًا."رأى أحمد بوضوح سارة وهي تلفّ حول جسدها رداء الحمّام، ثم تلتقط خنجرًا من تحت الوسادة وتتقدّم نحوه بخطوات حذرة.كانت عيناها مثبتتين على وجهه، تحاول أن تلتقط منه أيّ علامة تكشف أمره.وكيف له ألا يدرك ما يدور في ذهنها؟ لقد بدأت تشكّ به حقًا.فإن اكتشفت سارة أنّه كان يتظاهر بالعمى ليخدعها، فالعواقب ستكون وخيمة.توتّر قلبه بشدّة، لكنه لم يجرؤ أن يُظهر أيّ اضطراب على ملامحه.ترك الدم يسيل من أنفه، وتمتم بلهجة مرتبكة تشبه لهجة الأبله: "يا سارة، أين أنتِ؟ هل عدتِ؟"اقتربت منه سارة ووضعت المناديل أمامه وقالت بنبرة عادية: "ها قد عدت."وفي اللحظة التالية، وهي تمسك المنديل، سحبت الخنجر فجأة، فمرّ النصل أمام عيني أحمد وتوقف على بعد ثلاث سنتيمترات
Baca selengkapnya

الفصل 1029

لم يكن في هذا العالم أمرٌ يعجز أحمد عن فعله، فكيف وهو مرتبطٌ مع سارة بأربعة أطفالٍ يشدّون بينهما رابطًا لا ينفصم؟ أخبر نفسه بأن عليه ألّا يتسرّع، وألا يدع العجلة تفسد ما تبقّى.فكما أن الجليد لا يتكوّن في ليلةٍ واحدة، كذلك جدار الجفاء بينه وبين سارة لن يذوب في يومٍ أو يومين، بل يحتاج إلى فرصةٍ ملائمة تكسر هذا الصمت المتجمّد.وحين تذكّر ابتسامتها الصادقة التي رآها قبل قليل، خطرت له فكرة، وهي إن قابل الصدق بالصدق، فربما تُفتح أمامه نافذة أملٍ جديدة.قال بصوتٍ مبحوح: "سارة حبيبتي، أين المنشفة؟"كانت ملابسه وسرواله مغطّاة بالدماء، فلم يعد يصلح لهما ارتداء، لهذا أمرت سارة عز أن يحضر له ثيابًا نظيفة.ولكي تتجنّب الشبهات، غادرت الغرفة بنفسها، وتركت لعزّ مهمة مساعدته على ارتداء الملابس.قال عزّ وهو يسلّمه الثياب: "سيدي، أوصت السيدة أن أعيدك إلى غرفتك حالما تنتهي من تبديل ملابسك."كان وجه أحمد متجمّد الملامح، قاسيًا كالجليد، كأنّ سارة تخبره بهذا التصرف أن ما كان بينهما لم يعُد ممكنًا.لكنّه، وهو الذي تمرّد على القدر نفسه من قبل، كيف له أن يرضخ الآن؟لم يُظهر عنادَه في الكلام، بل التزم الصمت وتب
Baca selengkapnya

الفصل 1030

كانت سارة تُجهّز العربة التي تجرّها الثيران، فوسيلة النقل في القرية لم تكن سوى عربات الثيران أو الخيول، ورغم أن الظروف هنا شاقّة بعض الشيء، فإن سارة كانت مسرورة بالبقاء في هذا المكان، فهو أهون عليها من حياة الخداع والمكر في المدن الكبرى.قالت العمة سعاد: "دَعي أحمد يذهب معكِ، فوجود اثنين أسرع من واحدة."كان عز قد أنهى للتو جلسة الوخز بالإبر ويحتاج إلى وضع الدواء، فلا يستطيع الحركة مؤقتًا، وإضافة إلى ذلك كانت العمة سعاد تتعمّد أن تُقرّب بين سارة وأحمد، وسارة كانت تدرك مقصدها، فلم تستطع الرفض.قالت في نفسها لا بأس، فالأمر لا يتعدّى بضعة أيام.جلس أحمد إلى جانبها في العربة، وكانت الطريق وعرة للغاية، حتى إن جسديهما كانا يرتجّان كل لحظة مع حركة العجلات.ضحك أحمد فجأة، فالتفتت إليه سارة قائلة: "ما الذي يُضحكك؟"قال مبتسمًا: "أشعر أن هذه الأيام ممتعة حقًا، لم أكن أتخيّل يومًا أننا سنصبح على هذا الحال، أنتِ تقودين العربة، وأنا أقطف الذرة، حياة بسيطة وهادئة كهذه ليست سيئة، بل ربما أرغب أن أعيش معكِ هكذا إلى الأبد، زوجين عاديين يعيشان بسكينة."قطّبت سارة حاجبيها قائلة: "أما أنا، فلا أرغب بذلك."
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
101102103104105106
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status