انزلقت قدم سارة في الماء، فتطايرت رذاذات باردة بلّلت وجهها بالكامل.قالت بقلق: "هل هناك كمين؟" ثم راحت تنظر من حولها بحذر.لكنّها لم ترَ سوى أحمد ممدّدًا في الماء، ساقاه وذراعاه تتلوى في فوضى مضحكة.كانت سارة تهمّ بأن تمازحه.لم يكن يرى شيئًا، وراح يتحسّس بارتباك داخل الماء، وقد بدا وجهه قَلِقًا إلى حدٍّ يدعو للسخرية.قال بصوتٍ يختنقه الذعر: "سارة حبيبتي، أين أنتِ؟ سارة حبيبتي، هل أصابكِ شيء؟"نظرت إليه سارة، فرأت أحمد الذي لطالما بدا قويًّا شامخًا، وقد صار الآن هشًّا قَلِقًا كطفلٍ فقد طريقه، فتلاشى من قلبها كلّ ميلٍ للمزاح.قالت بهدوء: "أحمد، أنا بخير."وما إن سمع صوتها، حتى راح يشقّ الماء بخطواتٍ متعثّرة، ثم جذبها إلى صدره بارتباكٍ وقلقٍ بالغ.قال متلهفًا: "سارة حبيبتي، إلى أين ذهبتِ؟ لا تُخيفيني، لقد عانيتُ كثيرًا حتى عثرتُ عليكِ."في داخل الكهف لم يكن سوى ضوءٍ خافتٍ ينبعث من مصابيح الطاقة الشمسية الصغيرة التي جلبتها سارة، يتمازج مع خيطٍ من نور القمر المتسلّل من فتحةٍ في الأعلى.تأملت سارة وجه أحمد الذي امتلأ قلقًا، فشعرت بغصّةٍ في حلقها، ولم تعرف أيّ الكلمات تصلح لوصف شعورها في تلك
Baca selengkapnya