Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 1031 - Bab 1040

1058 Bab

الفصل 1031

لم يكن حجم القرية كبيرًا، لذا كانت سارة تعرف جميع من فيها تقريبًا، غير أن الرجلين اللذين يقفان أمامها الآن لم يكونا زوجين ولا عاشقين.المرأة تُدعى سوسن، وهي زوجة شقيق الرجل الأكبر، قبل عامين، سقط زوجها من الجبل أثناء جمعه للأعشاب، فأُصيب إصابة بالغة أفقدته القدرة على الحركة، كما فقد رجولته.ولعل سوسن لم تحتمل الوحدة فاستسلمت للنزوة، وخانت زوجها مع شقيقه الأصغر.مثل هذا الأمر في المدينة ليس نادرًا، وإن انكشف لا يتجاوز عقابه الطلاق، أما في القرية فالعادات صارمة، لا طلاق فيها بل ترمّل فقط، وإن كُشف أمر سوسن فلن يكون مصيرها إلا الموت.ولهذا كان الاثنان يلتقيان في أماكن بعيدة كهذه، خوفًا من أن يُكشف أمرهما في البيت، وفي هذا الوقت من النهار، كان جميع المزارعين قد عادوا إلى بيوتهم، ولم يبقَ في الحقول سوى سارة وأحمد، اللذين يبدو أن عقلهما في مكان آخر.قال أحمد بصوت خافت: "سار…"لكنّه لم يُكمل الكلمة، إذ سارعت سارة لتضع كفّها على فمه.كان أحمد قد جاء إلى القرية حديثًا، ولا يعرف شيئًا عن عاداتها أو طباع أهلها.لو اكتُشف أمر سوسن، فربما لن تنتظر أن يقتلها أهلها، بل ستُنهي حياتها بيديها قبل أن تصل
Baca selengkapnya

الفصل 1032

كانت الخطوط المتوترة على جسد أحمد قد شعرت بها سارة منذ البداية، ففي الهواء الخانق، كان جسداهما يغرقان في العرق بعد ساعات من العمل في الحقول، بينما راحت رائحة الدواء العالقة على بشرتها تتصاعد أكثر فأكثر، كأنها سمّ يتسلل في صمت ليغوي كل حواسه.ربّتت سارة على يده التي لم تهدأ حركتها قائلة بهمس حازم: "كن هادئًا."لكن أحمد لم يبدُ مطيعًا هذه المرة، فقد كان بحاجة إلى ذريعة واحدة فقط، إلى لحظة تكسر القيود.كانت سارة تعلم أن ناصر وسوسن هما فرصتهما الوحيدة لكسر الجمود.فهذان الاثنان يشتعلان رغبةً كعودي حطب التقيا بشرارة، وما دام الليل قد بدأ يهبط، والحقول بلا ضوء ولا بشر، فقد عاد الجميع مسرعين لتناول العشاء، ولم يبقَ أحد في هذا المكان المهجور.وهذا الجو الموحش، وهذا الصمت المبتلّ بالحرارة، لم يزد الأمر إلا اشتعالًا، حتى سيقان الذرة بدت وكأنها ستُكسر من عنف الحركة.كان نفس أحمد يلفح أذنها، حتى النسيم الليلي بدا حارًّا يلسع جلدهما وهو يمرّ عليهما برفق مؤلم.تنفّس أحمد بعمق وقال بصوت أجش: "يا حبيبتي سارة، إن لم ترغبي فلن أُجبِركِ، لكن إن استمررتِ هكذا فلن أستطيع أن أتمالك نفسي، هيا انهضي."قالها و
Baca selengkapnya

الفصل 1033

استعدّت سارة للنهوض عن جسد أحمد في أي لحظة، ثم أبعدت أوراق الذرة قليلًا لتتفقّد الوضع في الخارج.لكن لم يخطر ببالها أن ناصر دفع سوسن إلى الأمام، مبدّلًا وضعيّته، بينما كانت ثياب سوسن قد ارتفعت حتى إبطَيها، وجسدها الأسفل عارٍ تمامًا.كان أغلب سكان القرية ذوي بشرة سمراء داكنة، غير أنّ سوسن كانت استثناءً، فهي تملك بشرة لا تسمرّ مهما طال بها العيش تحت الشمس.وجسدها الذي لم يعرف الولادة بعدُ ظلّ يحتفظ بانحناءاته الكاملة.أما ناصر، فقد كان ذا بشرة داكنة، اكتسبها من سنين العمل في الحقول، وبدا على خصره أثرٌ خافت لعضلاتٍ مشدودة.وفي ذلك المساء القاتم، كان السواد والبياض يتقابلان في مشهدٍ من الشغف الصامت.وفي عمرٍ تغلي فيه الدماء، كم مِن إنسانٍ يستطيع أن يقاوم الوحدة؟أعادت سارة نظرها بصمت، ثم سحبت عينيها عن المشهد بهدوء.بدأت جولةٌ جديدة بين الاثنين، وربما بسبب حلول الظلام، شعرا في ذلك الحقل الفسيح بحريةٍ لم يذوقاها من قبل، كأنّ الأرض والسماء بأكملها تخصّهما وحدهما.فالشباب بطبيعته لا يعرف التراجع، حتى لو أدرك أنّ أمامه جدارًا سيصدم رأسه به حتى يتحطّم، فلن يعود أدراجه.لقد عرفت سارة تلك المرحلة
Baca selengkapnya

الفصل 1034

كان يمكن لسارة أن تستخدم مهارات الدفاع عن النفس التي تعلّمتها لتواجه أحمد، لكن الضجيج الذي سينتج عنها سيجعل سوسن وناصر يكتشفان أمرهما، وحينها، ما معنى كل الصبر الذي بذلته حتى الآن؟إن تسببت بخطأها في أن تشعر سوسن بالخزي وتدفعها للانتحار، فلن يهدأ لها ضميرٌ ما بقيت على قيد الحياة، فالخيانة خطأ، نعم، لكنها لا تستحق أن تُكفَّر بالحياة.كم من أشخاصٍ تأذّوا بسببها، وكم من أرواحٍ فُقدت، وقدم عز ما زالت تعاني من الأثر الذي خلّفته تلك الحادثة بعد كل تلك السنين، وفاتن، دُفنت تحت التراب منذ زمن بعيد، و القطة شمس التي سقطت من السطح أمامها مباشرة.حتى الندبة على ظهر أحمد كانت من أجلها، وبسببها.كلّ تلك الذكريات عُقَدٌ متشابكة في قلب سارة، لا يمكنها حلّها أو نسيانها، ولذلك، لم تكن تريد أن يدفع أحدٌ بعد اليوم ثمنًا بسببها.قالت وهي تعضّ على أسنانها بغضبٍ مكتوم: "أحمد أيها اللعين، أفلِتني حالًا."اقترب منها أحمد وهمس في أذنها بنبرةٍ هادئة: "سارة حبيبتي، لماذا يمكنكِ أن تكوني رحيمة مع الجميع، إلا معي وحدي تكونين بهذه القسوة؟"تطلعت إليه سارة بعينين ثابتتين، وقالت ببطءٍ حادٍّ وواضح: "أأنت حقًا لا تعرف
Baca selengkapnya

الفصل 1035

شعرت سارة بخجلٍ يهدر في عروقها، وامتزج في صدرها الغضب بالاضطراب، فعضّت شفتيها وقالت وهي تردّ بعناد: "هذا مجرّد غريزة جسدية فطرية، مثل غريزة الذئب حين ينقضّ على فريسته، لا يد لي فيها، فلا تخلط الأمور يا أحمد." لكن لي أحمد كان كلبًا حقيقيًا؛ كان يعرف جيدًا كل نقطة ضعف في جسدها! كان كجامع تحف، يلعب بها ببطء يومًا بعد يوم، غافلًا تمامًا عن مرور الوقت.مال أحمد نحو عنقها، يلامس بشفتيه بشرتها الحسّاسة عند موضع النبض، فاضطرت سارة إلى إرجاع رأسها إلى الوراء، تحاول بكل ما تبقّى لها من رباطة جأش أن تتجاهل ذلك الإحساس المختلف الذي يجتاح جسدها ويهزّ قلبها.كان يعرف هذا الجسد كما لو كان خريطةً منقوشة في ذاكرته؛ يعرف أين يربكها لمسٌ خفيف، وكيف يسلبها تماسكها بنظرةٍ واحدة أو كلمةٍ هامسة تخرج من صدره الدافئ.كان يتصرّف معها كما يتصرّف هاوٍ مهووس بتحفةٍ ثمينة يخشى أن يفلتها من يده؛ يداعب حدود صبرها مرّة بعد مرّة، غير عابئٍ بمرور الوقت ولا برجفة أنفاسها.وفي الناحية الأخرى، كان صوت سوسن قد خفت قليلًا ثم عاد وارتفع من جديد؛ بعد استراحةٍ قصيرة بدأا جولتهما الثالثة، كأنهما يحاولان سدّ فراغٍ طويل تراكم بين
Baca selengkapnya

الفصل 1036

كانت سارة تفكر بكل قواها أنه لا يمكن السماح لأحد أن يراهما، فلو انتشر الخبر فلن تملك الجرئة بعد ذلك أن تخرج أمام الناس.لم يكن أمامها سوى أن تعضّ على شفتها، وتهمس بصوتٍ خافتٍ جدًا في أذن أحمد: "أرجوك."وبالفعل، أطلق أحمد سراحها مؤقتًا، ولم يصدر أي حركة تُلفت الانتباه.كانت خطوات ناصر وسوسن تقترب أكثر فأكثر، ولم يكن بينهما وبين سارة سوى كومة من عيدان الذرة اليابسة.وكان الشيء الوحيد الذي يمكن أن تشكر القدر عليه هو أن تلك الكومة كانت عالية بما يكفي لتُخفي جسديهما بسهولة.كان قلب سارة يخفق بعنف حتى شعرت وكأنه سيقفز من بين حنجرتها.أما أحمد فبدا هادئًا إلى أقصى الحدود، وكأن الأمر لا يعنيه، فما الضرر إن اكتشف أحدٌ أنه مع زوجته؟ فهذا لا يُعدّ ذنبًا ولا جريمة.هبت نسمة ليلية لطيفة، فاهتزّت أوراق الذرة بصوتٍ خفيف.أشار ناصر نحو الأوراق وقال: "أرأيتِ؟ قلت لكِ لا شيء هناك، لكنكِ لا تتوقفين عن الشك."كانت سوسن قد استعادت بعضًا من رزانتها في تلك اللحظة، فخفضت رأسها ناظرةً إلى حذائها القماشي وقالت: "أنت تعرف لماذا أخاف، لست خائفة عبثًا، بل من أن يُكشف أمرنا."قال ناصر: "ممَّ تخافين؟ قلتُ لكِ إنني س
Baca selengkapnya

الفصل 1037

قال أحمد: "سارة حبيبتي، أنا فقط..."قالت سارة بحدّة: "لا تلمسني، هذا مقزّز."كان وجه سارة تحت ضوء القمر مليئًا بآثار الدموع، كأن كل دمعة منها سكينٌ مغروس في قلب أحمد.لقد كان يظنّ أن سارة قد شعرت ببعض اللذة في تلك اللحظة التي جمعتهما، لكنه الآن لا يرى على وجهها سوى الاشمئزاز.توقّفت يد أحمد الممدودة نحوها في الهواء، وظلّ يحدّق فيها بصمتٍ ثقيل.قالت سارة: "أحمد، بأي حقٍ تقتحم حياتي حين تشاء، ثم ترحل كما تشاء، والآن تعود ثانيةً، ماذا تظنّني بالنسبة لك؟"تابعت قائلة: "لقد طلّقنا منذ زمن، هل أشرح لك معنى الطلاق؟ الطلاق يعني أن يمضي كلٌّ في طريقه، لا صلة تجمعنا، فماذا تظن أنك تفعل الآن؟"خفض أحمد رأسه وقال بصوتٍ مبحوح: "أنا أعترف بأخطائي، لكن هل يمكنكِ أن تمنحيني فرصة لأعوّضكِ أنتِ والأطفال؟"قالت سارة ببرود: "لا حاجة لي بذلك، نحن نعيش بخيرٍ من دونك، أحمد، إن ابتعدتَ عنا فذلك أعظم تعويضٍ يمكن أن تقدّمه لي."قال أحمد بصوتٍ خافت: "سارة حبيبتي، أحقًا تكرهينني إلى هذا الحد؟"قالت سارة بحزم: "نعم، أكرهك، وأبغضك، أبغضك لأنك جعلتني أمرّ بكل ذلك العذاب، أبغضك لأنك حيكتَ لي حلمًا جميلاً ثم حطمته بيد
Baca selengkapnya

الفصل 1038

فتحت سارة عينيها فجأة وقفزت من السرير، حتى إنها لم ترتدِ حذاءها حين فتحت الباب قائلة باضطراب: "ماذا قلت؟".كان وجه عزّ شاحبًا وقد بدا عليه الارتباك، قال وهو يمدّ إليها شيئًا: "وجدتُ هذا في غرفة السيد أحمد".كانت ورقة صغيرة تركها له، كتب فيها أن يبقى هنا مطمئنًا ليتعافى.كما كان هناك ظرف آخر، سميك وثقيل.قال عزّ بصوت متهدّج: "هذا وصيّته، كتبها حين ظنّ أن سُمّه سيقتله، وهذه الرسالة موجّهة إليكِ".تناولت سارة تلك الرسالة الثقيلة وعادت إلى غرفتها لتفتحها.استقبلتها حروف مألوفة، كانت بخطه الدقيق، لا يشبه توقيعه المندفع المعتاد، بل هادئًا ومنتظمًا، كأنه رسم كل حرف بعناية، كما كان هو نفسه دائمًا دقيقًا ومتحفظًا."سارة، حين تقرئين هذه الرسالة، ربما أكون قد غادرت هذا العالم.هل ستكونين سعيدة لسماع هذا الخبر، أم سيختلط في قلبك شيء من الحزن؟عندما اقتربتُ من الموت، اكتشفت أنني لست خائفًا كما تخيّلت، بل يغمرني نوع من السلام، كأن الموت هو الطريق الوحيد الذي سيقودني إليكِ.في السنوات الثلاث التي افترقنا فيها، كنت أفكر بكِ يومًا، كنتِ في بالي كل لحظة، وكلما حاولتُ نسيانكِ، ازددتُ تعلقًا بكِ، وكأنكِ س
Baca selengkapnya

الفصل 1039

تساقطت دموع سارة قطرةً بعد أخرى على الورق، بينما أخذت قبضتها تنغلق شيئًا فشيئًا على الرسالة، ولم تستطع السيطرة على انفعالها.قال أحدهم بصوتٍ حزين: "يا سيدتي، نحن الذين شهدنا كل ما مررتما به أنتِ وأحمد معًا، لا حاجة لأن نخبركِ كم كان يحبكِ، فأنتِ أدرى بذلك، أنتِ لا تعلمين كم عانى خلال هذه السنوات بحثًا عنكِ، كم تحمل من الألم، وهذه المرة ليست الأولى التي يتعرض فيها للتسمم، ولن تكون الأخيرة، لقد نجا من الموت مراتٍ لا تُحصى."ثم تابع قائلًا: "صحيح أن السيد أحمد ارتكب في الماضي بعض الأخطاء، ولستُ أبرّره، لكنه كان ضحية منذ البداية، أليس كذلك؟ لقد خُدع من قبل السيدة، تلك التي نسجت حوله شبكة محكمة من الخداع."وأضاف بنبرةٍ أثقلها الحزن: "بالإضافة إلي أن السيد أحمد نشأ في عائلةٍ مفككة، لم يذق طعم حنان والديه، ولم يجد سوى اخته التي كانت كل عالمه، كان بريئًا يظن أنها ملاذه الوحيد، لكنه حين اكتشف الحقيقة بعد كل تلك السنوات، ماذا كنتِ ستفعلين لو كنتِ مكانه؟ أما كنتِ ستغضبين؟ أما كنتِ ستسعين للانتقام لعائلتكِ؟"قال أيضًا: "ثم إن موت سالم ترك في قلب أحمد جرحًا لا يندمل، فقد مات أعز أصدقائه أمام عينيه
Baca selengkapnya

الفصل 1040

وقفت سارة على حافة الجرف، تتلاعب الرياح بخصلات شعرها بينما كانت الغيوم الكثيفة تتجمع في الأسفل، حتى إن الرؤية باتت شبه معدومة.كانت تدرك جيدًا لماذا اختار أحمد هذه الطريق، فرغم خطورتها، إلا أنها ما لم يهطل المطر تبقى الطريق الأكثر أمانًا نسبيًا.فهي الوحيدة الخالية من السموم والوحوش المفترسة، وما فيها من خطر إنما هو وعورة الطبيعة وحدها، وهو يملك خبرة تسلق لا بأس بها.لكن النزول دون أدوات تسلق هو ضربٌ من الجنون، فأي خطأ بسيط كفيل بتحطيم العظام وتحويل الجسد إلى أشلاء.قال عز متسائلًا: "سيدتي، أتقصدين أن السيد أحمد سلك هذا الطريق؟".أومأت سارة برأسها قائلة: "الرائحة انقطعت هنا، انظر، هذه الحبال ما زالت هنا، لا بدّ أنه صنعها قبل مغادرته".قال عز باندفاع: "إذن سأذهب أنا للبحث عنه".قالت سارة بصرامة: "لا داعي، أنت لا تعرف الجبل مثلي، ثم إن ساقك تحتاج للوخز بالإبر يوميًا، لا يمكنك القيام بحركات عنيفة، أم تريد أن تبقى عاجزًا لبقية حياتك؟".تردد عز قائلًا: "سيدتي، تعنين أنكِ..."ربتت سارة على كتفه قائلة: "سأذهب بنفسي، ففي أرضي لن أسمح بوقوع أي مكروه له".ثم تابعت في نفسها أنها كانت تخطط أصلًا ل
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
101102103104105106
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status