لم يكن حجم القرية كبيرًا، لذا كانت سارة تعرف جميع من فيها تقريبًا، غير أن الرجلين اللذين يقفان أمامها الآن لم يكونا زوجين ولا عاشقين.المرأة تُدعى سوسن، وهي زوجة شقيق الرجل الأكبر، قبل عامين، سقط زوجها من الجبل أثناء جمعه للأعشاب، فأُصيب إصابة بالغة أفقدته القدرة على الحركة، كما فقد رجولته.ولعل سوسن لم تحتمل الوحدة فاستسلمت للنزوة، وخانت زوجها مع شقيقه الأصغر.مثل هذا الأمر في المدينة ليس نادرًا، وإن انكشف لا يتجاوز عقابه الطلاق، أما في القرية فالعادات صارمة، لا طلاق فيها بل ترمّل فقط، وإن كُشف أمر سوسن فلن يكون مصيرها إلا الموت.ولهذا كان الاثنان يلتقيان في أماكن بعيدة كهذه، خوفًا من أن يُكشف أمرهما في البيت، وفي هذا الوقت من النهار، كان جميع المزارعين قد عادوا إلى بيوتهم، ولم يبقَ في الحقول سوى سارة وأحمد، اللذين يبدو أن عقلهما في مكان آخر.قال أحمد بصوت خافت: "سار…"لكنّه لم يُكمل الكلمة، إذ سارعت سارة لتضع كفّها على فمه.كان أحمد قد جاء إلى القرية حديثًا، ولا يعرف شيئًا عن عاداتها أو طباع أهلها.لو اكتُشف أمر سوسن، فربما لن تنتظر أن يقتلها أهلها، بل ستُنهي حياتها بيديها قبل أن تصل
Baca selengkapnya