Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 1041 - Bab 1050

1058 Bab

الفصل 1041

رغم أن سارة كانت على درايةٍ تامةٍ بتضاريس المكان، إلا أنها خرجت على عجلٍ ولم تأخذ معها كامل معداتها.ولأن الجبل بلا إشارةٍ للاتصال، فقد أصبحت الآن بين فكي المأزق، لا تستطيع المضيّ قُدمًا ولا العودة أدراجها.كانت الصخور زلقة، فزلّت قدماها مراتٍ عدّة وسقطت نحو الأسفل، غير أنّ خبرتها أنقذتها إذ تمكنت في كل مرة من التعلّق ببعض الأغصان على الطريق.لكن شدّة السقوط والتشبّث تسبّبت في تمزّق كفيها حتى سال منهما الدم غزيرًا في مشهدٍ مروّع.حقًّا يمكن القول إن حظّها هذا اليوم عاثرٌ إلى أقصى حد، كالبيت المنهار ابتُلي أيضًا بالمطر الهاطل ليلًا.وقفت سارة فوق شجرةٍ صغيرةٍ تلتقط أنفاسها بصعوبة، ثم بسطت راحتيها لتنظر إلى لحمها المتهتّك الممزوج بالدماء.كان الألم يمزّقها، لكنها لم تجد وقتًا للرثاء أو التوجّع، فما يهمّ الآن هو أن تنزل بسرعةٍ إلى أسفل الجرف لتجد أحمد.كلّما تأخّر الوقت ازداد الوضع سوءًا، فالغابة معقّدة المسالك، وكل لحظةٍ تمضي تُبعدها أكثر عن أحمد، وليس بينهما وسيلة تواصل.لم يكن معها سوى خنجرٍ ومسدس، بلا طعامٍ ولا ماءٍ ولا أيّ مؤنٍ أخرى.عندها فقط أدركت أنها تقلق على أحمد أكثر مما كانت ت
Baca selengkapnya

الفصل 1042

في اللحظة التي تلاقت فيها نظرات سارة وأحمد، نهضت سارة فجأة من الأرض وقفزت نحوه، لتحتضنه بقوةٍ كما فعلت في مغارة الأفاعي.قالت وهي تضربه بيديها بخوفٍ وارتجاف: "أيها الأحمق! من سمح لك بالهرب؟ هل تدرك كم كنت قلقةً عليك؟"جثا أحمد على ركبةٍ واحدة، واتسعت حدقتاه بدهشةٍ بالغة، بينما امتلأت عيناه بالذهول.في الليلة الماضية، كانت سارة قد أكّدت له ببرودٍ أنها تكرهه، وأنها تمقته وتشمئزّ منه.كان يظن أنه فقد كل فرصةٍ معها، ولئلا تدمع عيناها بسببه، قرّر أن يبتعد عنها تمامًا.لكن عناقها هذا، كان كجمرةٍ اشتعلت من رمادٍ خامد، فأيقظ في قلبه حياةً كان يظنها انتهت، لتعود المشاعر المكبوتة فيه تتنفس من جديد.تمتم بصوتٍ مبحوح: "سارة حبيبتي، ما الذي قلتِه...؟"تراجعت سارة قليلًا من بين ذراعيه، ثم قالت بحدةٍ وهي تعضّ على شفتيها: "قلتُ إنني كنت قلقةً عليك، ألم تسمعني؟!"قبضت على ياقة قميصه بعنفٍ وسحبته نحوها، ثم رفعت رأسها لتطبع قبلةً على شفتي أحمد.في رأس أحمد دوّى المشهد كأنه انفجار، وكأن سحابةً من الفطر العملاق تمدّدت في ذهنه.لم يصدق ما يراه... سارة هي من بادرت إلى تقبيله!لطالما كان هو من يسعى بشتى الطرق
Baca selengkapnya

الفصل 1043

في تلك اللحظة استعاد أحمد وعيه كمن استيقظ من حلم طويل، وأدرك أنه قد طغى عليه الفرح وغلبه الشوق حتى أنساه ما حوله.لقد نزلت سارة من الجرف وسط الأمطار الغزيرة، ومن المؤكد أنّها أُصيبت أثناء نزولها.قال بقلق: "حبيبتي سارة، أين أُصبتِ؟"كانت سارة ما تزال شاردة الذهن، لا تكاد تستوعب ما جرى.لقد هرعت نحوه غير آبهةٍ بشيء، والآن بعد أن التقت أحمد وجهًا لوجه، غمرها الارتباك.كيف لا وهي التي قالت له البارحة بوضوحٍ وصرامةٍ إنها لا تريده، بل تكرهه!لم يمضِ وقت طويل حتى انقلب الموقف تمامًا، فشعرت بالحرج، ولم تعرف كيف تتصرف معه.كان عقلها مشوشًا، وقلبها أكثر اضطرابًا منه.قالت بتلعثم: "أنا... أنا بخير".لم يكن في الكهف أي وسيلة إنارة، وكانت الإضاءة القادمة من الخارج ضعيفة للغاية.ورغم أنّ الوقت نهار، إلا أنّ العتمة جعلت المشهد شبيهًا بالليل.لكن أحمد كان ذا خبرة واسعة في الحياة البرية.فقد جمع كمية كبيرة من الحطب الجاف قبل أن يبدأ المطر، ولم يكن قد استخدمها بعد، فكانت الآن في وقتها المناسب.أخرج أداة الإشعال، وبعد لحظات اشتعلت النار، وأضاءت أرجاء الكهف بوهجٍ دافئ.استدار أحمد يتأمل سارة بنظرةٍ عميقة
Baca selengkapnya

الفصل 1044

ارتدت سارة قميصًا واسعًا من قمصان أحمد، وبعد أن بدّلته أسرعت لتستلقي داخل كيس النوم.عاد أحمد بعد قليل، فأخرجت سارة رأسها الصغير من الكيس، وكان المشهد يُذكّره بذكريات أيام زواجهما الأولى.كانت ثيابه مقاومة للماء، لكنها ابتلّت كثيرًا، فخلع معطفه ووضعه على الحامل، وتحت المعطف كان يرتدي قميصًا أبيض من القطن.وبسبب البلل، التصق القماش بجسده فبدت عضلاته البارزة واضحة للعيان.قال أحمد بصوت خافت فيه رجاء: "حبيبتي سارة... هل يمكنني أن أخلع القميص؟".فبعد تجربة الليلة الماضية، لم يجرؤ على فعل أي شيء قد يثير حفيظتها.أدارت سارة رأسها جانبًا قائلة بهدوء: "نعم".خلع أحمد قميصه ووضعه على الحامل ليجف، ثم نظر إلى سارة التي أدارت وجهها، وابتسم ابتسامة غبية لا إرادية.كان المشهد بأكمله يشبه الحلم، أن تخاطر سارة بحياتها فقط لتأتي وتبحث عنه، فإن لم يكن هذا حبًّا، فما هو إذًا؟شعر أحمد فجأة أنّ السمّ الذي أصابه لم يكن عبثًا، فلولاه لما تمكن من رؤية من ظلّت تشغل فكره طوال الوقت.وبينما أخيرًا شعر أنّ سارة بدأت تلين تجاهه قليلًا، أدرك أنّ عليه أن يتصرف بحذر في كل خطوة بعدها.ظلّ يُضيف الحطب إلى النار دون تو
Baca selengkapnya

الفصل 1045

كانت ساقا سارة منذ البداية متناسقتين إلى حدٍّ لا يُصدق، مستقيمتين كأنهما مرسومتان في لوحة فنية.وبسبب مداومتها على الاستحمام في الينابيع العشبية، أصبحت قدماها ناصعتين كالمرمر، يشفّ منهما بياض ناعم يميل إلى الوردي، كأنهما ثمرة عنب مقشّرة.ذلك الوضع الجالس أظهر مفاتنها الهادئة على نحو يصعب تجاهله، جمال قاتل في بساطته.ابتلع أحمد ريقه بصعوبة، وتذكّر ما جرى بينهما ليلة الأمس في حقل الذرة.تذكّر ذلك القرب الفوضوي المفعم بالمشاعر الأصلية التي لا يمكن تكرارها بسهولة.قال بصوتٍ منخفضٍ يخالطه الاضطراب: "حبيبتي سارة..."كان فمه جافًا ولسانه أثقل من أن ينطق بوضوح.التفتت سارة نحوه، فرأت في عينيه نظرة حادة كعينَي ذئبٍ يحدّق في فريسته.مع أنهما أصبحا والدَين لأربعة أطفال، وبعد سنواتٍ طويلة من الفراق والعودة، ما زالت سارة تتصرّف بخجل الفتيات الصغيرات.بل كانت أحيانًا، حين تحاول ستر نفسها لا شعوريًّا، تدرك بعد لحظة أنها ربما كانت تبالغ في التحفّظ.لكن تلك الطباع القديمة قد نُقشت في أعماقها، ولم تعد قادرة على تغييرها.مثل هذه اللحظة بالضبط، حين كان ردّ فعلها الأول هو أن تترك الماء وتعود مسرعة إلى كيس
Baca selengkapnya

الفصل 1046

جلس أحمد القرفصاء على الأرض وبدأ في تركيب قطع الخيزران التي قطعها بنفسه.وخلال فترة شوي اللحم جمع بعض اللحاء والكروم، وبعد أن عالجها قليلًا صنع منها حبالًا. ما زال دون قميص، وعندما جلس القرفصاء بدت الندوب على ظهره كاملة، مما أضفى عليه مظهرًا رجوليًّا قويًّا. خفض أحمد رأسه وبدأ يعمل، موضحًا: "خشيت أن تكون الأرض مليئة بالحشرات وغير نظيفة، فقطعت بعض الخيزران لأصنع سريرًا بسيطًا، حتى تنامي براحة هذه الليلة."كان معتادًا على مثل هذه الأعمال، ولم يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة ليُنجزها. وبجواره أوراق الشجر والعشب الجاف التي جمعها، وضعها قرب النار لتجف تمامًا حتى لم يبقَ فيها أثر للرطوبة، ولا يُعلم كيف وجدها في هذا المطر الغزير. أن تقول إنّ سارة لم تتأثّر، فهذا غير صحيح.قالت: "إنها مجرد ليلة واحدة، فلماذا تتعب نفسك؟"أجابها أحمد دون أن يرفع رأسه وهو منهمك في العمل: "من أجلكِ، لا يُعدّ تعبًا."ألقت سارة نظرة على عرض السرير، ويبدو أنه لم يُفكّر بأن يشمل نفسه فيه أصلًا. رغم وجود النار داخل الكهف، إلا أن الرطوبة تتسلّل بعد وقت طويل، وسموم جسده لم تخرج بعد بالكامل، فقالت سارة مترددة: "ذاك..."
Baca selengkapnya

الفصل 1047

هذا الرجل... كان في الماضي متهورًا متسلّطًا، يحصل على ما يريد بالقوة، أصبح اليوم مهذّبًا إلى هذا الحد، حتى إنّ سارة لم تعتدّ عليه بعد.قالت سارة: "أنا جائعة."رفضت، فتنهد أحمد بخفّة، ولم يُجبرها على شيء، بل ربّت على رأسها وقال: "كُلي كما تشائين أذن."ثم عاد بهدوء ليُكمل صنع السرير المزدوج بنفسه.كانت سارة تمضغ لحم الخروف البري وهي تتحسس وجنتيها اللتين احمرّتا وسخنتا بشدّة، لا بدّ أنّ حرارة الكهف مرتفعة جدًّا.وحين نظرت إلى ظهر أحمد العريض القويّ، شعرت بأنّ مثل رجلٌا كهذا لا يمكن لأحد أن يكرهه.تذكّرت تلك الليلة المثقلة بالمشاعر، وفي أعماقها لم تستطع إنكار أنّها تأثرت به أيضًا.وإذا نحّت الكراهية جانبًا، فإنّ معاشرة رجل كهذا في حبّ صادق ستكون قمة العاطفة بالنسبة لها.لكن الفرق بين الإنسان والحيوان هو المشاعر، فكلما تذكّرت ما جرى بينهما، شعرت سارة وكأنّ شيئًا يخنق قلبها.كل لحظة قربٍ من أحمد كانت بالنسبة لها خيانة لذاتها القديمة.قال أحمد إنّها تجاوزت الماضي، لكنها تعلم أنّها لم تفعل.فسارة القديمة ما زالت غارقة في وحلٍ أسودٍ لم تجد فيه الخلاص بعد.كانت تركض نحو الأمام، لكنها لا تكفّ عن
Baca selengkapnya

الفصل 1048

اغتسلت سارة جيدًا، فشعرت بأن جسدها أصبح أخفّ، وعقلها أكثر صفاءً، وقد اتخذت في قلبها قرارًا حاسمًا.استدارت فعادت لترى أحمد منشغلًا بالحركة كأنه شيخ صغير منهمك في عمله.كان مشغولًا بصنع قفصٍ من الخيزران لصيد السمك، وقد أخذ معه قبل الرحيل كمية من البسكويت المضغوط وزجاجتين من الماء وعدة ثمرات فاكهة.كان ينوي في الأصل أن يواصل طريقه بسرعة، مكتفيًا ببعض ماء النبع وأي فاكهة برّية يعثر عليها ليخرج من هنا بأسرع وقت.لكنّ هذه الأمطار الغزيرة، ومعها ظهور سارة المفاجئ، قلبا خططه رأسًا على عقب، ويبدو من حال السماء أنّ المطر سيستمر حتى الغد، لذلك أسرع أحمد في نسج القفص استعدادًا لصيد الأسماك.جلست سارة على السرير الخشبي الصغير الذي صنعه من أعواد الخيزران، وقد كانت ساقاها الناصعتان تتأرجحان برفق.قالت له: "ألستَ متعبًا؟"كيف له ألا يتعب؟ لقد سهر طوال الليل، وقضى نهاره في العمل دون راحة، والحرارة قرب النار كانت خانقة، فكان العرق يغطّي جبينه وجسده.قال وهو منهمك: "سأنتهي حالًا، هناك نهر قريب، أسماكه دسمة، سأغتنم توقف المطر وأهبط إلى الماء، غدًا سيكون لدينا سمك لتنناوله."قال ذلك، ثم صرف بصره عن ساقيها
Baca selengkapnya

الفصل 1049

رأت سارة أن الجوّ أصبح غريبًا وغير مريح، فوضعت كفيها على سرير الخيزران وبدأت تتحرك ببطء إلى الخلف.لكن سرير الخيزران الذي صنعه أحمد لم يتجاوز مترًا وعشرين سنتيمترًا، فإلى أين يمكنها أن تهرب؟سرعان ما لامست راحة يدها حافة السرير.كانت كلماتها بالأمس مجرّد غضبٍ في لحظة انفعال، حتى حين لمسها أحمد وهو متنكرٌ في هيئة حسني، لم تشعر نحوه بالاشمئزاز.فالإنسان في لحظة الغضب يستخدم أقسى الكلمات ليؤذي من يحب، أما الآن فهي لم تعد قادرة على قول ما جرحته به بالأمس.قالت بصوتٍ خافت: "تلك كانت كلماتٍ في لحظة غضب."وحين أدركت حقيقة مشاعرها، لم يبقَ لديها شيء من جرأتها السابقة.تحرّك أحمد كفهدٍ بريّ، ارتكز على ركبتيه فوق السرير، وزحف نحوها بخطًى ثابتة.وسرعان ما غمر ظلّه جسد سارة كله، ولم يبقَ لها سوى يديها تستندان إلى السرير.انحنت شفتاه على عنقها المرفوع كعنق البجعة البيضاء.كانت مكرهة على النظر إليه من أسفل، فبدت ضعيفةً أمامه.وفي اللحظة التي لامست شفاهه بشرتها، سمعت صوته المنخفض يقول: "وهكذا؟ هل تشعرين بالاشمئزاز؟ إن شعرتِ به، فسأتوقف."كان واثقًا أنها لن تقول تلك الكلمة مرةً أخرى.ففي فهمه لنفوس ال
Baca selengkapnya

الفصل 1050

كانت العاصفة الهوجاء تجتاح كل شيء، والزهور الرقيقة تتمايل في مهبّ الريح بلا توقف، حتى تساقطت بضع بتلاتٍ على الأرض.ولا أحد يدري كم مرّ من الوقت حتى هدأ المطر تدريجيًا.كانت سارة متكوّرة في حضن أحمد.كانت تشكّ في أن هذا الرجل فعل ذلك عن قصد، إذ كيف وجد الوقت ليصنع سريرًا مزدوجًا، ومع ذلك لم يفكر في جعله أوسع قليلًا؟على سريرٍ لا يتجاوز عرضه مترًا وعشرين سنتيمترًا، يرقد شخصان جنبًا إلى جنب، وأحدهما طويل القامة يقارب المتر وتسعين، فبالنسبة إلى سارة بدا الأمر ضيقًا للغاية.لم يكن أمامها خيار، فلم تستطع إلا أن تلتصق بأحمد، وإلا لكان مصيرها أن تلتصق بأرض الكهف.كانت حقيبة النوم قد فُكّت وصارت غطاءً يلفّ جسديهما، وتحتها لم يكن أيٌّ منهما يرتدي شيئًا، فاستطاعا أن يحسّا تمامًا بحرارة جسديهما وتفاصيل ملمس الجلد وحدود الجسد.وللحق، حتى في أيام زواجهما الأولى لم يكونا بهذه الدرجة من القرب والالتصاق.ففي تلك الأيام كان أحمد مفرطًا في ضبط نفسه، متحكمًا في رغباته، حتى إنه كان يُقيّد طبيعته أمام زوجته، وإن كانت إلى جواره في السرير.ولطالما ندم بعد ذلك على تلك السنوات التي عاشها في كبحٍ قاسٍ، وتمنى لو
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
101102103104105106
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status