رغم أن سارة كانت على درايةٍ تامةٍ بتضاريس المكان، إلا أنها خرجت على عجلٍ ولم تأخذ معها كامل معداتها.ولأن الجبل بلا إشارةٍ للاتصال، فقد أصبحت الآن بين فكي المأزق، لا تستطيع المضيّ قُدمًا ولا العودة أدراجها.كانت الصخور زلقة، فزلّت قدماها مراتٍ عدّة وسقطت نحو الأسفل، غير أنّ خبرتها أنقذتها إذ تمكنت في كل مرة من التعلّق ببعض الأغصان على الطريق.لكن شدّة السقوط والتشبّث تسبّبت في تمزّق كفيها حتى سال منهما الدم غزيرًا في مشهدٍ مروّع.حقًّا يمكن القول إن حظّها هذا اليوم عاثرٌ إلى أقصى حد، كالبيت المنهار ابتُلي أيضًا بالمطر الهاطل ليلًا.وقفت سارة فوق شجرةٍ صغيرةٍ تلتقط أنفاسها بصعوبة، ثم بسطت راحتيها لتنظر إلى لحمها المتهتّك الممزوج بالدماء.كان الألم يمزّقها، لكنها لم تجد وقتًا للرثاء أو التوجّع، فما يهمّ الآن هو أن تنزل بسرعةٍ إلى أسفل الجرف لتجد أحمد.كلّما تأخّر الوقت ازداد الوضع سوءًا، فالغابة معقّدة المسالك، وكل لحظةٍ تمضي تُبعدها أكثر عن أحمد، وليس بينهما وسيلة تواصل.لم يكن معها سوى خنجرٍ ومسدس، بلا طعامٍ ولا ماءٍ ولا أيّ مؤنٍ أخرى.عندها فقط أدركت أنها تقلق على أحمد أكثر مما كانت ت
Baca selengkapnya