كانت الرياح البحرية تعصف بقوة، فاختبأ الصغير في حضن سارة ليحتمي من البرد، بينما تناثرت الثلوج حولهما كأنها ترفرف بين السماء والبحر.أشارت سارة نحو البحر الممتد أمامهما وقالت بصوت هادئ: "يا صغيري، هنا، في هذا البحر، اختفى طفل عمتك، لم يكن محظوظًا مثلك، فحين أُخرج من رحمي، لم يكن فيه نفس... ولم يرَ شمس هذا العالم ولو لمرة واحدة".ثم مالت برأسها نحوه وهمست: "هل تظن أنه يشعر بالبرد وحيدًا في قاع البحر؟ ما رأيك أن تذهب لتؤنسه؟ قد تشعر بالبرد في البداية حين تلامسك المياه، ثم يتسلل البرد إلى رئتيك، تشعر وكأنها ستنفجر من شدة الألم، تحاول الصراخ فلا يصدر منك صوت، تغرق شيئًا فشيئًا في الظلام، ثم تختفي للأبد، تاركًا وراءك جرحًا لا يُشفى، هل تظن أن أباك، الذي يحبك أكثر من أي شيء، سيتحمل فقدانك؟"تأملت ملامحه البريئة ثم قالت بصوت مكسور: "أنت ابنه الذي يحبه أكثر من أي شيء، إن فقدك، حتمًا سيتحطم قلبه".ضحكت سارة بمرارة وهي تربت على وجنته: "لا، لن يكون كطفلي، ذلك الطفل، من يوم أن خُلق وحتى رحيله، لم يكن إلا مأساة".أمسكت بيده وسارت به بخطًى بطيئة نحو حافة السفينة، وقالت وهي تنظر إلى السماء الملبدة با
Baca selengkapnya