Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 131 - Bab 140

200 Bab

الفصل 131

كانت الرياح البحرية تعصف بقوة، فاختبأ الصغير في حضن سارة ليحتمي من البرد، بينما تناثرت الثلوج حولهما كأنها ترفرف بين السماء والبحر.أشارت سارة نحو البحر الممتد أمامهما وقالت بصوت هادئ: "يا صغيري، هنا، في هذا البحر، اختفى طفل عمتك، لم يكن محظوظًا مثلك، فحين أُخرج من رحمي، لم يكن فيه نفس... ولم يرَ شمس هذا العالم ولو لمرة واحدة".ثم مالت برأسها نحوه وهمست: "هل تظن أنه يشعر بالبرد وحيدًا في قاع البحر؟ ما رأيك أن تذهب لتؤنسه؟ قد تشعر بالبرد في البداية حين تلامسك المياه، ثم يتسلل البرد إلى رئتيك، تشعر وكأنها ستنفجر من شدة الألم، تحاول الصراخ فلا يصدر منك صوت، تغرق شيئًا فشيئًا في الظلام، ثم تختفي للأبد، تاركًا وراءك جرحًا لا يُشفى، هل تظن أن أباك، الذي يحبك أكثر من أي شيء، سيتحمل فقدانك؟"تأملت ملامحه البريئة ثم قالت بصوت مكسور: "أنت ابنه الذي يحبه أكثر من أي شيء، إن فقدك، حتمًا سيتحطم قلبه".ضحكت سارة بمرارة وهي تربت على وجنته: "لا، لن يكون كطفلي، ذلك الطفل، من يوم أن خُلق وحتى رحيله، لم يكن إلا مأساة".أمسكت بيده وسارت به بخطًى بطيئة نحو حافة السفينة، وقالت وهي تنظر إلى السماء الملبدة با
Baca selengkapnya

الفصل 132

"انظر، كم يبدو الثلج جميلاً هذا المساء". صوتها كان هادئًا، لكن كلماتها ثقيلة."أحمد، اليوم هو ذكرى وفاة طفلنا، هل فكرت فيه هذا العام؟ ولو للحظة واحدة؟"أضافت بصوت يكاد يُسمع: "كنت أظن أن ذلك الطفل بالنسبة لك، لم يكن سوى وسيلة للانتقام مني".في تلك اللحظة فقط بدأ أحمد يدرك الحقيقة، ظنّ أن كل ما فعلته كان موجهًا نحو صفاء، لكنه نسي أمر فارس تمامًا.لقد اختارت سارة هذا اليوم بعينه، فقط لتجعل من فارس قربانًا لطفلها الذي رحل.ولتنتقم بشراسة منه ومن صفاء معًا.كان قلبه يغلي من الغضب والخوف، ولم يكن بحاجة لأي دليل آخر؛ سارة لا تزال سارة، أفكارها المتطرفة لم تغادرها يومًا.خلال دقيقة واحدة فقط، كان أحمد قد مرّ بتقلبات لا تُصدق، كأن قلبه رُمي في قطار الموت، كفاه بات يغمره العرق البارد دون أن يشعر.اندفع بقوة نحو السطح العلوي، كانت الألعاب النارية قد توقفت للتو، وتستعد لجولة جديدة، بينما العالم بدا كأن أحدهم ضغط على زر التجميد، لا صوت سوى صوت خطواته المتسارعة فوق السلالم.وصل إلى الطابق الثاني من السفينة، وكان السطح خاليًا تمامًا، ركض إلى الحافة، وكانت الأمواج تصطخب تحتها، تصفع السفينة بعنف، متن
Baca selengkapnya

الفصل 133

ترك لها تلك الجملة الغامضة، التي لم تستطع سارة فهمها، ثم غادر.لم يعاتب، ولم يغضب، ولم ينبس حتى بكلمة سؤال.ما الذي قصده بقوله: "اليوم، كان تخليكِ هو أذكى قراراتك على الإطلاق"؟"بوووم!" — أُغلِق الباب خلفه، وانطلقت جولة جديدة من الألعاب النارية في السماء، نظرت سارة إلى تلك الومضات الساطعة التي تختفي سريعًا، وكأنها ترى انعكاسًا لحياتها البائسة.لحظات من الوهج القصير، ثم فراغٌ موحش، وسواد لا ينتهي.بينما كان الجميع غارقين في أجواء الاحتفال الصاخبة، سمعت سارة فجأة صرخة امرأة مذعورة:"سيدي الصغير"!هل تهيّأ لها الصوت؟لكن في اللحظة التالية، رأت عدة رجال يركضون مسرعين أمام باب غرفتها، أحدهم كان يحمل فارس بين ذراعيه!لم تفهم ما حدث في البداية، لكنها اندفعت في إثرهم بلا تردد.صوت بكاء فارس المخنوق والمفزع ملأ أرجاء الممر، لكن لم يكن أحدًا يعره انتباهًا، فالكل كان منشغلًا بعرض الألعاب النارية، حتى أفراد الأمن معظمهم قد نُقلوا للمساعدة هناك.أما صفية، فقد كانت عاجزة عن الحركة، فقد أصيبت ساقها بطلق ناري، فلم تستطع اللحاق بهم، واكتفت بالركوع قرب السور، تراقب الطفل يُختطف من أمام عينيها.اتضح أن
Baca selengkapnya

الفصل 134

سردت صفية ما جرى بتفاصيله، وعندما وصلت إلى اللحظة التي قفزت فيها سارة إلى القارب، كانت أول ردّة فعل من صفاء هي الاتهام المباشر."كنت أعلم أن تلك التي تُدعى سارة لا تضمر خيرًا! لا شكّ في أنها خططت لخطف طفلنا! أحمد، عليك أن تُنقذ فارس بأيّ ثمن"!لولا أن أحمد لا يمدّ يده على النساء، لكان في تلك اللحظة قد مزّق فم صفاء من شدّة الغضب.فأيّ شخص لديه ذرة عقل ما كان لينطق بمثل هذا الكلام السخيف.كتم أحمد غضبه بصعوبة وقال بصوت بارد: "أخرجوها من هنا".كان محمود قد بدأ بالفعل التحقيق، وعندما شاهد أحمد سارة وهي تندفع خلف الخاطفين غير مبالية بالخطر، اضطرب قلبه من جديد.فهو يعلم أكثر من أيّ أحد، أن سارة لو كانت تنوي إيذاء فارس، لفعلت ذلك من قبل.إنها تحب هذا الطفل بصدق، إلى درجة أنها لم تتردد في ملاحقة من يحمل السلاح.اقترب محمود منه وقال بصوت خافت وقد بدت عليه ملامح القلق: "سيدي الرئيس أحمد، هل من الممكن أن تكون هويتك قد كُشفت؟ وأنهم اختطفوا الطفل من أجل استبداله بشيء ما؟"ضغط أحمد شفتيه، وانبعث من جسده هالة حادة كالسكاكين. وقال بحزم: "لا، هذا أمرًا مستبعد".استعرض أحمد تسجيلات الكاميرات وأوقف المش
Baca selengkapnya

الفصل 135

لم يكن الفجر قد بزغ بعد، حين رست السفينة السياحية مبكرًا على غير المعتاد. أما الضيوف، فلم يكونوا على علم بما حدث، ولماذا انتهت الرحلة فجأة قبل أوانها؟وبينما كان الجميع يُنزل من السفينة، اندفعت صفاء لتُثير فوضى في المكان.صرخت بغضب: "ألا تنوون إرسال أحد للبحث عن سارة؟! هي من تواطأت مع الغرباء لاختطاف ابني! تلك الحقيرة...!"حتى محمود، الذي كان يقف عند الباب، شعر بغضب عارم من كلماتها، وتمنى لو أنه صفعها مرات متتالية، وما لبث أن ركل المسؤول شريف من الخارج، ليرتطم بالأرض أمامهم.جن جنون صفاء عندما رأت ذلك، فصاحت: "ما هذا؟ بدلًا من البحث عن سارة، تمسكون بخالي؟"!"ما هذا؟!" صاح محمود بانفعال، "بل نحن من يجب أن نسأل: ماذا كنتم تنوون أن تفعلوا؟"!كان أحمد جالسًا على الأريكة، وجهه ملبّد بالغضب القاتم، ثم أمسك بمجموعة من الأوراق وألقاها على الطاولة.قال ببرود: "أنفقت مئة مليون على حفل ميلاد فارس، أخبروني، كم أنفقتم منها عليه فعلاً؟"كان شريف هو الشقيق الوحيد الأكبر لـ ياسمين، وبعد وفاة والدتهما، اعتنت به عائلة صفاء بسخاء، لكن الرجل كان عاطلًا، مدمنًا على القمار، ولم يستقم له حال قط.وها هي صفاء
Baca selengkapnya

الفصل 136

أسرعت صفاء بخطى متوترة واقتربت قائلة: "هي سارة! ابحثوا عنها فقط! وإن لم تُجدِ نفعًا، لا يزال لدينا رشيد، نستخدمه كورقة ضغط، وستُعيد فارس حتمًا"!توقف أحمد عن السير، واستدار ببطء نحو صفاء، وكانت نظراته غائمة، لا يُفهم منها رضا أو غضب."أحمد، أنا... أنا فقط..."قاطعها صوته البارد والمتهكم: "صفاء، أحيانًا أتساءل، ما الذي يدور في رأسكِ بالضبط؟"ثم انحنى قليلاً، وهمس بصوت خفيض يقطر تهديدًا قرب أذنها: "لولا أني ما زلت أضع اعتبارًا لذكرى وفاة سالم، لأردتُ شق جمجمتكِ بنفسي لأرى".صوت أحمد المظلم جعل جسد صفاء يرتجف، رفعت عينيها بخوف نحوه، لكنها لم تجد سوى النار المتأججة في عينيه، وكأنها ستلتهم كل من يقف في طريقه.هذا الرجل اقترب على الانفجار من شدة الغيظ، لكنه كان يستخدم كل ذرة من إرادته لكبح غضبه. ومع ذلك، نظراته لم تخفِ شيئًا، امتعاض واضح، واشمئزاز عارم.قال وهو يستدير مغادرًا: "صلي أن يكونا بخير وإلا، فحتى لو عاد سالم من القبر، لن يُنقذ شريف من بين يديّ"!ومع اختفاء أحمد من الغرفة، انحسر ذلك الضغط القاتم من المكان، وكأن الهواء نفسه عاد إلى طبيعته.صفاء كانت مبللة بالعرق البارد، ترنحت وسقطت
Baca selengkapnya

الفصل 137

رنّ في أذن سارة صوتٌ ساخر: "يقول الناس إن أحمد رجلٌ مخلص، أحبّ امرأة واحدة لعشر سنوات، لكن لم يقل أحد إنه كان متزوجًا من قبل".قبضت سارة على أصابعها بقوة، والحزن يغمر ملامحها: "في نظره، لم أكن سوى لعبة عابرة، وجودي لا يُذكر ولا يُعترف به، طبيعي ألا يعرف أحد من أنا، البارحة كانت ذكرى وفاة ابني وهو جنين، تسللت إلى اليخت فقط لأخطف فارس، لكن يبدو أنكم سبقتموني"."ابنك مات، فلماذا تحاولين خطف ابن غيرك؟"رفعت سارة عينيها بثبات وقالت، كلمةً بكلمة: "لأهديه كقربان لأبني! هل تدرك ما الذي عشته خلال هذا العام؟ لم أنم ليلةً واحدة بسلام، في كل مرة أغمض عيني، أرى نفسي مُمددة على طاولة العمليات... أنا..."ومع كل حرف، كانت تختنق أكثر فأكثر حتى انفجرت بالبكاء. دموعها الساخنة سالت على حافة النصل البارد، ثم انزلقت على يد الرجل.تنهّد الرجل وسحب سكينه جانبًا: "لماذا تبكين الآن؟ أنا لم أؤذكِ بشيء".لكن سارة كانت قد انزلقت تمامًا في دور المرأة المكلومة، ولم تهتم من يكون، راحت تفرغ ما في قلبها وتلعن أحمد بحرقة.خارج الكوخ.كان محسن يقضم عودًا من عشبة القطط، ويهمس إلى رفيقه حمدي بنظرة ماكرة: "ما رأيك؟ أليس من
Baca selengkapnya

الفصل 138

"هذا لا يجوز." سارع حمدي بالرد، قائلاً: "نحن بحاجة إليه لطلب الفدية".لكن ما إن أنهى جملته، حتى تلقى ضربة على رأسه من محسن، الذي زمجر ساخطًا: "لما أنت صريحًا هكذا؟ لماذا تقول كل ما يخطر في بالك؟ ألا تستطيع كتم سر؟"لم يخطر في بال سارة قط أن هناك من يجرؤ على مثل هذا الجنون، أن يتحدّى أحمد ويطالبه بفدية.على الأرجح، لن ينتظروا حتى يرسلوا الرسالة، إذ سيكون رجال أحمد قد عثروا عليهم واقتحموا مخبأهم.سألت سارة بقلق: "كم تطلبون؟"أشار محسن بإصبعه: "هو رجل ثري، أظن أننا يمكن أن نطلب مليونًا."حدقت فيه سارة غير مصدّقة: "مليون فقط؟"هل خاطروا بكل هذا من أجل مليون؟ سيظن أحمد بلا شك أنهم يسخرون منه.ارتبك محسن من نظراتها، وتراجع عن اقتراحه: "أليس من المفترض أنه ثري جدًا؟ لا يعقل ألا يتمكن من دفع مليون... أو... أو ربما نخفضها إلى نصف مليون؟"رفعت سارة يدها إلى جبينها، وشعرت لأول مرة بشيء من التعاطف مع الخاطفين، هل هذا طبيعي؟لو طلبوا نصف مليون فقط، فربما كان أحمد سيفكر في تركهم أحياء، لكن ما إن سمع ذلك الرقم، فقد يجعلهم طعامًا لأسماك القرش.ولما لم تجب، سألها حمدي بصوت خافت: "أيعقل أنه لا يملك حتى
Baca selengkapnya

الفصل 139

قال محسن بوجه متهلل: "نعم! عندما سمع أن بإمكاننا اصطحاب بعض الأشخاص إلى السفينة، دون الحاجة لدفع المال، والطعام مؤمّن، فرح الرئيس شريف جدًا ووافق على الفور، وعندها أكلنا كثيرًا في المطبخ الخلفي، كان الطعام لذيذًا حقًا، حتى إنني حين غادرت، أخذت كمية كبيرة من الطعام معي".حينها أدركت سارة سبب نجاح هذين الفتيين عديمي الخبرة في خطتهما.لقد كانت مصادفة غريبة، كأن قطة عمياء اصطدمت بفأر ميت.لم يخطر ببال شريف أبدًا أن هناك من يجرؤ على إحداث شغب في السفينة، بل ويجرؤ على اختطاف الطفل أيضًا.ولم يتخيلوا أن نظام الحماية كان شبه معدوم، لذا نجحوا بسهولة.يمكن القول إن هذه الحادثة لم تكن سوى رحلة عبثية من كلا الطرفين.سألت سارة بجدية: "إذًا، كان هدفكما المال؟ وأين الطفل الآن؟"أجاب حمدي بتذمر: "الطفل مع جدتي، شهيته مفتوحة على آخرها، لقد كاد ينهي كل الحليب الذي حصلنا عليه من البقرة الصغيرة".في أثناء هذا الحوار، كان هناك رجل واقف جانبًا، صامتًا لا يشارك في الحديث، عيونه مثبتة على سارة بحدة، لم يحرّك ساكنًا.وفجأة قال بصوت منخفض أجوف: "انتهيتِ من الأسئلة؟"كانت سارة على وشك أن ترد، لكن قبل أن تنبس بكل
Baca selengkapnya

الفصل 140

"تمّ الاتفاق".في البداية، شعرت سارة أن موافقته كانت سريعة أكثر من اللازم، لكن حين دفعت الباب الصغير لتخرج بحثًا عن فارس، فوجئت بالمشهد الذي بدا أمامها.كان المنظر رائعًا؛ سماء زرقاء صافية، بحر أزرق يحيط بالمكان، وجبال خضراء مورقة.كانت جزيرة صغيرة تحيط بها المياه من كل جانب، وكأنها جزيرة منسية من هذا العالم.لذا لم يكن الرجل بحاجة لاحتجازها أو تهديدها، فهنا لا يوجد إشارة ولا اتصال، تصرخ فلا أحد يسمع، وتستنجد فلا مجيب.ما داموا لا ينوون إيذاء فارس، لم يكن في نية سارة أن تُقدم على أي تصرف متهور.عندما دفعت الباب الخشبي، وجدت فارس مستلقيًا على الأرض يطارد قطة صغيرة.كانت ملابسه متسخة ومغبرة، ومع ذلك، بدت عليه سعادة غامرة، كان يضحك بصوت عالٍ. مرددًا: "قطة، قطة".قال أحدهم ضاحكًا: "هذا الصغير لا يشبه أبناء الأثرياء في شيء، هادئ ووديع، حتى أنا بدأت أحبه".لم تنتظر سارة أكثر، بل اندفعت نحوه تعانقه، ففتح فارس ذراعيه وهو يصرخ بسعادة: "ماما"!تساءل محسن بدهشة: "هل هو حقًا ليس ابنك؟"قالت سارة بأسى: "إنه طفل صغير، ينادي أي أحد بـ ماما."رد حمدي وقد بدا عليه الشك: "لا أعتقد ذلك، من قبل حاولت امر
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
1213141516
...
20
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status