Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 111 - Bab 120

200 Bab

الفصل 111

ما إن فرغت ليلي من كلماتها، حتى ازداد اضطراب ملامح سارة، واتسعت عيناها الجميلتان بحدة مخيفة، وقد غطّى ملامحها شحوب ممزوج بغضب مجنون، وصرخت بصوت غاضب، وكأن الألم قد أخذ منها كل رحمة:"طبعًا هو بريء... لكن ماذا عن طفلي؟ أليس هو أيضًا بريئًا؟! من كان يستحق الموت حقًا... هو، وليس طفلي"!وضعت يدها على صدرها، حيث قلبها يعتصر ألمًا، وحدّقت أمامها بنظرة مشوشة، وقالت بانفعال: "لو لم يولد ذلك الطفل... لما مات طفلي أصلاً! كل هذا بدأ من لحظة مجيئه"!شهقت ليلي، وهزّت رأسها بعنف: "أنتِ تهذين! كيف تفكرين بهذه الطريقة يا سارة؟ أرجوكِ اسمعيني جيدًا...أنا أعترف، قد أبدو امرأةً ساخرة ولا أبالي بشيء، لكنني أؤمن بالقدر، وأومن أن لكل روح موعدًا في هذه الدنيا، وكل مغادرة لها معناها، طفلكِ لم يمت... بل عاد إلى السماء ليكون ملاكًا، ارفعي رأسك، ربما هو ينظر إليك الآن من فوق، يريدكِ أن تعيشي، أن تبتسمي، أن لا تنغمسي في ندم لا نهاية له... سارة، أنتِ طيبة، ولن ترضي أبدًا أن يذوق غيركِ هذا الألم الذي حطّمكِ".سارة التفتت نحوها ببطء، ونظرتها كنصل بارد، ثم قالت بكلمات واضحة كالسكين: "أتدرين كيف قضيت هذا العام؟ حين ته
Baca selengkapnya

الفصل 112

قبل أيامٍ قليلة، كان أحمد قد عثر على الطبيب جمال، لكنه لم يُخبر سارة بذلك، هذه الرحلة إلى الخارج لم تكن لأجل بعض الأمور فقط، بل كانت لأجل هدفٍ أكثر أهمية، هو أن يُعيد الطبيب جمال إلى البلاد بنفسه.فور أن تراه، ستفرح سارة حتمًا.لكن ما إن لمح أحمد ابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيه دون وعي، حتى أخمد تلك الفكرة في قلبه.سعادتها؟ ما شأنه بها أصلًا؟هو لم يُحضر الطبيب جمال من أجلها، بل ليمسك بخيط حياتها وموتها بيده، ليُحكم سيطرته... وليتمكّن من تعذيبها كما يليق بعقابه.خلال بقائه في الخارج أيامًا إضافية، وردته فجأة أنباء عن اختفاء الطبيب جمال.كان كل شيء قد تم الترتيب له مسبقًا، حتى أنّهم أرسلوا له التقارير الكاملة عن حالة رشيد المرضية، وقد قدّم الطبيب جمال رأيًا طبيًا محترفًا للغاية، بل وافق على أن يُجري الجراحة بنفسه.لكن حين ذهب أحمد لاستقباله بنفسه، اختفى الطبيب جمال فجأة وبلا مقدمات."السيد أحمد، أعتقد أن هذا الطبيب جمال ليس سهلًا". قال محمود بتحفّظ.عاد الهدوء إلى ملامح أحمد، لكن عينيه ظلتا موحشتين كغابة شتوية: "لقد خُدعنا".الأمر واضح... كان الطبيب جمال يُخطّط منذ البداية، تظاهر بالتعاون
Baca selengkapnya

الفصل 113

في المرة الأولى، لم تُفلح حادثة السيارة في قتل رشيد، فحاولوا للمرة الثانية أن يقتلوه غيظًا، والنتيجة أنه لم يمت، بل أصبح في غيبوبة.شددت سارة قبضتها شيئًا فشيئًا، وعيناها مليئة بلهيب الحقد الذي لا يُطفأ.حلّ الظلام ببطء، وكان خالد قد أوصلها إلى المطار.تناولت سارة وجبة خفيفة في المطار، وقد بات من غير المهم ما إذا كان والدها سيستفيق أم لا، ما دام قلبها قد اتخذ قراره، طالما أنها لا تزال على قيد الحياة، فلن تتركهم ينعمون بالراحة.وإن كان عمرها قصيرًا، فلا بأس أن تصحب معها إلى الجحيم بعضًا ممن أذاقوها الألم.جلست قليلًا في صالة الانتظار، وما إن رأت جدول الرحلات يُظهر وصول الطائرة حتى توجهت قبل الموعد بخمس دقائق، لتوهم أحمد بأنها، كما كانت دومًا، تقف بلهفة في انتظاره.في هذه الأيام، كان طقس مدينة الشمال لطيفًا، خالٍ من الثلج، والريح ساكنة، لذا وصلت الطائرة في موعدها المحدد.خرج أحمد من بوابة كبار الشخصيات، وما إن همّت سارة بالتقدّم نحوه حتى فوجئت بوجود رجل آخر بجانبه.رغم أنها لم تلتقِ به سوى مرة واحدة، إلا أنها لن تنساه ما حييت.كان هو العم يوسف.الرجل الذي جاء إلى بيت عائلة سارة قبل سنوات
Baca selengkapnya

الفصل 114

لم تكن بحاجة للنظر، كانت تعلم تمامًا من هو، الرجل الجالس في المقعد الخلفي يرتدي بدلة مفصّلة بعناية، تُبرز خطوط كتفيه وخصره بإتقان، وكأنها نُسجت عليه خصيصًا.أزرار قميصه تلمع ببريق خافت عند التقاء الضوء بسطحها، تمامًا كما تتلألأ عيناه القاتلتان في عتمة الليل.هيئته، وإن كانت مجرد ظل، لا تُخطئها العين، فله حضور لا يُنسى.رائحة خشب الأرز العطرة المتسللة من جسده تسربت إلى أنفها، وفي هذا الحيز الضيّق من المقعد الخلفي، نشأت بينهما أجواء مشبعة بغموضٍ مريب.كتمت رغبتها في دفعه بعيدًا، فهي بحاجة لهذا المشهد لأجل خطتها القادمة.بادرت هي بكسر الصمت: "أين كنت؟"ميزة التخلّي عن أحدهم، أنك تكفّ عن ملاحقته، لا يعنيك تحركاته، ولا تُرهق نفسك بتحديث منشوراته، ولا حتى تُقلّب توقيعه الشخصي كل يوم لتستشف منه شيئًا.لو لم يُرسل أحدهم ليُقلّها، لما كانت تعلم أصلًا أنه سافر للخارج."رحلة عمل."، أجاب باقتضاب.كان على وشك إخبارها بشأن الطبيب جمال، لكنه شعر أن هذا النوع من الأحاديث لا يلائم الأجواء الآن.فهي الآن مستلقية على صدره، وحرارة جسدها تتسلل عبر ساقيها الملتصقتين بساقه.في هذا المكان الضيق، وهذا الوضع ال
Baca selengkapnya

الفصل 115

حينما التقت نظراتها الحادة بعيني أحمد العميقتين، كانت ظلال الضوء الخافت تتراقص على قسمات وجهه الوسيم، فتجعله نصفًا في النور ونصفًا في الظلمة. كأنه انعكاس حيّ لتناقضاته… ملاكًا في حين، وشيطانًا في حين آخر.حين طرحت سارة هذا الطلب، لم تكن واثقة من جوابه؛ ذاك الحفل، في نهاية المطاف، ليس إلا حفلة عيد الميلاد الأول لطفلٍ هو ثمرة ارتباطه بامرأة أخرى. لقد تأجل حفل الخطوبة، وها هي صفاء تحاول بكل جهد أن تفرض مكانتها، فبادرت بتنظيم هذه المناسبة، موزعة الدعوات على أوسع نطاق، حريصة على أن يعرف الجميع من هي.وسارة، بصفتها "الزوجة السابقة"، كانت بطبيعة الحال شخصًا غير مناسب للحضور.رغم أن أحمد لم يبدِ رفضًا صريحًا، إلا أن الكبرياء المترسخ في أعماقه كان يشع في كل لحظة، يضيق الخناق عليها بهدوء وصمت، حتى شعرت بالتوتر يتغلغل في أوصالها. لم تدرك حتى تلك اللحظة أن راحة يدها كانت تتصبب عرقًا وهي مشدودة بإحكام.نظر إليها بجدية مطولة، ثم قال أخيرًا بنبرة متراخية: "حسنًا".عند سماع تلك الكلمة، خفَّ توترها تدريجيًا، وتراخت عضلات جسدها المتصلبة دون أن تشعر.لم تشأ أن تُظهر له أي تعابير أمامه، حيث بدت عيناه ب
Baca selengkapnya

الفصل 116

أسند أحمد كلتا يديه على الجدار من جانبيها، وانحنى بجسده الطويل قليلاً، محاصراً إياها ضمن نطاق سيطرته الكاملة.لطالما أحب هذا الإحساس، شعور التحكم والتفوق من علٍ.اما هي، فكانت تبدو كفريسة بلا ملاذ، لا مهرب لها ولا مفر.رمقها بنظرة من علو، ونظراته تنطق بالهيمنة والعدوان، ثم رفع يدًا واحدة ليرفع ذقنها، ثم انحنى عليها ليطبع قبلة متسلطة، وقال بصوت خافت: "وإن كان لديكِ رأي، فلتكظميه".سيطرته كانت متغطرسة، لا تعرف الرحمة، ولا تكترث لأي حدود.حاولت سارة الإفلات من قيده، لكنه شدّ خصرها بخفة ورفعها إلى الأعلى، حتى وجدَت نفسها على سطح حوض الغسيل.وفي خضم ارتباكها، لم تدرك ما الذي لامسته بيديها المرتبكتين، فقط لاحظت أن أحمد توقف فجأة عن الحركة.وهنا، وقعت عيناها على ذراعه اليسرى وقد تلطخت بلون الدم الفاقع.كان الدم متفتحًا فوق بياض الثوب، مثل زهر البرقوق في عتمة الثلج، يمتد ويتشرب القماش شيئًا فشيئًا.وجدت سارة أخيرًا مخرجًا للهروب، فدفعت أحمد سريعًا وهي تقول: "أنت تنزف!"تحاشى نظراتها دون وعي، وقال: "لا بأس، أنه جرح صغير"."ينزف بهذا الشكل وتقول صغير؟ لا بد أن الجرح قد انفتح، يجب أن نعيد تضميده
Baca selengkapnya

الفصل 117

رغم كل شيء، لم تستطع ريم أن تُخفي ضيقتها تجاه سارة، كان يُزعجها أن سارة دومًا تخطف الأضواء، في أي وقت وأي مكان تظهر فيه.تقدّم حازم بخطوات واثقة، بابتسامته المهذبة: "يا زميلة سارة، من النادر أن نراكِ في مثل هذه المناسبات".ردّت سارة بأدب: "رئيس الفصل".، ثم أضافت بابتسامة خفيفة: " لم أكن أحب الحضور من قبل، لكن وبعد إفلاس عائلتي، لم تتوفر لي الفرصة".قال حازم ممازحًا وهو يلمح إلى تصرفاتها الأخيرة: "وإذا كنتِ أنتِ لم تحظي بفرص، فبقية من على هذه السفينة لا أظن أن لهم نصيبًا". كان يشير إلى قدرتها على إنفاق خمسمئة مليونًا بكل بساطة.رغم أنه يعرف جيدًا علاقتها بأحمد، لم يفضح الأمر، بل اكتفى بأن يغمز لها بخفة.وسارة فهمت أنه اكتشف شيئًا من تسجيلات المراقبة، وأثناء ما كانت على وشك التحدث. جاء صوت ريم الساخر وقطعها: "يا رئيس الفصل، ألم أقل لك من قبل؟ بمثل هذا الجمال الذي تتمتع به زميلتنا سارة، لا بدّ أنها ارتبطت برجل مسنّ ثري، لكنني لم أسمع في الآونة الأخيرة عن وفاة أي رجل مسنّ، أفلا ترين أن الدعاء على الزوج قبل موته فيه شيء من الخبث؟"في نظر ريم، لم تكن سارة لتخفي زواجها لو كان من شاب ثري، بل
Baca selengkapnya

الفصل 118

"ماذا ناديتني للتو؟" سألت نور بدهشة وهي تنظر إلى سارة.فأجابتها سارة ببرود: "ألم تنسي، يا سيدة نور؟ أنتِ ووالدي تطلّقتم منذ أكثر من عشر سنوات، وزوجكِ الآن هو العم يوسف، فهل أخطأت حين ناديتكِ بلقبكِ الجديد؟"لم تكن سارة في السابق بهذه البرودة، حتى بعد عودتها من الخارج، كانت تعامل نور بشيء من اللين، لكن الآن، خلال فترة قصيرة، أصبحت حادة كحد السيف."سارة، لقد تغيّرتِ كثيرًا! كيف يمكن أن تقولي لي شيئًا كهذا؟ ففي النهاية، أنا ما زلت والدتكِ"."نعم، لقد تغيّرتُ، تغيّرت لأنني أدركت متأخرة كم يمكن لقلوب الناس أن تكون خبيثة، وأنانية، لو كنتُ قد أدركت ذلك منذ البداية، لما أمضيت سنوات طويلة في ظلمة الليل أنتظر والدتي، وأضعت شبابي في انتظار شخص لن يعود أبدًا"."سارة، أعلم أنني خذلتكِ، لكنني عدتُ الآن، سأحاول بكل ما أملك أن أعوّضكِ".نظرت سارة إلى وجه نور أمامها، لكنها بالكاد تتذكر ملامح أمها عندما كانت صغيرة.رغم أن ملامحها لم تتغير كثيرًا، إلا أن آثار السنوات واضحة في ملامحها، ولكن الشعور الذي كانت تحمله تجاه والدتها قد اختفى تمامًا، وكأن تلك الذكريات تعود إلى شخص آخر."عندما قررتم أن تتخلوا عني،
Baca selengkapnya

الفصل 119

حين وصف نفسه بهذه الطريقة، تذكّرت سارة من يكون، رغم أنها قابلت الكثير من أصحاب الطباع الغريبة، مثل صديق أحمد المقرّب، حيث كان الجميع يشربون خليطًا من الخمور مع الثلج في النادي، بينما يحتسي هو منقوع التوت في كوب حراري.الناس من حوله يلهون مع الحسناوات، وهو يضع قناعًا على عينيه، ويغمر قدميه في الماء الدافئ بالأعشاب، مرددًا كمن يهمس: "من لا يهتم بصحته الآن، سيقع فريسة للمرض لاحقًا"!لكن ما من أحد كان أغرب من تامر، ذاك الفتى الذي كان منذ صغره يخاف الحيوانات المشعِرة ذات الأنياب.وقتها، جاء برفقة العم يونس لتهنئة رشيد بعيد ميلاده، فإذا بالقطة شمس تطارده حتى تسلّق شجرة ورفض النزول.كان الأطفال من حوله يسخرون ويضحكون، بينما اقتربت منه سارة حاملة القطة من عنقه، تبتسم له وتقول: "لا تخف، أمسكت بها، أعطني يدك وسأساعدك على النزول".قالت له الآن وهي تبتسم، متذكرة الموقف: "كنتَ أنت، أليس كذلك؟ هل ما زلت تخاف القطط؟"فأجابها تامر: "كي أتغلب على ذلك، قررت أن أربي قططًا في المنزل، لم أعد أخافها بعد الآن، هل شمس بخير؟"أظلمت نظرة سارة قليلاً، شمس كان قطةً عجوزًا في الثالثة عشرة من عمرها، حين أفلست عائلت
Baca selengkapnya

الفصل 120

"اصمتي". ، قالها أحمد بنبرة باردة."أحمد، أنا وحدي المناسبة لك، أنا من نفس مستواك، أما سارة فهي لا تهتم إلا بالمال، أعطها مالًا، وستكون مع أيّ أحد".لم يُعِرها أحمد أي اهتمام، واستدار مغادرًا.صفاء، التي لم تستطع تقبّل التجاهل، اتجهت متمايلة بكأس النبيذ نحو الجانب الآخر، وهمست في أذن ريم ببضع كلمات.ريم، التي اعتادت على الحديث فقط دون فعل، بدت متوترة، "حقًا... أحقًا عليّ أن أفعل هذا؟"ابتسمت صفاء بثقة وقالت لها: "ريم، أنا دائمًا ما رأيت فيك إنسانة قادرة على فعل أشياء عظيمة، إن نجحتِ في هذه المهمة، أعدكِ بمكانة دائمة لعائلتكِ في مستشفى السلام".أومأت ريم ببطء، "لا تقلقي، يا صفاء، لن أخذلكِ".ابتسمت صفاء، والخبث يملأ عينيها، "الناس يموتون من أجل المال، والطيور تموت من أجل الطعام، هذه هي الحقيقة"."سارة، كيف تظنين أنكِ قادرة على هزيمتي وأنتِ السند والعُدّة؟"كانت سارة قد جلست مع تامر لبعض الوقت، كان شابًا مهذبًا ولبقًا، قال لها تامر بابتسامة، "العرض لم يبدأ بعد، والمطعم في السفينة يقدم بوفيه ممتاز، هل تودين أن نأكل شيئًا معًا؟ لا زال لديّ الكثير لأقوله لكِ عن شمس".نظرت سارة إلى الوقت، وك
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
1011121314
...
20
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status