ما إن فرغت ليلي من كلماتها، حتى ازداد اضطراب ملامح سارة، واتسعت عيناها الجميلتان بحدة مخيفة، وقد غطّى ملامحها شحوب ممزوج بغضب مجنون، وصرخت بصوت غاضب، وكأن الألم قد أخذ منها كل رحمة:"طبعًا هو بريء... لكن ماذا عن طفلي؟ أليس هو أيضًا بريئًا؟! من كان يستحق الموت حقًا... هو، وليس طفلي"!وضعت يدها على صدرها، حيث قلبها يعتصر ألمًا، وحدّقت أمامها بنظرة مشوشة، وقالت بانفعال: "لو لم يولد ذلك الطفل... لما مات طفلي أصلاً! كل هذا بدأ من لحظة مجيئه"!شهقت ليلي، وهزّت رأسها بعنف: "أنتِ تهذين! كيف تفكرين بهذه الطريقة يا سارة؟ أرجوكِ اسمعيني جيدًا...أنا أعترف، قد أبدو امرأةً ساخرة ولا أبالي بشيء، لكنني أؤمن بالقدر، وأومن أن لكل روح موعدًا في هذه الدنيا، وكل مغادرة لها معناها، طفلكِ لم يمت... بل عاد إلى السماء ليكون ملاكًا، ارفعي رأسك، ربما هو ينظر إليك الآن من فوق، يريدكِ أن تعيشي، أن تبتسمي، أن لا تنغمسي في ندم لا نهاية له... سارة، أنتِ طيبة، ولن ترضي أبدًا أن يذوق غيركِ هذا الألم الذي حطّمكِ".سارة التفتت نحوها ببطء، ونظرتها كنصل بارد، ثم قالت بكلمات واضحة كالسكين: "أتدرين كيف قضيت هذا العام؟ حين ته
Baca selengkapnya