لم يعرف تامر كيف يرد عليها، كانت سارة تتحدث وكأنها ترتب لمراسم دفن القطة، لكن النظرة الشاحبة في عينيها جعلته يشعر وكأنها كانت في الواقع ترتب لرحيلها هي.قال لها بصوت خافت: "سارة، فهمتُ قصدكِ"."اختَر الشجرة الأكبر في الحديقة، تلك التي تزهر فيها أزهار البرقوق كل شتاء، تغطيها الأزهار البيضاء، وتعبق منها رائحة عطرة وسط الثلج، سأنتظرها هناك".كلمة "أنتظرها"، لم تكن تعني لدى أي أحد أنها تنتظر قطة ميتة."حسنًا، وإن كان لديك وقت، يمكنك أنتِ أيضًا زيارتها أحيانًا".مدّت سارة يدها، وخلعت قرطًا من الألماس، وناولته لتامر، وقالت بابتسامة حزينة: "خرجت على عجل اليوم ولم أحمل شيئًا معي، أرجوك، خذ هذا القرط وأعطه لشمس، كانت منذ صغرها تحب الأشياء اللامعة".تردد تامر لحظة، ثم قال: "...حسنًا، وإذا لم يكن مناسبًا لكِ، أرسلي لي العنوان، يمكنني أن آتي بشمس إليكِ، إن رأتكِ، ستفرح كثيرًا".هزّت رأسها برفق، "لا داعي..." لم يكن في عمرها ما يسمح لها بالانتظار.في تلك اللحظة، وصل أحمد إلى المكان، فرأى تامر وهو يسحب سارة بلطف نحو سطح السفينة. كانا يقفان جنبًا إلى جنب على الحافة، كلٌ منهما يرتدي الأبيض، والثلج يتسا
Read more