All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 121 - Chapter 130

200 Chapters

الفصل 121

لم يعرف تامر كيف يرد عليها، كانت سارة تتحدث وكأنها ترتب لمراسم دفن القطة، لكن النظرة الشاحبة في عينيها جعلته يشعر وكأنها كانت في الواقع ترتب لرحيلها هي.قال لها بصوت خافت: "سارة، فهمتُ قصدكِ"."اختَر الشجرة الأكبر في الحديقة، تلك التي تزهر فيها أزهار البرقوق كل شتاء، تغطيها الأزهار البيضاء، وتعبق منها رائحة عطرة وسط الثلج، سأنتظرها هناك".كلمة "أنتظرها"، لم تكن تعني لدى أي أحد أنها تنتظر قطة ميتة."حسنًا، وإن كان لديك وقت، يمكنك أنتِ أيضًا زيارتها أحيانًا".مدّت سارة يدها، وخلعت قرطًا من الألماس، وناولته لتامر، وقالت بابتسامة حزينة: "خرجت على عجل اليوم ولم أحمل شيئًا معي، أرجوك، خذ هذا القرط وأعطه لشمس، كانت منذ صغرها تحب الأشياء اللامعة".تردد تامر لحظة، ثم قال: "...حسنًا، وإذا لم يكن مناسبًا لكِ، أرسلي لي العنوان، يمكنني أن آتي بشمس إليكِ، إن رأتكِ، ستفرح كثيرًا".هزّت رأسها برفق، "لا داعي..." لم يكن في عمرها ما يسمح لها بالانتظار.في تلك اللحظة، وصل أحمد إلى المكان، فرأى تامر وهو يسحب سارة بلطف نحو سطح السفينة. كانا يقفان جنبًا إلى جنب على الحافة، كلٌ منهما يرتدي الأبيض، والثلج يتسا
Read more

الفصل 122

كان حضن الفتى لا يشبه صلابة الرجل الناضج، بل بدا نحيفًا وهشًّا بعض الشيء.كانت سارة تفكّر في طبيعة أحمد المتملّكة، وفور أن استقرّ جسدها، ابتعدت عنه بخفة، وخلقت مسافة بينها وبين تامر.قالت بصوت خافت: "شكرًا لك، الطقس في الخارج بارد بعض الشيء، لندخل!"دخلت سارة إلى قاعة الطعام، فوجدت أن أحمد لم يعد واقفًا في مكانه.وما إن جلست، حتى ابتعد تامر ليحضر لها بعض الطعام، وفي تلك اللحظة دخل حازم إلى القاعة، فوافقت على جلوسه دون تردد.جلس حازم مقابلاً لها وهو يحمل كأسًا من النبيذ، بنظرة هادئة توحي بمجرد حديث عابر بين زميلين.خفضت سارة صوتها وسألته: "يا رئيس الفصل، هل عثرت على شيء؟"هزّ حازم رأسه وأجاب: "أجل، أرسلوها لي قبل أن نركب السفينة، ولم أتمكّن من إبلاغكِ بها حتى الآن؛ كما توقّعنا، هناك من استبدل تقرير فحصك الطبي، ورغم أن ذلك الشخص تعمّد إخفاء وجهه، تمكّنا من التقاط بعض الصور له، ها هي، انظري إن كنتِ تعرفينه".أرسل حازم الصور التي تم تحسينها وتكبيرها إلى سارة.كانت حواف الصورة لا تزال مشوشة، لكن ملامح الوجه الرئيسية ظهرت بوضوح نسبي.تمتمت سارة: "هذا الشخص...""هل تعرفينه؟"كانت ملامح الوجه
Read more

الفصل 123

ساد الارتباك عقل سارة، كيف يعقل أن هذا الفتى الذي كان يبتسم لها قبل قليل ويقول إنه سيُحضر لها بعض المأكولات البحرية، قد أصبح بهذه الحالة فجأة؟سارعت تسأله عن مكانه، ثم أسرعت إليه بخطوات قلقة.كان تامر مستلقيًا على الأريكة دون أي قوة، وجهه الأبيض المتورد بات الآن محمرًّا بالكامل، حتى صوته أصبح واهنًا يشبه مواء قطة صغيرة، وعيناه السوداوان النقيّتان تنظران إليها برجاء."سارة... أشعر بحرارة شديدة..."مدّت يدها تتحسس جبينه، فوجدته ساخنًا بشكل مخيف.سألت بقلق: "هل تشعر بأي شيء آخر غير الحمى؟"مجرد نسمات الهواء لا يمكن أن تتسبب بهذا الارتفاع السريع في الحرارة، إلا إذا كان يعاني من مرضٍ مزمن.وكونها طالبة في الطب، بدأت تفكر سريعًا في كل الحالات التي يمكن أن تسبب حمى حادة ومفاجئة.أزاح تامر ربطة عنقه بضيق، وفتح أزرار قميصه من عند الياقة بحركة نافدة الصبر، كاشفًا عن حنجرته النقية.ثم مدّ يده ووضع كفه على ظهر يدها، ممسكًا بها كأنه يتشبث بآخر طوق نجاة."سارة... أشعر وكأنني أشتعل".في تلك اللحظة فقط، أدركت سارة ما الذي يجري.سحبت يدها بسرعة من كفه المتوهّج.وسألت بجدية: "ماذا شربت؟""كنت أحضر لكِ بع
Read more

الفصل 124

رمق أحمد الشاب تامر بنظرة باردة، ثم أمسكه من ياقة قميصه وسحبه إلى جانب الأريكة، وركله بقدمه دون أي رحمة، ثم أمر بجفاف، وهو يلوّح بيده: "اسحبوه من هنا".فهم محمود الموقف على الفور، فسحب تامر وأغلق الباب خلفه، تاركًا سارة وأحمد وحدهما في الغرفة.اقترب أحمد منها ببطء، خطوة بعد خطوة، ومع كل خطوة كان الهواء من حولها يبرد أكثر، كأن عاصفة جليدية ترافقه؛ اقترب حتى كاد وجهه يلامس وجهها، يده الباردة مرّت بخفة على خدّها، وصوته خالٍ تمامًا من الدفء: "هل تعرفين ما هو أكثر شيء أكرهه في هذه الدنيا؟"نظرت إليه سارة بثبات، وقالت بصوت خافت: "الخيانة… والمكر".قبض بأصابعه على ذقنها بقوة، وكرّر بحدة: "قلت لكِ، ألا تلعبي بناري، ولا تثيري غضبي".كانت سارة تهمّ بأن تخبره بما اكتشفته، لكنها أدركت أن الأدلة المتوفرة لديها الآن لا تكفي، كل ما في يدها تقرير مبدّل، لا يكفي لتبرئة نفسها أمامه.وفي النهاية، لن يسمع سوى صوته هو، وسيظنّ أنها تختلق الأعذار من جديد، لذا ابتلعت كلماتها.وأقسمت في داخلها أنه في اليوم الذي تُكشف فيه الحقيقة، لن ترحمه، وستجعله يندم على كل كلمة اتهمها بها.ومع ذلك، لم يكن أحمد في هذه اللحظة
Read more

الفصل 125

رغم أن نور قد أحسنت إليها طوال هذه السنوات وأخلصت في معاملتها، إلا أن صفاء لم تنظر إليها يومًا كأمًا لها.كان العم يوسف قد ارتبط بياسمين خطبةً منذ الطفولة، لكنه ما إن تزوجها حتى عامَلها ببرود وجفاء، عاشت ياسمين في كآبة مستمرة، ولم يمضِ وقت طويل حتى فارقت الحياة حين كانت صفاء لا تزال طفلة.ومجرد رحيلها منحت العم يوسف فرصة للزواج مجددًا، فحمّلت صفاء نور مسؤولية ذلك، واعتبرت موت والدتها ذنبًا في عنقها.ومنذ ذلك الحين، لم تدّخر وسيلة إلا واستخدمتها لتعذيب نور، تارةً بالعلن وتارةً بالخفاء، بل وصلت إلى حد تدبير مكيدة تسببت بإسقاط جنينها، وجعلتها تفقد القدرة على الإنجاب إلى الأبد.ورغم أن علاقتهما في الظاهر تبدو هادئة ومتزنة، إلا أن صفاء وحدها كانت تعلم كم كانت تكرها، ويكفي أنها والدة سارة، ليزداد احتقارها لها.لقد صبّت صفاء غضبها من سارة على نور، ولم تكن تُعيرها اهتمامًا في العادة.أما اليوم، وعلى غير عادتها، فقد مدت يدها لتضعها في يد نور، وتركتها تقودها أمام الجميع.فكان المشهد أمام الحاضرين لوحةً مثالية للأم الحنون والابنة البارة.شعرت نور بسعادة خافتة تتسلل إلى قلبها، كانت تعلم أن صفاء لط
Read more

الفصل 126

عندما فُتح الباب، كانت صفاء لا تزال تمسك بيد نور، والابتسامة تغمر وجهها، ونبرتها رقيقة: "أمي، نحن في النهاية عائلة واحدة، لاحقًا، يمكن أن تزورنا سارة كثيرًا، أليس كذلك؟"قالت نور بابتسامة ممتنّة: "يا صفاء، طالما أنكِ تفكرين بهذه الطريقة فأنا مطمئنة، كنت أخشى ألا تتفقا أنتِ وسارة".لم تكن نور تعلم شيئًا عن الخطة التي تحيكها صفاء، بل لزالت تَنسج في خيالها حلم المصالحة بينها وبين سارة.لم يعرف أحد كم كانت صفاء متحمسة في تلك اللحظة، طوال الطريق إلى هنا، كانت تتخيل مرارًا وتكرارًا المشهد الذي ستُفضَح فيه سارة، وتبدو فيه في أقصى درجات الذل والانكسارلكن حين انفتح الباب ببطء، ورأى الحاضرون ما في الداخل، خيّم عليهم جميعًا الذهول.تجمدت ابتسامة صفاء على وجهها في لحظة.على الأريكة، كان هناك رجل وامرأة في وضع حميمي.كان أحمد قد خلع سترته، ولم يكن يرتدي سوى قميص أبيض، أزراره مفكوكة تكشف عن جزء كبير من جسده.بدا بمظهر مختلف تمامًا عن وقاره المعتاد، مظهر متهالك، شهواني، غريب عن صورته الرزينة والمنضبطة.وفي حضنه كانت امرأة، وفور فتح الباب، ضغط على رأسها ليخفي وجهها في صدره.لم يُرَ سوى خصرها النحيل،
Read more

الفصل 127

كانت صفاء قبل لحظات فقط مفعمة بالحماسة، كأن نارًا تشتعل في صدرها، لكن صدمة ما رأت نزلت على قلبها كدلوٍ من الماء البارد، أغرقتها من رأسها حتى أخمص قدميها، فتجمّدت أطرافها، وكأن الدم في عروقها توقف عن الجريان.بدأ جسدها يرتجف بلا سيطرة، وقلبها يؤلمها في صمت.وبعد برهة، تمكّنت أخيرًا من النطق: "أنت… أنتما… ماذا تفعلان؟"كانت بداية كلمتها مألوفة ومتوقعة، وصوتها المرتجف فضح اضطرابها الداخلي.كانت سارة تهمّ برفع رأسها لترى ملامح صفاء الآن، هل أصبحت باهتة مثل وجهها هي حين خذلت في الماضي؟ذاك الشعور بأنك تُرفعين عاليًا ثم تُسقطين بشراسة، لا يمكن احتماله، أليس كذلك؟وسرعان ما سينفجر خبر تورط أحمد في علاقة غير مشروعة في حفل عيد ميلاد ابنه عبر الإنترنت، وستجعل منه ومن صفاء أضحوكة أمام الجميع.لكن اليد التي كانت تمسك مؤخرة رأسها ضغطت بشدة، تمنعها من الحركة، وهذا ما جعل سارة تشعر بالضيق.كان أحمد يضمّ سارة إليه بقوة، والجميع يترقّب منه تفسيرًا لصفاء لما جرى أمام أعينهم.لكنه أولًا تناول سترته الموضوعة جانبًا، ووضعها فوق جسد سارة ليغطي بشرتها المكشوفة.ثم حملها بين ذراعيه، ووقف في مواجهة صفاء، ينظر
Read more

الفصل 128

كانت صفاء تهذي كمن أصابها الجنون، تعبث بالأثاث وتبعثر ما في الغرفة بلا وعي، في مشهد يُرثى له، يختلف تمامًا عن سارة التي كانت الآن بين ذراعي أحمد، في هدوء وسكينة.وحين خلت الساحة من الأعين، أخرجت سارة رأسها من حضنه بهدوء.كانت الثلوج تتساقط على سطح السفينة، وسط بردٍ قارس، وتعالت نبرة أحمد الباردة، تتناثر مع الريح: "هل أسعدكِ ما فعلتِه؟"كان أحمد ذكيًا بما يكفي ليدرك أن سارة بطبيعتها، لا يمكن أن تقدم على أمر كهذا في مكان كهذا.منذ البداية، شعر بأن ثمة شيئًا غير طبيعي. كان بوسعه الرفض...لكنه لم يُرِد ذلك.ما لم يتوقعه هو أن تكون صفاء بتلك الحماقة، فحفرت لنفسها حفرة سقطت فيها بيديها.غمزت له سارة بعينيها في خبث، وقالت بخفة: "ولِمَ لا أكون سعيدة؟ أليست هي من أرادت الإيقاع بي؟ لا تقل لي أنك تشفق عليها؟"كانت عينا أحمد، السوداوان، تغليان بعدم الرضا، ونبرة صوته تنذر بالعاصفة، وهو يتمتم باسمها: "سارة... من أجل تلقينها درسًا، خاطرتِ بسمعتكِ، فهل هذا يعتبر فوزًا لكِ أم خسارة؟"لم يكن أحمد من أولئك الذين يكشفون مشاعرهم بسهولة، لكن تصرفات سارة حطّمت تماسكه، وفجّرت ما بداخله."هل فكرتِ أن ما فعلتِه
Read more

الفصل 129

ضحكت سارة ضحكة هادئة وهمست: "كنت أظن أنه بالنسبة لك، لم يكن سوى وسيلة للانتقام مني".قطب أحمد حاجبيه، وقال لها بشيء من الغرابة: "كيف لكِ أن تفكرين بهذا الشكل؟"، وشعر بأن هناك شيئًا غريبًا في سارة هذه الليلة.كان يريد أن يتحدث معها أكثر، لكن الضجة التي أحدثتها صفاء لم تترك له مجالاً، فعليه الآن أن يُنهي الفوضى التي تسببت بها.لم يكن بانتظاره سوى صفاء الغارقة في البكاء، وعائلة صفاء التي تنتظره وكأنها جحيم مشتعل.مدّ يده وأعطاها بطاقة الغرفة، وقال بهدوء: "ارجعي إلى غرفتكِ وبدّلي ملابسكِ أولاً".بمجرد أن تُبدل ملابسها، فلن يشك أحد في أن الفتاة التي كانت قبل قليل معه على السطح هي سارة، أما الشائعات على الإنترنت، فهو كفيل بإسكاتها بسهولة.ولم يكن يدرك حينها، أن سارة كانت تفكّر في شيء آخر تمامًا، ولكسر الأجواء المشحونة، قُدّمت موعد الألعاب النارية التي كان من المفترض أن تُطلق في العاشرة بدلاً من الثامنة.رغم البرد القارس، فقد اجتمع الحاضرون على سطح السفينة المغطى بالثلج، يتطلعون إلى السماء وقد أضاءتها نيران الألوان.السماء تزينها نيران ملوّنة تضيء العتمة، وكانت ساحرة إلى حد أن الجميع نسي ما ح
Read more

الفصل 130

كان فارس يحلم بلحظة واحدة يرى فيها سارة من جديد، وها هو الآن، يركض بخطوات متعثّرة نحوها، وكأنه يخشى أن تتلاشى إن تأخّر لحظة.ابتسمت له سارة وفتحت ذراعيها قائلة برقة: "يا حبيبي الصغير، هل تريد الذهاب مع عمّتك؟"لم يفهم فارس ما تقصده تمامًا، لكنه لم يهتم، فكل ما رآه هو يداها الممتدّة نحوه.مدّ كفّيه الصغيرين دون تردّد، ووضعهما في راحتها بثقة طفولية.فرفعته بين ذراعيها، فلفّ ذراعيه الصغيرتين حول عنقها.واقترب منها كما تفعل الجراء الصغيرة حين تفتّش عن الدفء، ثم ناداها بهمسة حنونة: "ماما"...نظرت إليه سارة بعينين مملوءتين بالحب، وربتت على ظهره هامسة: "يا صغيري، أنا لست أمّك... نادني عمّتي، حسناً؟"في الخارج، كان الجميع منشغلاً بمشاهدة الألعاب النارية التي تُطلق على سطح الماء، أما سارة، فاستغلّت اللحظة، واحتضنت الطفل عائدة به إلى جناحها الخاص.في الغرفة، كان هناك كعك صغير بانتظار صاحبه، وضعت له سارة قبعة عيد ميلاد، وأشعلت شمعة، وراحت تغني له أغنية عيد الميلاد بصوتٍ خافت، يشبه الهمس، لكنه مفعم بالحنان.لم يكن فارس يفهم ما الذي يجري، لكنه حين رآها تبتسم، ابتسم هو الآخر.ثم أخرجت من صندوق صغير ق
Read more
PREV
1
...
1112131415
...
20
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status