Semua Bab سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Bab 151 - Bab 160

200 Bab

الفصل 151

قادها جلال بسرعةٍ إلى داخل الغابة، حيث يقع بيت الشجرة الذي سبق أن اصطحابها إليه حمدي قبل يومين. غير أن جلال لم يتوقف عنده، بل أزاح الأوراق المتساقطة عن الأرض، واقتادها إلى مدخل قاعدة سرّية تحت الأرض.كان المكان غارقًا في الظلمة، لكنه أشعل مصباحًا زيتيًّا، فانسكب نورٌ دافئ أضاء القاعدة بأكملها، وحين رأت سارة ما كان مخزَّنًا في الداخل، أصابها الذهول."كل هذه الأشياء... لك؟" سألت وهي تشير إلى الأسلحة والمسدسات المعلَّقة على الجدار.أومأ الرجل برأسه بصوت خافت، من دون أن يقدِّم أي شرح، ثم تناول مسدسًا صغيرًا ووضعه في يد سارة.قال بصوت بارد: "الحقيقة لا تكون إلا في يد من يملك القوة، لا أحد يعلم ما الذي قد يحدث لاحقًا، ولكنك بحاجة إلى سلاح تدافعين به عن نفسكِ".تأملت سارة المسدس الثقيل في يدها، فإشتدت أعصابها، ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وسألت: "أتعطيني إياه حقًّا؟"تألقت عينا جلال من خلف قناع وجهه، وكان صوته هذه المرة مزيجًا من الصلابة والجدية: "إن لم تستطيعي الفرار، فأرجو أن يكون هذا هو خياركِ الأخير".ثم رفع المسدس وأشار إلى صدره، وقال: "تذكّري هذا الموضع، اضغطي على الزناد، طلقة واحدة فقط، وسي
Baca selengkapnya

الفصل 152

"أجل، تمامًا هكذا، نظراتكِ ينبغي أن تكون أكثر حزمًا، إن لم تكوني قاسية بما يكفي، فستكونين الضحية في كل مرة، فكّري في ماضيكِ".صوت "بَانغ" اخترق الهواء، أطلقت سارة النار، وشعرت بارتجاج في ذراعها، لم تعتد بعد على هذا الارتداد القوي.ورغم أنها لم تصب الهدف مباشرة في مركزه، إلا أنها أصابته بالفعل.قال جلال وهو يثني عليها: "أحسنتِ، عليكِ أن تؤمني بأنكِ قادرة على ذلك".وقف خلفها مجددًا، وضبط وضعيتها بحرص، ثم همس في أذنها بنبرة رقيقة: "سارة، أتمنى أن تصبحي من اليوم فصاعدًا شمس نفسكِ، دون حاجة إلى نور الآخرين، لقد وُلدتِ بأجنحة، ومن حقكِ التحليق في هذا العالم، فلا تجثي على الأرض مستجدية".نظرت سارة إلى الهدف البعيد، وكأنها ترى فيه نفسها في هذه اللحظة.متى تحوّلت من شخصيتها المتألقة، إلى شخص مهزوز خائف، يذعن لكل من حوله؟هكذا لم تعد فقط تكره أحمد، بل حتى نفسها لم تعد تطيقها."بَانغ"!هذه المرة اخترقت الرصاصة مركز الهدف مباشرة.قال جلال بابتسامة خفيفة وهو يترك يدها: "أرأيتِ؟ هذا هو الوجه الحقيقي لكِ، هنا لا ينقصكِ شيء... مخزون الرصاص لدينا بلا حدود".نظرت إليه سارة، وكادت أن تفتح فمها لتسأله من
Baca selengkapnya

الفصل 153

ما إن رفعت بصرها حتى وقعت عيناها على جسدٍ عارٍ قوي البنية، كانت بشرة جلال أكثر سمرة من بشرة أحمد، تميل إلى اللون البرونزي الأصيل.كتفاه عريضتان، وخصره ضيّق، بعضلات صدرٍ بارزة الملامح، وكسابقه، كانت هناك آثار جروح ظاهرة على جسده.ومع انسياب قطرات الماء على عضلات بطنه المشدودة، بدا أن كل حركة منه تنضح بجاذبية رجولية عارمة لا يمكن تجاهلها.كان يحمل سلة مليئة بالأسماك، والشمس خلفه تلقي بأضوائها المتلألئة على صفحة البحر، ورغم أن ملامحه لم تكن ظاهرة بوضوح، إلا أن حافة فكه الحادّة كانت توحي بأنه في مزاجٍ رائق.قال بصوتٍ خافتٍ يحمله الفرح: "صيدٌ وفير".صعد جلال إلى الشاطئ حافي القدمين، والماء يتقاطر من طرفي سرواله العسكري، ومع كل حركة، كانت عضلات بطنه البارزة تنكشف بوضوح.أشاحت سارة بنظرها بسرعة وقالت: "سأذهب لإشعال النار وشوي السمك".ردّ وهو يضع السلة جانبًا: "حسنًا، سأتولى تنظيف الأحشاء... نحن محظوظون، هناك بعض السرطانات أيضًا".أسرعت سارة بجمع الأعواد الجافة والحطب اليابس، وما إن انحنت لتلتقط بعضها حتى شعرت بمعدتها تنقلب، واضطرب جسدها فجأة."أأه..."ركض جلال نحوها بخطوة واحدة، وهو لا يزال ي
Baca selengkapnya

الفصل 154

"أوه، لعلك لم تعلم بعد؟ سُمِع أن طائرات مروحية عدّة كانت تحلّق في الأرجاء خلال اليومين الماضيين، والرجال بداخلها جميعهم يرتدون ملابس سوداء ونظارات شمسية، تمامًا كما في الأفلام".في تلك اللحظة، أظلم وجه جلال، إذ خطر بباله على الفور أن أحمد قد وصل إلى هنا.دون تردّد، اندفع إلى صيدلية قريبة واشترى ما يحتاج إليه، وفي تلك الأثناء، ركض محسن إلى الداخل وهو يلهث قائلاً: "أخي جلال، الوضع سيئ، المروحية أقلعت مجددًا، ويبدو أنها تتجه نحو جزيرتنا"!خطف جلال الأغراض من يديه، وجهه متجهّم وقال بصرامة: "فلنذهب الآن، علينا الوصول قبلهم بأي ثمن".رفع محسن رأسه إلى السماء، ينظر بغيظ إلى المروحية التي تمرّ فوقهم، ثم عضّ على عود من الحشائش بغيظ وتمتم: "اللعنة، الطيران أسرع بكثير من السباحة أو حتى الإبحار! لقد قطعوا هذا البعد الهائل في لحظات! أخي جلال، ألا يمكنك الإسراع أكثر؟!..."كان على وشك أن يلحّ عليه بالكلام، لكنه حين التفت، رأى أن جلال قد ضغط على دواسة الوقود حتى كادت تصدر دخانًا.كانت الزورق يشقّ المياه بسرعة جنونية، يطير فوق سطح البحر، ويرتفع رأسه عاليًا ليخلّف وراءه رذاذًا ضخمًا من الماء، فقد بُذلت
Baca selengkapnya

الفصل 155

أدركت سارة أخيرًا السبب الذي جعل أحمد واثقًا إلى هذا الحد من قدرته على العثور عليها، فرغم أن فارس لا يستطيع الكلام، إلا أنه ليس غبيًّا، لقد أمضى أسبوعًا كاملًا على الجزيرة، وصار يعرفها جيدًا.لذا، لم يكن أحمد بحاجة لأن يضيّع وقته في تفتيش الجزر جزيرة تلو الأخرى، بل كل ما عليه هو أن يجد الجزيرة التي يُظهر فارس فيها أكبر قدر من الحماسة، فحسب.ومثلما حدث الآن، كان فارس لا يزال داخل الطائرة، ولم ينزل منها بعد، لكنه أخذ يلوّح بذراعيه وساقيه الصغيرتين بحماس، مرددًا بصوته الطفولي: "ماما، ماما، أخي، قطة... قطة..."ردّد كل الكلمات التي يعرفها دفعة واحدة.احتضنه أحمد بذراع واحدة، وانفرجت شفتاه عن ابتسامة باردة: "يبدو أنها هنا، بلا شك."كان الجميع في حالة من التأهب القصوى، فبالنظر إلى أن الطرف الآخر سبق وظهر بحوزته سلاح، لم يكن بإمكانهم الاستهانة بالأمر.حتى خالد، الذي عادةً ما يكون مازحًا مرحًا، بدا هذه المرة جادًّا تمامًا، وهو يتحدث في جهاز اللاسلكي بكلمات قصيرة وحازمة. وما هي إلا لحظات حتى ظهرت السفن الحربية من على امتداد البحر، تحيط بالجزيرة من الجهات الأربع.تمركز القناصة على المرتفعات، في ح
Baca selengkapnya

الفصل 156

دفع أحمد الباب الخشبي فانفتح، وكان ما في الداخل بسيطًا للغاية، كل الأثاث مصنوع من الخشب.لم يكن في الغرفة سوى سرير صغير، وإلى جانبه لوح رسم.كانت اللوحة تُجسّد شجرة كرز مزهرة تحت ضوء القمر، يغمرها السكون الهادئ على جزيرة البحر.الريشة التي رسمت هذا المشهد كانت بارعة، ومن نظرة واحدة، أدرك أحمد أنّها من يد سارة.في اللحظة التي تأكّد فيها من ذلك، اجتاحت قلبه موجة من الفرح العارم... لقد وجدها أخيرًا.بجانب اللوحة الأولى، كانت هناك مجموعة كبيرة من الرسومات المتراكمة، فتناولها أحمد بتأنٍ وبدأ يتفحّصها.إحدى اللوحات أظهرت رجالًا يعودون من الصيد عند الغروب، بينما تعلو وجوه النساء والأطفال ابتسامات دافئة.رسمت صبية وهي تصنع جرادًا من القش، وأخرى ترسم تحت ضوء الصباح، وفي لوحة أخرى، بدا رجل يرتدي قناعًا معدنيًا مائلًا وهو يتكئ بهدوء تحت شجرة كرز مزهرة.ربما لم تقصد سارة أن تمنح هذه اللوحة معنى خاصًا، لكن في عيني أحمد، كان معناها واضحًا.أن هذا هو الرجل... هو من أخذها منه.سرت في جسد أحمد برودة صارخة، ثم أمسك باللوحة وسار نحو حنان، ونبرته صلبة لا تلين: "أيتها السيدة، أخبريني... أين هي؟"في تلك الأ
Baca selengkapnya

الفصل 157

رفعت سارة رأسها تنظر إليه، كانت أشعة الشمس تتسلل فوقه، لكن عينيه لم تحملا أي دفء.بل كان فيهما غضب، وسخرية، واحتقار.قالت بصوت خافت: "أحمد، ما الذي تريده مني حقاً؟ أحتى حقي في الحياة لم يعد لدي؟"لقد تطلقا منذ زمن، لكن هذا الرجل بات أكثر تملكاً لها مما كان عليه قبل الطلاق، بل وصل الأمر إلى حدّ جنوني.وقعت عينا أحمد على اليد التي كانت تمسك بمعصمها بقوة، وعندما التقت نظراته بنظرات جلال، أسرع الأخير بوضع سارة خلفه وكأنه يحميها.تشابكت النظرات في الهواء، ورغم البرودة القاتلة فيها، لم يظهر جلال أي خوف، ثم قال بثبات: "أنتما مطلقان، وهي لا تريد أن ترحل معك".هذه الحركة، وتلك الكلمات، كانت كفيلة بإشعال نيران الغضب في قلب أحمد.كان ينظر إلى جلال بعينين سوداويين لا قرار لهما، والانزعاج الجارف ارتسم على ملامحه بوضوح.حتى الهواء من حولهم بدا وكأنه على وشك الانفجار، والرياح البحرية راحت تعبث بخصلات سارة التي طالت قليلاً.كانت شاحبة الوجه، تختبئ خلف رجل، جسده لا بأس به، لكن سترته السوداء المهترئة لا تليق به.أحمد شعر بنفور شديد، هذا الرجل، لا يقارَن به في شيء، ومع ذلك هربت سارة مراراً من أجله؟أخرج
Baca selengkapnya

الفصل 158

كان دفء لمسته الحارقة يمتد من ظهر يدها إلى كل ذرة في جسدها، حتى شعرت سارة بقلبها يرتعد خوفًا.قالت بصوت متهدج، تحاول تهدئته: "أحمد، كل من في الجزيرة أناسًا طيبين، لقد اعتنوا بي جيدًا، حتى فارس لم يُصَب بأي أذى، إنه يحب هذا المكان كثيرًا، وأما ما حدث بخصوص الاختطاف، فهو مجرد سوء فهم... أستطيع أن أشرح لك كل شيء..."لم تحاول أن تنتزع يدها من قبضته، بل خاطبته برجاء: "سأعود معك، فقط... دعهم وشأنهم، أرجوك".أطال النظر إليها وهو يمسك السيجارة بين أصابعه، ثم مرر يده بخفة على رأسها، كان صوته باردًا كالجليد: "حبيبتي سارة، لماذا تصرين دائمًا على إثارة غضبي؟ لو أنك كنتِ مطيعة هكذا منذ البداية، لكنا نجونا من كل ما وصلنا إليه؟"حاولت سارة أن تبتلع ما شعرت به من مهانة، ورفعت وجهها الشاحب بابتسامة مصطنعة، تدفقت الدموع في عينيها، لكنها لم تسقط.قالت بصوت خافت: "حسنًا... لن أهرب أبدًا بعد الآن".ابتسم بسخرية خفيفة: "لقد قلتهاِ بنفسك، ماذا لو هربتِ مجددًا، فماذا تظنين أنني سأفعل؟"لم ترد، كانت نظراتها الصامتة أكثر إيلامًا من الكلام، والدموع التي لامست رموشها زادت من شحوب ملامحها.رفع وجهها بأصابعه، والسي
Baca selengkapnya

الفصل 159

كانت سارة تدرك جيدًا أنها لن تنجو مما سيحدث اليوم، ولهذا تخلّت عن حذرها المعتاد، ورفعت بصرها بثبات نحو أحمد، وصوتها مشحون بالغضب."أكره استبدادك، أكره تقلباتك، أنت من تخلّى عني في البداية، والآن لا تريد أن تتركني وشأني، تقول إن والدي مدين بحياة أختك، وإن عائلتي انهارت، وإن والدي شارف على الموت مرارًا، وأنا ضحيت بزواجي، وطفلي، وكل ما أملك، أليس هذا كافيًا؟ إن لم يكن كافيًا، فخذ حياتي أيضًا"!كلما تابعت كلامها، كان وجه أحمد يزداد برودة، بينما سارة كانت خائفة في داخلها، وقلبها يضطرب كمن يركض بلا هوادة."حين كنتَ راضيًا، منحتني مليارًا لأرحل، وحين غضبت، عدت لتلاحقني مجددًا، أحمد، أنا إنسانة، ولستُ دمية بين يديك، أتدري لماذا فضّلت البقاء في هذا المكان المنعزل على أن أعود إلى المدينة المزدحمة؟ لأن هنا، الجميع يراني إنسانة، يحترمونني، ويجعلونني أشعر بأن لحياتي قيمة".ازداد ضغط أصابعه على ذقنها، في نظره، لم تكن هذه سوى خيانة جديدة."لمجرد أن أحدهم أحسن إليكِ، تنسين كل ما بيننا، تخونينني، وتكسرين اتفاقنا، أنتِ لا تزالين ساذجة كما كنتِ دائمًا".عقدت سارة حاجبيها، وتساءلت في سرّها، هل هذا الرجل ع
Baca selengkapnya

الفصل 160

كان جلال يدرك تمامًا أن التعامل مع رجل مختلّ كأحمد، يعني أن أي إظهار للمشاعر تجاه سارة في هذه اللحظة لن يُجلب لها سوى مزيدًا من الأذى.وما هي إلا لحظات، حتى انفتح باب الغرفة، فخرج أحمد وهو يجرّ سارة خلفه بعنف، رغم أن جسدها بدا واهيًا وضعيفًا، إلا أن هذا الرجل لم يُبدِ أيّ رحمة أو شفقة.تحرك جلال غريزيًا ليتقدم نحوها، لكن محمود أوقفه بنبرة باردة: "لا تتحرك".وقف جلال مكانه، يحدّق في سارة بقلق، فتح فمه محاولًا أن يتكلم، لكن الكلمات خانته.ظهر في يد أحمد مسدس أسود لامع، رفعه كمن يملك الحق المطلق في منح الحياة أو سلبها، كملاك للموت لا يعرف الرحمة.قال بصوت بارد: "حبيبتي سارة، افتحي عينيكِ جيدًا... هو سيموت من أجلكِ".تجمدت سارة في مكانها، يغمرها الرعب، لا تدري ما الذي يمكنها فعله الآن لوقف هذه المجزرة.كانت تعلم أن توسلاتها قد لا تزيده إلا إصرارًا على القتل، لكنها أيضًا لا تملك خيار السكوت.ماذا تفعل؟ كيف تُنقذ الجميع؟وفي لحظة مفاجئة، انطلقت صرخة بريئة، حادة وغاضبة: "مت أيها الشرير"!كانت تلك صرخة محسن، ولا أحد يعلم كم من الوقت ظلّ مختبئًا، يراقب بصمت، يبحث عن فرصة.لقد تدرب على السلاح مع
Baca selengkapnya
Sebelumnya
1
...
1415161718
...
20
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status