All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 481 - Chapter 490

862 Chapters

الفصل 481

منذ أن بدأت سارة تربط بين أسماء وزهرة، كانت تظن أنّها قد توصّلت أخيرًا إلى الحقيقة، لكن الآن يبدو أن الصورة ما تزال ناقصة.رشيد لم يكن يعرف شيئًا عن تلك العقد المتشابكة من الحبّ والانتقام، فما زال يعيش بعقليّة السنوات الماضية.قال بنبرة عاتبة: "يا فتاتي، أما زلتِ لا تثقين بوالدكِ؟ حتى لو رغبتُ بإنجاب طفل، فلا بدّ أن أمنح المرأة مكانتها أوّلًا، وأحصل على موافقتكِ كذلك، ولا يمكنني اتخاذ خطوة كهذه إلا حين تستقر كلّ الظروف، كيف يمكن أن أقوم بتصرّف غير مسؤول؟"لو لم ينطق رشيد بهذا بنفسه، لكانت سارة قد ظلّت تعيش في سوء فهمٍ طوال عمرها.لطالما ظنّت أنّ الطفل غير المكتمل في بطن أسماء هو من نسل عائلتها.قالت بشكّ: "لكنها كانت تحبّك... فكيف تُرزق بطفل من غيرك؟"تنهد رشيد بمرارة: "وهنا يكمن طيش الشباب واندفاعه، بعد أن تركتني غاضبة، ذهبت إلى نادٍ ليلي، وأسرفت في الشرب، ثم ارتكبت خطأً لا يُغتفر... لاحقًا، حين وجدتها وأخبرتها بموقفي، قررنا أن نعود لبعضنا، لكن سرعان ما اكتشفنا حملها."نظرت إليه سارة مباشرةً: "وماذا كان قرارك وقتها؟""لن أنكر أنّ وجودها في حياتي منحني شعورًا بالراحة، وكنت أشعر معها بخ
Read more

الفصل 482

قال رشيد بنبرة هادئة وهو يواصل حديثه: "يا ابنتي، لقد حميتكِ منذ صغركِ، ولم تدركي قسوة هذا العالم، هناك أناس، رجالًا ونساءً، يسلكون كل طريق ممكن من أجل المال، والسلطة، والمكانة، وبعضهم لا يتورع عن شيء."قالت سارة: "الآن عرفت."تابع رشيد: "في الماضي، أمضت تلك الفتاة وقتًا طويلًا في الاقتراب مني، وكنتُ الخيار الأنسب لها، أولًا، ليس لدي عادات سيئة، وثانيًا، لأنني رجل مستقيم ومخلص، بعد زواجها لن تحتاج إلى القلق من نساء أخريات، والأهم من ذلك أنني أكبر منها بكثير، فإن رحلتُ يومًا، ستجني الكثير من المال، وعندما حصلت على هذا الرد الواضح مني، تخلّت عن فكرة استهداف غيري، لكن، يا ابنتي، هل تعرفين من كان هدفها تلك الليلة؟"شعرت سارة بقشعريرة تسري في ظهرها، وسألت بدهشة: "من؟"قال رشيد ببطء: "أحمد."تجمّدت ملامح سارة تمامًا، وقالت بذهول: "كيف يكون هو؟"قال رشيد بأسف: "تلك الفتاة كانت تطمح إلى الكثير، وربما لم تتقبل في قرارة نفسها أنها لم تتمكن من جعلي أضعف أمامها، ثم أن زواجكِ من أحمد لم يُعلن رسميًّا، ولا يعرف أحد من الغرباء أنه متزوج، وهذا ما جعل العديد من الفتيات يحاولن التقرب منه."استرجعت سارة ف
Read more

الفصل 483

رأت سارة نظرة التأمل التي ارتسمت على وجه والدها، فعلم رشيد حينها أن حديثه قد ابتعد عن مجراه الأصلي.قال مبتسمًا: "انظري إليّ، كنت أريد الحديث عنكِ وعن أحمد، فإذا بي أتكلم عن نفسي، سارة، لا تقلقي، أحمد رجل طيب، لن يعبث خارج البيت، قبل زواجكما، طلبت من أحدهم أن يجري تحريات دقيقة عنه، وقد تأكد لي أنه رجل مستقيم في علاقاته مع النساء."لكن سارة لم تردّ، ولم ترغب حتى بسماع حرفٍ واحد عن أحمد.سألته بهدوء: "أبي، إلى أيّ حدٍّ تعرف أسماء؟"لم يكن رشيد يرغب بالعودة إلى هذا الحديث، لكنه لاحظ مدى اهتمامها، فاسترسل قائلًا: "في البداية، كانت تبدو لي فتاة ذكية ومهذبة، لكن ما رأيته لاحقًا من أفعالها جعلني أدرك أنني لم أكن أعرف منها سوى القشور، لماذا تسألين؟ هل تعرفينها؟"هزّت سارة رأسها، ثم قالت: "لا شيء، فقط شعرت فجأة برغبة في معرفة المزيد عن مشاعرك، أبي."ابتسم رشيد ابتسامة دافئة: "كل ذلك صار من الماضي، الآن لا أرجو شيئًا سوى أن أراكِ سعيدة كل يوم."يبدو أنه ما يزال يظن أن موت أسماء كان مجرد حادث عابر، ولا يعلم شيئًا عما فعله أحمد من بعد ذلك، ولا عن الكراهية التي وجهها إلى عائلتها بسببه، لذا، لم تجد
Read more

الفصل 484

حين رآها مكفهرّة الوجه، وضع رشيد السكين جانبًا وسألها برفق: "ما بكِ يا صغيرتي؟ إن كان هناك ما يزعجكِ فقولي لوالدكِ، لا تكتمي الأمر في صدركِ."قالت سارة: "أبي، هذا المكان ليس إلا مسكنًا مؤقتًا لنا، وأنا أفكر... عندما يُولد الطفل، أين سنعيش؟"في أعماقها، لم تكن ترغب في أن يجمعها أي رابط بأحمد مجددًا، لكن في ذلك الحين، إن أرادت الهرب ومعها طفل، فكيف ستفعل؟ وإلى أين تفرّ أصلًا؟تنهد رشيد، وقال: "سمعت من أحمد أنه اشترى منزل عائلتنا مجددًا، ما رأيك أن نعود إليه؟"هزّت رأسها قائلة: "دعني أفكر بالأمر، لا داعي للعجلة، ما زال الوقت مبكرًا."ثم تناولت السكين بنفسها وقالت: "علّمني يا أبي، أريد أن أترك لهذا الطفل بعض الذكريات."ابتسم رشيد ابتسامة دافئة وقال: "حسنًا، سأعلّمك."من بعيد، كانت فاتن تراقب هذا المشهد العائلي الهادئ، ثم التقطت صورة سريعة وأرسلتها إلى أحمد.في تلك اللحظة، كان أحمد في متجر فساتين الزفاف، يختار الأزياء، حين وصله الإشعار، شرد وهو يتأمّل الصورة، تظهر فيها سارة وهي تمسك بالسكين بيدها اليسرى، تثبّت قطعة خشب صغيرة على الطاولة.مع أنها تستخدم يدًا واحدة فقط، إلا أن كل حركة من حركا
Read more

الفصل 485

حين رأى موظف المبيعات أحمد وقد توقّف فجأة دون أن يتقدّم خطوة، سارع بالقول: "سيد أحمد، هل أعجبك هذا الفستان؟ ربما لا يتوافق تمامًا مع مقاسات الآنسة صفاء، لكن يمكنها تجربته، ولا يزال هناك وقتٌ قبل موعد الزفاف، يمكننا تعديله سريعًا ليناسب مقاسها."حدّق أحمد طويلًا نحو الظلّ الذي اختفى من أمامه بإصرار، ما يدين به لسارة لم يكن مجرد حفل زفاف أو فستان أبيض.بل شيء لا يمكن سداده مدى الحياة.ارتدى بعدها البدلة التي اختارتها صفاء له، بينما جثا الموظف بجانبه يعدّل طرف البنطال، ويواصل المديح دون توقف."سيد أحمد، إنك حقًا رجل وسيم وأنيق، تمتلك حضورًا طاغيًا، حفل زفافك مع الآنسة صفاء سيصبح حديث المدينة، بل ربما العالم."لقد ارتدى أحمد ملابس رسمية مرات عديدة في حياته، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يرتدي فيها بدلة زفاف... والمفارقة أنّها ليست من أجل المرأة التي يحبّ.كانت ملامحه ملبّدة بغيوم لا تنقشع، مما دفع الموظف للتراجع بحذر.ثم قال بخفوت: "سيد أحمد، هل هناك ما لا يعجبك؟ إن كان ثمة أمر، فقط أخبرنا، لا يزال الوقت في صالحنا، ويمكننا التعديل بسهولة."قال أحمد: "لا حاجة، جهز لي هذه البدلة، وأضيفي إلي
Read more

الفصل 486

حين وصل إلى سوق مستلزمات الأم والطفل، أدرك أحمد أخيرًا مشاعر سارة آنذاك، ففارس هو طفله الأول، ومن المفترض أن يكون أكثر من يحرص عليه، لكن ما حدث حينها من أمر زهرة شكّل فجوة هائلة بينه وبين سارة.كل قطعة صغيرة من الملابس أمامه بلونها الرقيق كالسحاب، جعلته يدرك لماذا كانت سارة تفيض بالكلام في ذلك الوقت، ولماذا كانت عيناها تتلألآن بتلك الطريقة.أشياء الأطفال حديثي الولادة، بصغرها ونعومتها، قادرة على أن تذيب كل حواف القسوة في القلب.قال خالد بحماسة وهو يشير إلى إحدى الألعاب: "رائع، سيدي الرئيس، انظر إلى هذا الحصان الصغير، إنه لطيف جدًا! وهذا المسدس اللعبة أيضًا، بيو بيو، كم هو ظريف!"ثم تناول قطعة ملابس صغيرة وأردف بدهشة: "كم هي صغيرة هذه! هل الأطفال بهذا الحجم فعلًا؟ إنها بحجم قطة صغيرة تقريبًا!"وأشار إلى مصاصة وقال مبتسمًا: "انظر إلى هذه المصاصة، لطيفة جدًا، تشو تشو."كان خالد أكثر انشغالًا منه، فهما في النهاية رجلان قاسيان المظهر، لكنهما دخلا عالمًا ناعمًا ولطيفًا أشبه بوردة بين أنياب نمر، مما شكّل تناقضًا صارخًا.اقتربت منهما إحدى البائعات، وما إن نظرت إلى هندام أحمد الفاخر حتى أدركت أ
Read more

الفصل 487

أمضت سارة أيامها في ذلك الفناء الصغير ببساطة وهدوء، كانت منشغلة بنحت الخشب، وبينما كانت فاتن تمسك بهاتفها، بدا أنها قرأت شيئًا غيّر ملامح وجهها، فأغلقت الشاشة سريعًا، وملامحها يعلوها السواد، تتمتم ببضع كلمات غير مفهومة.سألتها سارة وهي تلقي عليها نظرة سريعة: "ما الذي تهمسين به وحدك؟"رفعت فاتن وجهها على عجل وقالت: "لا شيء، فقط... من الأفضل أن تبتعدي عن الهاتف في اليومين القادمين، كل ما يُنشر الآن مجرد تفاهات."ضحكت سارة بخفة وقالت: "تقصدين بالتفاهات خبر زواجه، أليس كذلك؟"اتسعت عينا فاتن بدهشة: "أأنتِ تعلمين بالأمر؟"أجابت سارة بهدوء: "الخبر منتشر في كل أرجاء الشبكة، من الصعب أن أجهله."راقبت فاتن تعابير وجهها بعناية، ثم سألتها بقلق: "ألا تشعرين بالغضب؟ في الشهر الماضي عندما أجّل السيد أحمد الزفاف، ظننت أنه يفعل ذلك لأجلكِ."قالت سارة بنبرة لا تحمل أي اضطراب: "غضبت؟ ولمَ أغضب؟ الغضب دليل على أنكِ ما زلتِ تحبين ذلك الرجل، وأنكِ فقدتِ صوابك من أجله، تتصرفين بجنون، تثورين... لماذا يجب أن أفعل هذا بنفسي؟"نظرت فاتن إليها بتمعّن، لم ترَ في سارة شيئًا يوحي بالكذب أو التظاهر، ثم تمتمت متسائلة
Read more

الفصل 488

وقفت سارة أمام الباب، وجيش من المشاعر المتباينة يعصف في صدرها.رغم أنه قد تم استرداد منزل عائلتها، إلا أن الأمر تم عبر يدَي أحمد وصفاء، مما ترك في نفسها مرارة يصعب تجاهلها، فلم تطأ عتبة هذا المكان منذ ذلك الحين.كانت زهور الهدرانج متعددة الألوان تتفتح في الحديقة الأمامية ببهاء، لم تمتد لها يد بالتشذيب، وتسلق بعض نبات الورد الجدار العتيق، حتى غطى زواياه كأنما يعانقه بحنين.هبّت نسمة رقيقة، فتراقصت الزهور البهيّة في الهواء، في مشهد مبهج حدّ الروعة، غير أن قدمي سارة ظلّتا مغروزتين في الأرض، كأنما لا تقويان على التقدم خطوة واحدة.قال خالد من خلفها بنبرة حثّ: "سيّدتي، تفضّلي بالدخول، السيّد لا يزال بانتظاركِ."يبدو أن مقولة "كلما اقتربت من الديار، خفق القلب بالوجل" صدقت تمامًا على حالها الآن.وما إن همّت بفتح الباب حتى سمعت صوتًا خفيفًا من جهة الباب الخلفي، فإذا بقطة بيضاء تهرع نحوها."مياو."نظرت سارة إلى أسفل، فرأت القطة "شمس" تدور حول قدميها، لقد أحضرها أحمد أيضًا إلى هنا.رفعت حاجبيها، يبدو أن أحمد لم ينفك عن حيله حتى وهو على وشك الزواج، أرادت أن ترى بنفسها ما الذي يدبّره هذه المرة، فتق
Read more

الفصل 489

كانت سارة بين ذراعي أحمد، محتضنةً بقوة، ولم تلحظ إلا بعد لحظة أنّ خلفه يقف عدد من الرجال ذوي القامة الطويلة والملامح الوسيمة.كان من بينهم الرجل الأنيق الوقور رامز، والسيد النبيل فؤاد، ورجل آخر يرتدي نصف قناع يخفي وجهه، لكن هالته كانت باردة إلى حدٍ مُخيف، وقد أدركت سارة أنه لا بد أن يكون ذلك الشخص الذي سبق لأحمد أن ذكره لها ذات مرة، وهو مهند.وكان كل من رامي والمصوّر هاني يقفان هناك أيضًا، يبتسمان في هدوء.الكلمات التي كانت على وشك أن تخرج من فم سارة، عادت لتُحبس في صدرها، ورغم سخطها من أحمد، إلا أنها لم ترغب في افتعال مشهد محرج أمام هذا الجمع من الناس، فالفضيحة لن تسقط على أحمد وحده، بل ستلحق بها أيضًا.ومن بين الحشود، خرجت ليلي مرتديةً فستانًا أبيض، وكانت ملامح وجهها معقدة، ويبدو أنّها، كسارة، لم تدرك حقيقة ما يحدث إلا في هذه اللحظة.خفضت سارة صوتها وسألت بحدّة: "ما الذي تفعله؟"أعاد أحمد تثبيت وضع جسدها بلطف وقال: "حبيبتي سارة، أنا مدين لكِ بحفل زفاف."لم يكن على وجه سارة أي أثر للفرح، بل كان الغضب يعصف بها.أكان يظن أنّ ما بينهما من خلاف يُمكن أن يُحلّ بحفل زفاف؟أيُعقل أنّه يقيم ه
Read more

الفصل 490

دخلت سارة الغرفة مدفوعةً بشيء خفي، تتبع خطواتها بلا وعي، وهي تتذكر جيدًا أنّ هذه الغرفة كانت مخصصة سابقًا لاستقبال الضيوف في منزل عائلتها.لكنها الآن تحوّلت إلى غرفةٍ واسعة، مقسّمة إلى نصفين، نصفها وردي، والآخر أزرق سماوي، بألوانٍ ناعمةٍ ودافئة.تحت قدميها امتدّت سجادة ناعمة من الفرو الطويل، والسقف رُسمت عليه سُحُب ناعمة.وما إن أُغلِق الباب، حتى خفتت الإضاءة فجأة.لكن بدلًا من الظلام، أضاءت سماء صغيرة فوق رأسها، تناثرت فيها نجوم متلألئة، يمرّ من بينها شهاب أو اثنان بين الحين والآخر، تُضفي لمسةً من السحر على الأجواء.انبثقت بعض مصابيح الإضاءة الهادئة في أرجاء الغرفة، وصدحت موسيقى ناعمة من صندوق موسيقي صغير.مهد صغير، حصان خشبي، ألعاب كثيرة متنوعة.ملابس صغيرة مصطفة بعناية، من عمر الولادة وحتى السنة الأولى، مرتبة بانتظام ومحبّة.وعلى الجانب الآخر، مكانٌ مخصّصٌ للعب الأطفال، كقلعة عالية، منزلق، وأرجوحة.لقد فكّر أحمد في كل شيء تقريبًا يخص الأطفال.بل إن هذه الغرفة، قد فاقت في جمالها وإتقانها حتى تلك التي كانت سارة قد صمّمتها سابقًا، وما من والدٍ في هذا العالم يمكنه رفض مكان كهذا.مدّت سا
Read more
PREV
1
...
4748495051
...
87
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status