في أحلامها، كثيرًا ما كانت ترى أطفالًا، ولفترة طويلة، كانت ترى كل ليلة نفس المشهد، وسط حقل من الزهور الجميلة، يقترب منها طفل صغير، يحمل في يديه إكليلًا من الزهور، يبتسم لها ثم يضع الإكليل فوق رأسها.تفتح سارة عينيها وتبتسم برقة، "شكرًا لكَ يا صغيري."يضحك فارس بسعادة حتى كادت زاويتا فمه تلامسان السماء، ويقول بفرح: "أمي، جميلة جدًا."تشعر سارة أن هذا الطفل سيغدو رجلًا دافئ القلب حين يكبر، فهو منذ صغره يحمل قلبًا لطيفًا.تمسك وجه فارس بكلتا يديها وتطبع قبلة خفيفة عليه، ثم تهمس في قلبها، لو أنّه كان طفلي حقًّا، كم كان ذلك ليكون جميلًا...نفضت بيدها بعض الأعشاب الجافة والوحل عن ركبتيه.وبينما تفعل ذلك، رأت بطرف عينها أحمد واقفًا بعيدًا على التل المقابل، لم يقترب، ربّما حتى لا يُعكّر عليها صفو لحظتها، فاكتفى بالمراقبة عن بعد.جلس فارس إلى جانبها، يتأمل خرير النهر وهو يجري.كان الطقس لا يزال باردًا، لذا لم يتمكنا من اللعب في المياه، لكنهما كانا يلتقطان الحصى من على ضفة النهر.رغم أنّ الطفل معتاد على اللعب بألعاب فاخرة في المنزل، إلا أنّ جمع الحصى عند النهر كان كافيًا ليمنحه سعادة لا توصف.ير
Read more