All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 461 - Chapter 470

858 Chapters

الفصل 461

في أحلامها، كثيرًا ما كانت ترى أطفالًا، ولفترة طويلة، كانت ترى كل ليلة نفس المشهد، وسط حقل من الزهور الجميلة، يقترب منها طفل صغير، يحمل في يديه إكليلًا من الزهور، يبتسم لها ثم يضع الإكليل فوق رأسها.تفتح سارة عينيها وتبتسم برقة، "شكرًا لكَ يا صغيري."يضحك فارس بسعادة حتى كادت زاويتا فمه تلامسان السماء، ويقول بفرح: "أمي، جميلة جدًا."تشعر سارة أن هذا الطفل سيغدو رجلًا دافئ القلب حين يكبر، فهو منذ صغره يحمل قلبًا لطيفًا.تمسك وجه فارس بكلتا يديها وتطبع قبلة خفيفة عليه، ثم تهمس في قلبها، لو أنّه كان طفلي حقًّا، كم كان ذلك ليكون جميلًا...نفضت بيدها بعض الأعشاب الجافة والوحل عن ركبتيه.وبينما تفعل ذلك، رأت بطرف عينها أحمد واقفًا بعيدًا على التل المقابل، لم يقترب، ربّما حتى لا يُعكّر عليها صفو لحظتها، فاكتفى بالمراقبة عن بعد.جلس فارس إلى جانبها، يتأمل خرير النهر وهو يجري.كان الطقس لا يزال باردًا، لذا لم يتمكنا من اللعب في المياه، لكنهما كانا يلتقطان الحصى من على ضفة النهر.رغم أنّ الطفل معتاد على اللعب بألعاب فاخرة في المنزل، إلا أنّ جمع الحصى عند النهر كان كافيًا ليمنحه سعادة لا توصف.ير
Read more

الفصل 462

ارتجف جسد سارة قليلًا، وحدّقت في أحمد بدهشةٍ لم تفهم سببها."ما الذي تعنيه؟"تنهد أحمد ببطء، وقال: "ما حدث الليلة الماضية لم يكن مجرد حادث عرضي، هناك من تعمّد إيذاء فارس، لقد دُفع من على درجٍ عالٍ للغاية."تغيّر وجه سارة على الفور، وقالت بقلق: "من الذي فعل ذلك؟""حتى الآن لا نملك أدلة كافية لتحديد هوية الجاني، لكن من بُنيته الجسدية وتحركاته، لا يبدو أنه شخصٌ عادي، على الأرجح قاتل محترف، لذا أريد إرسال فارس وفريدة إلى مكانٍ آمن."سألت سارة بحذر: "هل للأمر علاقة بمنظمة الحشرات السامة؟"أجاب أحمد: "لا أعتقد ذلك، تلك المنظمة بارعة في الطب، وإن أرادت قتل أحدهم فإنها تستخدم السموم أو الأدوية، تمامًا كما فعلت مع السيدة نور، أما من استهدف فارس، فقد تعمّد قتله بوضوح، طفل صغير يُدفع من على درجٍ حلزوني، ولولا أنه تمكّن من التمسك بالحافة في اللحظة الأخيرة، لكانت العواقب وخيمة."أحست سارة بقشعريرة تسري في جسدها وهي تستمع لما يقوله، وشدّت بيديها لا إراديًا على جسد فارس.رؤية هذا الطفل واقفًا أمامها وهو يبتسم رغم ما حدث، جعلتها تشعر أنه نجا من الموت بأعجوبة.انخفضت على ركبتيها، ولم تعد قادرة على توجي
Read more

الفصل 463

لم يكن الفجر قد بزغ بعد، حين تم إرسال سارة ووالدها رشيد بعيدًا، حتى سارة نفسها لم تكن تعرف إلى أين سيأخذونهما.وعندما وصلا، اكتشفت أنّه منزل صيني الطراز، فخطرت لها فكرة أن هذه الدار لا تبدو من ضمن الممتلكات المسجلة باسم أحمد.ويبدو أنه، ومن باب الحيطة، تعمّد اختيار مكان آمن لا يخطر ببال أحد، حتى لا يتمكن أيٌّ من العثور عليها.رشيد بدا سعيدًا بهذا المكان، إذ إنه يُشبه كثيرًا منزل العائلة القديم لعائلتهم.وما إن ترجّلا من السيارة، حتى فوجئت سارة بأن والدها تحرّك دون الحاجة إلى عصاه، بل سار خطوات قليلة مستندًا على نفسه.فأسرعت نحوه لتدعمه، وقالت بقلق: "أبي، تمهّل، احذر قليلًا."أشرق وجه رشيد بابتسامة هادئة وقال: "سارة، أستطيع السير وحدي الآن."فردّت بحنان: "نعم، أبي، لا داعي للعجلة، خذ وقتك، فقط إياك أن تتعثر."حين رأت سارة تحسّن حالة والدها يومًا بعد يوم، امتلأ قلبها بالسكينة، فحين يثبت استقراره تمامًا، ستكون قادرةً على سؤاله عن الحقيقة التي لطالما حيّرتها.لقد اعتادت أن تنام وهي تحرس تلك الأسرار، وكانت تتمنى في أحلامها أن تعرف يومًا ما الذي حدث بالضبط في الماضي.سارع خالد بالتقدُّم ليسن
Read more

الفصل 464

حين تلقّى أحمد اتصال من فاتن، كان يعلم جيدًا بكل ما يتعلق بسارة، رغم أنه لم يزرها خلال هذه الفترة، إلا أن حركاتها وسكناتها لم تغب عن عينيه.لم تكن فاتن تدرك ما يدور في ذهنه، بل ظنت أن اهتمامه الصامت هو صورة نادرة للرجل العظيم الذي لا يزال يحرس محبوبته السابقة.قالت له فاتن: "سيد أحمد، السيدة سارة ترغب بإجراء فحص الحمل."على مكتبه، كانت علبة صغيرة تضم خاتمي زواج، أنامله تمرّ على الألماسة الكبيرة بإمعان، وتعابير وجهه صعبة القراءة، بلا فرح أو غضب ظاهر.قال بهدوء: "حسنًا، سأرتّب الأمر."تنفست فاتن الصعداء وقالت: "كنت أعلم أنكَ أكثر من يهتم السيدة سارة، لا أفهم لماذا حتى حملها تُخفيه عنك."ابتسم أحمد بسخرية مظلمة، وأغلق الخط، ثم أعاد الخاتمين إلى علبتهما المخملية.نهض واقفًا واتجه نحو النافذة الزجاجية الكبيرة، كان الجو غائمًا رماديًا، وكأن المطر على وشك الهطول.في الأسفل في هذا الوقت بعد انتهاء وقت الدوام، كان الناس يملؤون الطرقات، والسيارات تتقاطع في كل اتجاه.من بعيد، أضواء المباني بدأت تُضيء تباعًا، في حين كان ظل جسده الطويل ممتدًا على الأرض خلفه.وبينما تتساقط قطرات المطر المنحرفة على ا
Read more

الفصل 465

أما عن الهاتف، فالأمر لم يقتصر على سارة فقط، حتى أحمد كان يرفض مرارًا وتكرارًا، مما جعل رشيد يبدأ يفهم الوضع تدريجيًا.فهو رجل في الخمسين من عمره، وليس طفلًا في الثالثة، فسارعت سارة لتقول بلطف: "أبي، خلال فترة غيبوبتك حدثت بعض الأمور، كنت أُخطط لإخبارك بها تدريجيًا حين تتحسن حالتك."ما إن سمع رشيد هذا، حتى بدأت يداه ترتجف من شدة الانفعال، وقال بانفعال: "كنت أعلم أن شيئًا سيئًا قد حدث! استيقظت لأجد يدك لم تعد تعمل، وعلاقتكِ بأحمد متوترة هكذا... ماذا حدث بالضبط؟"رؤية حالته تلك دفعت سارة لتدعمه بسرعة حتى يجلس، وقالت برقة: "أبي، انظر، هذا بالضبط هو السبب الذي جعلني لا أُخبرك بشيء، في الحقيقة ليس بالأمر الكبير، فقط شجار بيني وبينه بسبب بعض الخلافات، ألم ترَ كيف ظل يطلب مسامحتي طوال الوقت؟ لو كان أمرًا خطيرًا حقًا، لكنا قد افترقنا منذ زمن."بدأت ملامح رشيد تهدأ تدريجيًا مع كلماتها، وقال: "كلامك صحيح، أحمد أكّد لي مرارًا وتكرارًا أنه لن يخذلكِ أبدًا، إذًا ما الذي حدث بينكما بالضبط؟""أبي، دعنا نؤجل الحديث لبضعة أيام، أنت بدأت تتعافى للتو، ألم يقل الطبيب أنك لا يجب أن تتعرض لأي صدمة؟"ثم ناول
Read more

الفصل 466

كانت سارة تشعر بتوتر بالغ، وهاجمتها من جديد تلك الذكرى القاسية التي فقدت فيها جنينها ذات يوم بسبب النزيف الحاد، فتغيرت ملامح وجهها بشدة، وحتى صوتها بدا مرتجفًا للغاية."ماذا... ماذا هناك؟"شدّت طرف قميصها بأناملها المرتعشة، وقد أعدّت نفسها لتلقي أسوأ خبر ممكن.لكن ملامح الطبيب كانت تحمل ابتسامة خفيفة وهو يقول: "مبارك لكِ يا سيدة سارة، أنتِ حامل بتوأم، لقد رصدت قلبين نابضين."حين سمعت تلك الكلمات، امتلأت عينا سارة بالدموع، وارتجفت شفتيها وهي تسأل بحذر: "و... هل ينموان بشكل طبيعي؟"أومأ الطبيب مطمئنًا: "نعم، بحسب ما نراه الآن، نموّهما ممتاز، لا داعي للقلق يا سيدة سارة."وضعت سارة كفّيها على بطنها، وانفجرت باكية من الفرح في لحظتها.لم تكن تحمل جنينًا واحدًا فقط... بل اثنين!دخلت فاتن إلى الغرفة وقد ظنّت أن مكروهًا قد وقع.فهرعت بسؤالها القلق: "ما الأمر؟ هل هناك مشكلة في نمو الجنين؟ لا تخافي، الطب تطوّر كثيرًا، ستحلّ كل الأمور بإذن الله."لكن سارة كانت منفعلة لدرجة أنها لم تستطع النطق، واكتفت بهزّ رأسها بقوة، "لا، ليس هذا... الأمر أنني حامل... حامل بـ..."قاطعتها فاتن بنفاد صبر: "آه يا سيد
Read more

الفصل 467

شعر رامي بشيءٍ من الحرج والشفقة، فحاول التوسّط بلطف: "سيد أحمد، نحن نتحدث عن روحين صغيرتين، تعلم جيدًا كم هو أمر شاق بالنسبة لأي امرأة أن تحمل وتُربي روح في داخلها، أعتقد أن هذا القرار..."أما حازم، فرغم غبائه المعتاد، فقد أدرك أخيرًا أن الأمور ليست على ما يُرام، فسارع بالسؤال: "أخي، عن أي جراحة تتحدثون؟ ما الذي يحدث؟"لكن أحمد قد نفد صبره تمامًا، وقف بغتة وهو يأمر ببرود: "جهّزوا غرفة العمليات."أمسك حازم بذراع أخيه بانفعال: "أخي، أخبرني الحقيقة، ما نوع الجراحة التي تتحدث عنها؟"أطلق رامي زفرةً ثقيلة، ثم تبع أحمد وهو يقول بهدوء يخبئ انكسارًا: "أكثر من شهر... ما الجراحة التي تظنها إذًا؟"بقي حازم وحده في مكانه، وكأن سُحِبَ الهواء من حوله، وعلت علامات الاستفهام في رأسه كالعاصفة.لماذا؟ ألم يكن أحمد يحب سارة حبًا جنونيًا؟ فلماذا يقرر التخلص من طفليها؟ طفلين، وليس واحدًا!لم تكن سارة تعلم شيئًا عن كل هذا، بل إنها بالأمس فقط أرسلت إليه رسالة خجولة تطلب فيها معروفًا صغيرًا.وتحت ثقل الذكريات والزمالة القديمة، لم يستطع حازم احتمال فكرة أن تفقد سارة طفليها في لحظة قسوة كهذه.أخرج هاتفه بسرعة،
Read more

الفصل 468

في تلك اللحظة، خيّم الفراغ على عقل سارة، وكأنها غارقة في حلم مشوَّش، غير قادرة على استيعاب ما يحدث، لا بد أن هناك خطأ ما، لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا.أصدقاء أحمد قِلّة، وهي تعرفهم جميعًا، حتى إن لم تلتقِ ببعضهم، فإن أسماءهم ليست غريبة عنها، لكنها لم تسمع قط باسم السيد فؤاد.أخذت نفسًا عميقًا، محاوِلة تهدئة نفسها، لا بد من التروّي.ربما اختار أحمد شخصًا لا تعرفه عمدًا، كي لا يثير الشبهات.لا تخيفي نفسك يا سارة، حتى وإن كنتِ تقيمين في منزل يخصّ السيد فؤاد، فهذا لا يعني شيئًا.غير أنّ كلمات ليلي التالية، حرّكت الأرض من تحت قدميها، وقطعت كل سبل الإنكار.قالت ليلي: "قلتُ لكِ إن الشقة ملكٌ لمديري، أتذكرين يوم التقينا؟ حين لحقتُ بكِ ومعي حمض الفوليك، ذكر وقتها أنه يعرفك، وقال إنكِ حبيبة أحدهم، كنت مستعجلة لتسليمك الدواء، وبعدها شغلتني أمور العمل ونسيْتُ تمامًا ما قاله".ظهرت على صوتها نبرة ندمٍ خافتة، وأضافت: "آسفة يا سارة، كنت مشغولة جدًا تلك الفترة، ولم أتذكّر الموضوع إلا الآن، بعدما سلّمتُه رسوم الإدارة، خطرت ببالي فجأة فكرته تلك، فحملتُ علبة حمض الفوليك، ومرّرتُها أمامه عمداً".شعرت سارة
Read more

الفصل 469

انقطع الاتصال فجأة، لم يعد أمام سارة أي خيار آخر.هي تعرف أحمد كما يعرفها هو تمامًا، طوال الفترة الماضية، كان يوهمها بالأمان فقط ليجعلها تغفل.وإن كانت تظن أنها تحاول خداعه، فالواقع أنه هو من كان يُعدّ الخطة للإيقاع بها.من المؤكد أن السيد فؤاد قد بلّغ أحمد الآن… لم يعد لديها وقت، عليها أن تهرب فورًا.دخلت فاتن في تلك اللحظة، وقالت: "سارة، لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت؟ الطبيب بانتظاركِ."قالت لها سارة بسرعة: "لن أكمل الفحوصات، فاتن، علينا أن نغادر فورًا، ولا بد أن نغادر الآن.""ماذا؟ ألم يتبقَّ فحصٌ أو اثنان؟"سحبت سارة يد فاتن بقوة وهي تندفع بها نحو الخارج: "لا وقت للتفسير، الأمر معقد، لكن لا يمكننا البقاء هنا، المكان خطر."نظرت فاتن إليها بدهشة وهي تقول: "خطر؟ حتى الحراس جاءوا معنا، كيف يكون هناك خطر؟ سأتصل بالرئيس التنفيذي أحمد ليحل المشكلة."قالت سارة بحدة: "يا حمقاء، هو نفسه الخطر الأكبر."سحبتها سارة وبدأت بالركض خارجًا، وفاتن تحاول إقناعها: "لا يجوز، أنتِ لم تُكملي الثلاثة أشهر بعد، ولا يجب أن تركضي أو تتحركي بعنف، انتظري، سأحملكِ على ظهري."ورغم أنها لم تفهم ما الذي يحصل، لم تتردد
Read more

الفصل 470

كان ذلك الجسد الطويل الفارع قد اقترب منها، مدّ يده نحو سارة قائلًا: "كوني مطيعة، تعالي معي".لكن صوته الحنون ذاك وكأنه يداعب طفل صغير بعث قشعريرة في الأوصال، وكأن خلفه شيئًا مرعبًا لا يُرى.حتى فاتن أحسّت بشيء مريب، فوضعت نفسها لا شعوريًا أمام سارة، وقالت بحذر: "السيد أحمد، السيدة سارة أنهت الفحص بالفعل، سأعيدها بنفسي."حينها فقط حوّل أحمد نظره من سارة إلى وجه فاتن، ونطق بكلمة واحدة ببرود: "ابتعدي".في هذه اللحظة بالتحديد، كان أحمد في أقصى درجات خطورته، وسارة لم ترغب في أن تتورط فاتن في هذا.قالت بسرعة: "أختي فاتن، انتظري في الخارج، هناك أمر أودّ الحديث معه فيه على انفراد".نظرت فاتن إلى سارة ثم إلى أحمد، وأدركت أن بينهما أمرًا بالغ الأهمية، فلوّحت بيدها وغادرت.وحين خلت الغرفة من الجميع، فتحت سارة فمها على عجل: "أحمد، نحتاج أن نتحدث عن موضوع الطفل".نظر إليها أحمد بهدوء، قبل أن ينطق بجملة جليدية: "لا تقولي لي إن الطفل الذي في بطنك لي؟"قالت بسرعة: "إنه لك، أتتذكر حين كنت مريضًا بالحمى في ذلك اليوم، نحن...؟"لكن أحمد أطلق ضحكة ساخرة، ومرّ ظل من السخرية على وجهه، ثم رفع يدًا ليلمس ذقنها
Read more
PREV
1
...
4546474849
...
86
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status