كلمتا "فارقت الحياة" انفجرتا في ذهن رشيد كألعاب نارية، شعر باختناق مفاجئ، وكأن الدم قد تجمّد في عروقه.كان وجهه شاحبًا على نحو مروّع، وجسده يرتجف بلا سيطرة، واندفع متشنجًا ليُمسك بيد صفاء قائلًا بصوتٍ مرتجف: "كيف ماتت والدتُكِ؟!"صفاء كانت تكره بشدة أن يتحدث أحد أمامها عن وفاة السيدة نور، فهذه الوفاة كانت من صُنع يديها، ولم تكن قادرة على مواجهة هذه الحقيقة.صرخت بوجهه بغضب: "وما شأنك بموتها؟ من أين خرجت أيها القروي البائس؟ إن لم ترحل الآن سأستدعي الحراس!"كانت تنظر إلى وجه رشيد المذهول، المفعم بالحزن والذهول والإنكار.فبدأت تشك هل كان هذا الرجل من معارف السيدة نور القدامى؟ولأول مرة، تراجع شعورها بالرفض قليلًا، فقالت بنبرة أقل حدّة: "حسنًا، حسنًا، بما أنك أتيت في يوم زفافي، فابقَ واشرب كأسًا من نبيذ الفرح."نظرت ريم بازدراء إلى رشيد ثم قالت: "أما زلت هنا؟ انظر إلى ثيابك، من الواضح أنك لا تنتمي إلى هذا المكان، إياك أن تلطّخ فستان عروسنا الجميلة."أما رشيد، فقد كان غارقًا تمامًا في صدمة رحيل السيدة نور، ولم يعد يعبأ بنظرات الآخرين أو كلماتهم.رأته صفاء وهو يرتجف من رأسه حتى قدميه، وبدت ع
Magbasa pa