All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 751 - Chapter 760

838 Chapters

الفصل 751

كانت سمية حين تستعيد ما فعلته السيدة ناريمان في الماضي تجد الأمر مفهومًا، فالمرأة بطبيعتها لا يمكن أن تقبل أن يحتفظ زوجها بامرأة أخرى في حياته.لكن سمية وجدت نفسها الآن في موقف لا تُحسد عليه، فإن لم تذهب خشيت أن تُسيء سارة الظن، وإن ذهبت فربما يتسبب اللقاء بين الاثنتين في خلافٍ حاد.قالت سارة بنبرةٍ حادة وهي تراقب المكان: "سمية، يبدو أنّ هذا البيت يخفي شيئًا فعلًا!"والمفاجأة أن سارة نهضت من فوق كرسيها المتحرك، تخطو بخطوات واهنة لكنها ثابتة نحو الأمام.أسرعت سمية تقول بقلق: "سيدتي، فلنعُد أدراجنا أفضل."لكن سارة ردت بعزم: "لا، أريد أن أرى بعيني من الذي يختبئ هنا."أدركت سمية أن الوضع يتفاقم، فأرسلت أحد الخدم مسرعًا ليأتي بأحمد.وما هي إلا لحظات حتى ظهر أحمد بخطواته السريعة المألوفة، فاستقبلته سارة ببرودٍ قاسٍ: "افتح الباب، أريد أن أرى بنفسي."قال أحمد محاولًا تهدئتها: "سارة حبيبتي، هيا بنا، عودي معي."لكنها لم تَلن، وصوتها يرتجف من الغضب: "ألم تكن تقول إنك تحبني؟ إذن دعني أرى من هي تلك التي تحبها في الخفاء!"ثم التفتت إلى الحارس وأمرت بصرامة: "افتح الباب."أراد أحمد أن يجبرها على الرجو
Read more

الفصل 752

تناثرت بقع الدم أمام عيني سارة، فذكّرتها بلحظة رحيل فاتن.ذلك المشهد الذي لا يمحى من ذاكرتها.تسمّرت في مكانها وعيناها تتسعان في ذهول، وكأنها غارقة في كابوس، كيف يعقل أن تكون شمس التي كانت في الصباح تلتف بين ذراعيها، ممددة الآن عند قدميها، تتنفس بصعوبة، بينما يتدفق الدم الأسود من فمها وأنفها؟انحنت سارة ببطء، كمن يتحرك آليًا، وأقنعت نفسها بأنه حلمًا وليس أكثر. قالت بصوتٍ مرتجف: "شمس، لا، لا تخيفيني"، ثم مدت يديها محاولةً أن تضمها، لكن أحمد جذبها فجأة إلى صدره ومنعها.قال أحمد: "حبيبتي سارة، لا تلمسيها، شمس قد تسممت".ذلك الدم الذي يسيل منها لم يكن أحمر قانيًا كما ينبغي، بل أسود قاتم كإعلان موت بطيء. لم يعد عقل سارة قادرًا على التفكير، لم تكن تبالي بشيء سوى أن تحضن قطتها: "شمس! افتحي عينيكِ، انظري إليّ، أرجوكِ استفيقي!""حبيبتي سارة"، لكن أحمد شدّ ذراعيه حولها ليمنعها من لمس جسد شمس.أما سمية فقد أسرعت تأمر الخدم أن يرفعوا جثمان القطة ويزيلوه من المكان.غير أن سارة جنّ جنونها، اندفعت كالريح نحو صفاء، قبضت على ياقة ثوبها وصرخت: "أنتِ! أليس كذلك؟ كان عليكِ أن توجهي سهامكِ نحوي أنا، لماذ
Read more

الفصل 753

قال باسل محاولًا تهدئتها: "سارة، عليكِ أن تتماسكي، لا تدعي ما حدث يهزمكِ، عليكِ أن تعتني بصحتكِ."قالت بهدوء: "يا زميلي، أعلم ذلك."رغبتها في البقاء على قيد الحياة الآن أقوى من أي وقت مضى، فكيف لها أن تسمح لأحد أن يجرّها إلي الهلاك ويستدرجها إلى مكائده مرةً بعد أخرى؟كان ذهن سارة ممتلئًا بصورة وجه فاتن وجثة شمس.لقد أقسمت ألّا تدع ذاك الشخص يحقق مراده.قالت بصلابة: "يا زميلي، من الآن فصاعدًا لنسِر وفق الخطة التي وضعناها."أجابها: "حسنًا."ما إن انتشرت أخبار ما حدث لسارة حتى اضطربت أرجاء قصر عائلة أحمد، فاصطفّ الخدم جميعًا في صفٍّ واحد جاثين على ركبهم.وصل تقرير التشريح الخاص بشمس، واتضح أنها ماتت مسمومة، إذ أصاب السم جهازها العصبي فتسبّب بسقوطها من على السطح ووفاتها، والسبب المباشر للموت كان التسمم.إن شمس، هذه القطة العجوز، لم تكن لتأكل شيئًا عشوائيًا، وقد وُجد في معدتها بقايا سمك مجفف لم يُهضم بعد، وبعد الفحص تبيّن أنّ السمك المجفف كان ملوثًا بالسم.كانت صفاء جالسة على كرسيّها المتحرك، وجهها متورّم حتى بدا منتفخًا، وهي تبرر بارتباك: "أحمد، أنظر إليّ كيف أصبحت، من أين لي بالسم؟ صحيح أ
Read more

الفصل 754

بعد حادثة شمس، أصيبت سارة بصدمة كبيرة أفقدتها قوتها كليًا، وتبدّد كل ما أحرزته من تحسن في الآونة الأخيرة.أحمد كان يرى حالتها بعينيه وقلبه يتفطر ألمًا، لكنه لم يكن قادرًا على فعل شيء، فلا عذاب الجسد ولا وجع الروح يمكنه أن يتحمله عنها.كان يشاهدها تذبُل يومًا بعد يوم، فيما لم يصل من تامر أي خبر، فاشتد خوفه وقلقه.وزاد الأمر سوءًا أن سارة لم تعد ترغب في رؤيته، فاضطر أن يكتفي بمتابعة حالتها من خلف الزجاج ومن خلال تقارير الأطباء.في تلك الأيام، لم تكن سارة تفعل سوى البكاء بصمت وهي مستلقية على سريرها، حتى محاولات سمية والسيدة ناريمان في مواساتها لم تُجدِ نفعًا.لقد كانت جراحها في القلب، ومهما بلغ الطبيب من براعة فلا دواء لها.وضعت السيدة ناريمان يدها على كتف أحمد قائلة: "داء القلب لا يشفيه إلا دوائه، زوجتكِ لم تعد تملك رغبة في الحياة، عليكَ أن تتهيأ للأسوأ."هكذا كان الجميع ينصحه، غير أنه حتى تلك اللحظة لم يستطع أن يتقبل فكرة الفراق عن سارة.وأخيرًا خطى بخطوات مترددة نحو غرفتها، فوجدها منكمشة تحت الغطاء، كأنها كرة صغيرة، تبدو واهنة وبائسة، وقد تلاشى كل أثر لحيويتها السابقة.لم يستطع منع نفس
Read more

الفصل 755

لم يعرف أحمد كم من الوقت بكت سارة بعد تلك الجملة، فقد غرق وجهها في الدموع طويلًا.في المساء، جلسوا حول مائدة صغيرة أضاءتها الشموع، أشعل أحمد شمعة صغيرة لفارس.بينما جلست سارة بجواره تشاركه الغناء في عيد ميلاده، ضمّ فارس كفيه الصغيرتين معًا، وأغلق عينيه بجدية كأنه يحمل الكون كله في قلبه، وتمنى أمنية.ابتسمت سارة وسألته بصوت خافت: "وما الأمنية التي طلبتَها؟"ضحك فارس وقال: "لو أخبرتكِ بها فلن تتحقق."لكن أمنيته في قلبه كانت بسيطة، وهي أن تشفى أمه بسرعة، وأن يبقى أبوه وأمه معه دائمًا.كان وهج الشموع يتمايل برفق، فيما نظر أحمد إلى وجه سارة المضيء بنور هادئ، ومرّت في خاطره أمنية لو يتوقف الزمن عند هذه اللحظة ولا يمضي.ضحكة فارس المشرقة أعادت إلى أحمد ذكرى يوم عيد ميلاده الثالث، يومها لم ينعم بطفولة سعيدة، لكنه أقسم في أعماقه ألا يحرم ابنه مما حُرم منه، وأن يمنح سارة وفارس كل الحب الذي لم يستطع أحد أن يمنحه له.في تلك الليلة، بدت سارة سعيدة على نحو نادر، تركت فارس يلهو حولها وضحكت معه من قلبها.بل إنها للمرة الأولى منذ زمن طويل وافقت أن تنام إلى جانب أحمد، فيما تمدد فارس بينهما في الوسط.تأم
Read more

الفصل 756

كانت يدا أحمد ترتجفان وهو يلتقط خاتم الزواج والرسالة الموضوعة إلى جانبه، حتى وهو يحاول فتحها، كان جسده يرتعش كما لو أصيب بارتعاش الشيخوخة.قال محمود بصوت خافت وحازم: "سيدي الرئيس، دعني أنا أفتحها."لكن الحقيقة أن الرسالة، سواء قرأها أم لم يقرأها، لم يكن مضمونها ليفاجئ أحدًا، فقد كانوا جميعًا يتوجسون ما سيجدونه فيها.ومع ذلك، فإن أحمد، وهو غارق في ذعره وألمه، أصر أن يفتحها بنفسه، ليرى تلك الخطوط المألوفة التي طالما عرفها.في الماضي، حين كان يغادر في رحلة عمل، كانت سارة تكتب له رسائل صغيرة خفية، لا تعرف إلى أين تبعثها، فتضع كلماتها في زجاجة وتدفنها تحت شجرة في الحديقة، كان قد اكتشف صدفة سرّها ذاك، ومنذئذٍ اعتاد في كل عودة أن يبحث عن رسالتها المدفونة بلهفة.يومها، كانت كلماتها عفوية وبسيطة، مليئة برقة الفتيات الصغيرات، أما هذه الرسالة فكانت مختلفة تمامًا، كلمات قليلة، لكنها جميعًا مسطورة بمداد الوداع الأخير."أحمد:الحياة باتت مؤلمة جدًا، ولم أعد قادرة على الاحتمال.ما بيننا في هذه الدنيا قد انقطع، ولا أرجو سوى أن تعود روحي إلى مثواها الأخير، وفي الأخرة... لا أريد أن نلتقي بعد الآن.سارة.
Read more

الفصل 757

في قصر عائلة أحمد.تحركت أصابع الرجل الممدد على السرير قليلًا، ثم خرجت من بين شفتيه صيحة مرتجفة: "سارة حبيبتي!"فتح عينيه فجأة وجلس مذعورًا، ينظر حوله بارتباك.تنفست السيدة ناريمان الصعداء وقالت: "أخيرًا استيقظت، لقد ظللت غائبًا عن الوعي ثلاثة أيام بلياليها."ذاكرة أحمد ما زالت متوقفة عند موقف البحر، فسأل بلهفة: "أمي، سارة حبيبتي... هل اعادوا بسارة حبيبتي؟"انقبض قلب السيدة ناريمان، ولم تجرؤ على إخباره بالحقيقة القاسية.قالت بصوت مبحوح: "يا بُني، يجب أن تتهيأ لما ستسمعه، زوجتك... أنها... لقد..."صرخ أحمد مقاطعًا: "مستحيل! سارة حبيبتي لن تموت أبدًا!"، كان أحمد غير قادر على تقبّل هذا الواقع.قفز حافي القدمين إلى الأرض واندفع نحو الباب.راح يهتف بجنون: "سارة حبيبتي، أين أنتِ؟ هل تختبئين عني؟""سارة حبيبتي، توقفي عن المراوغة!"أخذ أحمد يجوب أرجاء القصر مثل طائر فقد روحه، ثم دخل غرفة النوم في الطابق الأول، فوجد كل شيء كما تركته سارة قبل رحيلها.الفراش نظيف ومرتب بعناية، والزهور الموضوعة في المزهرية كانت قد قُطفت من الحديقة قبل أسبوع، لكن أوراقها الآن ذابلة منحنية الرأس بلا حياة.وعلى المكتب
Read more

الفصل 758

عاد أحمد مجددًا إلى تلك المنطقة البحرية، و كان كلٌّ من خالد ومحمود بملامح شاحبة مرهقة، فعلى الرغم من أن عملهما كان بنظام التناوب، إلا أنهما في الأيام الماضية بالكاد ذاقا طعم الراحة، فالعتمة تحت عيونهما صارت واضحة كسواد الليل.هما يدركان تمامًا مقدار أهمية سارة بالنسبة لأحمد، وخلال هذه الأيام الثلاثة جرى استنفار أعداد لا تحصى من الرجال، وتُسخّرت جميع الموارد الممكنة لعملية البحث والانتشال.وما إن لمحا أحمد حتى أسرعا إليه قائلين: "أيها الرئيس أحمد."كانت عيناه محمرتين من البكاء، والبدلة السوداء التي لطالما أظهرت وسامته وشموخه لم تعد إلا غطاءً يخفي خلفه انكسارًا ووهنًا.قال بصوت مبحوح متردد: "هل وصلتم إلى نتيجة؟"هزّ محمود رأسه نافيًا: "ليس بعد... المنطقة التي قفزت منها السيدة معقدة للغاية، فقد واجهت هناك تيارًا معاكسًا بعيدًا عن الشاطئ، وجرفها إلى مسافة بعيدة، وتلك البقعة بالتحديد هي منطقة فاصل بحري، عمقها مئات الأمتار، والرؤية فيها شبه معدومة، مما يجعل عملية الانتشال في غاية الصعوبة."شدّ أحمد أصابعه حتى ابيضّت مفاصله، وظلّ يحدّق بثبات نحو الأفق البعيد.قال بحزم: "سأقوم أنا بذلك."ارتدى
Read more

الفصل 759

أحمد كان يتأمل النجوم المترامية في السماء، وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة تحمل الكثير من العجز والمرارة.قال في نفسه: "حتى لو لم تكن سارة حبيبتي قد ماتت، وحتى لو عثرتُ عليها وأعدتُها إلى جانبي، فلن يكون ذلك سوى تكرار للمأساة... سأجعلها حزينة مجددًا، بقاؤها معي يشبه زهرة موضوعة في إناء، لن يمر وقتًا طويلاً عليها حتى تذبل، ربما... إن تركتُها وشأنها عاشت حياة أفضل."انتاب الدهشة كلاً من خالد ومحمود حين سمعا هذه الكلمات من فم أحمد، فقد بدا لهم الأمر غير معقول.قال خالد باستغراب: "يا سيدي الرئيس أحمد، هل تستطيع فعلًا أن تتحمل فكرة أن تغادر السيدة؟"أجاب أحمد قائلًا: "كنت دائمًا أصرّ على إبقائها إلى جانبي، لكن الأحداث والمصائب لم تتوقف عن ملاحقتنا، كما أن سارة حبيبتي تكرهني حتى النخاع، وإن كان هذا ما تريده، فسأمنحها ما تتمناه."ثم أطلق تنهيدة طويلة وقال: "لكن كل ما قلته لا يزال مجرد استنتاجات بلا دليل ملموس، علينا أولًا أن نتأكد من أنها ما تزال على قيد الحياة، افحصوا موقع هاتفها، وتتبعوا كل تحركات باسل خلال الأيام السبعة الأخيرة، واحذروا أن تثيروا انتباهه."قال محمود: "مفهوم، يا سيدي الرئيس."سأل
Read more

الفصل 760

قال محمود: "سيد أحمد، أظن أنّك تغيّرت.""كنتَ دائمًا تعتقد أن ما أرتّبه أنا هو الأفضل لها، لكن الواقع أثبت أنّ تلك القرارات لم تجلب لها سوى الأذى مرارًا وتكرارًا، ثم إنّ ادعاء سارة موتها لم يكن أمرًا سيئًا تمامًا، فهي إن استطاعت أن تخدعني، فبإمكانها أيضًا أن تخدع أعداءها، وذلك يجعلها في أمان أكبر، فلا تضطر أن تعيش في قلق دائم من أن يتربص بها أحد ليغتالها.""إذن، هذه المسرحية لم تكن موجّهة للسيدة سارة فحسب، بل للأعداء أيضًا.""تمامًا، وبهذا نكسب وقتًا أطول للبحث عن الحقيقة، فالعدو الآن سيظن أن الخطر زال، ويخفض حذره، لكن قبل كل ذلك، عليّ أن أنجز أمرًا واحدًا.""وما هو؟""تنظيف الدار من الداخل."سرعان ما انتشر خبر وفاة السيدة سارة بمرض عضال، وحدّد موعد جنازتها في هذه الليلة، فجاء معظم علية القوم وأهل النفوذ للمشاركة.بدت عينا السيدة ناريمان محمرّتَين، فقد كانت تُحب تلك الكنة بالفعل، لكن ما باليد حيلة، الجمال لا يقهر القدر.أما الجد وجدي فلم يستعد وعيه الكامل بعد، إذ وقف مذهولًا في صالة العزاء وسأل الخادم إبراهيم: "من الذي توفّي؟"أجابه العمّ إبراهيم وملامحه تنطق بالألم: "سيدي، من الأفضل أ
Read more
PREV
1
...
7475767778
...
84
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status