All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 771 - Chapter 780

838 Chapters

الفصل 771

قال أحمد وهو يساير مجرى الحديث: "أنا أعلم."سأله باسل: "بما أن سارة قد رحلت، فما هي خطوتك التالية يا سيد أحمد؟"كان أحمد رجلًا شديد الذكاء، لم يحتج الأمر سوى لحظة ليفهم قصد باسل من سؤاله، فاتضح له أن قدومه بحجة أخذ بعض الأغراض مجرد ذريعة، أما غايته الحقيقية فهي استكشاف موقفه تجاه سارة.لا شك أنّ ما ارتكبه هو في الماضي قد خلّف في نفس سارة جروحًا عميقة، وجعلها تعيش كل يوم في خوف واضطراب.تنهد أحمد ثم قال: "في الأساس، أردتُ بإرسال سارة إلى هنا أن تبدأ حياة جديدة، لكن لم يكن ليُتاح لها ذلك، فبوقت قريب سأعود إلى الوطن."فما دامت تخشاه، فالأجدر أن يرحل بعيدًا.سأله باسل على الفور: "ومتى تنوي المغادرة؟"ثم استدرك متعجلًا كأنه خشي أن يُفهم خطأ: "نحن تعارفنا يومًا، وأردت فقط أن أودّعك أنت وسارة عند رحيلكما."قال أحمد: "غدًا، وإن رغبت بالمجيء يا دكتور باسل، فلا بأس."بعد مغادرته، التفت خالد إلى أحمد وقد بدا عليه الحيرة وقال: "يا رئيس، زوجتكِ ما زالت بالكاد أتمّت جلسة العلاج الكيميائي الثانية، أتراك مطمئنًا لمغادرتها في هذا الوقت؟"أشعل أحمد سيجارة واتكأ بصرامة تحت الممر وقال ببرود: "أتظن فعلًا أ
Read more

الفصل 772

في منزل عائلة السيد مصطفى.تنفّس سيف الصعداء أخيرًا بعدما تجاوزالسيد مصطفى مرحلة الخطر.قال شقيقه سيف وهو يقترب من سريره: "أخي، لقد أفقت أخيرًا، أنت لا تعلم كم كنت قلقًا عليك لو بقيت غائبًا أكثر من ذلك."كان وجه السيد مصطفى ما يزال شاحبًا بعد استفاقته، ومع ذلك ابتسم لأخيه ابتسامة مطمئنة وقال: "كيف لي أن أتركك وحدك؟ أنظر إلى شعرك، لقد صار أشبه بشعر أسدًا ذهبي."كان سيف يعمل مصممًا، ولطالما عُرف بملابسه الأنيقة ومظهره العصري، إلا أنّ الأيام التي قضاها ملازمًا فراش أخيه جعلته يهمل نفسه تمامًا، حتى بدا شعره الأشقر أشعث وفوضويًا، وكأنه كلب هاسكي.قال سيف ممتعضًا: "يا أخي، ما زال لديك طاقة للمزاح رغم ما حدث! لقد كنتَ في وضع لا يُحسد عليه."ابتسم السيد مصطفى قائلًا: "وأين المشكلة في ذلك؟ ما دمت على قيد الحياة، فهذا بحد ذاته حظ كبير."زفر سيف بضيق: "بعد كل هذا العناء وجدنا متبرعًا يطابق كُليته معك، لكنه فجأة تعرّض لذلك الحادث المشؤوم."قال السيد مصطفى: "هو لم يختر ذلك، فالحوادث أمر لا مفر منه."رمقه سيف بحدّة وقال: "أنت طيب القلب أكثر مما ينبغي، ألم أقل لك منذ مطلع العام إنني رتّبت لك أمرًا في
Read more

الفصل 773

في اليوم السابع بعد جلسة العلاج الكيميائي، استطاعت سارة أن تنهض من سريرها ببطء، لكن شعرها هذه المرة تساقط بالكامل، حتى لم يبقَ على رأسها شعرة واحدة.وقفت أمام المرآة، فرأت وجهًا نحيفًا وذقنًا بارزًا، بينما أعلى رأسها بدا فارغًا تمامًا.أسرعت نانسي تمسك بذراعها محاولةً التخفيف عنها وقالت: "أختي سارة، لا عليكِ، حين تتوقفين عن الدواء سينمو شعركِ من جديد."ابتسمت سارة بلا مبالاة وقالت: "إن ضاعت الحياة، فما فائدة الجمال؟ مجرد أنني ما زلتُ أتنفّس، فهذا بحد ذاته نعمة أحمد الله عليها."تنهدت نانسي براحة وقالت: "اختي سارة، أنتِ قوية، وهذا ما يطمئنني، لكن دعيني أكون صريحة معكِ، لا تغضبي مني، حتى بلا شعر، أنتِ أجمل من كثيرات يملكن شعورًا طويلة، اقسم لكِ أنني حين أراكِ أفهم كيف كان جمال الملكة حتشبسوت يفتن الناس ويجعلهم لا ينسونها، لو كنتُ أملك نصف ملامحكِ، لضحكتُ حتى وأنا نائمة."قالت سارة: "نانسي، خذيني في جولة صغيرة، أريد أن أتنفس بعض الهواء النقي قليلًا."أجابت نانسي بابتسامة: "حسنًا."لم تكن هذه المدينة كمدينة الشمال التي غمرتها الثلوج الكثيفة، بل كان مناخها معتدلًا، لا برد قارس فيه ولا رياح
Read more

الفصل 774

هذه كانت المرة الأولى التي تبادر فيها زهرة بالكلام، ثم جلس أحمد أمام طاولة الشاي، يسكب الماء المغلي بهدوء وقال بصوت منخفض: "تكلّمي."ثبتت زهرة نظرها على نقوش الإبريق وقالت ببطء: "حين ضللتُ الطريق في صغري، اختطفني غرباء وباعوني في أعماق الجبال، هناك ذقتُ من العذاب ما لا يُحصى، ثم ذات يوم، شاء الحظ أن أجد فرصة لأهرب..."لم تخض في تفاصيل معاناتها، بل مرّت عليها مرورًا عابرًا، فتدخّل أحمد يسأل: "وكيف تمكنتِ من الفرار؟"فقد كان كل ما جمعه من معلومات غامضًا، بلا تفاصيل.لكن زهرة لم تُفصح بالكثير أيضًا، وقالت ببرود: "الأمر لم يكن معقدًا، خططتُ طويلًا، وأخفيتُ ولاعة صغيرة، ثم أشعلتُ النار في كومة التبن التي كانوا يخزنونها، وبيوت الفقراء لا تحتمل النيران طويلًا... غير أنّني..."توقفت لحظة، ثم أردفت: "قبل أن أشعل النار، أغلقتُ الأبواب عليهم، فماتوا حرقًا، بعدها شققتُ طريقي خارج الجبال وحدي، سرتُ أكثر من شهر، وبسبب الحروق التي شوّهتني، كان كل من يراني ينعتني بالمسخ، إلى أن ساقني القدر إلى يدٍ رحيمة، وبجهود سنين طويلة وعمليات لا تُحصى، استطعتُ أن أستعيد هذه الملامح."سألها أحمد بصرامة: "ولماذا لم
Read more

الفصل 775

رغم أن أحمد صفع زهرة بقوة، إلا أن ابتسامة غريبة ارتسمت على وجهها، ابتسامة مشوبة بالهوس والجنون، وقالت: "نعم، أنا مجنونة، ولكن لماذا عليّ وحدي أن أتحمّل قسوة هذا العالم؟ طالما أنا غارقة في الجحيم، فلن أترك أحدًا يفلت من السقوط معي، وإن أردتَ أن تلوم أحدًا، فَلُمْ نفسك لأنك اخترت أن تحبها!"ثم تذكّرت أمرًا آخر فأضافت بنبرة أكثر حدّة: "اضربني كما تشاء، لا يهم، لكن لا تنسَ أنني وإن كنتُ من خططتُ لكل شيء، فأنت كنت المنفِّذ الحقيقي، أنت من لم يثق بها، من أهملها، من قسا عليها، من جرحها حتى الأعماق، أنت لا أنا."ارتجفت يد أحمد وهو يهمّ برفعها مرة أخرى، ثم تراخت وسقطت بجانبه، كلماتها كانت صحيحة، فقد كان هو السبب الأول في كل شيء، هو الجاني الحقيقي، لا يملك حقًا أن يُلقي باللوم على أحد سواه.جلس منهارًا، أشعل سيجارة وأطلق نظراته إلى الفراغ وهو يتمتم بصوت مبحوح: "الآن وقد رحلت عني، فقدتُ كل شيء... هل يرضيكِ هذا؟"نظرت زهرة إلى ملامحه الهزيلة المتعبة، لكنها لزمت الصمت، لا أحد يدري ما الذي كانت تفكر فيه.ساد الصمت الثقيل كالموت، والسيجارة احترقت حتى نهايتها، عندها رفع أحمد عينيه من جديد، يتأمل زهرة
Read more

الفصل 776

خضعت سارة لست جلسات من العلاج الكيميائي، كانت تُجرى لها كل واحد وعشرين يومًا، ومع نهاية الجلسة السادسة كان قد مضى نصف عام كامل.ذلك النصف من العام كان بالنسبة لها جحيمًا يوميًّا، إذ إن آثار العلاج الجانبية تسللت إلى كل عضو في جسدها.باتت تخاف من البرد أكثر من أي وقت مضى، يداها وقدماها دائمًا متجمدتان، ساقاها واهنتان، وعظامها ينهشها ألم عميق لا يهدأ.نظرت إليها نانسي بعينين يملؤهما الحزن وقالت: "أختي سارة، لقد اجتزتِ الأمر، ست جلسات كاملة أتممتِها، أنتِ أقوى من معظم الناس."كانت سارة مستلقية على سريرها، جسدها خائر، ورأسها يثقلها بالدوار، فقالت بصوت ضعيف: "نانسي، ساعديني لأخرج قليلًا، أريد أن أرى الشمس، أشعر أني طالت بي الأيام حبيسة هذا السرير."قالت نانسي بسرعة: "حسنًا."دفعتها على كرسي متحرك نحو الخارج، فالبلاد الواقعة في نصف الكرة الجنوبي لم تدخل سوى بداية الشتاء الآن.والحرارة هناك كانت ألطف بكثير من مدينة الشمال، حتى في أشد الأيام برودة لا تهطل الثلوج في شوارع المدينة.أشعة شمس الشتاء انسابت على جسدها فشعرت بدفء لطيف، أغمضت عينيها قليلًا، ورفعت يدها تحجب عن عينيها الضوء الذي كان ساط
Read more

الفصل 777

الأيام التي ينهكها المرض، كل لحظةٍ فيها تمر وكأنها عذاب طويل، وها هي مضطرة للانتظار شهرًا آخر.تنهدت سارة بعمق، تتمنى أن تتمكّن من الوصول إلى جلال قريبًا، حتى لو لم تستطع مقابلته، لعلّها تكتفي برؤية صورةٍ لصغارها.لكنها تعرف أنّ جلال ذو هوية حساسة، والرقم الذي كانا يتواصلان به قد أُغلق منذ زمن، لذلك لم تعد تجرؤ على استخدامه، وهي لا تملك وسيلة للوصول إليه.أما أحمد فقد طال انتظاره، وأخيرًا تلقّى تحديثًا جديدًا من مقاطع الفيديو التي تُرسلها سارة.لقد مضت أيام طويلة لم تخرج فيها من حديقة الفيلا، ما يثبت أن جسدها بات شديد الضعف، حتى أنّها حين خرجت اليوم لم تستطع سوى الجلوس على كرسيٍّ متحرك.مدّ أحمد أصابعه ليمسّ شاشة هاتفه، يمررها على صورتها، ولاحظ أنها صارت أضعف مما كانت عليه في المرة السابقة، وجهها صار خاليًا من أي امتلاء، وذقنها الحاد أظهر نحولها، أما عيناها فبدتا واسعتين بشكلٍ يثير الخوف.قال بصوتٍ منخفض: "هذه المرة السادسة، أليس كذلك؟"فجاءه الرد: "نعم، بعد هذه الجلسة ستنتهي مرحلة العلاج الكيميائي، وبعدها لن يبقى سوى الراحة والتعافي."تابع الطبيب المسؤول قائلاً: "السيدة سارة بطبعها لا
Read more

الفصل 778

بعد سماع هذه الكلمات، لم تستطع سارة أن تمسك بهاتفها، فسقط على الأرض محدثًا صوتًا مدوّيًا، الأمر الذي أفزع نانسي التي كانت تتحدث مطولًا مع باسل عبر الهاتف.سارعت نانسي إلى إنهاء المكالمة والتفتت نحو سارة قائلة بقلق: "سارة، ما الذي حدث معكِ؟"كان وجه سارة شاحبًا إلى حد مخيف، فأجابت بصوت متحشرج: "لا شيء."انحنت نانسي والتقطت الهاتف، فرأت أن الشاشة متوقفة عند وجه أحمد.مسحت نانسي الشاشة وأعادت الهاتف إليها قائلة بلطف: "لا تقلقي يا سارة، هو لا يعرف أنكِ ما زلتِ على قيد الحياة، عليكِ أن تتجاوزي ظله وتحرري نفسكِ منه."في داخلها، لم تستطع نانسي أن تفهم ما الذي فعله أحمد بسارة حتى يترك فيها كل هذا الرعب حتى اليوم.أومأت سارة برأسها، لكن الخوف ظل يتملكها، وكأنها تسمع أحمد يوجه هذه الكلمات لها مباشرة.تمتمت بصوت منخفض: "نعم، من المستحيل أن يعرف أنني ما زلتُ حيّة."وأخذت تُقنع نفسها في داخلها، فهي تعلم أنه لو كان يعرف حقًا، لما تركها في الخارج يومًا واحدًا، بل كان سيجعل رجاله يعيدونها فورًا.حتى التفكير في الأمر بدا غير منطقي، فشخصية أحمد لا تسمح بذلك، وهذا ما جعل قلبها يهدأ قليلًا.أسرعت بإغلاق ا
Read more

الفصل 779

حين التقت عينا سارة بوجهيهما المليئين بالصدق والطيبة، شعرت بدفء يتسلل إلى قلبها.رغم ما مرّت به في حياتها من عثرات وما واجهته من أشرار، إلا أن القدر لم يبخل عليها بأشخاص طيبين يمدّون لها يد العون، وهذا بحد ذاته عزاء.لقد أدركت أنها لم تكن بتلك الدرجة من الحظ العاثر، إذ إن الحظ ما زال يبتسم لها ولو قليلًا.قالت بهدوء: "حسنًا، لكنني الآن أفضل بكثير، يمكنكِ يا نانسي العودة إلى عملكِ، لم يعد هناك داعٍ لأن تظلي تعتنين بي."اعترضت نانسي بتردد: "لكن..."قاطعتها سارة بابتسامة مصممة: "الأمر محسوم، لا أريد أن أضيّع وقتكما أكثر، ثم إن هذا منزلكما الخاص بعد الزواج، كيف يمكنني البقاء فيه طويلًا؟ سأستأجر شقة صغيرة لي وحدي، ومع وجود خادمة تطهو لي الطعام سيكفيني ذلك، وبإمكاني أحيانًا النزول قليلًا للتجول."لم يشأ باسل أن يثقل عليها بالاعتراض، فأجاب على الفور: "إذن اتفقنا، سأرتب لكِ الأمر حالًا."وبما أن باسل سريع التنفيذ، فقد وجد لها في وقت قصير منزلًا مناسبًا، شقة أرضية فسيحة بحديقة صغيرة تسهّل عليها الدخول والخروج.وكانت الحديقة مزدانة بأزهار متفتحة تبهج النفس وتشرح الصدر.لم يكن لسارة متاع كثير، لذ
Read more

الفصل 780

سألت سارة بنبرة هادئة: "هل أنتَ بحاجة ماسّة إلى المال؟ أليس لديك أحد آخر في عائلتكِ؟"حكّ حسني مؤخرة رأسه وقال: "بلى، ما زالت أمي العجوز في قريتنا، ومعها بضع بقرات."سألته: "ألستَ متزوجًا؟"ابتسم بمرارة: "في عمل كهذا، من أين يتسع لي الوقت للحب والزواج؟ وإن تزوجت، فالزوجة ستظل وحيدة في بيتها تنتظر رجلًا لا يعود، لذا فضّلت ألّا أظلم أحدًا."تابعت سارة باستفسار: "أين كنت تعمل من قبل؟"تنهد قائلًا: "حياتي مليئة بالتقلبات، فقد نشأت في فقر شديد، ثم التحقت بالجيش، وبعد أن سرّحت، عملت في أماكن كثيرة، في الكازينوهات، والنوادي الليلية، والحراسة الخاصة، وحتى كبلطجي… أي عمل شاق أو متّسخ يوفر المال قد قمت به."قالت سارة: "ومن كان صاحب عملك السابق؟"لم تعد سارة اليوم تلك الفتاة البريئة الطيبة التي اعتادت الابتسام بلا حذر، بل صارت جلستها ثابتة وملامحها باردة كالماء، ومع ذلك كان يفيض من هدوئها جوّ يثير الخشية. لقد نضجت كثيرًا، ولم تعد تثق بالآخرين بسهولة.أجاب حسني بخضوع: "كان صاحب كازينو الذي كنت أعمل عنده كبلطجي لتحصيل الديون الربوية."سألتها بفضول خافت: "ألا يجلب الكازينو دخلًا جيدًا؟ لماذا تركتَ
Read more
PREV
1
...
7677787980
...
84
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status