All Chapters of سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك: Chapter 741 - Chapter 750

838 Chapters

الفصل 741

ظلّ رامي منشغلًا بأمر سارة ليلَ نهار، وبعد بحثٍ طويل توصّل أخيرًا إلى معلومة في غاية السرية.دخل مساعده يحمل زجاجة صغيرة وقال: "دكتور رامي، هذه الزجاجة قد أرسلتها السيدة ناريمان، وتريد منك أن تفحص ما بداخلها، قالت إنه طعام قطط".رفع رامي حاجبيه وهو يحدّق في الزجاجة: "طعام قطط؟ زجاجة بهذا الحجم لا تكفي حتى لوجبة قطة واحدة، أي قطة معدتها صغيرة لهذه الدرجة؟"ردّ المساعد: "ربما كان مكملًا غذائيًا أو شيئًا شبيهًا بذلك، الناس هناك لم يعرفوا بالضبط ما هو، لذلك طلبوا منك التحليل".قال رامي وهو يضع الزجاجة جانبًا: "حسنًا، اتركها هنا، سأفحصها لاحقًا، الآن عندي أمر أكثر أهمية"."حسنًا".غادر رامي مسرعًا إلى أن وصل إلى أحمد الذي بدا عليه الإرهاق والتعب، ثم قال: "سيدي الرئيس أحمد، جئت بخبر جديد، تامر وفريقه كانوا يعملون طوال الوقت على أبحاث مقاومة السرطان، وقد طوّروا بالفعل دواءً جديدًا، خلال العامين الماضيين تناوله أكثر من مائة مريض، لكن لم يجرِ سوى المرحلة الأولى من التجارب السريرية، والبيانات لا تزال قليلة".تغيّرت ملامح أحمد بحدة وهو يسأل: "ما وضع أولئك المرضى المائة؟"قال رامي: "خلال سنتين إلى
Read more

الفصل 742

الآن، سارة لا يراودها سوى بعض المقاطع المتفرقة التي تجعلها تمقت نفسها، فلو أنها تذكّرت كل الماضي دفعة واحدة، لكانت كرهت ذاتها حتى العظم.مع ذلك، لم تكن كلمات السيدة ناريمان خالية من المنطق، فمرض سارة كان قد تفاقم فجأة بسبب الأدوية، فإذا وُجدت وسيلة لوقف تأثير تلك العقاقير، فهل يمكن عندها السيطرة على انتشار خلايا السرطان ومنعها من التدهور أكثر؟ورغم أن أحمد لم يكن يرغب في ذلك، لا من قريب ولا من بعيد، فإن حرصه على حياة سارة لم يترك له أي خيار آخر.قال أخيرًا: "حسنًا، سأطلب من الأطباء إعادة التقييم، وأوكل إليكِ أمر رعاية سارة."بالفعل، استعان أحمد بالفريق الطبي الذي كان قد عمل في السابق على تطوير دواء أم.1، وبعد نقاش طويل جاءت النتائج مطابقة لما ذكرته السيدة ناريمان.رامي تقدّم بحذر وقال: "سيدي الرئيس أحمد، في الحقيقة كنتُ أرغب منذ البداية في قول هذا، إن هذا العقار الذي يسبب فقدان الذاكرة لا بد أن يكون قد أضرّ بجهاز المناعة وبعدد كبير من الحواجز الطبيعية في الجسم، ورغم أن أثره على الشخص السليم ليس خطيرًا جدًا، إلا أنه إذا التقى بالسرطان صار بمثابة شخص يشعر بالنعاس صادف وسادة، يسهّل على ال
Read more

الفصل 743

سُلِّمت سارة في اليوم نفسه إلى المستشفى لإجراء الفحوصات، فتصفّح رامي خريطة الورم وبيانات التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي واحدةً تلو الأخرى.بينما كان باسل كلما توغّل في القراءة ازدادت عقدة حاجبيه، ثم قال قال بنبرة ثقيلة: "منذ عامين كان للعلاج الكيماوي أثر طيب، أمّا هذه المرة فنتيجته شبه معدومة، والخلايا السرطانية بدأت تغزو الأنسجة المحيطة، وجسد سارة لم يعد يحتمل مزيدًا من الكيماوي، لأنّه لن يزيده إلا عبئًا يدفعه إلى الموت أسرع".كانت تلك الكلمات كأنها حكمٌ بالإعدام على سارة، فقبض أحمد على طرف قميصه خلف ظهره.وقال بصوت مبحوح: "فماذا عنها الآن؟" هزّ باسل رأسه قائلًا: "لا نعرف لماذا تتسارع وتيرة الانتشار هكذا، وإذا استمر الأمر على هذا النحو فلدى سارة شهرٌ على الأكثر، وإن ساءت الحال فربما نصف شهر".أسودّت الدنيا في عيني أحمد وكاد أن يخرّ مغمًى عليه.نصف شهر إلى شهر، وربما أقل.ربّت باسل على كتفه وقال: "لقد بذلت ما في وسعك، وما آل إليه الأمر ليس ما تمنّيناه، اقضِ ما تبقّى من الوقت بجانبها".دخلت سارة في غيبوبة، وعافت الطعام، فلم يبقَ إلا المحلول ليعين جسدها الواهن. جلس أحمد يحرسها صامت
Read more

الفصل 744

في الأصل، كانت ناريمان وياسمين ابنتي خالة، حتى أن غباؤهما في الحب كان متشابهًا كأنه موروث.قالت ياسمين وهي تمسك بمروحة صغيرة، تحركها بكسل وابتسامة ساخرة ترتسم على وجهها: "يبدو أنكِ أخيرًا شُفيتِ من عمى البصيرة، ولم تعودي تركضين وراء حجرًا مكسور وتعتبرينه جوهرة."لم تلتقيا منذ زمن، فكان حديثها صادمًا فجاءة، بل ويطعن القلب مباشرةً.لم تكن ناريمان لتستسلم بسهولة، فردّت ببرود: "لا أبلغ في إخلاص مشاعري مثلكِ، مطلّقة منذ سنوات طويلة وما زلتِ تخططين لخراب بيت غيركِ، ومع ذلك لم تحصلي على حب السيد يوسف."ضحكت ياسمين بخبث وقالت: "صحيح أنني لم أحصل عليه، لكنني على الأقل تنفّست الصعداء بعد أن رأيتُ عائلتهم تنهار، أما أنتِ يا ابنة خالتي فقد كنتِ أضعف من أن تواجهين، سلمتِ زوجكِ لامرأة أخرى، بل ومددتِ يد العون لهم ليبدؤوا من جديد، صدقيني يا عزيزتي، حتى اماكن التعبد هنا ما كانت لتُبنى من دون سخائكِ!"لم تكن ياسمين تنعم بمكانة مرموقة داخل عائلتها، فقد ولدت كأبنه غير شرعية، ولم تلقَ قبولًا بينهم، ولم تجد من يهتم بها سوى ابنة الخالة ناريمان، تلك الشابة الثرية سليلة العائلة المرموقة، ومنذ طفولتهما كانتا ع
Read more

الفصل 745

قالت ياسمين بنبرة يعلوها الفضول: "ماذا؟ ما الذي يدعوكِ لطلب هذا فجأة؟"ردّت السيدة ناريمان قائلة: "لن أُخفي عنكِ الأمر، ذاك الابن الغبي المهووس بالحب أعطى زوجته هذا الدواء، لكن ما لم يعرفه هو أنّ هذا الدواء يسرّع نموّ الخلايا السرطانية، والآن زوجته على حافة الموت، وأنتِ عملتِ على هذا الدواء لسنوات، فاعتبري طلبي هذا من باب العِشرة بيننا، وساعديني هذه المرّة."حين أنهت حديثها، اختفت ملامح الارتباك عن وجه زهرة لتحلّ مكانها برودة قاسية.فقد أدركت أنّ أمها لم تأتِ من أجلها أصلًا، بل من أجل سارة مجددًا.أنها سارة مرةً ثانية. هي التي خطفت قلب شقيقها، والآن حتى حنان الأم تُسلبه منها.غرست زهرة أصابعها في أشواك الورد حتى سال الدم دون أن تشعر.وأدركت بمرارة أنّها لم تكن تملك أي أمل، فمنذ البداية لم تحبها أمها، ولن تحبها الآن أيضًا.فهي فتاة التي لا يرغب أحدًا بها.استدارت ورحلت بصمت، فيما قطرات دمها تتساقط على الأرض.كانت ياسمين تتلاعب بمروحتها في يدها قائلة: "هذا الدواء ما زال في مرحلة البحث الداخلي، وأريد أن أعرف كيف وصل إلى ابنك؟"قالت السيدة ناريمان: "ياسمين، الأمر يتعلّق بحياة إنسان، فلا ت
Read more

الفصل 746

نظرت السيدة ناريمان إلى وجه زهرة، ذلك الوجه الذي لم يعد يحمل أي أثرٍ للحروق، وقد سمعت أنّها خضعت لعشرات المرات من عمليات الترقيع الجلدي، حتى صارت ملامحها على ما هي عليه الآن، فأصابها حزنٌ عميق.لو لم تكن قد فقدت عقلها يومًا، لما كانت قد آذت ابنتها بيديها.قالت ياسمين: "هيا ارجعي، هي الآن تعيش حياةً جيدة، تعمل في تطوير الأدوية، وهذا ما تحب أن تفعله، وجودكم بالنسبة لها ليس إلا نوعًا من الأذى".لكن السيدة ناريمان تمعّنت فيها وقالت: "دعيني فقط أراها".وكأن زهرة استشعرت شيئًا، فالتفتت نحو الزجاج حيث تقف هي وأمها، لكنها لم ترَ إلا بياضًا غامضًا.فابتسمت بسخرية، فهي تدرك أن أمها لم تحبها يومًا، فكيف يمكن أن تأتي لرؤيتها؟وفي قصر عائلة أحمد.كان محمود أول من سلّم الترياق إلى الرئيس التنفيذي أحمد قائلًا: "سيدي، هذا هو الترياق، بعد أن تتناوله السيدة ستستعيد كل ذاكرتها".أجاب أحمد بصوتٍ منخفض: "حسنًا".وقف أمام النافذة الواسعة، يضع يديه خلف ظهره، وهمس: "أظن أنّ الفجر قد اقترب، أليس كذلك؟"قال محمود: "نعم".أخذ أحمد الدواء ببطء وخرج، فقد حان وقت النهاية.كان يعلم أنه في اللحظة التي يسقي فيها سارة
Read more

الفصل 747

كانت أشعة الشمس الدافئة تتسلل من النافذة، لتغمر ملامح أحمد وهو يجلس في مواجهة الضوء.فتمنحه هالة ذهبية وديعة تخفف من صرامة قسماته الحادة، وتجعله يبدو أكثر لينًا، فيما ذرات الغبار الصغيرة ترفرف من حوله في الهواء.في تلك اللحظة، بدا وكأن الزمن قد عاد بهما إلى لحظة لقائهما الأول.غير أن بضع سنوات كانت كفيلة بأن تُغلق أبواب العودة إلى الماضي.طال الصمت بينهما ليحلّ مكان أي تحيةٍ أو سؤال، وصار أحمد يفتقد حتى الكلمات التي اعتاد أن يبدأ بها.قال أخيرًا بصوتٍ متردد: "هل عادت إليكِ الذاكرة كلها؟"أجابته سارة بهدوء: "نعم."لكن نظراتها لم تعد كما كانت، صارت أكثر صلابة وبرودًا، ثم أضافت مباشرة: "أحمد، إن كان تحمل شيءً من الضمير، فأطلق سراحي."ارتسمت على شفتيه ابتسامة مرة ممزوجة بالعجز، فقد صدق حدسه، فأول ما فعلته بعد أن استعادت ذاكرتها كان السعي للابتعاد عنه.قال بحزنٍ ظاهر: "سارة حبيبتي، أعلم أنكِ تكرهينني، وأعرف أن جسدكِ في حالة سيئة للغاية، ليس أنني لا أريد أن أترككِ، بل لا أستطيع، أعدكِ أنه حين تتحسن حالتكِ سأطلق سراحكِ، أما الآن فعليكِ أن تتعاوني مع العلاج."ضحكت سارة ببرودٍ مؤلم وقالت: "وإن
Read more

الفصل 748

عندما سمعت سمية أن سارة طلبت الطعام بنفسها، أشرق وجهها فرحًا.فخلال هذا الأسبوع كله لم يكن لديها أي شهية، ورغبتها الآن في الأكل تُعَدُّ مؤشرًا جيدًا.لكنها لم تكن تعلم أن سارة ما زالت لا ترغب في الأكل، غير أنّها من أجل البقاء لم يكن أمامها سوى أن تحشد كل قوتها.كانت تلتهم الطعام بسرعة، وسمية تنظر إليها بعين الرضا قائلة: "نعم، كُلي أكثر يا سيدتي الصغيرة، فالمناعة تزداد قوة كلما تغذيتِ جيدًا”.إلا أن سارة ما لبثت أن شعرت بالغثيان فتقيأت بعنف.وبدت معاناتها قاسية لدرجة أن قلب سمية انقبض ألمًا وقالت: "سيدتي، ما رأيك أن تستريحي قليلًا أولًا؟"ارتشفت سارة بعض الماء، هدأت قليلًا، ثم عادت لتواصل الأكل من جديد.كانت تعلم أن كثيرًا من مرضى السرطان في المراحل المتأخرة يعجزون عن ابتلاع الطعام، وكلما قلّ أكلهم ضعف جسدهم، وازداد نشاط الخلايا السرطانية شراسة.فأكلت وتقيأت، ثم أكلت مجددًا رغم الألم.إذ لم يكن في قلبها سوى إيمان واحد، يجب أن تبقى على قيد الحياة.كان أكثر ما يخشاه أحمد أن تستعيد سارة ذاكرتها فتستسلم لليأس وترفض التمسك بالحياة.لذلك حين سمع كلمات سمية ورأى بعينيه أنها ما زالت متمسكة بالب
Read more

الفصل 749

في ذلك الوقت كان السيد مصطفى يرتدي قناعًا طوال الوقت، وباعتباره الممول الخفي لمنظمة السلام والأمان، فمن الطبيعي أن هويته كانت مجهولة للغالبية، بل وربما حتى أسرته لا تعرف شيئًا عنه، لذلك لم يكن أمام سارة سوى البحث من طرقٍ جانبية لتقصي أخباره.وبالفعل، بدا الأمر كما توقعت، إذ حكّ سيف رشيد رأسه في حيرة وقال: "أيّ سلامٍ وأمان؟"ابتسمت سارة بخفة وأجابت: "لا شيء، مجرد سؤال عابر، فقط أردت أن أعرف إن كان السيد مصطفى وضعه الصحي سيئًا جدًا؟"لقد تذكّرت وجهه الشاحب قبل عامين، ومرت سنتان منذ ذلك الحين، فهل يُعقل أنه ما زال عاجزًا عن إيجاد كلية مناسبة؟ فمثل عائلةٍ ذات مكانةٍ كالعائلة السيد مصطفي رشيد، لا بدّ أنهم قادرون على توفير مصدرٍ مناسب مهما كلف الأمر.قال سيف رشيد بصوتٍ خفيض: "نعم، الوضع معقّد قليلًا، وإذا احتجتِ أي طلب يا سيدة سارة فلا تردّدي."طرحت سارة بعض الأسئلة، لكنها لم تكن على معرفة كافية بالرجل، كما أن سيف رشيد لم يكشف عن تفاصيل حالة السيد مصطفى، فأنهت المكالمة سريعًا.إن انسدّ طريق السلام والأمان، فلن يبقى أمامها سوى اللجوء إلى تامر.نظرت سارة إلى ذلك الحساب الذي ظلّ ساكنًا لوقتٍ ط
Read more

الفصل 750

قالت سارة بصوتٍ خافت: "لقد قلتَ إنك ستساعدني طالما الأمر بيدك". ثم همست في أذن باسل ببضع كلمات جعلت عينيه تمتلئان بالقلق، فسألها: "أأنتِ متأكدة أنكِ تريدين فعل هذا؟" فأجابته بابتسامة يائسة: "يا زميلي، سواء كنت حيّةً أم ميتة، عليَّ أن أغادر". قال لها باسل: "حسنًا، سأبذل قصارى جهدي".في تلك الأثناء، كان أحمد يتفحص تقرير فحص الدم الشامل لسارة من جديد، بدا الحيرة في عينيه وهو يقول: "لقد ارتفعت مؤشرات كريات الدم الحمراء والبيضاء قليلًا، والبيانات كلها تتجه نحو التحسن، فلماذا لا تزال عاجزة عن النهوض من السرير؟"هز رامي رأسه متعجبًا وقال: "هذا غير منطقي، من المفترض أن تكون السيدة قادرة على الحركة الآن".لكن باسل تكلم بصرامة وبرود: "هل تعرفان ما مدى قسوة أدوية العلاج الكيماوي؟ إنها لا تقتل الخلايا السرطانية وحدها، بل تقضي أيضًا على الخلايا السليمة، جلسة واحدة كفيلة بتدمير طاقتها الحيوية، ركبتيها رخوتان ويديها وقدماها باردتان، لم يمضِ سوى عشرين يومًا، فكونها عاجزة عن النهوض أمر طبيعي، فالضرر الذي ألحقه العلاج بالجسم لا يمكن إصلاحه في شهر أو شهرين، بل يحتاج إلى سنة أو سنتين، وهناك مرضى يعانون
Read more
PREV
1
...
7374757677
...
84
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status