كانت سارة تظن أنّ حسني سيعيد إليها شمس، لكنها انتظرت حتى حلول الليل ولم يرجع بها.تمتمت في نفسها: "لا بأس."فهي أصلًا كانت تخطط قبل رحيلها أن تترك شمس في رعاية نانسي، لأنها تعلم أن قدرها لن يكون مستقرًأ بعد، فلن تستطيع أن تربيها طويلًا.بل إنها كانت تؤمن أن حظها السيئ يجلب المتاعب لكل من حولها، فالأفضل أن يبقى الآخرون بعيدين عنها.ولهذا السبب أرادت أن تبتعد سريعًا عن باسل، فهي تخشى أن يتأثر هو أيضًا بما تحمله من تعاسة.رشيد، فاتن، شمس... كانوا أمثلة حيّة أمام عينيها.لم ترد أن ترى شخصًا آخر يتأذى بسببها.فكرت أنّ حسني، رغم وحدته، كان دائمًا ودودًا مع القطة، لذا فإن تركها في رعايته قد لا يكون خيارًا سيئًا.في ذلك اليوم، اضطرت السيدة خيرية للانصراف باكرًا بسبب أمر طارئ في منزلها.فلم يتبقَّ في البيت الكبير سوى سارة وحدها.أضاءت مصابيح الطاقة الشمسية في الحديقة تلقائيًا، وانعكست أشعتها على وجهها.أما داخل المنزل فظل غارقًا في الظلام، وجلست هي عند الفاصل بين النور والعتمة، ملامحها باردة ساكنة.كانت تتذكر كيف كانت شمس تجري كل يوم في الحديقة بنشاط لا يهدأ، أو تلهو بجرس عصا اللعب الذي كان يرن
اقرأ المزيد