مرّت الأيام بهدوء، وانقضى أسبوعان بهذا الشكل الرتيب، وسارة تبدو راضية تمامًا عن حسني، فقد كان وجوده بالكاد يُشعر به، كأنه ظلّ صامت لا يتدخل في شيء.في النهار، حين تبقى سارة داخل البيت، كان يقضي وقته في الحديقة الخارجية، فلا يخطو نحو غرفة النوم، بل حتى الصالة لم يدخلها قط.وحين تخلد إلى النوم ليلًا، يعود إلى غرفته هو، وفي الصباح التالي، حين تفتح عينيها، تجده قد سبقها إلى التمارين في ساحة الحديقة.وإذا رغبت في الخروج، تناديه ليكون برفقتها، فيدفع كرسيها المتحرك، تارةً إلى السوق لشراء حاجيات، وتارةً يتجول معها داخل الحي.كلماته قليلة جدًا، لا ينطق إلا بما هو ضروري، حتى ليخيّل لمن حوله أنه معدوم الوجود.إلى أن جاء يوم، طرق فجأة زجاج باب الصالة.فتحت سارة الباب، ونظرت إليه ببرود: "ما الأمر؟"ارتبك وجهه الجامد قليلًا وقال: "سيدتي، عثرت للتو في الخارج على قطة صغيرة، رأيتها مسكينة، فهل نحتفظ بها؟"وضعت سارة الكتاب من يدها وحدقت فيه بدهشة: "قطة؟"كان يخفي شيئًا خلف ظهره، وما لبث أن أخرجه بتردد، كانت يداه كبيرتين خشنتين، بينما القطة التي احتضنها أصغر من أن تملأ كفّه.كانت قطة بيضاء صغيرة، بالكاد
اقرأ المزيد