كانوا على وشك دخول منطقة بحر الشيطان، ففكّر حسني أنه قد حان الوقت للتخلّص من ذلك الشخص الدخيل.في مثل هذا التوقيت، كان واثقًا أن خصمه سيظل مُختبًأ داخل المخزن.كان قد سأل مسبقًا وتأكد أنّ المكان لا يحتوي سوى على بعض الأدوات، ولا يزوره أحد طوال شهور.دفع الباب فانبعثت رائحة كريهة في وجهه.امتزجت رائحة العفن بعبق الدماء.كان الليل قد حل، واليوم سماؤه ملبّدة بالأمطار، البحر كلّه مغطّى بظلال سوداء، ولذلك كانت هذه الغرفة السفلية غارقة في الظلام.فيما عدا صوت الأمواج تضرب بجسد السفينة بقوة، ساد الغرفة صمتٌ مخيف.تقدّم حسني خطوة بعد خطوة نحو الداخل، وإحساسه الغريزي ينبّهه أنّ الرجل يختبئ في هذه اللحظة داخل الغرفة.كأفعى سامّة تلتف في الظلال، تنتظر اللحظة المناسبة لتغرز أنيابها.ازدادت السماء قتامة، واشتدّت الرياح البحرية، مع أن النوافذ والأبواب كانت موصدة، إلا أن سارة لم تفهم من أين تسللت رياح باردة أربكت قلبها.رفعت رأسها تنظر عبر النافذة، فإذا بالريح تقوى، حاملةً الأمواج التي تثور وتعلو.بدأوا اليوم يدخلون منطقة بحر الشيطان، هذا البحر يختلف عن المياه الهادئة السابقة، كأنه شيطان غضوب، يفتح ف
اقرأ المزيد