في تلك اللحظة، دوى صوت طرقات خفيفة على الباب، ذلك الصوت الضعيف كان كمن سكب دلواً من الماء البارد فوق جسد أحمد.فكَّ أحمد ذراعيه عن سارة على عجل، ما الذي كان يفعله؟ كيف سمح لنفسه أن يستغل نوم سارة ليقوم بأمر كهذا!لو أنها استيقظت في هذه اللحظة، لما استطاع أن يبرّر موقفه حتى لو غاص في أعماق البحر.أسرع أحمد نحو الباب، وعلى وجهه الوسيم ارتسمت لمحة توتر، وقال بصوت منخفض: “ماذا هناك؟"كان خالد يفرك عينيه بتعب، أهو مجرد وهم، أم أنّ وجه أحمد بدا وكأنه محمرّ؟قال خالد مترددًا: "هذا... الدواء الخافض للحرارة الذي طلب الطبيب مني إحضاره، يمكن إعطاؤه للسيدة سارة."أخذ أحمد العلبة بصمت وأجاب: “حسنًا... هل تم العثور على الرجل؟"ردّ خالد: "الليل قاسٍ في البحر الآن، والرياح والأمواج عاتية، الطائرة المسيَّرة لم نستطع التحكّم بها، ولم يُعثر على أثره بعد، لكن اطمئن، فهو يحمل الصغير معه، فلا يمكن أن يذهب بعيدًا."قال أحمد: "حسنًا، ما أن يظهر أي خبر، أخبرني فورًا."أجاب خالد: "حسنًا يا سيدي."ثم أغلق أحمد الباب وعاد إلى جوار سارة، لكنها لم تُبدِ أي إشارة للاستيقاظ، فوضع يده على جبينها، فإذا بحرارتها لم تهدأ
اقرأ المزيد