ما هي إلّا لحظات حتى اندفع خالد وسط زخّات الرصاص، وما إن رأى ذلك المشهد المروّع حتى ارتبك وصاح: "أيها الرئيس أحمد!"كان أحمد يتصبّب عرقًا من شدّة الألم، وكان شاحب الوجه، متيبّس الشفاه، ومع ذلك قال بصوت متهدّج: "أنقِذ سارة أولًا."باب المقعد الأمامي من جهة الراكب كان محشورًا بالجدار، وعلى اليسار شاحنة ضخمة تسدّ الطريق.لم يجد خالد بُدًّا سوى أن يتسلّل عبر فتحة الزجاج الأمامي المهشَّم، يزحف قليلًا قليلًا إلى الداخل، وهو يلهث: "سيدي أحمد، اصبر قليلًا."كانت أصابع سارة المرتجفة تلامس وجه أحمد، بينما الدموع الغزيرة تنهمر منها كحبات المطر.أما هو فابتسم لها بضعف وقال: "يا سارة، لقد صدقتِ، يبدو أنّ هذه الحياة ليست لي، بل هي دينٌ سأرده إليكِ."تابع بصوت مبحوح: "أنا لا أخشى الموت، إنما أخشى أن أرحل فلا أجد من يحميكِ ويحمي أطفالنا... سامحيني، عجزتُ أن أكون زوجًا صالحًا، ولا أبًا كما ينبغي... جعلتُكِ تتجرّعين الألم وتتحمّلين الجراح... آه..."وقبل أن يُتمّ كلماته، دوّى سعال حادّ، فاندفع الدم من زاوية فمه.رغم أنه على حافة الموت، لم يزل فكره مشغولًا بسارة وحدها.تمتم وهو يمدّ يده الملطّخة بالدماء إ
Read more