Tous les chapitres de : Chapitre 911 - Chapitre 920

926

الفصل 911

سارة كانت تتعلّم بجدّ من الممرضة خطوات تبديل الضماد، انتظرت حتى لم يبقَ في الغرفة سوى شخصين.عندها فقط انفجرت غاضبة: "زوجتك؟"قال أحمد: "لو لم أنادِكِ هكذا، لظلت تلاحقني بلا توقف."ردّت سارة ببرود: "يبدو أن الرئيس أحمد تحيط به الكثير من العلاقات النسائية."ثم رفعت الغطاء لتكشف عن ظهره الملفوف بالضمادات.فسّر أحمد قائلاً: "سارة حبيبتي، هي لم تبدّل لي الضماد إلا مرة واحدة، وكانت على الذراع فقط، لا أكثر."قالت سارة ببرود: "نحن مطلّقان، ما تفعله معك لا شأن لي به، ولا أريد التدخل."كانت تقصّ الضماد وهي تتحدث، بحذر شديد كي لا تمسّ الجرح.قال أحمد متنهدًا: "سارة حبيبتي، من البداية وحتى الآن، لم يلمس جسدي أحد غيركِ، لم تكن هناك أي امرأة أخرى."كانت سارة تريد أن تسخر منه، لكن الجروح تحت الضماد انكشفت فجأة أمام عينيها.لقد توقّعت منذ الليلة الماضية أن يكون الأمر خطيرًا، لكن التوقّع شيء، ورؤيته بالعين شيء آخر.لم يبقَ في ظهره قطعة جلد سليمة تقريبًا.شعرت سارة بوخزة ألم في قلبها.كان أحمد مستلقيًا على بطنه، لا يرى وجهها، ولا يعرف ما يدور في خاطرها.قال أحمد: "سارة حبيبتي، أظن أنّه من الضروري أن أش
Read More

الفصل 912

قالت سارة بارتباك شديد: "أعد الشرح بوضوح أكثر، إنني لا أفهم."قال أحمد: "الأمر وما فيه هو أن سالم نشأ معي وتدرّب بجانبي، ولأن ملامحه تشبهني، كان أحد بدائل شخصيتي، خضنا معًا الكثير من المعارك، لكنه ارتكب أكبر خطأ حين أحبّ صفاء، ثم بعد أن حملت منه، تلقّى عني ضربة قاتلة في إحدى المهمات، وقبل موته، لم يطمئن قلبه على صفاء، فطلب مني أن أعتني بها وبالطفلة."أردف قائلًا: "بدافع امتناني لسالم، استجبتُ لكل طلبات صفاء، وصادف ذلك أنني كنت أسيء الظنّ بعائلتكِ وبأختي، تداخل الأمران معًا، فأخذتُ أنتقم من عائلتكِ من ناحية، وأهتم بها في فترة حملها من ناحية أخرى، مما جعلكِ تظنين أنني قد ملت عنها إليكِ، وعندما واجهتني بالسؤال، لم أقدّم لكِ أي تفسير."تابع: "صفاء أصرّت، قائلة إنها لا تريد أن يولد طفلها في كنف عائلة بلا أب، وظلّت ترجوني أن أمنحها بيتًا."شعرت سارة بمرارة في قلبها وقالت: "ولهذا أعطيتها ما أرادت؟"قال أحمد: "هي وضعت حياتي في كفّة، ووصية سالم في الأخرى، فاضطررت أن أوافق، ولم يكن أمامي سوى أن أطلب الطلاق منكِ، لكن لاحقًا اكتشفت أنّ أطماعها لم تتوقف عند هذا الحد، المستشفى، الفساتين، ومنزل لؤلؤة
Read More

الفصل 913

كانت تلك دموع الفرح التي انهمرت من عيني سارة، إذ غمرها السرور والانفعال حتى عجزت عن إيجاد الكلمات المناسبة، وكل ما كان يدور في ذهنها هو ملامح وجه فارس البريئة اللطيفة.لقد كانت حقًا حمقاء، فلو عرفت منذ البداية، لكانت أمضت وقتًا أطول مع ذلك الطفل.قال أحمد: "حبيبتي سارة، لا تبكِ، فأنا أعلم أن الخطأ كلّه خطئي أنا."رفعت سارة يدها وضربته بخفة على كتفه قائلة: "بالطبع هو خطؤك."ومع أنها تجنبت موضع جرحه، إلا أن الحركة أثارت الألم، فقبض أحمد على أسنانه متألمًا.لقد حلمت غير مرة من قبل، لو أنّ فارس كان ابنها، كم كان ذلك سيكون رائعًا، أما الآن فالأمر لم يعد مجرد حلم، بل صار واقعًا، ففارس حقًا ابنها.شعرت سارة أن السعادة هبطت عليها بسرعة تفوق ما توقعت، وأدركت أن صبرها الطويل لم يكن عبثًا.وأخيرًا، تجلّى القمر بعد انقشاع الغيوم.قال أحمد: "لقد تنازلت مرارًا وتكرارًا مراعاةً لسالم، لكن صفاء ما فتئت تتجاوز الحدود وتثير المتاعب، لقد استنزفت كل ما لها من جميلٍ في عنق سالم، ولهذا أنهيت خطبتي بها، وما أستطيع فعله من أجلها الآن لا يتعدى أن أتركها تعيش بقية حياتها بسلام، وما عدا ذلك فلا شيء."كانت سارة ت
Read More

الفصل 914

كانت الباروكة التي ترتديها سارة قد فسد شكلها بين يدي أحمد وهو يعبث بها مبتسمًا: "ما زال شعركِ الحقيقي أجمل، ناعمٌ وعاطر."قالت بضجر: " أنت مزعج." ثم أصدرت همهمة وهي تمضي خلفه لتضع الدواء على جرحه، وبعدها أعادت لفّه وربطه بعناية.ساورها شعور قوي أن أحمد يخطط لأمر جلل، ولهذا أراد منها أن تغادر بسرعة.لقد انفصلا، ولم يعد ملزمًا بأن يخبرها بما ينوي فعله.صحيح أن الطفل نجا، لكن الجراح التي تركها في نفسها كانت حقيقية أيضًا.لقد جازى دَينًا في عنقه بأن ألقى بآلامه فوق كتفيها، وذلك في جوهره ظلم كبير لها.لن يعيد وجود هذا الطفل العلاقة بينهما، فالرابط الوحيد الباقي لم يعد سوى كونهما والدين له.بقاؤها سبعة أيام إلى جانبه للعناية به ما هو إلا سداد لجميل إنقاذه حياتها في تلك المرة.ومن الآن فصاعدًا، كلٌّ يسلك طريقه الخاص، أما سارة فقد حسمت أمرها بالطريق الذي تريد أن تمضي فيه.الأيام التالية كانت أشبه بأكثر اللحظات هدوءًا بينهما منذ سنوات، لا صراع فيها ولا جراح قاسية.هي تولّت رعايته بعناية وصبر، فلم تغفل عن مأكله ومشربه ولا عن تفاصيل يومه.ولم تعرف سارة ما الذي أوكله أحمد خفية إلى خالد ومحمود، إذ
Read More

الفصل 915

لم يرفع أحمد رأسه حتى، واحد يطعم وآخر يأكل، كأن ثقته بسارة مطلقة لا تقبل شكًّا.تصرفه هذا كان بمثابة صفعة قوية على وجه ندى.شعرت ندى وكأنها صارت أضحوكة.انسجامهما بدا واضحًا، وحين غاصت أسنانه في بعض الثمار الغنية بالعصير، انزلقت بضع قطرات من فمه على جانب شفتيه.سارعت سارة تمسح فمه بالمنديل برفق.بعد أن فرغا من الفاكهة، جلست سارة صامتة إلى جواره، تنتظر حتى أنهى القراءة قبل أن تقول: "إن كان الوقت مناسبًا يمكننا تبديل الضماد الآن."أجاب بصوت منخفض: "حسنًا."مضت سارة إلى الحمام، وعادت تحمل ماءً دافئًا ومنشفة ساخنة، ثم التفتت نحو ندى قائلة: "آنسة ندى، حان وقت تبديل الضماد."قالت ندى بحدة: "هو رجل، أيخشى أن يراه أحد؟"اشتعل قلبها نارًا، فالتفاح الذي قشّرته لم يأكله، أما ذلك الذي قطعته تلك المرأة الثعلبة فقد التهمه كله.لم تفهم ما السحر الذي بثّته سارة في قلبه.قال أحمد بهدوء قاطع: "باستثناء زوجتي، لا أحتمل وجود أحد آخر."اغرورقت عينا ندى بالدموع وقالت بانكسار: "لكن يا أحمد، لقد طلقتم منذ زمن!"مدّ أحمد يده، وجذب يد سارة إليه قائلًا: "لكنني ما زلت أرغب في العودة إليها، غير أن سارة حبيبتي لا ت
Read More

الفصل 916

عندها فقط تذكرت سارة أن أحمد لم يستحم منذ ثلاثة أيام، وفي العادة كانت تكتفي بمسح يديه وقدميه بالمنشفة، أما أكثر من ذلك فلم يكن.وهو في بيته رجل لا يمرّ عليه يوم دون استحمام، فكيف وقد ظلّ محروماً من ذلك طوال هذه المدة، لا شك أنه يعاني كثيرًا.إنها حاجة طبيعية، ولا عيب فيها.قالت له: "سأتصل بخالد ليأتي ويمسح لك جسدك، فظهرك لا يجوز أن يلامسه الماء."أجاب بهدوء: "حسنًا."رفعت سارة الهاتف، وبدا صوت خالد على الطرف الآخر منشغلًا للغاية، حتى أن الضجيج في المكان كان شديدًا.قال معتذرًا: "سيدتي، عذرًا، أنا وأخي مشغولان جدًا هذه الأيام، أخشى أننا لن نتمكن من الحضور في اليومين القادمين، وإن احتجتِ شيئًا فأخبري الممرضات، فهنّ سيقمن بكل ما تحتاجينه."وقد أوصل كلامه إلى هذا الحد، فلم يكن أمام سارة إلا أن تصمت دون إلحاح.أغلقت الهاتف وقالت: "سأبحث لك عن ممرضتين ليدخلن ويساعدنك."لكن معصمها شُد فجأة، وجذبها أحمد بقوة نحوه حتى كادت تسقط، فاضطرت أن تسند يديها إلى حافة السرير.وبهذه المسافة القريبة، أبصر أحمد بوضوح قطرات ماء صغيرة تنحدر من عنقها إلى الأعماق الخفية من جسدها.لحس شفتيه بخفة، وقال بملامح جاد
Read More

الفصل 917

كان وجه سارة قد احمرّ تمامًا، حتى بدا كتفاحة ناضجة متلألئة.مع أنهما في الماضي عبرا حدودًا أعمق من ذلك بكثير، إلا أنها لم يسبق لها أن نزعت سرواله بيدها، والأسوأ أن بينهما الآن طلاقًا يفرّق.أما أحمد فقد بدا في غاية الهدوء، ينتظرها دون استعجال.لم يُدرَ ما الذي قالته سارة لنفسها لتقنع قلبها، لكنها بعد أن التقطت نفسًا عميقًا بدأت أصابعها تتحرك.أغمضت عينيها وهي تسحب سرواله، ثم استدارت بسرعة لتعدّل درجة حرارة الماء.وحين التفتت من جديد، كان أحمد قد جلس، ساقاه متباعدتان قليلًا، وعضلات جسده مرسومة بوضوح حدّ الجنون، منظرٌ يفتن أي امرأة.غير أن أحمد كان مستقيم الظهر، جالسًا في وقار، وملامحه الوسيمة جادة حدّ المبالغة، كأن مجرد التفكير بهكذا اتجاه هو إساءة بحقه.قال بهدوء: "حبيبتي سارة، لقد أتعبتُك."لم تجد سارة ما تقوله، فالمكان وإن كان مهيأً جيدًا، إلا أنه لا يشبه بيتها المليء بأدوات الاستحمام المريحة، فبللت صدره بالماء، وعصرت شيئًا من الصابون في راحتها، وبدأت تمرره ببطء على جلده.كانت قد استراحت خلال العامين الأخيرين، حتى اختفت قساوة كفّيها، وغدت ناعمة طرية، وكلما انزلقت على جسد أحمد اشتعلت
Read More

الفصل 918

خفضت سارة رأسها فجأة، فرأت حركتها الآن، ولو لم يكن أحمد قد أمسك بيدها، لكانت قد مالت عليه تمامًا.بعد فركها الشديد منذ لحظات، صار شكل حافة سرواله الداخلي الداكن بارزًا بوضوح.سارعت سارة إلى سحب يدها من كفه، كانت ردة فعلها سريعة للغاية، وحين أفلتت، سقطت على الأرض بمؤخرتها، وقالت متألمة: "آه!"ارتبك أحمد واقترب مسرعًا ليجذبها: "سارة حبيبتي، هل أنتِ بخير؟"كانت الأرض مغطاة بالفقاعات التي صنعتها سارة، وفي عجلة من أمره انزلق هو أيضًا."آه!"ارتطم الاثنان بقوة، فوقع أحمد فوق سارة.بات كل منهما يشعر بوضوح بملامح جسد الآخر.كادت سارة تجن، مثل هذا الموقف حتى الروايات لا تجرؤ أن تكتبه بمثل هذه المصادفة!كان أول خاطر لها هو جراحه: "كيف حالك؟ هل انفكت الغرز؟"جرّ هذا الارتطام القوي ألمًا شديدًا في ظهر أحمد، اجتاحه حتى كاد يعصف به.لكنه تمالك نفسه وقال: "لا بأس، دعيني ألتقط أنفاسي قليلًا."لم تجرؤ سارة على أن تدعه يستخدم ذراعيه خشية أن يشد على الجرح، فاستسلمت لتتركه مسندًا عليها.لكن ما إن أسند جسده، حتى أدركت سارة بوضوح أنه بدأ يستجيب.احمرّ وجهها وهي تصرخ: "أحمد، أيها الوغد!"تنهد أحمد بوجه ملؤه
Read More

الفصل 919

كان صوته المليء بالرجاء حزينًا إلى حد بعيد، رفعت سارة رأسها لتقع عيناها على نظراته المبللة، كأنها عينا جروٍ صغير تُرك وحيدًا.أهذا حقًا هو أحمد الذي تعرفه؟ أم أن روح كلب ما حلت مكانه؟قالت سارة بجفاف: "كيف أساعدك؟"أشار أحمد بأصبعه على راحتها، فاشتعل وجه سارة حُمرة حتى كاد ينفجر دمها.سارعت تنفي ثلاث مرات متتالية: "لا، لا يجوز، أنا أرفض، لا تفكر حتى بالأمر."قال بثبات: "إذن دعي الأمر هكذا، لا تتحركي، أنا سأتولى الأمر." اتسعت عينا سارة من الدهشة، لم يخطر ببالها أن أحمد سيتفوه بمثل هذا الكلام.قال مطمئنًا: "حبيبتي سارة، اطمئني، لن ألمسكِ حقًا، هكذا فقط يكفيني."كانت ترتدي سروالًا حريريًا خفيفًا ملاصقًا للبشرة، فشعرت بكل شيء بوضوح.وصوت أنفاس أحمد المكبوتة يتردد عند أذنها، حتى كادت سارة تموت خجلًا.رفعت ظهر يدها لتغطي عينيها، وهي تلعن بصوت مرتجف: "أحمد، أنت رجل سيئ حتى النخاع."ابتسم بخفة: "نعم، أنا سيئ، فماذا ستفعلين؟ لقد أحبكِ هذا الرجل السيئ، ولن يترككِ ما عاش."قال بصوت مبحوح: "حتى إن لم تكوني معي، دعيني أحبكِ على هذا النحو، إلى آخر العمر."خفق قلب سارة بقوة، واحمر وجهها: "كفى، أيها
Read More

الفصل 920

وضع أحمد سارة على السرير، ثم استدار متجهًا نحو الأريكة.كانت الأريكة مخصصة لشخصين فقط، أما طوله الذي يقارب المتر وتسعين سنتيمترًا، فقد جعل ساقيه الطويلتين ممتدتين إلى الخارج.تنفست سارة بعمق، وكادت أن تنفجر غضبًا في تلك اللحظة، وقالت: "يا أحمد، أأنت مصرّ على إغاظتي؟"ابتسم قائلاً: "حبيبتي سارة، لا بأس، الأريكة مريحة جدًّا، انظري إليّ، هكذا مستلقٍ، الأمر جيد."صرخت بحدة: "تعال إلى السرير حالًا!"وبعد صرختها الغاضبة، عاد أحمد مطيعًا إلى جانبها.كانت طريقة تعاملهما معًا غريبة وغير مسبوقة، لكنها مع ذلك بدت متناغمة على نحو يصعب تفسيره.تمدّدت سارة داخل اللحاف السميك كالجثة الهامدة، بينما جلس أحمد يقظًا لا ينام، وعيناه معلقتان بها كظلٍّ مخيف في منتصف الليل.في أكثر من ليلة، استفاقت لترى عينيه تحدّقان بها على هذا النحو، وكادت أن تموت رعبًا.قالت بغيظ: "أيها الوغد، ألا تستطيع أن تنام؟"أجاب بصوت مبحوح: "ظهري يؤلمني، لا أستطيع النوم، نامي أنتِ، وسأبقى أحرسكِ."لكنها تساءلت في سرها، من منهما كان يحرس الآخر حقًّا؟شعرت بالضيق حتى كادت أن تختنق.استدارت بظهرها نحوه، فما كان منه إلا أن ثبت بصره على
Read More
Dernier
1
...
888990919293
Scanner le code pour lire sur l'application
DMCA.com Protection Status