قال جلال بهدوء: "انظري إلى الأمام، ماذا ترَين؟"خطت سارة بضع خطوات حتى وصلت إلى حافة الجرف، وبعد أن تجاوزت الأشجار، انكشف أمامها مشهد الجبال المترامية، والقمم المغطاة بالثلوج المتواصلة بلا نهاية، فتجلّى المشهد عظيمًا مهيبًا.همست: "الحرية."قال: "نعم، إذا عبرتِ هذه الهوة، فإن ما ينتظرك هناك هو الحرية."لكن بعد أن منعها أحمد مرات عديدة، لم تعد سارة تملك الشجاعة.كانت تخشى، تخشى أن تقع أسيرة من جديد وتُلقى في ظلام لا قرار له.سألها جلال: "هل ما زلتِ متعلّقة به؟"هزّت رأسها: "لا... إنني فقط... خائفة."قال: "خائفة من ماذا؟"قالت بصوت مرتجف: "أخاف أن أفشل فأجرّك معي، أخاف أن يجرّني المستقبل إلى مجهول مظلم، كلما أغمضت عيني أرى موت فاتن."قال جلال بنبرة رقيقة: "لا شيء يستحق الخوف، أقسى ما في الطريق قد اجتزتِه، والإنسان لا ينبغي أن يظل أسير الحاضر، إلا إذا كان راضيًا بأن يعيش ما مضى من بؤس."قالت سارة بعزم: "لا، لا أريد ذلك، أريد أن أتغير، أن أصبح أقوى، وأن أُثأر لفاتن."مدّت كفها لتلتقط ندفة ثلج، وما إن استقرت في راحة يدها حتى ذابت وتحولت إلى قطرة ماء باردة.كانت تلك الندفة تعرف أنّ مصيرها ال
Read more