تغيّر وجه سمير عندما رأى هذا المشهد، ولم يَدرِ ما الذي اقترفه.أسرعت نور إلى ضمّهم معًا، واستطردت تُطمئنهم: "حسنًا حسنًا، العمّ ليس الذئب الشرير، العمّ رجل طيب، ألم يُحضر لكم المؤن للتو؟ لا تخافوا، فالأطفال الذين يبكون ليسوا رائعين على الإطلاق!"مسح الأطفال دموعهم، وقالوا وسط بكائهم: "يجب ألّا نبكي، نحن أشجع الأطفال، لا يجوز أن نبكي!"لكن ما إن رأوا سمير حتى تجهمت وجوههم، حاولوا حبس دموعهم لكن الخوف تمكّن منهم.ألقى سمير بنظراته نحو نور، إنها رقيقةٌ للغاية في تعاملها مع الأطفال، حتى بدت كالماء في نعومتها.سعل مرتين بلا وعي، ثم اقترب من الصغار.لكن الخوف ما زال يسكنهم، فتراجعوا جميعًا إلى خلفها.اسودّ وجه سمير، إذ لم يتوقع أن هؤلاء الصغار يُصابون بالفزع بهذه السهولة، وكأنهم رأوا شبحًا."ادخلوا بسرعة، وإلّا دخل الذئب الشرير من الخارج!"وما إن سمع الأطفال حتى أسرعوا إلى الداخل.ولحقت بهم نور.أبصرهم سمير مبتعدين، ولم يُدرِ أهو شعور حسن أم سيئ، لكنه شعر أن نور تتحرّر من قيودها وهي تتعامل معهم، تفيض لطفًا وسعادة.كما لو أنه رأى وجهها الآخر، وجهًا تزهو فيه ابتسامة صافية من القلب.التفت سمير
Baca selengkapnya