حتى إنّها خدَّرته.لم يطلب منها سوى أن تُجهض الطفل، ومع ذلك رفضت!تريد إنجاب طفل رجلٍ آخر.كيف تجرؤ!وكيف تجرؤ أن تقول له مثل هذا الكلام!أفلت يديها أخيرًا، لم يجبرها أكثر، لكن نظرته بردت، مفعمة بخيبة الأمل: "ستندمين يا نور!" كلماتٌ حاسمة لا تحتمل النقاش.ثم رحل، غير عابئٍ بنظراتها الحزينة. تلك النظرات التي تلمع بالدموع، انزلقت دمعة من عينيها، ومعها عنادها الذي يرفض الانكسار أمامه.غادر سمير دون تردّد، لم يلتفت، حتى توارى عن ناظريها.جثت نور ببطء، تتأمل يدها التي احمرّت من شدّة قبضته، أحكمت قبضتها، وأسدلت عينيها المثقلتين بمرارةٍ لا توصف.هي وحيدة.لكن هذه الوحدة لم تكن ما أرادتها منذ البداية. بل جاءت بعد سنواتٍ من الخيبات، حتى رأت في الانعزال راحة، وفي إنهاء هذا الزواج خلاصًا.كانت تظن أن أيامها ستغدو أسهل، أكثر حرية، بدون حبٍ بلا جدوى، لكن سمير ظهر أمامها مجددًا.ليُرجعها إلى تلك الأيام الصعبة.نعم، لم تعد تريد حياةً تتأرجح فيها بين الجليد والنار.كان اختيارها صحيحًا. ولن تندم.مسحت دموعًا لم يكن لها أن تُذرف، وقفت، وحشدت ما تبقى من قوتها لترسم ابتسامةً واهية.حياتها لن تسوء، بل
Baca selengkapnya