الرجال كلُّهم هكذا، لا بدّ أن تراودهم نزعةٌ إلى التمرّد، فما يختاره لهم الآخرون يعرضون عنه.لكنّه الآن غيّر رأيه.أولى سمير اهتمامًا شديدًا بنور!قال سمير بصوتٍ جليديّ: "مستحيل أن يكون السبب الثاني! قلبها متعلّقٌ بغيري، بل صار لها طفل!"صُعق عوَّاد لوهلة.طفل؟ هذا مستحيل."أأنت واثق؟" سأل ثانيةً.أجاب سمير بنبرةٍ منخفضة: "هل كنت سأقول لك شيئًا إن لم أكن واثقًا؟"تردّد عوَّاد قليلًا ثم عاد يسأل: "أأنت متأكد أنّ الطفل ليس ابنك؟"لم يسمع يومًا أنّ نور تربطها علاقة وثيقة برجلٍ آخر.أكّد سمير بحزم: "لم يحدث بيني وبين نور أي علاقة!"استنتج عوَّاد وهو يضحك: "والله لا أعجب بأحدٍ إلّا بك! زوجةٌ صغيرة جميلة إلى هذا الحدّ إلى جانبك، وتستطيع أن تتحكَّم بنفسك! إن لم تُخنك وأنت بهذا الشكل، فمن ستخون؟"اسودّ وجه سمير وقال: "اغرب عن وجهي!"وأغلق الهاتف مباشرةً. لئلّا يزيده غيظًا.أنهى سيجارته الأخيرة، لكنه لم يطفئها.رمى نظرةً من خلال نافذة السيارة نحو الطابق حيث تسكن نور، أنوارها لم تنطفئ بعد، كانت تبكي للتو حين دخلت غرفتها.اشتدّ اضطراب سمير، كأنّ أسرابًا من النمل تنهش صدره، فلا سبيل إلى الهدوء.ع
Read more