بمجرد أن سمع الصوت، عقد سمير حاجبيه لا إراديًا؛ فكيفما أصغى، أحسّ في كلماتها سخريةً لاذعة. كما أنّه حين حدّق في نور الجالسة أمامه، شعر بأنها بعيدةٌ عنه، كأنّ المسافة الفاصلة بينهما، رغم صِغَر المائدة، اتسعت حتى صارت فراغًا موحشًا. فخاطبها بصوت متهدّج: "نور، اقتربي واجلسي إلى جانبي".لم ترفض، بل حرّكت كرسيها وجلست قربه، ثم ناولته بعض الطعام قائلة: "لماذا لم تأكل طوال هذا الوقت؟ أترى أنّ طعامي غير لذيذ؟"نظر إلى الطعام الموجود في طبقه، ورفع عينيه إليها، وبعد لحظة صمت، أمسك عيدان الطعام وقال: "ألم أقل لك قبل أن تطبخي إنّ كل ما تصنعينه سآكله بلا تردّد؟"تناول ما وضعته في طبقه، تذوّقه ثم أومأ برأسه إقرارًا: "جيّد... لديكِ موهبة في الطهو!"زاد من نفس الطبق لقمتين. فابتسمت هي وقد اضطربت مشاعرها لرؤيته يستطيب الطعام: "حقًّا؟ دعني أتذوّق، هل هو بمثل ما تصف؟"التقطت لقمةً من طبق آخر وعلّقت: "لا بأس به، لكنه ليس بمستوى ما تطبخه الخادمة".ضحك سمير بخفة وأخذ يلتقط الطعام بلا توقّف، كأنّه لم يذق طعامًا منذ زمن، وقال: "بل أراه أشهى".رأته يمدح طهوها دون تحفظ، ولا ينتقد أي شيءٍ فيه.فشعرت لوهلة بأنهم
Baca selengkapnya