"اخرس!" قالت نور بغضبٍ جارف: "كيف تستطيع أن تتفوه بمثل هذا الكلام؟ لقد أخطأت في نظرتي إليك!"لم يُحوِّل سمير رأسه ليتفادى الصفعة، بل تلقاها بجمود.احمرّ خدّه، وانفرجت شفتاه عن ابتسامةٍ باردة شرسة، قبل أن يعود بنظره إليها.ازداد الجليد عمقًا في عينيه، وضحك بسخرية قائلًا: "إن كان هذا كفيلًا بأن يجعلك تيأسين مني، فليكن... فلستُ أنا الرجل الصالح لك!"ارتجفت نور، وانقبض قلبها من شدّة الحزن.لم تصادف في حياتها رجلًا أكثر قسوةً منه."إن كان هدفك من كل هذا أن تُرغمني على التوقيع، فقد نجحت! هذا الزواج لستَ أنت وحدك من يريد إنهاءه... بل أنا أيضًا!" أمسكت بالقلم، وقّعت اسمها بلا تردّد على أوراق الطلاق، ثم دفعتها نحوه بعنف قائلة: "اخرج! فورًا! اغرب عن بيتي!"لم يتغيّر وجه سمير، وكأن غضبها لم يلامسه.أما المحامي فسارع إلى التقاط الأوراق كمن يُنقذ كنزًا ثمينًا.قال المحامي لسمير: "سيد سمير، لقد تم الأمر".أومأ ببرودٍ، ونهض واقفًا، جمّد ملامحه القاسية، ومضى بخطوات واسعة خارج الفيلا دون أن يلتفت إليها.حين غادروا، انهارت نور على الأريكة، تنهَج بتعبٍ وقد استنزفت كل طاقتها.قبضت بيديها حين رأت ظهره يبتع
اقرأ المزيد