إن لم ترد نُور الزواج، فيمكنها ألا تتزوج. لكن، مهما يكن، كانت سوسن تتمنى من نُور أن تحيا حياةً كريمة وسعيدة.فإن قدّر لها أن تبقى وحدها، بلا أطفال، فلتتبنَّ طفلًا.وإن لم تكن ترغب في الأطفال أصلًا، فلا بأس.تأثرت نُور من كلامهما، رغم أنها لا يجمعها بهما دمٌ ولا نسب، إلا أنهما كانا أعظم والدين في هذا العالم، هم اللذان منحاها بيتًا.وفي أحلك فترات حياتها، كانا هما من أمسكا بيديها وقاداها، خطوةً خطوة، نحو الضوء.اغرورقت عيناها بالدموع، لكنها ابتسمت لهما قائلة: "أبي، أمي، لقد اتخذت قراري. سمير مات وهو مخلص لعمله، وما لم يستطع إتمامه بيديه سأُكمله أنا بطريقةٍ أخرى. إن متُّ هناك، فسيكون موتي من أجل الوطن، من أجل الفقراء والمظلومين. عندها، ستكون ميتة مشرفة".كانت نُور قد حسمت أمرها تمامًا، ففي الليلة التي عادت فيها، أرسلت طلب الالتحاق عبر الحاسوب، وبفضل خبرتها السابقة، وصلها الرد سريعًا.كان أمامها ثلاثة أيام لترتيب شؤون من حولها قبل أن تشرع في رحلتها إلى سرابيوم.لم يتكلم محمود، بينما لم تستطع سوسن أن تكبح دموعها.وأخيرًا، رضخ محمود وقال بصوتٍ مبحوح: "الطائر الصغير حين يكبر، لا بدّ أن يبسط ج
Read more