All Chapters of إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها: Chapter 921 - Chapter 930

953 Chapters

الفصل921

إن لم ترد نُور الزواج، فيمكنها ألا تتزوج. لكن، مهما يكن، كانت سوسن تتمنى من نُور أن تحيا حياةً كريمة وسعيدة.فإن قدّر لها أن تبقى وحدها، بلا أطفال، فلتتبنَّ طفلًا.وإن لم تكن ترغب في الأطفال أصلًا، فلا بأس.تأثرت نُور من كلامهما، رغم أنها لا يجمعها بهما دمٌ ولا نسب، إلا أنهما كانا أعظم والدين في هذا العالم، هم اللذان منحاها بيتًا.وفي أحلك فترات حياتها، كانا هما من أمسكا بيديها وقاداها، خطوةً خطوة، نحو الضوء.اغرورقت عيناها بالدموع، لكنها ابتسمت لهما قائلة: "أبي، أمي، لقد اتخذت قراري. سمير مات وهو مخلص لعمله، وما لم يستطع إتمامه بيديه سأُكمله أنا بطريقةٍ أخرى. إن متُّ هناك، فسيكون موتي من أجل الوطن، من أجل الفقراء والمظلومين. عندها، ستكون ميتة مشرفة".كانت نُور قد حسمت أمرها تمامًا، ففي الليلة التي عادت فيها، أرسلت طلب الالتحاق عبر الحاسوب، وبفضل خبرتها السابقة، وصلها الرد سريعًا.كان أمامها ثلاثة أيام لترتيب شؤون من حولها قبل أن تشرع في رحلتها إلى سرابيوم.لم يتكلم محمود، بينما لم تستطع سوسن أن تكبح دموعها.وأخيرًا، رضخ محمود وقال بصوتٍ مبحوح: "الطائر الصغير حين يكبر، لا بدّ أن يبسط ج
Read more

الفصل922

"لا أريدها، حين أصل إلى هناك، متى سيكون لدي وقت لإنفاق المال؟" كانت مصمّمة ألا تأخذ شيئًا.لكن محمود تكلّم بنبرة صارمة: "نور، ألم تقولي قبل قليل إننا سنبقى والديك إلى الأبد؟ إذن نحن عائلة واحدة، ومن الطبيعي أن يعطي الوالدان المال لابنتهما، أليس كذلك؟"وأضاف بصوت مبحوح: "عندما تصلين إلى هناك، ستحتاجين إلى المال لا محالة. تخيّلي الأطفال الجرحى، أو الشيوخ الكبار الفقراء... حين ترينهم، ألن تساعديهم أو تشتري شيئًا لهم؟" لم يكن صوته هذه المرة مشوبًا بالحزن كما كان من قبل، بل كان يحمل هدوءًا وتفهمًا.لم تكن نور تتوقّع أنهما سيفكّران حتى في هذا الجانب!تحرّكت شفتاها، لكنها عجزت عن النطق.قالت سوسن وهي توافق رأي محمود: "خذيها. هذه هدية بسيطة منّا. حين تساعدين الآخرين، سيُبارك الله خطاك، وأنا وأبوك لا نتمنى سوى أن تعودي إلينا بسلام"."...حسنًا."قالت نور، ثم أخذت البطاقتين.كانت في البداية تنوي أن تخفي أمر سفرها عنهما، لكنها فكّرت: لو أخفيتُ عنهما، وقلقا عليّ، ولم يستطيعا الوصول علي، كيف سيتصرّفان؟فآثرت الصراحة. ولم تكن تتوقّع أن يكونا هما الأكثر تفهّمًا في النهاية، كانت تعرف أنه إن رفضت الم
Read more

الفصل923

كانت عزة تقف على الدوام بجانب نُور، عازمةً على حمايتها.لكن بالنسبة إلى نُور، كانت تريد أن تشقّ مصيرها بيديها، كانت تعرف أن نية عزّة طيبة، لكن لا يمكنها السماح لها بأن تظلّ تدور في فلكها إلى الأبد."عزّة، عليك أن تعيشي حياتك الخاصة. لا تقلقي، اتخذتُ هذا القرار، لأنني واثقة أنني سأحمي نفسي جيدًا".كانت عزّة تعرف طباع نُور، وأنها حين تتخذ قرارًا، لا شيء في الدنيا يثنيها عنه.لم تُجادلها في العلن، لكنها أقسمت في سرّها أن تظلّ قريبة منها مهما كلّف الأمر، فإن لم تفعل، فلن يسامحها سمير الذي قضى نحبه، كما أنها لن تسامح نفسها أيضًا. وحازم أيضًا!!وهكذا، بعد أن رتّبت نُور كل شيء، شدّت الرحال نحو دولة سرابيوم....بعد خمس سنوات.كانت نُور قد أصبحت مراسلةً حربيةً حقيقية، وفي ذلك اليوم، كانت في شمال سرابيوم تنقل آخر مستجدات الحرب. لكن فجأةً وحين وصلت إلى منتصف التقرير، اشتعل الأفق، وغطّى لهيب الانفجارات نصف السماء.توقّف البثّ الاضطراري، واضطرّت نُور إلى التراجع مع القوات، دوت أصوات الرصاص، واستمرّ ذلك وقتًا لا تدري كم مرّ منه، حتى تم وقف إطلاق النار أخيرًا.قامت نور بنقل الأخبار أولًا، ثم انضمّ
Read more

الفصل924

كان الطفل مثل هر صغير، يستلقي على صدرها مستسلمًا وهادئًا، وراحت كفّه الصغيرة تضغط بخفة على صدرها بقوة مدهشة.كانت نور تنوي أن تُبعد يده، لكنّها سمعت صوته الطفولي اللين يقول بنغمة رخيمة: "دقات قلبك تجعلني أشعر بالأمان..."ثمّ عانقها بشدة.على مدى خمس سنوات من عمل نور كمراسلة حربية، التقت بالكثير من الأطفال، لكن الطفل الذي كان أمامها... شعرت معه بشيء غريب لا تستطيع وصفه.كان صوته طريًّا، وفيه دفء يخترق الأعماق.حملته نور وسارت به خارجةً، لكنها لم تتوقع أن هناك عاصفة رملية، لحسن الحظ صعدت بسرعة إلى شاحنة عسكرية تابعة لجيش دولة العرب."أيها الرفيق، من فضلك، أوصلنا إلى السفارة.""حسنًا، يا رفيقة."لاحظ الجندي الذي كان يقود السيارة بطاقة الصحفية المعلّقة على عنقها، ورأى بين ذراعيها طفلًا صغيرًا. استغرقت الرحلة إلى السفارة أكثر من أربعين دقيقة.وعندما وصلت، حملت الطفل ودخلت السفارة، وأخذت تبحث عن المسؤول لتسلمه له.لكنّ الطفل تشبّث بيدها بقوة.قالت له نور: "لا تخف، هذا من أبناء وطننا، سيساعدنا في العودة إلى البيت، وربما يساعدك في العثور على والديك".كانت تدرك أن الطفل ضاع من والديه.وربما ت
Read more

الفصل925

كان الصبي لا يزال يحتفظ بشعرٍ طويلٍ قليلًا، لو لم تندلع الحرب، ولو لم ينفصل عن والديه، لكان الآن طفلًا سعيدًا يعيش حياة هادئة.مدّت نور يدها وربّتت بلطف على رأسه قائلة بنغمةٍ دافئة: "هل يمكنك أن تخبرني ما اسمك؟ أنت لا تريد البقاء في السفارة، أليس لأن والديك..."خفض الصبي رأسه، وقال: "لم أرَ والديّ قط..."كان صوت الطفل خافتًا مبحوحًا يختلط فيه الحزن بالظلم.لقد أمضت خمس سنوات في سبرابيوم، تُتابع تحوّلها من اضطراباتٍ صغيرة إلى حربٍ طاحنة، وإن لم يكن قد رأى والديه، فعلى الأغلب لم يكن يملك والدين أصلًا منذ البداية.يا له من طفلٍ مسكين!أطبقت نور شفتيها، وجلست قرفصاء، وسألته بهدوء وهي تصب له كوبًا من الماء: "إذًا… ألا تملك اسمًا؟"لكن الصبي لم يتناول الكوب، ولم يتكلم. جلس أمامها مطأطأ رأسه، كأنه ارتكب خطأ كبيرًا ويشعر بظلمٍ لا يستطيع التعبير عنه.تنهّدت نور بخفة. بدا واضحًا أنه يعاني من اضطرابات نفسية. لكن في بلدٍ مزّقته الحرب، من من الأطفال قد يملك قلبًا سليمًا؟ثم راودتها فكرة، لو أنها تعد تقريرًا خاصًا عن الأطفال وكبار السن، ثم توجّه نداءً مشتركًا مع محبي السلام في مختلف الدول، هل يمكن
Read more

الفصل926

أومأ شهاب برأسه بخفة.ثم تناول البطاطا الحلوة، لكنه لم يأكلها بجشع، بل أخذ يأكل ببطء، فيما كانت نُور تصب له كوبًا من الماء."إن لم يكن هذا كافيًا، سأجلب لك المزيد."هزّ شهاب رأسه نافيًا.عرفت نُور أنه من النوع الذي يفضل الصمت على الكلام.فآثرت ألا تزعجه بتحديقها به وهو يأكل، وانشغلت بترتيب بعض أغراضها داخل الخيمة، وفجأة، دوّى صوت البوق في الخارج.كانت إشارة التجمع.كان هذا يعني أن أمرًا ما وقع في صفوف الجيش.لم تتوقع نُور ما رأت حين التفتت نحوه: كان شهاب قد وضع البطاطا جانبًا، ووقف أمامها منتصب القامة.يؤدي وضعية الانتباه العسكرية، ثم يرفع يده بتحيةٍ عسكرية.تجمّدت نُور في مكانها مندهشة.كيف يمكن لطفلٍ في الخامسة فقط أن يتقن هذه الحركات بهذا الانضباط؟ هل يُعقل أنه ابن أحد الجنود؟قررت نور الاتصال بالسفارة فور اكتشافها لهذا الأمر.إن كان ابن شهيد، فلا يمكن أن يُترك طفل شهيدٍ تائهًا في أرضٍ غريبة.جذبته إليها، جلست القرفصاء في مستوى نظره، وسألته: "شهاب، أنت لست جنديًا، لكنك تعرف هذه الحركات. من الذي علمك إياها؟ هل تتذكر؟"رفع الصبي نظره إليها، ولم يقل شيئًا، كانت عيناه تلمعان كسواد الليل
Read more

الفصل927

أمسك شهاب يدها بيده الصغيرة بإحكامٍ شديد، حتى إن نور استطاعت أن تشعر بعرق كفّه.قالت: "انظر، هل يعجبك هذان الطقمان من الملابس؟"كانت قد أخرجت الملابس بيدها الأخرى،كانت الملابس البيضاء سريعة الاتساخ بسبب حالة الفوضى والحرب المستمرة، فاشترت له طقمًا من الملابس المموّهة، وطقمًا آخر باللون السماوي.وبسبب بُعد الطريق، لم تستطع حمل الكثير، فقررت أنه عندما تُسلمه إلى السفارة وتُكشف هويته، ستترك له بعض الأغراض الأخرى.لكن شهاب لم يلقِ حتى نظرة على الملابس، وكانت عيناه حمراوين وفيهما مسحة خوفٍ ظاهرة.لم تتحمل نور ذلك، فضمّته إلى صدرها بحنان وقالت بصوتٍ مهدّئ له: "لا تخف، هؤلاء جنود من وطننا دولة العرب، ولن يؤذوك مثل جنود الدول الأخرى. لقد وعدتك، ولن أخلف وعدي. هيا، جرّب هذه الملابس."ثم ساعدته على ارتدائها، ولم يعترض، بل أطاعها بهدوء.حملته نور ووضعته على السرير العسكري، وقالت: "من الآن فصاعدًا، عندما أخرج، لا تنتظرني عند باب الخيمة. لو حدث أي شيء، ستكون في خطر هناك. وإذا سمعت أي أصوات غريبة، اختبئ فورًا تحت الطاولة أو السرير، ولا تخرج، مفهوم؟"لم تعد دولة العرب كما كانت ضعيفة قبل مئة عام، فقد
Read more

الفصل928

"صحفية نور!"جاء صوتٌ يناديها فجأة، فانتزع نور من شرودها.رفعت رأسها تلقائيًا على الفور، فرأت عند مدخل الخيمة رجلًا يرتدي الزيّ العسكري.كان أحد رفاق الجيش.قالت: "نعم، يا رفيق، هل تبحث عني؟"أجابها: "نعم، وصلت شحنة كبيرة من الإمدادات من جهة قبيلة العزبي، وقد حددوا أن تتولّي أنتِ توقيع استلامها بنفسك"."حسنًا، فهمت."خلال السنوات الخمس الماضية، أينما كانت نور، كانت قبيلة العزبي ترسل لها كمياتٍ كبيرة من الإمدادات، كانوا يرسلون أشخاصًا مختلفين، أمّا همام وفرعون فلم يظهر أيٌّ منهما مجددًا.لكن حسابها البنكي ظلّ يتلقى كل شهر تحويلًا ضخمًا منهما.كانت تلك الإمدادات تُنقذ الفقراء والمصابين، وتُحسّن من جودة طعام الجنود، فلم يكن لديها سببٌ لرفضها.خصوصًا وأنها لم تعد تلتقي لا بهمام ولا بفرعون.انحنت تمسح على رأس شهاب الصغير، وقالت: "خالتك ستخرج قليلًا، كن مطيعًا ولا تركض بعيدًا."أومأ شهاب برأسه بصمت.نظرت إليه نور بحزنٍ خافت، أدركت أنه لم يكن ينبس ببنت شفه ما لم يكن هناك حاجةٌ للكلام، إن لم تُرسل السفارة أحدًا في أسرع وقت، فستتواصل مع حازم ليأتي ويراه.إذ أن كره الطفل للتحدث علامة واضحة على ا
Read more

الفصل929

قال همام بعد أن أخذ نفسًا عميقًا، وكبح مشاعره: "عملتِ كصحفية حربية طوال هذه السنوات، لا بد أنك تعرفين، إيهاب لم يمت بعد. إيهاب طموحه كبير، وهناك من يدفعه نحو ذلك. أريد منك أن تساعديني في أمر".صمتت نور لثوانٍ قليلة، ثم سألت بهدوء: "أي أمر؟"تمكُّن همام من المجيء إليها يعني بالتأكيد أنها قادرة على مساعدته، وإلاّ لما كان ليطلب منها ذلك أصلًا.أوضح همام بهدوء: "حين استبدلت شهد مكانك، كاد إيهاب يسيطر على سلطة قبيلة العزبي كاملة. إذا عدتِ معي إلى قبيلة العزبي، فلا بد أن يأتي إيهاب".ظل همام يراقب نور بعينين ثابتتين وهو يتحدث. بينما بقيت نور هادئة بلا أي انفعال، وعندما ظن همام أنها لن توافق بسبب صمتها، قالت نور بصوت خافت: "حسنًا، سأعود معك".تذكرت نور كيف كان همام يحميها سرًا عندما خطفتها شهد وكانت مع سمير في قبيلة العزبي.فاعتبرت عودتها الآن مجرد مساعدة له."سننطلق اليوم." كان همام مستعجلًا.أجابت نور: "هل يمكننا الانتظار بضعة أيام؟"لو كانت الأمور كما في السابق، لكانت نور رحلت فورًا، لكن شهاب معها الآن. ماذا سيحدث له لو رحلت اليوم فجأة؟لم يقل همام شيئًا، لكنه أدرك أن نور لديها أمر يشغل ب
Read more

الفصل930

أجرى الطبيب العسكري الإسعافات الأولية لشهاب أولًا، ثم فحص جسده بعناية، وأخيرًا بعد أن شخصه قال: "هذه أعراض الربو، يجب أن تبقى الأدوية بجواره دائمًا".ربو...سمعت نور هذه الكلمة، وشعرت بالقشعريرة تتغلغل في رأسها.عرفت هذا المرض، فهو يمكن أن يكون خلقيًا، أو وراثيًا، أو مكتسبًا لاحقًا. ولكن الأهم، أن عدم توفر الدواء أثناء النوبة قد يودي بحياة الشخص دون رحمة.تخيلت نور، لو لم يكن شهاب معها اليوم في المعسكر، لو لم تكن هناك لمساعدته، ربما كانت قد عاودته نوبة الربو بدون أن يراه أحد، وربما لكان قد مات بالفعل.مع ذلك، بقيت يد شهاب الصغيرة تمسك يدها بإحكام شديد.تذكرت نور ذلك اليوم، عندما قال شهاب بصعوبة، إنه لا يريد الذهاب إلى السفارة، ويريد البقاء بجانبها، ربما لأنه شعر أنها الشخص الوحيد الذي يعامله بلطف.ربما..."كح كح!"ثم قطع السعال العنيف أفكارها. نظرت نور، فإذا بشهاب قد استيقظ.ألقى نظرته المظلمة نحوها، وملامحه الهادئة تخفي بعض الحزن.هز شهاب رأسه برفق، وفهمت نور مباشرة: إنه لا يريد الانفصال عنها، ولا يريد الذهاب إلى السفارة. هذا الطفل بحاجة إلى رعاية دقيقة. ولو خفَّفت من حذرها، قد تكون
Read more
PREV
1
...
919293949596
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status