اقتربت أنفاسُ الرجلِ الحارّةُ من وجنتِها، فشعرتْ يارا بصعوبةٍ في التنفّس، فأدارت بوجهِها وهي مُحمَرَّةُ الخدَّيْن، لتتجنّبَ أنفاسَه، وازدادتْ دقّاتُ قلبِها، وقالت: "أتدري ما الذي تقولُه؟"لقد كان غالبًا ثمِلًا.فاحتْ من كريمُ رائحةُ الخمرِ على وجهِها، نعم لقد كان مخمورًا، لكنّه سُكْرٌ غائمٌ باهت، ووعْيُه ما زال حاضرًا.قال: "أنا أدري ما أقول، المهمُّ هل أنتِ تدرين ما تقولين؟ لقد شممتُ رائحةَ غَيرةٍ لاذعة."ابتسمَ ابتسامةً خفيفة، ونظر إليها كما ينظرُ إلى طفل.قالت وهي تدفعُ صدرَه بكلِّ قوّتِها: "مَن غار؟ أنا لم أشعر بالغيرةعليك. دَعْني. أنتَ بدّلتَ لها ثيابَها أو لم تبدّلْها، فما شأنُ ذلك بي؟"على أيِّ حالٍ، هي مع هذا الرجل على وشكِ الطلاق. قال: "ما دام الأمرُ لا يعنيكِ، فلِمَ ذكرتِه أصلًا؟ بل وقلّدتِ كلامَها، والآن تقولين إنّكِ لم تَغاري."لو لم تكن غارتْ لكانَ ذلك عجيبًا، فقد كادت عيناها تذرفان دمعًا من شدّة الغيرة والمرارة. قالت يارا وهي تتكلّمُ بمنطقٍ واضح: "أنا فقط لا أفهمُ ماذا تريدُ أن تفعل بالضبط، تُريدُ الطلاقَ بشدّة، ثم تذهبُ إلى رنا وتُضيّعُ الوقتَ هناك، ومع ذلك لم تُخبرْها
Read more