جميع فصول : الفصل -الفصل 110

300 فصول

الفصل101

في كل مرة يذكر فيها ذلك، كانت يارا تشعر بألم في قلبها، من الواضح أنّ ما قالته حينها لم يُعبّر حقيقة مشاعرها، فهي كانت تحبّه حدّ الجنون، فكيف يُعقل أن تكون قد سئمت منه."بما أنّكِ لا تحبّينني، فلماذا تحملين تجاهي ضغينة؟ وتغارين وأنا مع رنا.""إذن لِمَ تغضب حين أكون مع رامي؟ إذا كنتَ ترى أنّني لا أحبّك، يمكنك أن تكون مع امرأة أخرى، أما أنا فسأذهب الآن لأجد رامي، أو شاكر، أو شكري، فالشوارع مليئة بالرجال، على أيّ حالٍ.""يارا!" فجأة أمسك كريم كتفها، وصوته يبدو غاضبًا بعض الشيء، "لا أسمح لكِ أن تقولي مثل هذا الكلام مرة أخرى، هل تسمعين؟"تأمّلت ملامحه الغاضبة بدهشة، وخفق قلبها فجأة، لكنّها سرعان ما قالت بعناد: " لماذا لا يحق لي أن أقول ذلك؟ ألستَ أنت من يحب الكيل بمكيالين دائماً؟""هذا لا علاقة له بالكيل بمكيالين، أنتِ فتاة، وسلامتكِ أولًا، كيف تذهبين هكذا لتبحثي عن رجال فوضويين؟ ماذا لو حدث مكروه؟""ها، رجال فوضويين؟ كيف عرفت أنّني أبحث عن رجال فوضويين؟" قالت يارا بصوت لاذع، "سأذهب لأبحث عن شاب وسيم يعيش على حساب النساء، الذي يناديني سيدتي في كل مرة، وأجعله يركع على الأرض ويدلك ساقي، سأجعله
اقرأ المزيد

الفصل102

"أنتِ مريضة؟ هل لي ألا أعود؟" شعر كريم بالحيرة من سؤالها، فهو زوجها، ومع ذلك كانت تسأل."أليست رنا أيضًا في المستشفى؟"كانت رنا قد جرحت معصمها، بينما هي كانت مريضة بحمى منخفضة، رغم أنّها شعرت أنّ رنا تتظاهر، فقلة من الذين يريدون الموت حقًا يجرحون معاصمهم، لكن في قلب كريم، كانت رنا مهمة حقًا."هل تريدين أن أعود إلى المستشفى؟" نظر إليها كريم ببرود، بدا عليه بعض الاستياء."إذن عد، ربما تنتظرك رنا."عندما سمع نبرة الغيرة في كلام المرأة، شعر كريم بالعجز، لم يكن يعلم إن كانت تحاول فعلاً طرده، أم تغار فقط.تنهد وجلس على حافة السرير.عندما رأت يارا وجهه المتعب، شعرت ببعض الحنان، فقد لم يغط في النوم طوال الليل، ومن المؤكد أنه مرهق الآن.تذكرت أنّه في المرة السابقة تعرض لحادث أثناء القيادة وهو متعب، ولم ترغب أن يتكرر هذا مرة أخرى.توقفت عن التمرد عليه، ورفعت يدها لتلمس كمَّ قميصه برفق، "كريم."التفت إليها، "ماذا الآن؟"بدت عليه الإرهاق، ولم يرغب في الدخول في أي جدال معها."استلقِ قليلًا لتنام." أفسحت يارا مكانًا له، ورتبت الوسادة."ماذا؟ هل أصبحت تهتمين بزوجك الآن؟ قبل قليل كنتِ تجادلينني وطردتِ
اقرأ المزيد

الفصل103

نام كريم حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، فقامَت يارا بإيقاظه، لكن كريم لم يُرِد أن يستيقظ، فاستدار على جانبه مواصلاً النوم، وكأنّ مزاجه تعكّر لحظة إيقاظه.أمسكت يارا بيده وهزّتها قليلًا وقالت: "كريم، انهض، لا تنم أكثر." دفع كريم يدها بضجر، وجذب الغطاء فوق رأسه.هزّت يارا رأسها بلا حيلة، كيف أصبح يتصرّف كالأطفال، أين ذاك الرئيس التنفيذي المتعالي؟فكّرت قليلًا، ثم قامت ودخلت الحمام، أخذت منشفة وغمرتها بماء بارد، وعصرتها حتى لم تعد تقطر، ثم عادت إلى السرير، وألقت المنشفة الباردة مباشرة على وجهه.بصوت "بوف!"، اندفع شعور بارد مفاجئ، ففتح كريم عينيه فجأة، ليجد شيئًا أبيض يغطي عينيه.رفع يده وأمسك بالمنشفة، ليستيقظ تمامًا من نومه، وعندما رأى المرأة الجالسة بجانبه، قطّب حاجبيه وقال: "هل تحاولين قتل زوجك؟"احمرّ وجه يارا: "أي قتل للزوج هذا؟ من سمح لك بالنوم كسولًا."لو كانت تنوي قتل زوجها، لفعلت ذلك مباشرة باستخدام الوسادة.قال لها وهو يقطب حاجبيه، ويبدو عليه قلّة الصبر: "ألستِ أنتِ من طلب مني النوم؟ والآن تقولين إنني نمت كثيرًا، لماذا أنتِ كثيرة الكلام هكذا؟"وكأنّه طفل استُيقظ من النوم فشعر با
اقرأ المزيد

الفصل104

تنهد كريم بامتعاض بسيط: "حسنًا، استيقظت، سأذهب للاستحمام."ترك يدها وتوجه نحو الحمام.في تلك اللحظة، رنّ الهاتف.عاد كريم مسرعًا، والتقط الهاتف ورأى اسم المتصل على الشاشة.رفع رأسه، وألقى نظرة على يارا، ونظر إلى يارا بنظرة معقدة.عندما رأت يارا نظرة الرجل، علمت فورًا من المتصل، ولم تقل شيئًا، وغادرت الغرفة.توجهت يارا مباشرة إلى المطبخ، وأخرجت الطعام الذي لا يزال ساخنًا من الصندوق الحراري إلى الصحون، ثم وضعته على طاولة الطعام.كان هذا الطعام قد أعدته لكريم، إذ كانت قلقة من أن يشعر بالجوع عند استيقاظه، وبالفعل، عندما استيقظ، كان بطنه يقرقر، فمن المؤكد أنه لم يتناول الغداء.بعد أن رتبت له الطعام، عادت إلى باب الغرفة، ورأت كريم يخرج من الغرفة، وكان قد ارتدى ملابسه بالفعل."تركت لك الطعام في غرفة الطعام، اذهب وتناوله." قالت يارا، ثم أرادت المغادرة.وعندما حاولت المغادرة، ناداها كريم: "انتظري لحظة."ردت يارا وهي تستدير: "ماذا هناك؟"مد كريم الهاتف إليها، وقال: "رنا تريد أن تتحدث معك قليلًا."رأت يارا شاشة الهاتف التي ما زالت تعرض الاتصال مع رنا، وبدا أنها فهمت شيئًا، هزّت رأسها وقالت: "لا،
اقرأ المزيد

الفصل105

أومأ كريم برأسه: "نعم."في هذه المرحلة، كيف له أن ينكر؟"حسنًا."كانت هذه الكلمة قاسية جدًا، حتى أن لسانها تخدر.بالأمس فقط، كان هذا الرجل يهتم بها حتى أدق التفاصيل، واليوم عاد خصيصًا ليشرح لها، وقد رافقته للنوم، كأنهما زوجان محبان، لكن الآن…تصرفاته متقلبة، وكانت على وشك أن تفقد عقلها بسببه.الأفضل أن يكون الطلاق سريعًا!تحملت يارا ألم قلبها، وأخرجت هاتفها من جيبها، واتصلت برقم معين.سريعًا، ابتسمت وقالت: "جدتي، أنا، كيف حال صحتك هذه الأيام؟""غدًا أريد أنا وكريم زيارتك، ونتناول الغداء معك، هل يناسبك؟""نعم، غدًا ظهراً سآتي مع كريم."بعد أن أنهت يارا حديثها، أنهت المكالمة.ثم التفتت إلى كريم وقالت: "دعنا نخطط أولًا، غدًا بعد أن نذهب، سأشغل الجدة أمينة، وأنت تذهب إلى غرفتها لتستخرج دفتر العائلة، وبعد أن نحصل عليه، نذهب وننهي الزواج، ثم نعيد دفتر العائلة دون أن تدري الجدة.""…"حدق كريم بها، وظل صامتًا، ونظرته مليئة بالعمق والجدية.لم تظهر على وجه يارا الكثير من المشاعر، ثم قالت: "بعد الطلاق، يمكنك أنت ورنا تسجيل الزواج، لكن لا يجب أن يكون مبالغًا فيه، لا تدع الجدة تعرف، طالما أنكما تحب
اقرأ المزيد

الفصل106

سرعان ما حلَّ المساء، وبعد أن أنهى كريم استحمامه، استلقى على السرير راغبًا في النوم مبكرًا.لكن مهما قلب نفسه يمينًا ويسارًا، لم يستطع إغلاق عينيه.نهض من السرير وخرج من الغرفة، وذهب إلى باب غرفة يارا، وطرق الباب.لكنه انتظر طويلًا دون أي رد من الداخل.كان كريم ينوي طرق الباب مرة أخرى، لكنه حين تذكر طبيعة العلاقة بينهما في الوقت الحالي، فاستصعب عليه ذلك، وحتى لو فتحت هي الباب، بدا أنه ليس لديه ما يقوله، كان مجرد شعور غريب يدفعه لرؤيتها لمرة واحدة فقط.ثم عاد إلى غرفته.لمّا جلس كريم على السرير، فجأة، دُقّ باب الغرفة.الباب لم يكن مقفلاً، وكان بإمكان أي شخص الدخول مباشرة، لكنه أسرع وفتح الباب، لأنه سمع أن من يطرق هي يارا.كانت يد يارا معلقة في الهواء، على وشك الطرق مرة أخرى، لكنها اكتشفت أن كريم قد فتح الباب، فابتسمت بخجل وسلمته الهاتف.على شاشة الهاتف، كان سجل محادثة يارا مع جدتها أمينة على واتساب:(يارا، افتحي مكالمة الفيديو، جدتك تريد رؤيتكما)ردت يارا: (حسنًا، انتظري لحظة، كريم في الغرفة، أنا أسفل أتناول الماء، سأصعد الآن)فهم كريم كل شيء، ففسح لها الطريق لتدخل يارا الغرفة.بعد إغلا
اقرأ المزيد

الفصل107

"حسنًا يا جدتي، لا تتحدثي أكثر، أنتِ تعلمين أنني خجولة." تظاهرت يارا بالحياء."حسنًا، جدتك لن تزعجكما بعد الآن، إلى اللقاء."ثم أنهت الجدة أمينة مكالمة الفيديو.أطلقت يارا زفرة طويلة، وأسرعت في كتمان ملامح خجلها، وعادت إلى هدوئها، ثم استدارت نحو كريم وقالت: "سأعود إلى غرفتي، فلتنم مبكرًا."رفعت الغطاء لتستعد للنزول من السرير، لكن كريم أمسك بيدها فجأة: "انتظري."استدارت يارا: "هل هناك أمر؟""نمّي هنا."خفق قلب يارا بشدة، فهزت رأسها بسرعة: "لا، هذا المكان لا يناسبني."أرادت المغادرة مرة أخرى، لكن يد كريم أمسكت بها بقوة أكبر: "ما الذي لا يناسبك؟ على الرغم من أننا سننفصل غدًا، إلا أن الوقت لم يحن بعد، وما زلنا زوجين، هذه ليلتنا الأخيرة كزوجين."شعرت يارا بألم شديد في قلبها، نعم، غدًا سينتهي كل شيء، ولن يكون هو زوجها بعد الآن، بل سيكون لرنا.احتضنها كريم بقوة فجأة، ضامًا إياها إلى صدره: "ابقِ هنا، يمكنني ألا ألمسك، لكن هذه الليلة لن نفترق عن بعضنا في النوم."لم تستطع يارا في النهاية مقاومة خيوط الرغبة في قلبها، وحاولت أن تصمّم على قسوة قلبها، لكنها لم تستطع كبح مشاعر حبها تجاهه.ليلة واحدة،
اقرأ المزيد

الفصل108

في اليوم التالي:وجدت يارا نفسها مستلقية في حضن كريم، وفي ذاكرتها، كان هذا نادرًا جدًا.كانت عندما تستيقظ في السابق، تجد أن كريم لم يعد بجانبها، وكانت وحيدة تمامًا.تأملت وجهه الوسيم النائم، فلم تستطع مقاومة رغبتها في لمس وجهه برفق، وارتسم في عينيها شعور شديد بالحنين والتمسك."كريم، بعد الطلاق اليوم، ستصبح حرًا."يبدو أنه شعر بحكة بسيطة على وجهه، فحرك كريم جسده قليلًا، واستدار ليستمر في النوم.انسحبت يد يارا بسرعة كما لو صعقها كهرباء.وبما أن زيارتهما لجدتها ستكون فقط في منتصف النهار، لم تُزعج الرجل في راحته، وتركته ينام بينما قامت هي بالنهوض مبكرًا.وصلت الساعة إلى ما بعد التاسعة، فاستيقظ كريم، وشعر برأسه يؤلمه قليلًا، ثم سعل عدة مرات، ولاحظ أن المرأة ليست بجانب السرير، يجب أنها قد نهضت منذ وقت طويل.عادة كان هو من يستيقظ أولًا، لكن اليوم عندما فتح عينيه، وجدها غير موجودة بجانبه.ذهب مترنحًا إلى الحمام ليغتسل، وما أن خرج منه، حتى رأى يارا تدخل غرفته."لقد استيقظت.""لماذا لم توقظني مبكرًا؟""كنت نائمًا بعمق، لذلك لم أوقظك، وعلى أي حال سنذهب إلى جدتنا في منتصف النهار، تناول فطورك بيضة
اقرأ المزيد

الفصل109

عندما وصلت يارا إلى منزل الجدّة، كان الوقت حوالي العاشرة صباحًا.كانت الجدة مستلقية على السرير، ترتدي نظاراتها المكبرة القديمة وتقرأ كتابًا.عندما رأت يارا قد أتت، وضعت الكتاب على الفور، وابتسمت قائلة: "يارا، لقد أتيتِ.""جدتي." ابتسمت يارا بوجه مشرق، وجلست بجانب سريرها، "ما الكتاب الذي تقرأينه؟"أجابت الجدة أمينة: "رواية حب." نظرت يارا بفضول إلى غلاف الكتاب، وكان بالفعل من نوع الروايات الرومانسية الموجهة للشابات، فتعجبت: "جدتي، لم أكن أتوقع أنك لا تزالين تقرئين روايات الحب.""ما الأمر؟ هل لأنني كبيرة في السن لا أستطيع قراءة روايات الحب؟" قالت الجدّة بجدية، "هل فقط أنتم الشباب من يحق لكم قراءتها؟ أم أنك تستهينين بالجدّة العجوز؟" رغم أن صوت الجدة أمينة بدا صارمًا، إلا أنها لم تكن غاضبة حقًا."يا جدتي، بالطبع لم أقصد ذلك، لم أكن أعلم أن لديك قلبًا شابًا، هذا رائع، أنا أحب مثل هذه الجدات جدًا."في الواقع، يارا كانت تميل إلى الأشخاص الذين يحتفظون بالروح الطفولية مع تقدمهم في العمر، فتلك الأرواح تبدو ممتعة ومليئة بالحياة.وليس منطقًا أن يفرض العمر على الإنسان أن يتصرف بطريقة معينة، يتظاهر
اقرأ المزيد

الفصل110

ربّتت السيدة العجوز على رأسها بلطف، وقالت: "الجدة سعيدة برؤيتك أيضًا." "جدتي، أنتِ بالتأكيد لستِ أسعد مني.""انظري إلى هذه الفتاة." ابتسمت الجدة أمينة ابتسامة واسعة حتى كادت لا تُغلق فمها، "كطفلة، وما زلتِ تتحدينني.""بالضبط، أريد أن أتحدى جدتي." قالت يارا مازحة."يا هذه الفتاة." تنهدت الجدة أمينة، "كان ينبغي أن تتحدي زوجك، لترين أيكما يحب الآخر أكثر."تصلبت ابتسامة يارا، وشعرت بألم حاد في قلبها.حين يُذكر الحب، ووُضع بين يارا وكريم، يبدو الأمر ساخرًا.فكريم يحب رنا.لم تستطع يارا أن تخبر جدتها بمعاناتها في قلبها، فاضطرت لكتمها داخليًا.بدت الجدة أمينة غير مدركة للأمر، واستمرت قائلة: "يارا، جدتك تقف إلى جانبك، سأخبرك، لا تكوني لطيفة جدًا مع الرجال، إذا دللتهم كثيرًا، لن يقدروك، يجب أن تعلميهم بعض الصرامة بين الحين والآخر، هكذا سيحبك كريم أكثر، وأنتِ عليك أن تحبيه قليلًا أقل منه."شعرت يارا بمزيج من المرارة والضحك في نفس الوقت.جدتها حقًا ذكية وماكرة.نهضت من حضن الجدّة وقالت: "جدتي، فهمت، لكن على أي حال، هو حفيدك، أليس كذلك؟ إذا علم بما تقولينه، سيحزن.""فليحزن إذًا، وما المشكلة إذا ش
اقرأ المزيد
السابق
1
...
910111213
...
30
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status