بعد ذلك، لم يتبادلان الحديث مجددًا.أبناء خال ياسمين لم يسبق لهم فعليًّا رؤية مالك عن قرب، لذا نظروا إليه بفضول عند رؤيته.مالك، وقد اعتاد أن يكون صاحب سلطة لسنوات، حتى وإن لم يتعمد إظهار شيء، بدا واضحاً من تصرفاته وحركاته الهيبة التي ترافق من اعتاد أن يكون في القمة.عندما لاحظ نظراتهم، ألقى عليهم نظرة عابرة.وما إن التقت أعينهم بعينيه، حتى سارعوا بصرف أنظارهم بتلقائية، ولم يجرؤوا على النظر إليه مجدداً.لم يُبدِ مالك أي ردة فعل، ولم يُظهر أدنى رغبة في تبادل المجاملات، بل صرف نظره بكل هدوء.و كان مالك هو الرجل الذي أحبّته ياسمين.هي اندفعت نحوه بكل كيانها، ولسنوات لم تستطع أن تتحرر من هذا الشعور.وبعد كل ما فعله بها، من المؤكد أن كارم لا يمكن أن يخلو قلبه من مشاعر الغضب تجاهه.لكن، وما الفائدة من ذلك الغضب؟عائلة مازن لا تملك القدرة على مواجهة مالك.والآن، بعد أن جاء مالك، لم يكن أمام كارم بصفته المضيف إلا أن يتعامل معه وفقاً لآداب الضيافة كما يتعامل مع أي ضيف، فنهض ورفع كأسه قائلًا، "لم نكن نعلم أن السيد مالك سيأتي، إن كان هناك أي تقصير في الضيافة، فأرجو أن تسامحنا."مالك بدوره رفع كأس
Magbasa pa