All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 271 - Chapter 280

514 Chapters

الفصل271

تم اقتياد روان من قبل رجال أبو زيد إلى الطابق العلوي في مبنى مهجور غير مكتمل.كانت روان تعاني من رهاب المرتفعات، وكلما صعدت أكثر ازداد ارتجاف ساقيها.كان المبنى الضخم من إسمنت وحديد دون حواجز أو وسائل أمان، ومع ذلك اضطرت لأن تصعد مع رجال أبو زيد درجة بعد درجة.راحت تعد الطوابق في سرّها، وحين وصلوا إلى الطابق السادس والعشرين توقفوا فجأة.سأل أبو زيد ببرود وهو يتثاقل في نبرة كلامه:"كم الساعة الآن؟"أجاب أحد رجاله، وهو نفسه الذي شارك في اختطافها الليلة الماضية:"السابعة وأربعون دقيقة يا زعيم."حول أبو زيد نظره نحو روان، ورفع حاجبه بابتسامة ساخرة:"تُرَى… هل سيأتي حمدي وحيدًا ليلقى حتفه من أجلك؟"أطبقت روان شفتيها وخفضت رأسها بصمت.ضحك أبو زيد وقال باستهزاء:"خائفة؟ لا تقلقي، إن كنتِ لا تطيقين فراقه، فسأجمعكما معاً… كزوجين هاربين إلى الموت!"لكنها بقيت صامتة، مما جعله يزداد ضيقاً.صرخ فجأة وهو يمد يده بعنف ليجذب ذراعها ويدفعها إلى الأمام.فقدت توازنها وسقطت أرضاً بقوة، ويديها كانتا لا تزالان مقيدتين فلم تستطع حماية نفسها.ارتطمت على ركبتيها بالأرض أولاً فشعرت بألم حاد اخترق عظامها، ثم ارت
Read more

الفصل272

"هل أصبحتِ بكماء؟ إذن سأجعلكِ تصرخين." قال أبو زيد بابتسامة شريرة.ارتجف جسد روان من شدة التوتر، وتمتمت بصوت مبحوح:"لا… أرجوك… لا…"ضحك أبو زيد ضحكة مخيفة جعلت الظهور تقشعر:"لقد أصبح الوقت متأخراً على كلمة لا."تابع وهو يحدق بها من علٍ كأنه ينظر إلى نملة تحت قدميه:"قلتُ لـ حمدي أن يأتي وحده ليبادلكِ، لكني لم أعده أبداً أنني لن أفعل بكِ شيئاً."عيناه المليئتان بالغرور حملقتا فيها، ثم أطلق ضحكة باردة:"مغرية فعلاً… لكن للأسف لُعِبت من قِبَل حمدي حتى أصبحتِ حذاءً بالياً. وأنا أكثر ما أكره الأشياء المستعملة."خفضت روان رأسها، تحاول إخفاء ما في عينيها من كراهية وغضب.ضحك أبو زيد مجدداً:"إذن، لندع إخوتي يستمتعون قليلاً."بمجرد أن خرجت الكلمات من فمه، ارتفعت الحماسة في عيون رجاله. كانوا قد كبحوا أنفسهم منذ البداية رغم أن أنظارهم لم تخلُ من الشهوة، أما الآن فقد أصبحت نظراتهم جريئة ومليئة بالرغبة الفاجرة، يتأملون جسد روان بشهية متوحشة.أما رامي فظل واقفاً جانباً، مطأطئ الرأس، لم يلقِ نظرة واحدة إلى المشهد.لم يكن من المهتمين بمثل هذه الأفعال. ومع ذلك، لم يخلُ قلبه من لمحة تعاطف مع المرأة وم
Read more

الفصل273

"اذهب، وفك الحبال عن يديها، ما الفائدة أن تبقى مربوطة؟" قال أبو زيد وهو يوجه كلامه إلى رامي."أمر." أجاب رامي وهو يخطو باتجاه روان.كان الحاضرون قد سمعوا بوضوح ما قاله أبو زيد قبل قليل حين أمر رجاله بالاعتداء على روان.هؤلاء مثل الذئاب الجائعة، كانوا قد انقضوا عليها بالفعل، لكن المسافة بينها وبينهم لم تكن قصيرة.وما إن سمعوا أوامر أبو زيد الجديدة، حتى توقفوا دفعة واحدة، يبتلعون ريقهم بلهفة، وعيونهم مثبتة على روان، ينتظرون بفارغ الصبر أن يفك رامي قيودها.أما روان فقد حدقت في أبو زيد بعينين ممتلئتين بالكراهية، نظراتها تكاد تفتك به إرباً.أبو زيد، ذلك المريض السادي، ازداد استمتاعاً وهو يتلقى مثل هذه النظرات، ابتسم ببرود وقال بنبرة متلذذة:"هل تكرهينني؟"ثم تابع ساخرًا:"للأسف، سحقكِ لا يختلف عندي عن سحق نملة. مهما كرهتِني، لا تستطيعين فعل شيء. غضب العاجزين هو منشّطي ومتعة حياتي."اقترب رامي منها، وسحبها بعيداً عن حافة المبنى، ثم انحنى ليفك وثاقها.وفي اللحظة التي تحررت فيها يداها، اندفعت روان بجنون باتجاه أبو زيد.كان قريباً منها، إذ وقف بجانب رامي، لذلك حين هجمت عليه لم يجد أحد وقتاً لرد
Read more

الفصل274

عندما بلغ أبو زيد السادسة عشرة، أُلقي به في ساحة قتال الوحوش، ليصارع حيوانات مفترسة في معارك حياة أو موت.ومنذ اليوم الذي خرج فيه حيًّا من تلك الساحة، حصل على أول فرقة مسلّحة في حياته، وصار يملك قوة عسكرية خاصة به، وبدأ ينفذ لعرّابه صفقات قذرة، يدخل في حروب دموية مع العصابات الأخرى، يقتل وينهب، وفي الوقت نفسه يخضع لتدريبات عسكرية صارمة كتلك التي يخضع لها المرتزقة.وعندما بلغ الثامنة عشرة، تضخمت قوة أبو زيد حتى بات بإمكانه مواجهة الجيش المحلي في دولة ألف.وعند الرابعة والعشرين، أنهى حياة عرّابه بيده، وتربع على عرش أكبر عصابة في دولة ألف.رجل غير بشري مثل هذا، من المستحيل أن تكون روان نداً له.لكن الإنسان حين يُدفع إلى أقصى درجات الغضب واليأس، وتختفي لديه مخاوف الموت، يخرج من داخله طاقة هائلة لا يمكن تصورها.وهذا ما حدث لـ روان في تلك اللحظة.فهي تعرف جيداً أنها لن تخرج من هذا المبنى حية.لكنها فكرت: إن كانت ستلقى حتفها، فالموت بعار وانتهاك أقذر ألف مرة من أن تموت وهي تقاتل حتى آخر نفس.فقررت أن تفجر كل ما بداخلها من غضب وحقد مكتوم ضد أبو زيد، وأن تجعل دمها يروي ثأرها.ارتسمت الدهشة على
Read more

الفصل275

دويّ الرصاص دوّى في السماء.أما سكّان الجوار، فقد اعتادوا على مثل هذه الأصوات، وظنّوا أنها ليست سوى أحد طواقم التصوير تصوّر في مبنى الخراب القريب، ولم يعرفوا أن ما يحدث داخله يفوق ما يعرض على شاشات السينما إثارة ورعباً.قبل عشر دقائق.وصل حمدي في الموعد المحدد إلى أسفل المبنى.وصعد حتى الطابق السادس والعشرين.وما إن وقعت عيناه على المشهد أمامه، حتى كادا جفناه يتمزقان من الغضب.كانت روان مضرّجة بالدماء، وجهها مليء بالكدمات الزرقاء والحمراء، وها هو أبو زيد يقبض على عنقها بيد واحدة، يرفعها عن الأرض، جسدها متدلٍ في الهواء، وجهها محمَرّ من الاختناق، وعلى بعد سنتيمترات من قدميها كان الفراغ الموحش، حافة الخراب بلا أي حواجز.يكفي أن يُفلتها، فتسقط من ارتفاع ستة وعشرين طابقاً إلى موت محقق.حتى أكثر الرجال رباطة جأش، أمام هذا المشهد لن يستطيع أن يحافظ على برودة دمه.انقبض قلب حمدي، وانقطع نفسه، كأن السكاكين تنهش صدره.شدّ أبو زيد قبضته أكثر، ثم التفت نحو حمدي بابتسامة ساخرة: "جئت؟"جف حلق حمدي، طعم الدم يملأ فمه.حاول أن يجعل صوته ثابتاً رغم التوتر: "دعها تنزل أولاً."ابتسم أبو زيد، وعيناه مليئت
Read more

الفصل276

رفع حمدي رأسه ليقابل نظرات أبو زيد: "أنا أبادلها بك. أرسل رجالك ليأخذوها بعيداً من هنا."ابتسم أبو زيد ابتسامة عريضة، صوته يقطر سخرية: "ألم يقل العشاق إنهم يتقاسمون المصير؟ لماذا إذن عند الشدّة يفرّ كلّ واحد في طريقه؟"لم يلتفت حمدي لكلامه، بل احتضن روان بين ذراعيه كأنها كنز هشّ، خائف أن يزيد جروحها ألماً.كانت مثخنة بالكدمات والجروح، بعضها ما زال ينزف، حتى صبغ دمها ثيابها. قلبه تمزق إلى شظايا وهو يراها هكذا.قال بصرامة لا تحتمل الجدال: "سأنزل بها إلى الطابق السفلي، وأنت رتّب لإخراجها."لكن ما إن نطق، حتى ومضت نقطة حمراء على جبهة أبو زيد.ثم ظهرت نقاط مماثلة على صدور ورؤوس رجاله.زمجر أبو زيد: "اللعنة! جئت ومعك قناصون؟!"ارتسمت على شفتي حمدي ابتسامة باردة ومتهكّمة.رجال أبو زيد تبادلوا النظرات في ذهول، أحدهم سبّ تحت أنفاسه:"تباً! ألم نتأكد أنه جاء وحده؟"رد آخر بارتباك: "كان فعلاً وحده...""إذن من أين خرج هؤلاء القناصون؟!"هزّ أبو زيد كتفيه بلا مبالاة، وعادت ابتسامة ساخرة إلى وجهه:"هذا هو حمدي الذي أعرفه. لو أتيت وحدك لتسلم رقبتك، لما استحققت أن تكون خصمي."ومع أن الموقف انقلب لصالح
Read more

الفصل277

ذلك اليوم، انتظر حمدي طويلاً.وأخيراً، وقع أبو زيد بين يديه، وصار بإمكانه الإطباق عليه وعلى رجاله جميعاً دفعة واحدة.في الخارج، كان الكمِين محكماً، رجاله منتشرين بكثافة، ليس القنّاصة فقط، بل حتى المرتزقة الذين استقدمهم ليلة البارحة على عجل من خارج دولة الشمال.وعندما وصل حمدي قبل قليل، تفقّد الوضع بدقة، وتماماً كما توقّع: لم يعد لِأبي زيد الكثير من الأتباع داخل دولة الشمال.هؤلاء المجتمعون هنا يكادون يكونون كل ما تبقّى له.وفقاً للخطة التي وضعها حمدي ليلة البارحة لو سارت الأمور بسلاسة، سيتمكّن من إنقاذ روان، وفي الوقت نفسه الإطاحة بـ أبو زيد ورجاله في دولة الشمال.لكن هذه الخطة تتطلّب أن يعرّض نفسه للخطر، وإن فشلت فلن يخرج لا هو ولا روان أحياء.النجاح كان على وشك التحقّق، إلى أن تغيّرت المعطيات فجأة.لم يتوقّع حمدي أن يُقدم أبو زيد على خطف لين…صرخت روان وهي بين ذراعيه، متشبّثة بثيابه والدموع في عينيها:"أنقذ لين… يا حمدي، أرجوك أنقذ لين!"أظلمت ملامح حمدي، وقلبه يئنّ.هذه الفرصة انتظرها طويلاً، الآن هم في مدينة السحاب على أطراف دولة الشمال، والحدود مع دولة ألف قريبة.المروحية واقفة أ
Read more

الفصل278

ينظر إليها حمدي بعينين مليئتين بالحنان، صوته دافئ وهو يطمئنها:"لا تخافي يا روان… أختك لين لن يصيبها أي سوء."تشبثت روان بثياب حمدي، جسدها يرتجف لا إرادياً.فالإنسان حين يبلغ ذروة الخوف والتوتر، لا يستطيع السيطرة على ردود فعله الجسدية.قبل قليل، وهي تقاتل أبو زيد بكل ما أوتيت من قوة، لم يكن الموت يرعبها، بل كانت مستعدة لأن تفنى في سبيل الكرامة.لكن ما إن رأت لين بين أيديهم، حتى تجمّد الدم في عروقها.هي قد لا تخشى الموت، لكنها لا تملك القدرة على مشاهدة أختها الصغيرة تُقتل أمام عينيها.حمدي كرر بصوت هادئ حازم: "لا تخافي يا روان."على سطح المبنى المهجور.كانت المروحية قد هبطت، فيما لا تزال لين أسيرة بين يدي ذلك الرجل الضخم.وخلال تحرّكهم، أعاد القنّاصة المنتشرون في المباني المحيطة تموضعهم، محافظين على زاوية الرؤية.ولحسن الحظ، كان المبنى الذي يتمركزون فيه هو الأعلى في المنطقة، مما أعطاهم أفضلية واضحة في التصويب.ظهرت النقاط الحمراء مجدداً على رؤوس رجال أبو زيد، ومع ذلك ظلّ متماسكاً، يبتسم وكأن شيئاً لم يحدث.اتجه بخطواته نحو المروحية.أما حمدي فاقترب ليتسلّم الرهينة.وفي اللحظة التي صعد ف
Read more

الفصل279

تبعت روان حمدي بخطوات مثقلة إلى مركز شرطة مدينة السحاب من أجل تسجيل إفادتها.وبمجرد وصولهما، تغيّر تعامل الشرطة بشكل واضح بعدما علموا بهوية حمدي.ومن خلال حديث جانبي بين الضباط وحمدي، عرف أنّ الذي قدّم البلاغ هو رجل، وأن الشرطة استخدمت وسائل تقنية لتحديد هويته.وكان ذلك الرجل هو فهد.قال أحد الضباط: "المُبلِّغ ذكر أنّ صديقته قد خُطفت إلى مدينة السحاب، وأضاف أن الخاطفين بحوزتهم أسلحة نارية. فور تلقينا البلاغ، باشرنا بعمليات البحث، وحين وصلنا إلى الموقع المُحدد..."كل هذه التفاصيل كانت موجهة إلى حمدي على انفراد، بينما روان لم تكن تعلم شيئاً عنها.سرعان ما أنهت روان إفادتها وغادرت غرفة التحقيق.قال أحد الضباط: "يمكنكما المغادرة الآن."لكن روان لم تستطع كبح دموعها، خاطبت الشرطة بصوت متقطع:"أيها الضباط، أرجوكم أنقذوا أختي لين… الخاطف رجل مجنون، أختي لا تزال في الثامنة فقط، إذا وقعت بين يديه… أنا…"كان صوتها يرتجف والدموع تغمر وجهها.رغم أن لين هي ابنة زوجة أبيها حبيبة، إلا أن روان لطالما عاملتها كأخت حقيقية، وبعد سنوات من العِشرة، احتلّت مكانة عميقة في قلبها.كانت تخشى أن تفقدها إلى الأبد.
Read more

الفصل280

"نعم." حمدي أطرق برأسه وقال: "قبل قليل في مركز الشرطة، سألت رجال الشرطة، فكان من بلّغ عن الحادث هو فهد.""فهد؟" روان عقدت حاجبيها بشدة، "لقد اختفيت منذ ليلة واحدة فقط، وأنا أساساً ليست لي أي علاقة به في الأيام العادية، كيف عرف أنني تعرضت للاختطاف؟""وهذا ما يثير شكوكي أيضاً. في البداية كانت صديقتك هي من لم تتمكن من التواصل معك، وخشيت أن يحدث لك مكروه فبادرة إلى التبليغ. لاحقاً عدتُ إلى المنزل، وأكدتُ على عائلتك وعائلتي أن يخبروا الشرطة بأنك قد عُثِر عليك، وألا يقوم أحد بالتبليغ مرة أخرى. من المفترض أن فهد لم يكن ليعرف أنك اختفيت، فضلاً عن أن يعرف أنك خُطِفت."بعد ثلاث ساعات من الطيران، كانت مشاعر روان قد هدأت.الأمر قد وقع بالفعل، ولين أُخذت رهينة عند أبو زيد في دولة ألف. وبعد الانهيار العاطفي والانفعال في البداية، بدأت تستعيد هدوءها."وفوق ذلك، هو كان يعرف أنني خُطِفت إلى مدينة السحاب..." روان حللت ببرود، "لابد أن أحدهم قد أخبره بأن أبو زيد اختطفني، وإلا فهو على تواصل مع رجال أبو زيد، وإلا فمن المستحيل أن يعرف بهذه الدقة."وجه حمدي تغير فجأة، وصوته صار حاداً: "الشخص الوحيد الذي كان يع
Read more
PREV
1
...
2627282930
...
52
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status