All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 311 - Chapter 320

510 Chapters

الفصل311

في تلك الليلة، أصاب الأرق روان.كانت مقاطع التسجيل تتردّد مرارًا في أذنيها.حنين تقف خلفها أبو زيد.لم تكن روان تعرف إلى أي مدى اطّلعت حنين، بوصفها ابنة بالتبنّي في عائلة درويش، على أسرار العائلة.ولم يسبق لها أن سألت حمدي بوضوح عمّا إذا كانت حنين تشغل منصبًا في مجموعة درويش.إن كانت حنين تعمل داخل المجموعة وتصل إلى بعض أسرارها التجارية، ثم سرّبتها إلى أبو زيد، فذلك سيكون بالغ الضرر على المجموعة.ثم إن أبا زيد يكنّ الكراهية لعائلة درويش، وكل ما فعله في السابق لم يكن سوى انتقامًا من حمدي.فإذا كانت حنين تحب حمدي، فلماذا تساعد عدوّه وتقف ضده؟ هذا ما حيّر روان كثيرًا.هل وعدها أبو زيد بشيء ما؟تقلبت روان في فراشها تفكر، ولم يغمض لها جفن حتى بزغ ضوء الفجر....حين استيقظت، كان الوقت قد تجاوز الثانية والنصف بعد الظهر.جلست على السرير تتأفف، ثم تنهدت باستسلام.تذكرت أن المحقق الخاص حسام، في المقهى بالأمس، سلّمها نسخًا ورقية من الصور وأرسل إليها لاحقًا ملفات إلكترونية.غسلت وجهها وجلست أمام الحاسوب، ثم أرسلت تلك الملفات إلى بريد حمدي الإلكتروني.قالت في نفسها: "الأفضل أن أساعده، فقد أنقذ لين،
Read more

الفصل312

في تلك الليلة شعرت روان بضيق مفاجئ في صدرها.فتحت البريد الإلكتروني، ثم بدأت تمسح الكلمات واحدة تلو الأخرى."يكفي، لقد قمت بما يجب عليّ، أمّا كيف سيتصرّف حمدي مع حنين، فذلك لم يعد شأني."كان اليوم عطلة نهاية الأسبوع، ولم تكن روان مضطرة للذهاب إلى مكتب الأفق للمحاماة.اكتفت بكوب حليب وساندويتش بسيط.لكن شعورها بالانزعاج لم يخف.لمّا رأت الشمس مشرقة بالخارج، رتبت نفسها وخرجت تتمشى.قرب فيلتها كان هناك حديقة كبيرة.دخلتها ماشية، والناس كثيرون فيها، معظمهم عائلات مع أطفال.الأشجار خضراء يانعة، والتوليب والورد يتفتحان في مشهد بديع.على العشب، أسرٌ تفترش الأرض للنزهة، وأطفال يركضون يلهون بالطائرات الورقية.خطت روان بين العشب، والمشهد المليء بالحياة خفّف من قلقها.جلست تحت شجرة كبيرة على مقعد خشبي لترتاح.فجأة سمعت بكاء متقطعًا لطفلة.اقتفت الصوت حتى وصلت خلف تمثال صغير، فإذا بطفلة تبكي وحدها.كانت ترتدي فستانًا زهريًا فوقه كنزة صوفية بيضاء، شعرها مربوط بضفيرتين مع ربطات شعر على شكل أرانب صغيرة.روان تذكرت أن لين اشترت مثل هذه الربطات، ويبلغ سعرها أكثر من 7000 دولار.اقتربت روان منها وسألتها
Read more

الفصل313

رأت ثناء أيضًا روان، فظهر في عينيها أثر الدهشة وقالت: "أليست هذه المحامية روان؟ يا لها من صدفة!"ابتسمت روان وقالت: "كنت أتمشى في الحديقة وسمعت بكاء طفلة، فذهبت أرى ما الأمر. لم أتوقع أن تكون والدة لطيفة هي أنتِ."قالت ثناء بعينين ممتنتين: "هل أنتِ من أحضرتِ ابنتي لطيفة إلى هنا؟ شكرًا جزيلًا لك."ابتسمت روان قائلة: "لا شكر على واجب، مجرد مساعدة بسيطة."التفتت ثناء إلى ابنتها وقالت مبتسمة: "لطيفة، قولي شكرًا للمحامية روان."رفعت الطفلة عينيها البريئتين إلى روان وقالت بصوت طفولي صافٍ: "شكرًا أيتها الأخت روان."ضحكت روان وربّتت على رأسها: "لطيفة فتاة مطيعة فعلًا."أمسكت ثناء بيد ابنتها وقالت لروان: "محامية روان، لا أعرف كيف أشكرك. اسمحي لي أن أعزمك الليلة على العشاء."ابتسمت روان بهدوء: "لا داعي."سألتها ثناء بحماس: "هل يعني ذلك أنك مشغولة الليلة؟ لا بأس، غدًا إذن، أو أي يوم يناسبك."لوّحت روان بيدها: "حقًا لا حاجة لذلك."لكن ثناء أصرت بإلحاح، فلم تستطع روان أن ترفض أكثر وقالت أخيرًا:"حسنًا... الليلة عندي أمر، فلنؤجلها إلى مساء السبت القادم."ابتسمت ثناء بعفوية: "اتفقنا إذن."في دولة ألف
Read more

الفصل314

شحبت ملامح حنين فجأة وقالت بذعر: "هل هم رجال عائلة درويش؟ هل جاؤوا ليقتلوني؟"وبينما كانت تتكلم، اندفع بعض الرجال وحطموا زجاج السيارة الأمامي بعنف.صرخ صارم: "آنستي، سأعطلهم! اهربي بسرعة!"ثم اندفع ليقاتلهم بكل قوته.تعالت أصوات الرصاص من جديد.فتحت حنين باب السيارة، وخلعت حذاءها ذا الكعب العالي وبدأت تجري بكل ما أوتيت من قوة.الرجال الذين أرسلهم حمدي هذه المرة، كانوا من المرتزقة الذين يعيشون في الخارج منذ سنوات، كل واحد منهم مدرّب تدريبًا عاليًا.أما صارم، فمع أنه حارس مدرّب ويتمتع بمهارة جيدة، إلا أنه لم يكن يملك أي فرصة أمام هذه المجموعة.سرعان ما طرحوه أرضًا، وقد أصيب برصاصتين، إحداهما في فخذه، والأخرى في ذراعه اليسرى، فسال الدم بغزارة حتى غطّى الأرض.قال قائد المجموعة ببرود: "خذوه وأوقفوا نزيفه، لا نريد قتله."بعد قليل، جاء مرتزق أشقر من دولة ألف وهو يجرّ حنين قائلًا:"أمسكنا بها."ركلت حنين برجليها في الهواء، تقاوم وتصرخ بغضب: "اتركوني! أيها الأوغاد! أطلقوا سراحي حالًا!""صفعــــة!"وجه القائد لها ضربة قوية على وجهها، فسال الدم من فمها، واحمرّ خدها بشكل فاقع.قال بصوت منخفض لكنه
Read more

الفصل315

تحسست حنين ما أُلقي لها، وبضوء القمر المتسلل من فتحة التهوية رأت أنها بطانية.كانت مغطاة بطبقة كثيفة من الأوساخ، سوداء لا يُعرف لونها الأصلي، وتفوح منها رائحة كريهة تكاد تُقيِّئ المرء، ولا يُعرف منذ متى لم تُغسل."آخ..." تقيأت جافًا بشكل لا إرادي.في النهار كانت قد تقيأت مرات عديدة بسبب دوار البحر.وبما أنها لم تأكل شيئًا، لم يكن في معدتها سوى عصارة حامضة، فلم يخرج شيء منها سوى الألم.ازدادت حالتها سوءًا، فدفعت البطانية بعيدًا باشمئزاز.لقد اعتادت في عائلة درويش أن تعيش حياة مترفة بين الملابس الفاخرة والطعام الفاخر، ولم تتعرض يومًا لمثل هذه المذلة.حتى عندما كانت والدتها على قيد الحياة، ورغم أنها ابنة خادمة، لم تعش ظروفًا بهذا السوء.جلست حنين تضم ركبتيها وتبكي بصوت خافت، لكن بكاءها ابتلعته أمواج البحر.كان الطقس في الشتاء شديد البرودة، وعلى سطح البحر كان الليل أشد قسوة.ارتجف جسدها بشدة، وازرقت شفتاها، كأن دمها كله تجمد في عروقها.وفي النهاية، لم تجد بُدًّا من أن تأخذ تلك البطانية القذرة وتلف نفسها بها لتحافظ على حياتها.بعد أيام من المعاناة في البحر، وصلت أخيرًا إلى دولة الشمال.أيام
Read more

الفصل316

"حسنًا، أسرع قليلًا، إذا أتى الزعيم ولم يجدك فسيغضب.""أعلم، أعلم."......فتحت حنين عينيها مجددًا بعد مرور ثلاث ساعات.بدأ وعيها يعود شيئًا فشيئًا، وأخذت تحرك عينيها لتتفحص المكان من حولها.مساحة ضيقة مظلمة، تشبه إلى حد كبير تلك الغرفة في السفينة.شعرت باهتزازات خفيفة، فأدركت أنها الآن في شاحنة كبيرة.هذا المكان المظلم هو على الأرجح صندوق الشاحنة.كانت ثيابها ما تزال مبللة، غير أنهم ألقوا عليها بطانية سميكة، ويبدو أنهم خشوا أن تموت من البرد.لفّت البطانية بإحكام حول جسدها، واحتضنت نفسها وهي تبكي حتى ارتجف كتفاها.ما أقسى هذا الطريق!لم يبق لها أي مظهر من مظاهر "ابنة العائلات الكبيرة"، بل حتى من دون النظر في المرآة، كانت متأكدة أن هيئتها الآن لا تختلف عن متسولة مشردة في الشوارع.بكت بصوت مكتوم، حتى تعبت من البكاء وأسندت ظهرها إلى جدار الصندوق الحديدي لتستريح.ورغم أن البطانية غطت جسدها، إلا أن الملابس المبللة كانت باردة كالجليد، جعلتها ترتجف كما لو كانت في كهف جليدي.خمّنت حنين أن الشاحنة في طريقها نحو سرابيوم.ربما بعد ساعات قليلة سترى حمدي.وأخيرًا توقفت الشاحنة.جُرّت بعنف إلى الخار
Read more

الفصل317

بعد أن أنهى حمدي أعمال مجموعة درويش، توجه مباشرةً إلى القاعدة.في القبو.وقف حمدي على بُعد ثلاثة أو أربعة أمتار من حنين."حمدي! حمدي، أخيرًا جئت لتراني!" ما إن رأت حنين حمدي حتى بدت وكأنها جنّت، تصرخ وتبكي بجنون محاولة الاندفاع نحوه.كان صوتها مبحوحًا بشدة، مما جعل صراخها يبدو مخيفًا.لكن يديها وقدميها كانتا موثوقتين، والحبال مثبتة بباب حديدي مجاور، وكأنها مربوطة كالكلاب، بلا ذرة من كرامة.قطّب حمدي جبينه، وامتلأ الجو من حوله بضغط خانق.قال ببرود: "من سمح لك أن تناديني هكذا؟"تجمدت حنين للحظة، ثم ضحكت بمرارة."ولِم لا؟ تريدني أن أناديك يا أخي؟" ابتسمت ابتسامة غريبة، "يمكنني ذلك، فأنا أحب أخي أكثر من أي شيء."ضاقت عينا حمدي: "أتدرين ما الذي تقولينه؟"صرخت بصوت أجش: "بالطبع أدري! أنا أحبك، أعشقك يا حمدي! ألا تشعر بناري؟"ثم تابعت بجنون: "أتتساءل لِمَ فعلتُ كل تلك الأفعال؟ لأجلك أنت! يا حمدي، طوال هذه السنين، ألم تكتشف مشاعري بعد؟"أضاءت الإضاءة الصفراء الخافتة في القبو ملامح وجهها المشوهة بالجنون، وانكشفت في عينيها نزعة مرضية طالما أخفتها عشرات السنين.ساد القبو صمت ثقيل.وقف حمدي منتصبً
Read more

الفصل318

بعد نصف ساعة، كان نايف يريد أن يقول لحمدي إن الوقت قد حان، وإن حنين لم تعد قادرة على الصمود.هل ينوي السيد أن يترك حنين تموت هنا؟نظر نايف إلى حمدي، مظهره يوحي بالتردد.لم يكن شفقته على حنين، فهي قلبها كالحية والعقرب، ودمها ملطخ بأرواح أبرياء. وما عانته الليلة لا يقارن بما اقترفته يداها.لكن، لو ماتت حنين الليلة على يد حمدي، فلن يكون من السهل شرح الأمر للجد والجدة من عائلة درويش.كان وجه حمدي بلا أي تعبير.ولم يظهر عليه أدنى نية لإيقاف العقوبة.ارتبك نايف، فهو يعرف كم تعني روان لحمدي، ولم يشك للحظة أن سيده قادر على تعذيب حنين حتى الموت انتقامًا لما فعلته بروان.لكن، لو حدث ذلك، كيف سيكون موقف الجد والجدة؟فحنين تبقى الابنة المتبناة لعائلة درويش، والجدة كانت تدللها، ومن الواضح أنه في نظرهما حتى لو ارتكبت جرائم، فالأولى أن تُسلَّم للعدالة بدلًا من أن تموت بيد حمدي.اعتقد نايف أن حمدي عازم على قتل حنين في هذا الليل المثلج.لكن في اللحظة التالية، أشار له حمدي بيده.فهم نايف فورًا، وأمسك بجهاز اللاسلكي قائلاً:"يكفي، توقفوا."بدأت المروحية بالهبوط ببطء.كانت حنين قد تجمدت حتى صار وجهها أرجو
Read more

الفصل319

قبل أن تتخذ مجموعة درويش قرارها، استدعى حمدي بنفسه روان، لأن ما اقترفته حنين في الماضي كان موجّهًا ضدها في معظم الأحيان.قاعة عائلة درويش.عندما سمعت الجدة درويش أن حفيدها لديه أمر مهم ليعلنه، خمّنت أنه يخص حنين، فسارعت بالعودة من المصحة.كما قطع جاسم درويش عمله وعاد على عجل.جلس جميع أفراد العائلة في الصالة على الأرائك، والجو متوتر وجاد.حين رأت الجدة درويش روان جالسةً على الأريكة، بدا في عينيها بعض النفور، لكنها تظاهرت بالبرود وسألت:"حمدي، ما الذي يحدث؟"اتجهت أنظار الجميع نحو حمدي.كان وجهه هادئًا باردًا، أخرج هاتفه واتصل قائلًا ببرود:"أدخلوها."ثم قال بنبرة جامدة: "بعد قليل ستعرفين يا جدتي."دارت عينا الجدة درويش بالقلق والاضطراب.بعد خمس دقائق، دخل نايف ومعه حنين.تجمدت الجدة درويش لوهلة، ثم تقدمت نحوها بخطوات مرتجفة، ملامحها غاضبة لكنها حزينة:"حنين! يا ابنتي، يا لكِ من حمقاء!"كانت حنين شاحبة الوجه، شفاهها جافة متشققة، وعيناها غائرتين سوداوتان من الإرهاق، مظهرها أقرب إلى من يحتضر.رقّ قلب الجدة درويش قليلًا، لكنها سألتها: "حنين، ما الذي جرى لكِ في هذه الأيام؟ كيف أوصلتِ نفسكِ
Read more

الفصل320

صَدمت كلمات حمدي الجميع، فشحب وجه الجدة درويش في الحال، واتسعت عيناها وهي تصرخ: "ماذا تقول!"ارتبك كل من جاسم درويش ونوال خوفًا من أن يُصيب العجوز مرض القلب مجددًا.تدخل جاسم درويش بسرعة: "حمدي، كفى حديثًا، ليأخذ أحدُهم والدتي لترتاح."أما نوال فلم تكن تعلم إلا أن حنين قد تعاونت مع أبو زيد، لكنها لم تسمع من قبل عن "تطمح إلى أخيها بالتبنّي" أو "إزهاق الأرواح"، فصُدمت وساد الصمت لوهلة.همست مرتبكة: "هذا... هذا يعني أن حنين تحمل مشاعر غير لائقة تجاه حمدي؟"كانت الجدة درويش ترتجف، فحاولت الخادمة مساعدتها: "مدام، دعيني أرافقكِ إلى غرفتك."لكنها دفعت يدها بغضب: "لا تلمسيني! أنا بخير! حمدي، وضّح لي، ما معنى أن حنين تشتهي أخاها وتلطخت يداها بالدماء؟"حتى نوال التفتت بحدة إلى حنين وسألتها بصرامة: "هل هذا صحيح؟"كان وجه حنين شاحبًا كالجثة، ترتجف وتتمتم: "أنا... أنا..."قال حمدي ببرود وصوت خالٍ من العاطفة: "المعنى واضح كما سمعتِ."لم تتوقع روان أن يفضح حمدي مشاعر حنين المريضة أمام الجميع.لم تحتمل الجدة درويش وقع الكلام، وضعت يدها على صدرها وقالت بعجز:"أحقًا يا حنين؟ هل كنتِ تحملين هذه المشاعر ت
Read more
PREV
1
...
3031323334
...
51
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status