All Chapters of لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل: Chapter 341 - Chapter 350

466 Chapters

الفصل 341

في دار الأيتام، وضع أنس الفاروق لينا الشربتلي على السجادة برفق، برفقة منى.أسرعت منى تطلب من العاملين هناك إحضار خرطوم ماء ناعم، وبدأت تسكب الماء البارد بغزارة على ظهر لينا، محاولةً غسل الحمض من بشرتها.ورغم أنها كانت فاقدة للوعي، إلا أن جسد لينا المرتعش لم يتوقف عن الارتجاف من شدة الألم.أنس، وهو يراها تتألم إلى هذا الحد، شعر أن قلبه نفسه يُسحق تحت وطأة الذنب والعجز.تسلّل إليه شعور بالذنب كالسيل، جعله يركع أمامها مرة أخرى.رفع أصابعه الشاحبة، ولمس وجهها الذي خلى من أي لون.لكن ما لمسه... كان جلدًا بارداً، خالياً من الحياة، خالياً من الدفء.توقّف قلبه للحظة.عادت إليه فجأة تلك الذكرى المرعبة منذ ثلاث سنوات، حين فقدها لأول مرة، وتدفّق الخوف داخله كفيضانٍ لا يُردّ.بيدين مرتجفتين، قرّب أنامله من أنفها... لكنه لم يشعر بأي نفس.جسده كله انهار في لحظة."منى... هي لا تتنفس..."توقّفت منى عن صب الماء، وامتدت يدها بسرعة إلى أنف لينا وعنقها لتفحص النبض."ما زال هناك نفس، ضعيف جدًا... لكنها خضعت لجراحة كبيرة من قبل، وهذه الإصابة خطيرة للغاية... ربما لا تتحمّل."ما إن أنهت كلماتها، حتى فقد أنس ص
Read more

الفصل 342

وحين وصلت مريم وسامح إلى المستشفى، كان أول ما رأوه هو أنس الفاروق جالسًا على الأرض، كجسد بلا روح.اقترب سامح منه، وعندما رأى أصابعه وقد اسودّت من أثر الحمض، قال بسرعة: "سيد أنس، سأجلب طبيبًا فورًا."أسرع سامح واستدعى طبيبًا لمساعدته في معالجة يده المحترقة.لكن أنس لم يُبدِ أي رد فعل... جلس هناك، جامدًا، يتركهم يتصرفون بجسده وكأنه مجرد صدفة فارغة.أما مريم، فلم يكن لديها وقت للقلق بشأن أنس، كانت تمسك بيديها بإحكام، تنظر فقط نحو باب غرفة الطوارئ المغلق، وقلبها يكاد يتوقف.ومع مرور كل دقيقة، بدا الزمن وكأنه يتباطأ...وأخيرًا، انفتح باب غرفة العمليات ببطء.وخرجت منى، ترتدي زي العمليات، غارقة في العرق من رأسها حتى قدميها.لم تكن مريم قد خطت بعد خطوة واحدة نحوها، حتى اندفع ظلٌ أسود من جوارها بسرعة."كيف حالها؟!"أنس، المبتل بالكامل، شعره الأسود الكثيف ملتصق بجبهته، والمطر لا يزال يقطر من أطراف رموشه، لكنه لم يشعر بشيء سوى القلق.كانت عيناه، تلك التي لطالما أضاءت نظراتها قلوب الآخرين، الآن مطفأة تمامًا، لا ترمش، لا تبتعد عن منى.ردت منى، بصوت متعب لكنه مطمئن:"نجت مؤقتًا... لكن حالتها لا تزال
Read more

الفصل 343

في قسم العناية المركزة، كانت لينا ترقد في غيبوبة، ظهرها وقد أُتلفت مساحاته الواسعة بالحروق، والعدوى تعاودها مرارًا، والأطباء يهرعون لإنقاذها مرة بعد مرة.وبعد أسبوعين من الصراع الشرس مع الموت، نجت أخيرًا. لكنها، ما إن استعادت وعيها، حتى أطبق عليها الألم المُمزّق، فغابت عنه من جديد في دوامة اللاوعي.اندفعت منى في فوضى يائسة، تبذل كل ما تملك، لتعيدها مجددًا من حافة الموت...وخارج الغرفة، كان أنس الفاروق واقفًا في صمتٍ، يقطر المغذي في وريده، بينما قلبه ينقبض بألم يكاد يخنقه.لو خُيّر، لفضّل أن يُلقى عليه ذلك الأسيد بدلًا عنها. لكنه عاجز، وهي... هي اختارت أن ترد له جميلًا، بطريقتها الموجعة.كان ينظر إليها من خلف الزجاج، عيناها المغلقتان، ملامحها الشاحبة، والغيبوبة التي تتناوب عليها بسبب الألم—كلها طعنات متتالية في قلبه.الوقت يمرّ، ومنى تتابع نبضات جهاز تخطيط القلب، حتى رأت الخطوط تستقر... فتنفّست الصعداء.خرجت من الممر الجانبي، وتوجهت نحو أنس ومريم، التي كانت جاثية على الأرض، وقالت بفرحٍ لا تخطئه الأذن:"الآنسة لينا تجاوزت مرحلة الخطر!"تهدّلت أطراف مريم، وانهارت جالسة وهي تبكي بحرقة، وقد
Read more

الفصل 344

بعد أن سقاها الماء، سألها أنس الفاروق بصوت خافت: "هل ترغبين بالمزيد؟"هزّت لينا رأسها برفق، وعيناها وقعتا على أصابعه النحيلة التي تحمل آثار حروق واضحة.رفعت بصرها إليه وسألت: "يدك... ما بها؟"انكمشت أصابعه قليلًا وتجنب نظراتها، ثم استخدم يده الأخرى ليمسك منشفة نظيفة ويمسح بلطف قطرات الماء عن شفتيها.لم يُجبها، ولأنها أدركت أنه لا يريد الحديث، لم تُلح. اكتفت بأن تتلفت بعينيها النقيتين في أرجاء الغرفة: "كم بقيتُ غائبة عن الوعي؟"بعد أن أنهى مسح شفتيها، أجابها بهدوء: "أكثر من نصف شهر."ظنّت أنها كانت نائمة لبضعة أيام فقط، لكنها لم تتوقع أن تغيب كل هذه المدة...أول شخص رأته حين فتحت عينيها كان أنس الفاروق... لكن أين مريم؟ وأين وليد؟أرادت أن تسأل، لكنها رأت أنس يرفع وجهها برقة ليبدل وسادتها بواحدة أنظف، ثم أحضر مستلزمات النظافة، وبدأ ينظف وجهها وفمها وبشرتها المكشوفة.كان يفعل ذلك كله بهدوء وكأن الأمر أصبح عادة، وكأن طوال فترة غيبوبتها... كان هو من يعتني بها.شعرت بشيء من الحرج، فأخفضت رموشها الطويلة الملتفّة، وظلت تحدق في الأرض بصمت.أنهى تنظيفها، ثم نظر إليها بصمت لبضع ثوانٍ، قبل أن ينهض
Read more

الفصل 345

فتح أنس الفاروق باب غرفة المستشفى المغلق، وألقى نظرة خاطفة على وليد الجالس على كرسيه المتحرّك، ثم غادر بخطى ثابتة دون أن ينطق بكلمة.ما دار بينهما داخل الغرفة لم يصل إلى مسامع وليد، فظنّ أن لدى أنس أمرًا طارئًا، ولم يُلقِ الأمر بالًا.ألقى نظرة بعيدة نحو لينا المستلقية على السرير، ثم بدأ يدفع كرسيه المتحرك نحو الداخل...كانت لينا تنظر من النافذة، شاردة الذهن، حتى حجبت هيئةٌ ظلّ الضوء عنها، فأفاقت ببطء من شرودها."وليد..."رفعت عينيها، وما إن رأته، حتى ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة: "أتيتَ..."أومأ برأسه بصمت، لكن حين وقعت عيناه على الضمادات الكثيفة التي تغطي ظهرها، ازداد وجهه شحوبًا فوق شحوبه."لينا... يؤلمك كثيرًا، أليس كذلك؟"حاولت أن تبتسم وتنكر، لكن ما إن حرّكت جسدها قليلًا، حتى اجتاحها ألم مفجع، جعل عرقًا باردًا يتصبب من جبينها.مدّ وليد يده نحو كتفها، كأنه يرغب في طمأنتها، لكنه توقف في منتصف الطريق، وكأن ذكرى مؤلمة أعاقته، فتجمدت يده في الهواء، ثم تراجع.نظر إليها بعينين رقيقتين، ونصحها برفق: "لا تتحركي كثيرًا... قد تُحرّكي الجرح."رمشت بعينيها مرة، لتومئ له طائعة: "حسنًا..."ث
Read more

الفصل 346

تأمّل وليد ملامحها الصامتة، وعلى محياه ارتسمت ابتسامة تنمّ عن صفاء البال واستسلام هادئ.فقال بصوت متهدّج بنبراته: "لينا، لقد رأيتُ بعيني كيف تحبّين حين تحبين بصدق... كيف تندفعين بكل كيانك، كيف تهبين كل شيء من أجل من تحبين... حتى حياتك."تابع وهو يرمقها بنظرة دامعة: "أعرف أن تصديك لهجوم الأسيد لم يكن فقط من أجل رد الجميل... بل لأنك تحبينه."حدّق في وجهها، في تلك الملامح التي أحبّها عمرًا كاملاً، وكان في عينيه حنينٌ وندم ودمع محتبس. "إنكِ تحبينه... تمامًا كما كنتِ تحبينني يومًا... الفرق الوحيد أنني أضعت تلك النسخة من لينا... وفقدتها إلى الأبد."فتقلّب قلب لينا بحرقة، واحمرّت عيناها فجأة: "وليد، أنا... أنا التي خذلتك أولًا... أنا من خان حبك."هزّ رأسه نافيًا، دون أدنى عتب: "أنا من أغضبك، أنا من تسبّب بالحادث، كل ما حدث كان نتيجة أخطائي."ثم تنهد طويلًا، وقال بمرارة: "الحياة منحتني إشاراتي منذ ثماني سنوات، يوم وقع الحادث، لكني تمسّكت بالماضي بجنون... لم أستطع أن أفلتك."صمت لحظة، ثم ابتسم ابتسامة دافئة: "لينا، سامحيني... لقد فقدت ذاكرتي لخمسة أعوام، وحين بدأت أستعيدها، لم يتبقّ لي منها سوى
Read more

الفصل 347

فوضع وليد العقد جانبًا، وعلى وجهه نسمة من الرضى، ابتسامة هادئة تنمّ عن قلبٍ تصالح مع الألم.أما لينا، فكانت ممدّدة على سريرها، رأسها مائل تنظر إليه بصمت، كأنها ترى فيه ذلك الفتى الذي أحبّته يومًا.تراه جالسًا في آخر صفّ من صفوف الفصل، مسندًا خده إلى كفه، يراقبها وهي تمرّ بمحاذاة النافذة.ذلك الفتى، تمامًا كهذا الرجل... نقيّ كنور الفجر، هادئ كنسيم الخريف، مشرق كالأمل، وسامٍ فوق الزمن.تلاقى بصراهما طويلاً، وكأن نظراتهما ودّعت بصمت ذلك الشوق القديم، وتصالحتا مع كل ما فاتهما في عُمرٍ مضى.وبعد لحظة من السكون، أنزل وليد عينيه نحو ساعته، ثم رفع بصره إليها مجددًا، ونبرته هذه المرة كانت حاسمة:"لينا، في تمام الرابعة والربع... سأغادر إلى العاصمة."أحسّت لينا بغصة في قلبها، لا تزال تكابد الذنب، لكن عينيه المطمئنتين جعلتها تبتلع ما كانت تنوي قوله، مكتفية بابتسامة دافئة تشبه وداعها له في أيامه الأولى من البطولة، وهمست برقة: "انتبه لنفسك في الطريق... يا وليد."شَدَّ على العقد بيده فجأة، صوته ازداد عمقًا: "لينا، هل تذكرين ماذا يعني هذا الوقت؟ الرابعة والربع؟"ترددت لحظة، فتشَت في ذاكرتها، لكنّها لم
Read more

الفصل 348

أمام مجموعة الفاروق، كانت أكثر من عشر سيارات فاخرة متوقفة عند المدخل.نزل أنس الفاروق من السيارة بوجه بارد، وخطا بساقيه الطويلتين نحو مكتب الرئيس التنفيذي.تبعه سامح بسرعة، ولما رأى أنس يمشي على عجل، أسرع هو أيضًا ومعه مجموعة من الحراس الشخصيين.قال أنس وهو يمشي بنبرة باردة: "جهّز الطائرة الخاصة المتجهة إلى واشنطن."أجابه سامح: "حاضر، سيد أنس. كم ستبقى هذه المرة في واشنطن؟"ردّ أنس بلا أي انفعال: "سنة."تجمّد سامح في مكانه، ونظر إليه بدهشة: "سيد أنس، لماذا مدة طويلة هكذا؟"لم يرد أنس، وظلت عيناه الباردتان الخالية من أي ضوء محدّقتين للأمام.لاحظ سامح حالته، وكأنه أدرك السبب، فلم يسأله مجددًا.قال: "سأجهّز أغراضك الشخصية الليلة."أومأ أنس برأسه، وتابع سيره نحو المصعد المخصص للرئيس التنفيذي.كان سعيد جالسًا في مكتب الرئيس التنفيذي، يتصفح هاتفه، ولما رآه يدخل، نهض على الفور وقال: "أخي، ألم يُقرّر في الاجتماع الأخير أن يذهب رامي لتولي شؤون الفضاء في واشنطن؟ لماذا تذهب أنت؟"خلع أنس سترته ووضعها على الأريكة، ثم جلس أمام المكتب على شكل U.أخذ فنجان القهوة الذي أُعد مسبقًا، رشف منه قليلًا، ثم
Read more

الفصل 349

ما إن سمع سعيد سخرية مفيد، حتى ألقى هاتفه، ورفع أكمامه بعفوية "ودّية"، ثم سدّد له لكمة قوية من أعماق قلبه.مفيد، نائب الرئيس، تلقّى الضربة بصمت، لم يعلّق، بل اكتفى بابتسامة ساخرة، طوى حاسوبه المحمول، وغادر القاعة بهدوء.لطالما استفزّت سعيد تلك الغطرسة في ملامح مفيد، وكاد يلحق به ليرد له المزيد، لولا أن أنس أوقفه بإشارة صارمة.كان أنس يحدق في الأفق، حيث كانت الشمس توشك أن تغيب. عيناه، اللتان طالما امتلأتا بنجوم الأمل، لم يبقَ فيهما سوى ظلمة لا نهاية لها.اقترب سعيد منه، نزع عنه هزلَه المعتاد، وجلس إلى جواره بهدوء، ثم همس: "أخي... هل هناك شيء آخر تريد أن توصيني به؟"خفض أنس رموشه الكثيفة، وقال بنبرة خافتة: "اعتنِ بها... لا تدع أحدًا يؤذيها."لم يكن على سعيد أن يسأل من هي، كان يعرف الجواب. لكنه تردّد قليلًا، ثم قال: "أخي... ما دام لا أمل في عودتها، فلمَ تُثقل نفسك بكل هذا؟"خفض أنس بصره إلى أصابعه المشوّهة بفعل الحرق، وصمت طويلًا قبل أن يتمتم: "إنني مدين لها..."صفعته ذات مرة كادت تودي بحياتها. حتى بعد أن غفرت له، لم يستطع هو أن يغفر لنفسه.والآن، هي من وقفت تحميه، وتلقّت الحرق نيابة عنه
Read more

الفصل 350

كأنها شعرت بنظرات تلاحقها من الخلف، استدارت تاليا فجأة، وما إن أبصرت أنس الفاروق واقفًا هناك، حتى لمعت عيناها ببصيص من الفرح."أنس... أخيرًا رضيتَ أن تراني..."ركضت نحوه مسرعة، واقتربت منه بلهفة: "أنس، لقد أبعدتني عنك لثلاث سنوات... هل تعلم كم اشتقت إليك؟"ابتسم أنس بسخرية، ورفع زاوية فمه ببرود: "اشتقتِ لي؟"أومأت تاليا بقوة، ودموعها تترقرق في عينيها: "قلت لك من قبل... أحبك منذ الطفولة، كيف لا أشتاق إليك؟"رفع أنس عينيه الباردتين، ونظر إليها نظرة ممعنة، وقال ببرود: "وماذا عن أخي؟"بهت وجهها، وارتبك بصرها، ثم طغت عليه غلالة من الذنب، لكنها تماسكت وقالت بإصرار: "أنا لم أحبه يومًا... لم أحب إلاك، لو لم تكن دائمًا بعيدًا ومنغلقًا، لما وافقت على علاقته بي من الأساس..."مدّت يدها تحاول الإمساك بيده، لكنه سحبها سريعًا، كأنها سُمٌّ.تلك الحركة الحادة، المهينة، لطمت كبرياءها، وأغرقتها في ندم لا يُحتمل."ما كان يجب عليّ... ما كان يجب أن أرفض عرض زواجك، فقط لأتجنب القيل والقال... كان يجب أن أتزوجك فور وفاة أخيك!"لو فعلت، لما وجدت تلك "الحقيرة" لينا طريقًا إليه.ظنّت أن أنس لا يلتفت إليها لأنها ل
Read more
PREV
1
...
3334353637
...
47
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status