في دار الأيتام، وضع أنس الفاروق لينا الشربتلي على السجادة برفق، برفقة منى.أسرعت منى تطلب من العاملين هناك إحضار خرطوم ماء ناعم، وبدأت تسكب الماء البارد بغزارة على ظهر لينا، محاولةً غسل الحمض من بشرتها.ورغم أنها كانت فاقدة للوعي، إلا أن جسد لينا المرتعش لم يتوقف عن الارتجاف من شدة الألم.أنس، وهو يراها تتألم إلى هذا الحد، شعر أن قلبه نفسه يُسحق تحت وطأة الذنب والعجز.تسلّل إليه شعور بالذنب كالسيل، جعله يركع أمامها مرة أخرى.رفع أصابعه الشاحبة، ولمس وجهها الذي خلى من أي لون.لكن ما لمسه... كان جلدًا بارداً، خالياً من الحياة، خالياً من الدفء.توقّف قلبه للحظة.عادت إليه فجأة تلك الذكرى المرعبة منذ ثلاث سنوات، حين فقدها لأول مرة، وتدفّق الخوف داخله كفيضانٍ لا يُردّ.بيدين مرتجفتين، قرّب أنامله من أنفها... لكنه لم يشعر بأي نفس.جسده كله انهار في لحظة."منى... هي لا تتنفس..."توقّفت منى عن صب الماء، وامتدت يدها بسرعة إلى أنف لينا وعنقها لتفحص النبض."ما زال هناك نفس، ضعيف جدًا... لكنها خضعت لجراحة كبيرة من قبل، وهذه الإصابة خطيرة للغاية... ربما لا تتحمّل."ما إن أنهت كلماتها، حتى فقد أنس ص
Read more