كانت نافذة السيارة نصف مفتوحة، كاشفة عن وجه وسيم، وقد تعرفت عليه مريم حتى تحت أضواء الشارع الخافتة.بعد ثوانٍ من التردد، سارعت نحو السيارة بكعبها العالي، وبينما اقتربت، تأكدت أنه هو..."وليد."نادت باسمه بصوت مرتجف.رفع الرجل في السيارة شفتيه وابتسم ببطء: "أختي مريم."ذلك النداء القديم جعل الدموع تملأ عينيها فجأة: "كيف جئت إلى هنا؟!"لقد اتصلت به مرارًا طوال هذه الفترة، لكن هاتفه كان مغلقًا، أو لا يجيب، كما أنها ذهبت للعاصمة لزيارته، لكنه رفض رؤيتها.بدا وكأنه يقطع علاقته بهما تمامًا، قاسي القلب لدرجة أنه لم يعترف بها كأخته...ظنت أنها ستفقد هذا الأخ للأبد، لكنها لم تتوقع ظهوره يوم تقدم أنس للزواج من لينا.هل يعني هذا أن وليد كان يراقبهما دائمًا، لكنه ببساطة لم يتدخل قط؟مد وليد أصابعه الجميلة ليلتقط رقاقات الثلج المتساقطة من الخارج، فأشرقت عيناه الصافيتان النظيفتان بحزن لا يُمحى.حدق في رقاقات الثلج للحظة قبل أن يرد على مريم: "كنت أمرّ من هنا ورأيت المناظر الخلابة، فتوقفت لألقي نظرة."مرّ من هنا؟من يمرُّ من وسط المدينة إلى ضواحيها البعيدة هكذا؟! وفي منطقة لم تُطوّر إلا مؤخرًا...لم ت
Read more