ابتلعتُ ريقي، وأزحتُ جسدي قليلًا إلى مقدّمة المقعد، ومددتُ ذراعي اليمنى ورفعتُ كمَّ الثوب. الجرح بحدّ ذاته ليس خطيرًا، لكن لأن بشرتي بيضاء فخطّ الاحمرار بدا فاقعًا. وحين التأم الجرح وانكمش الجلد عند الحوافّ ارتفعت أطرافه قليلًا، وكلما مرّ بها الكمّ عند الرفع وخزني ألمٌ دقيق كأن نملًا يقضم المكان، فعقدتُ حاجبيّ من غير وعي. فجأةً تجهّم وجهُ سُهيل. "جرحٌ بهذا الطول ولا تُجرين أيَّ معالجة؟" نظرَ ثم قال بنبرةٍ جادّة. ابتسمتُ قليلًا: "لم يعد ينزف، لا بأس." لم يلتفت إلى قولي، واشتدّت ملامحه وانعقد حاجباه، ثم أمسك يدي بطبيعةٍ عفوية وجذب ذراعي نحوه. راحَ يتفحّص الجرح بعناية: "هل عقّمتِه واستعملتِ مرهمًا؟" "عقّمتُه حالما تأذّيتُ البارحة." وما زال عابسًا: "هل أخذتِ حقنة الكُزاز؟" "ها؟" ارتجفتُ يديَّ من الفزع، خفتُ أن يسحبني من فوري إلى المستشفى لأخذ الكُزاز، فسارعتُ أشرح: "لا داعي، الجرح غير عميق، ومقصّي غيرُ مُصدّأ، فلا خطر عدوى." رفع نظره إليّ: "أتخافين الإبر كثيرًا؟" هززتُ رأسي صراحة: "نعم، أخافها." "لكنّكِ وأنتِ مع فارس كنتِ تتبرّعين له بالدم طوال الوقت، أفما كنتِ تخافين إبرة الس
Read more