All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 131 - Chapter 140

300 Chapters

الفصل131

لذلك حين نزلتُ بعدها وظهرتُ من جديد في الطابق السفلي، تسابقت سيداتٌ المجتمع إلى التقرب مني ومجاملتي، وطلبن حجز تفصيلات عالية المستوى. هزّ سهيل، رأسه موافقًا وقال: "حسنًا، تواصلن معها وجدن ما يعجبها." "حسنًا، سأَسألها بعد قليل." بعدما أنهينا الطعام، أصرّ سهيل على إعادتي إلى الشركة، فجلستُ مرة أخرى في سيارته. في الطريق ظلّ يتلقى الاتصالات، وكان واضحًا انشغاله الشديد. وما إن أنهى الاتصالات حتى فتح الحاسوب المحمول الخاص بالعمل وقال: "عذرًا، لديّ بعض الأمور لأعالجها." قلت مبتسمة: "لا بأس، أنجز عملك." في الحقيقة، من ينبغي أن يعتذر هو أنا. فعلى الرغم من انشغاله قطع مشوارًا مخصوصًا مؤخرًا عملًا مهمًا لأجلي، وهذا يثقل عليّ. كان يكفيه بمكانته هذه إجراء اتصالٌ واحد إلى مصلحة الضرائب وإشعارٌ المسؤول حتى يُطلقوا سراحي فورًا. لكنه لم يفعل، بل اختار أن يقتطع وقتًا من زحام أعماله ليأتي بنفسه. فعاد قلبي يخفق من جديد… هل هذه عنايةٌ خاصة وتفضيل؟ أَيكون ما بيننا قد تجاوز حدود العلاقة العادية؟ ولما أوشكت السيارة على الوصول إلى شركتي، خفَّ انشغاله أخيرًا. لمّا رأيته يُغلق الحاسوب، دوّى في رأس
Read more

الفصل132

لم أكد أستقر واقفة حتى جاءني من خلفي ذلك الصوت الهادئ الرقراق: "جيهان…"ارتجفت أذناي وتسارع قلبي فاستدرت: "همم؟"كان سهيل جالسًا في السيارة يميل نحوي قليلًا وعيناه الباردتان كالنجم دافئتان باسمتان وقال لي: "اطمئني، صحتي بخير، شكرًا على عنايتك."كان صدقه في النبرة كفيلًا بأن يفكّ عقد توتري وحرجي، فابتسمت له ببطء: "حسنًا."قال: "إلى اللقاء."ولوّحتُ بيدي: "إلى اللقاء."كنتُ قبل لحظة على وشك الفرار بأقصى سرعة.لكن ردّه الدافئ، جعلني أشعر أنني لم أتجاوز الحدّ، ولم أُخطئ؛ فاشتعل الفرح في صدري من جديد، وبقيت على الرصيف أشيّع مركبته وهي تبتعد.عدتُ إلى الشركة، فهرعت إليّ يارا ما إن رأتني: "مديرتنا جيهان، هل أنتِ بخير؟ جاءت سندس إلى الشركة صباح اليوم تبحث عنك، فقلتُ لها إن مصلحة الضرائب أخذتك، بعدها قالت إنها ستتواصل مع السيد سهيل ليحلّ الأمر…"قلت: "نعم، السيد سهيل أعادني لتوّه، اطمئني، كل شيء بخير."طمأنتُ يارا، وما إن غادرت حتى تغيّر وجهي فورًا.نزار...عضضتُ على أضراسي خفيةً وأخرجت هاتفي واتصلت بعمّتي أولًا.فالعمّة من كبار المساهمين في شركة نزار، وما حدث اليوم يهدد مصلحتها مباشرة، ومن الم
Read more

الفصل133

جلستُ في السيارة فاتصلتُ مباشرةً بنزار. المرة الأولى ثم الثانية لم يُجِب. واصلتُ الاتصال وفي الثالثة أخيرًا فتح الخط. "ما الأمر؟ أنا مشغول!" "بمَ أنت مشغول؟ أم أنك أُخذتَ أنت أيضًا للتحقيق من الضرائب؟" تجمّد نزار لحظة ثم تظاهر بالجهل قائلًا: "ماذا تقصدين؟" ضحكتُ ببرود؛ لا أصدّق أنه يجهل أن الضرائب اصطحبتني صباحًا. "نزار، لقد ورّطتني في مكيدةً قذرة، وجئتُ لأحاسبك." "يا لقلة الأدب! أيّ بنت تنادي أباها باسمه؟" "هل عاملتني من الأساس كابنة؟ وهل أنت أهلٌ لأن تكون أبًا؟ شتمي لك بأنك بهيمة إهانةٌ لكلمة بهيمة." "جيهان! لا تتمادي، على الأقل أنا من ربّاكِ!" "حسنًا، شكرًا لجميل التربية، سأقدّم لك اليوم هديةً عظيمة. قل لي أين أنت، أسلمك إياها بنفسي." صمت نزار وقد بدا عليه التحفّظ، لكنه إمّا شغوفٌ برؤية انهياري أو راغبٌ في مواصلة إذلالي؛ تردّد قليلًا ثم أجاب: "برج التجارة الدولية - المبنى ب - الطابق 16، شركة البحار الأربعة للتجارة." فهمتُ من أول وهلة، "شركة جديدة؟" "لا علاقة لكِ." قهقهتُ ببرود وأغلقتُ الخط، ثم شرعتُ على الفور في إجراء عدة اتصالات. عند أسفل البرج طلبتُ من أربعةٍ من رج
Read more

الفصل134

"لن أعود؛ أريد أن أرى حالتها المزرية المخزية! من قبل، ولأجل نورهان، ركعتُ أستجديها ولم تتحرك لها شعرة، واليوم سأجعلها تركع وتطرق جبهتها لتتوسل إليّ! وإلا فسأرسلها إلى السجن!" اندفع الباب فجأةً فدخلتُ وأنا أبتسم بسخرية وقلتُ عاليًا: "الركوع وطرق الجبهة يكونان لوداع الموتى. هل قرّرتِ يا زوجة أبي أن تبادري اليوم بكرمٍ وتمضين إلى الموت مرافقة ابنتكِ المدللة في قبرها؟" اصطدم الباب بالحائط فأحدث دويًّا أَفزع الاثنين. ولما التفتا ورأَياني، تبدّل وجه سهى من ذهولٍ إلى غضبٍ شرس: "جيهان، مَن التي تلعنينها؟!" "كل من يطلب مني الركوع وطرق الجبهة، ألعنه." "أنتِ..." اندفعت سهى، لتصفعني، فأمسكتُ معصمها بقوة، ودفعتُه جانبًا، ثم حدّقتُ في نزار: "جئتُ لأقدّم هدية. أهكذا تستقبلان ضيفتكما؟" نظر نزار إلى زوجته: "سهى، كُفّي هراء! دعينا نسمع ما عندها." بصقت سهى بغيظٍ وعادت لتجلس على الأريكة. سألني نزار: "أيّ هدية تريدين تقديمها؟" تفرّستُ مكتبه قليلًا ثم اتجهتُ إلى مقعدٍ فردي في ركن الجلوس وجلست: "الهدية في الطريق. يمكننا أن نتحدث في أمرٍ آخر أولًا." "وأيّ أمر؟" نظرتُ إليه وقلتُ بهدوء: "نتحدث عما إذا
Read more

الفصل135

أومأتُ برأسي وأخذتُ الموادَّ عائدةً معي. "حسنًا، اهدؤوا قليلًا جميعًا." رفعتُ صوتي فأوقفتُ الفوضى، وتقدّمتُ ملوِّحةً بالأدلة التي بيدي، "يا أبي العزيز، ألستَ تريد أدلة؟ ها هي هنا..." كان نزار قد تشاجر مع الناس للتو واحمرّ وجهه وانتفخت عروقه، ولمّا رأى ما بيدي خطفه دون أن يُلقي نظرةً حقيقية. لم أتجنّبْه، وتركتُه يأخذها. غضبَ كالصاعقة، وما إن وقعت في يده حتى مزّقها "تمزيقًا" كاملًا، قائلًا: "لا أعرف ما هذا أصلًا، وعلى أيّ حال فأنا رجلٌ مستقيم!" هزَزتُ كتفي قليلًا: "لا بأس، لديّ نسخة أخرى هنا، تفضّل، مزّقْ حتى تَكلَّ، ثم سنتحدّث عمّا سنفعل لتسوية هذا الملف." تناولتُ نسخةً ملفات أخرى من وفاء وقدّمتُها إليه بنفسي. رمقني نزار بعينين شرستين ووجنتان مرتجفتان لفرط الغضب: "جيهان! ما أخبثكِ! أنا والدكِ بالدم، أهذا جزائي أن تُوقِعين بي؟!" "ومن الذي بدأ بالنصبُ على اآخر؟" رددتُ عليه كالسهم، ثمّ كشفتُهما: "لقد كنتما منذ قليل تتشاوران كيف تقتلانني لتستوليا على شركتي، والآن تحاولان قلبها عليّ، زاعمان أنّني أنصُب لكما؟" "تافهة! تتكلّمين بالباطل!" اندفعت سُهى تشتم شتائم قذرة. أخرجتُ هاتفي وشغّ
Read more

الفصل136

وقفتُ وتقدّمتُ مشيرةً إلى ذلك الأب الوقح قائلةً: "حضرة الشرطي، أنا من قدّم البلاغ، وأُبلغ رسميًا عن هذا الشخص نزار لاشتباهه في جرائم احتيالٍ تعاقدي، والتهرّب الضريبي، وغسل الأموال، وهذه بعض الأدلّة…" "وكذلك حضرات موظفي مصلحة الضرائب، في القضيّة التي تحققون فيها حاليًا بشأن تهرّب شركة اليمّ للتجارة من الضرائب، فإنّ المسؤول الحقيقي هو نزار، ولديّ ما يكفي من الأدلّة على أنّه تعمّد الخداع، والتنصّل من المسؤولية، ومحاولة الإفلات من الاتّهامات، أرجو منكم التحقيق بدقة في ذلك." قبل مجيئي أحضرتُ معي اتفاقات تنازل الأسهم التي تسلّمتُها، وإلى جانبها الأدلّة المالية التي زوّدتني بها وفاء، وسلّمتُ كلّ الملفات للشرطة وللضرائب معًا. هذه المواد كافيةٌ لإثبات أنّني لم أصبح المساهمَ الأكبرَ في الشركة إلا منذ وقتٍ قريب، وأنني كنتُ أجهل تمامًا المخالفات السابقة، ولم أشارك فيها قط. لمّا رآني موظف الضرائب تعرّف عليّ فورًا وبأسلوبٍ مهذّب قال: "آنسة جيهان، ما أسرعك! خلال نصف يومٍ فقط اتّضحت لكِ القضيّة؟" ابتسمتُ قائلةً: "الأمر يتعلّق ببراءتي ومستقبلي، ومن الطبيعي أن أمضي فيه بأسرع ما يمكن." كان رجال الش
Read more

الفصل137

سألني الشرطي مباشرة: "آنسة جيهان، هل يُمكنكِ مرافقتنا قليلًا؟ وفقًا للإجراء، نحتاج إلى تدوين إفادتك." "حسنًا." بما أنّني صاحبة البلاغ، فمن المؤكّد أن أتعاون مع التحقيق. اقتيد نزار مُكبَّلًا، ووقف موظفو شركته الجديدة مدهوشين مبهوتين. مساكين هؤلاء، ما كادوا يبدؤون عملهم حتى أوشكت الشركة على السقوط، وسيضطرون إلى البحث عن وظائف من جديد. رافقتُ رجال الشرطة وعدتُ معهم، وبعد إنهاء محضر الإفادة كان المساء قد بلغ الساعة السابعة. خرجتُ من مركز الشرطة، ونظري على أضواء البيوت المتلألئة، فهاجني شوقٌ حادٌ إلى جدّتي. قادني الحنين إلى منزلها لأتناول العشاء معها. قصصتُ عليها ما جرى كلّه، فتهلّل وجه العجوز وسكبت لنفسها وعاءً آخر من الأرز. "أخيرًا نالوا جزاءهم. عاثوا طربًا سنين طويلة، وكان ذلك فضلًا لا يستحقّونه. يا للأسف أنّ أمّكِ لم تُدرك هذا اليوم." "جدّتي، ذكّرتِني، سأزور أمّي غدًا وأحدّثها بكلّ شيء." قلتُ وأنا أضع العصا والملعقة مرتاحة الخاطر، أُطمئن العجوز. هزّت رأسها مرارًا: "جيّد، بلّغيها لتفرح هي أيضًا." في صباح اليوم التالي، حملتُ باقة زهر إلى المقبرة، وجلستُ قرابة ساعة عند شاهد قبر
Read more

الفصل138

مشيتُ إلى موقف السيارات وفتحتُ الباب, وجلستُ، ثم شغّلتُ مكبّر الصوت في الهاتف, وثبّتُّه على الحامل، واستدرتُ لأربط حزام الأمان. "لقد قدّمتُ بلاغًا ضد أبي الحقيقي، وسيذهب إلى السجن على الأرجح، فجئتُ لأخبر أمّي لتفرح في مرقدها." ضحك سُهيل قليلًا وقال: "حركاتك سريعة فعلًا." رفعتُ نبرتي بفخر: "طبعًا، وإلّا لتحمّلتُ أنا التبعات، قد يكون دفع المال هيّن، لكن ربما انتهى بي المطاف في السجن." "حازمة وسريعة، أحسنتِ، جعلتِني أراكِ بعينٍ أخرى." "شكرًا يا سيد صالح على الإطراء." أدرتُ المحرّك وعدتُ إلى صلب الموضوع: "لماذا اتصلتَ بي؟" "لا شيء يُذكر، أردتُ أن أسأل إن كانت جراحة ذراعكِ قد شُفيت." حين قال ذلك، تذكّرتُ أنّ في ذراعي اليمنى جرحًا كنتُ قد نسيتُه تمامًا لانشغالي. رفعتُ كُمّي ونظرتُ إلى الجرح، وقلت: "لقد شُفي، ولم يعد يؤلمني، شكرًا على اهتمامك." "على الرحب." بعدها لم أجد ما أقول، وساد الصمت من الجانبين، فغدت الأجواء فجأة مُحرِجةً مشوبةً بالحياء. "احم..." تنحنحتُ، ولم أكد أتابع الكلام حتى سبقني صوته: "هل تقودين الآن؟ لا أريد أن أُشغلكِ، انتبهي للطريق." عرفتُ أنه سيُنهي المكالمة بعد ه
Read more

الفصل139

أقنعتُ نفسي أنّ الأمر كله صداقة لا أكثر، ووجبة عابرة بين الأصدقاء لا شيء يثير الريبة. بعد نصف ساعة وصلتُ إلى مطعم القصر الإمبراطوري. المدير يعرفني، وما إن رآني حتى قال: "آنسة جيهان، ضيفكِ وصل، الجناح السماوي." "شكرًا." انتعش مزاجي، حتى إنني أسرعتُ في خُطاي قليلًا. فتح الخادم باب الجناح، وارتسمت الابتسامة على وجهي: "سيّد…" لم أكمل الكلمة حتى رأيتُ فتاةً تجلس بجانب سُهيل، فدهشتُ ثم سررت: "آه؟ سندس أنتِ هنا أيضًا؟" ابتسمت سندس ابتسامةً عذبة: "ولِمَ لا آتي؟ أَمْ تكرهين أن أُفسِد عليكما وقتكما الثنائي؟" احمرّ وجهي، ونظرتُ نحو سُهيل لا إراديًا، وتلعثمت: "لا لا، بل يسعدني مجيئك." أما عبارة "وقت ثنائي" فتجاهلتُها وكأنني لم أسمعها. صبّ سُهيل لي الشاي ووضع الفنجان أمامي، فابتسمتُ شاكرةً: "شكرًا." قال وهو يفسّر: "حين غادرتُ الشركة كانت قد جاءت تبحث عني، ولمّا علمت أنّكِ دعوتِني على الغداء أصرت على المجيء معنا." جلستُ ووضعتُ حقيبتي، واعتذرتُ: "الخطأ خطئي، كان ينبغي أن أتصل بسندس أيضاً." "لا بأس، أنا وجهي عريض، حينما اشتهي الأكل آتي بلا دعوة. المرّة القادمة إن أردتما موعدًا فتجنّباني،
Read more

الفصل140

أُكنّ له إعجابًا صادقًا، وتقديرًا عميقًا، وأتمنى له من قلبي أن يكون في أحسن حال يومًا بعد يوم. لا أريد لأيّ أحد أن يفسد هذه العاطفة الجميلة أو يلطّخ صورته، وأشمل بذلك نفسي. لذا لا داعي لكشف الأمر، سنبقى هكذا على حافة الغموض، وأُقنع نفسي بأننا مجرد صديقين. "هل انتهت أمور عائلتكِ على خير؟" أومأتُ قائلة: "يمكن القول إنّها حُسمت، فوالدي أُلقي القبض عليه، فقد كانت الأدلة قاطعة، وقد استشرتُ محاميًا وأكّد أنّه سيتحمّل المسؤولية القانونية، ويبقى الحكم كم سنة، لكن في كل الأحوال عاد إلى نقطة الصفر بين ليلة وضحاها." فكّرتُ أنّه إن شدّدَت الضرائب العقوبة فقد يرزح تحت الديون، ويصعب عليه النهوض بقية عمره. قال سُهيل بعد أن استمع لي: "أنتِ متماسكة فعلًا، تعرّضتِ لخيانة من أبيكِ نفسه، ومع ذلك لم تصرخي أو تُحدِثي جلبة، بل تماسكتِ ورددتِ بقوة وبسرعة." ابتسمتُ ابتسامة خفيفة: "وما جدوى الصراخ؟ منذ وعيتُ على الدنيا، ومنذ طلاقه من أمي، عرفتُ حقيقته. يمكنني القول إنني انتظرتُ هذه اللحظة أعوامًا طويلة وأنا أعضّ على الجمر. ولولا فخّه هذه المرّة لما وجدتُ مدخلًا لأمسكه من يده، لقد جرّ نفسه إلى ما يستحق."
Read more
PREV
1
...
1213141516
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status