نظرتُ إلى المنديل في يده وتردّدت قليلًا ثم أخذته قائلة: "شكرًا." وما إن تذكّرت أنّ لديه أيضًا منديلاً عندي حتى اضطرب قلبي، وأنا أقبض على هذا المنديل بين أصابعي. بعد أن ربّتُ زاوية عيني واستقرت مشاعري، تلعثمت وأنا أمسك المنديل: "هذا… سأغسله ثم..." "لا حاجة، أعطيني إياه." قاطعني سُهيل ومدّ يده فأخذه. احمرّ وجهي على الفور وانحنيت إلى طبقي آكل بصمت. بعد الطعام استدعيتُ النادل، للدفع، فقال: "آنسة جيهان، الحساب مدفوع." "مدفوع؟ من دفعه؟" دهشتُ. قبل أن يجيب النادل قالت سندس بخفة: "أخي دفع سلفًا، هيا بنا!" نهض الأخوان فنهضتُ معهما وأنا محرجة: "سيدي سُهيل، اتفقنا أن تكون دعوتي هي شكر مني على مساعدتك لي مؤخرًا، لماذا دفعتَ مجددًا؟" "يا فتاة، أنه مجرد غداء، لِمَ كل هذا التشدد؟ أخي لديه ما يكفي من المال، لذا سيدفع لمن يحب." "أحم!" قاطعها سُهيل بسعلة خفيفة. توقفت سندس فورًا وبدّلت نبرتها مبتسمة: "بما أني حضرت من غير دعوة، فمن الأدب أن ندفع نحن، لا تُكبّري الأمر." تجمّدت لحظةً وأنا أفهم ما لم تُكمله: يدفع لمن يحب… ماذا؟ نظر إليّ سُهيل مبتسمًا برفق وقال بخفض: "المرة القادمة يكون عليك، ل
Read more