All Chapters of بعد الخيانة... وجدت حبي الحقيقي: Chapter 101 - Chapter 110

300 Chapters

الفصل101

جُمانة حرّكت شفتيها مراتٍ عدة واحمرّ وجهها خجلًا، "أ... أستعد لافتتاحه." قالت السيدة البردي بهدوء: "ابنتي المتواضعة هي عازفة الكمان الأولى في أوركسترا عالمية مرموقة، حتى إنني أخجل من ذكر ذلك لكل أحد." "لكن..." همّت جمانة الهاشمي بمتابعة الكلام، فوكزتها ليلى في مرفقها وحدّجتها بنظرة. "يا السيدة البردي، أنتِ متواضعة جدًا؛ من لا يعرف أن أفراد عائلة البردي كلهم قممٌ في مجالاتهم ونخبةُ المجتمع؟ ليس لنا إلا الإعجاب. جيهان فعلًا مميّزة، وأنا أعجبت بها دائمًا." مهارة ليلى في مسايرة الريح من الطراز الأوّل. بعد أن انتهت من الثناء على السيدة البردي نظرت إليّ توصيني: "يا جيهان، ترَين السيدة البردي تقدّرك هكذا، فعليكِ أن تُحسني اغتنام الفرصة؛ يا لها من منزلة." ابتسمت وقلت: "هذا مؤكد، ولا حاجة لأن تتكلّفي يا السيدة الهاشمي." ابتسمت ليلى ولوّحت بيدها: "آه! يا لهذه الطفلة... نحن أسرة واحدة، لِمَ تنادينني بالسيدة الهاشمي؟" ماذا؟ أسرة واحدة؟ قلتُ بدهشة: "أختي نورهان هي من عائلتكم، يا سيدة الهاشمي. لا تخلطي بين الأمور." شحبت ليلى في تلك اللحظة كأنما صفعها أحدٌ أمام الناس، وجمدت في حرجٍ تام. ب
Read more

الفصل102

"كيف تتكلمين هكذا؟ أنتِ العمياء حقًا!" "عَيني بخير جدًا، بل تكفي نظرة واحدة لأعرف أن فستانك هذا مقلّد." في هذه اللحظة انتهت كلمة السيدة البردي الكبيرة، على المنصّة، وصفّق الضيوف بحرارة. التفتُّ أنا أيضًا نحو المنصّة، وبدأتُ أصفّق ببهجة. لكن تلك الابنة المدلّلة لم ترُق لها الحال، فخفضت رأسها تتفحّص فستان السهرة على جسدها، وهمست كمن يحدّث نفسه: "مقلّد؟ كيف يكون ذلك؟ لقد دفعت مبلغًا كبيرًا ووكّلتُ من يشتريه." حدّقت فيها رفيقتها إلى جوارها بالدهشة نفسها وقالت: "رانيا، أليس من الممكن أنكِ تعرّضتِ للخداع؟" "لا! أنا دائمًا آخذ الملابس من تلك المالكة؛ معارفها واسعة وتستطيع الحصول على كثير من القطع الراقية ونسخ المشاهير." ثم رفعت تلك الابنة المدلّلة رأسها ونظرت إليّ تسأل بفظاظة: "بأي حق تقولين هذا؟ أتريدين إحراجي أمام الناس؟ أرى أن ما ترتدينه أنتِ هو المقلّد... لا، بل هذا ليس حتى مقلّدًا، هذا أصلًا ليس علامةً!" ابتسمتُ بخفة ولم أردّ بالجدل، وأخرجت الهاتف وفتحت الألبوم وبحثت قليلًا، ثم قلبت الشاشة نحوها: "هذا هو الأصل الأصيل... صُوِّر على منصة العرض. قارني جيدًا، ليس اللون فقط مختلفًا، بل
Read more

الفصل103

ما إن قالت سندس هذا حتى ضحك من حولها جميعًا. لكني ما زلت غارقة في صدمة هوية سندس الحقيقية فتأخرت استجابتي قليلًا. سندس أميرة عائلة البردي الصغيرة، أي أنها شقيقة سهيل. أذكر أن أول لقاء لنا كان أمام المستشفى، تظاهرت بأنها سائقة تطبيق وقادت بورش لتعيدني إلى البيت. في ذلك اليوم تلقت اتصالًا في السيارة من أخيها، وعندها رأيت عبر المرآة الخلفية هيئة، وسيمة قائمة عند باب المستشفى بدت مألوفة لي. الآن أتذكر، كان ذلك سُهيل. ثم التقينا ثانية في حفل عيد الميلاد الذي نظّمته لي لينا الليثي. ظهرت هذه الصبية وقالت لينا إنها "المحسنة" التي ساعدت في ​إخفاء الهاشتاغ من الترند عني وكان الجميع فضوليين بشأن هويتها والآن كل شيء واضح، ما دامت أميرة عائلة البردي، فإخفاء الهاشتاغ من الترند عندها مجرد مكالمة. وأجرؤ على تخمين أبعد ربما كان سهيل نفسه هو من تولّى الأمر. والأكثر تزامنًا أنه عند انفضاض حفل الميلاد سألت سندس كيف ستعود فقالت إن أخاها سيأتي ليقلّها. كنت يومها ثملة تمامًا ولم أعرف متى غادرت سندس ولما استيقظتُ وأنا مشوَّشة رأيت سُهيل قد ظهر. وبعدها سألت سهيل، كيف التقاني، فقال إنه كان ذاهبا إلى
Read more

الفصل104

لكنها كانت على عجل شديد بهذه السحبة لم تكتفِ بعدم فكّه، بل جعلت خيوط الفستان تتشعّر. هرعت بقية الفتيات واقتربن وكل واحدة تبدو متحمسة وفي الحقيقة زدن الوضع تعقيدًا وبعد تكدّسٍ طويل لم ينجحن في فكّه. "ما هذا الذي ترتدينه! إنه سلاح فتاك!" غضبت رانيا وبدأت تلوم صديقتها. لم تَقبل الأخرى بالضعف فردّت مباشرةً "أنتِ من اصطدمتِ بي ولم أتعمد أن أعلّق بك." "المذنب أنتِ! مثل هذا الفستان لا ينبغي أن يُرتدى أصلًا!" "وهو على كلّ حال أفضل منكِ جئتِ بفستانٍ مقلّد! فضيحة!" ولما رأيتُهما توشكان على الشجار تقدّمت فورًا وقلت: "كفى شجارًا، سأفعلها أنا." لولا اعتبارِنا أنّها حفلة عيد ميلاد السيدة البردي الكبيرة لتمنّيتُ لو تشاجرتا. لكن الآن إخماد الفتنة أولى. ما إن تكلّمتُ وتقدّمت قليلًا حتى تنحّت الفتيات فورًا. هو تشابك بسيط في الخيوط وما على الاثنتين إلا أن تقتربا قليلًا وترخيا الطرفين فينفك بسهولة. جماعةُ الأميرات الصغيرات لا تُحسِنُ سوى التأنّق والتفاخر والمكايدات أما مهارات الحياة فتكاد تكون في الحضيض. "حسنًا، انحلّ لكن فستانكِ تشعّرت خيوطه وتشوه قليلًا." قلتها ناصحة وأنا أنظر إلى المقلّد عل
Read more

الفصل105

سندس أخذتني مع رانيا إلى غرفة استراحة في الطابق الثاني، وطلبت أن يُرسل أحدهم إبرةً وخيط. كانت رانيا تريد خلع الفستان ليسهل عليّ إصلاحه لكن لم تجد بديلًا، فطلبتُ منها أن تبقيه على جسدها وتحمّلتُ صعوبة العمل. بعد نحو نصف ساعة أنهيتُ إعادة الخيوط المتشعّرة إلى مكانها وأصلحتُ الزهرة المطرّزة المشوّهة، فعادت كما كانت ولم يعد يُرى أي أثرٍ للتلف من الخارج. "رانيا انظري هذا يُسمّى ردّ الإساءة بالإحسان تعلّمي قليلًا ولا تظلي تسايرين أولئك الساذجات." قالتها سندس وهي تأكل قطعًا خفيفة وما إن فرغتُ حتى لم تخلُ من سخرية. بدا على رانيا الكظم لكنها لم تجرؤ على الرد، فاكتفت بالتمتمة: "كلّ الذنب على جُمانة سأقطع علاقتي بها." صفّقت سندس ونهضت: "هيا أختي جيهان لنخرج ونتسلّى."لممتُ الإبرةَ والخيطَ، ونهضتُ ألحقُ بها، وقلتُ مبتسمةً: "لا تُناديني بـ"الأخت جيهان"، فنحن من جيلٍ واحد؛ نادِني "جيهان." "حسنًا، أناديكِ جيهان، وأنتِ ناديني سندس." هذه الابنة الثرية طباعها كريمة ومشرقة محبّبة. تذكّرتُ حيرتي وسألتها مباشرة: "في لقائنا الأول أمام المستشفى هل كنتِ تعرفينني أصلًا؟" ابتسمت سندس بخجل: "نعم كنتِ أيا
Read more

الفصل106

رفع سُهيل يده قليلًا وقال: "هيا إلى تلك الشرفة، نجلس هناك فالناس أقل." فتحتُ فمي قليلًا ثم سألت: "ألا... ألا يلزمك استقبال الضيوف؟" قال: "ألستِ أنتِ ضيفة؟" والمعنى أن مرافقتي هي أيضًا من حسن الضيافة. احمرّت وجنتاي من جديد، وسرتُ معه إلى شرفة الطابق الثاني، أستقبل نسيم الليل المنعش وعبير الأعشاب والأشجار في الجبل فعاد السؤال يطفو في رأسي. قلت: "السيد سُهيل، أنا..." قال: "جيهان، أنتِ..." بعد صمتٍ قصير التفتُّ أنا وهو في اللحظة نفسها ونطقنا معًا. تلاقت نظراتنا فتوقفنا وضحك كلٌّ منا دون قصد. رفع سُهيل يده وقال: "تفضّلي أنتِ أولًا." عضضتُ شفتي، وقهرتُ خفقاني المضطرب، ونظرتُ إليه أسأله: "أريد أن أعلم هل كنتَ تعرفني من قبل؟ وهل تقرّبتَ مني عمدًا في هذه المدة؟" تحرّكت تفاحة آدم في حلقه وحدّق فيّ بعينيه العميقتين الساحرتين ثم قال بعد تفكير: "جيهان أليس لديكِ أيّ انطباعٍ عني حقًّا؟" شحب لوني وحدّقت فيه مبهوتة: "أنا... هل كنّا نعرف بعضنا من قبل؟" وما إن قلتها حتى أخذتُ أنقّب في رأسي عن أي خيطٍ يتصل بهذا الرجل أمامي فلم أجد شيئًا. ولما رأى حيرتي كلها ابتسم سُهيل ابتسامة هادئة وقال موح
Read more

الفصل107

تتبعتُ نظره إلى حيث أشار. وحقًا كانت هناك ندبةٌ رفيعة عند الجانب الأيمن من جبهته بمحاذاة منبت الشعر، لونها أفتح قليلًا ولا تُرى إلا بالتدقيق. قال: "بعدما شُفيتُ عرفتُ أنّ مُحسنًا اتصل بالشرطة فجرى إنقاذُنا، فذهبتُ إلى مركز الشرطة في البلدة، أسأل عن المُبلِّغ، لكن حين وصلتُ إلى داركم، كانت جدّتُكِ لأمك قد أخذتكِ وعدتِما إلى المدينة، وهكذا فات لقاؤك." حدّقتُ فيه مذهولةً لا أدري ما أقول؛ إذا أصلُ الصلة بيني وبينه يمتدّ إلى الطفولة، يا للعجب! قلت: "إذًا... وماذا عن المرّة الأخرى؟" فبما أنّنا افترقنا يومها، كيف أنقذتُه مرةً ثانية؟ أومأ سُهيل وتابع: "المرة الأخرى كانت صيف العام التالي؛ كنتُ أسبح عند النهر مع اثنين من أبناء السكن العائلي للمعسكر. كنتُ أجيد السباحة، لكن لسوء الحظ تشنّجت ساقي بعد أن نزلت بقليل، والطفلان اللذان معي رأياني أجرف مع الماء، حاولا اللحاق بي ثم ركضا يطلبان النجدة..." وما إن بلغ هذا الموضع حتى ومضت الصورة في ذهني فجأة. قلت وعيناي تلمعان: "كنتُ أمرّ على جسر بلدة منارة، في طريقي لشراء بوظة، فرأيتُ شخصًا يصارع الماء، فصرختُ أطلب النجدة، لكن الظهيرة كانت قاسية والطر
Read more

الفصل108

لوّحتُ بيدي حائرة؛ كان من الصعب أن أصوغ ذلك الكلام. أردتُ أن أقول: ما دمتَ تتابعني طوال هذه السنين، فلماذا لم تظهر خلالها، ولماذا الآن فجأة. فهم سُهيل مقصدي وقال وهو ينظر إليّ: "لقد مكثتُ في بلدة منارة ثلاث سنين فقط، ثم نُقل معسكر جدي فرحلت معه. ولم أتوقع أصلًا أن يُكتب لنا لقاءٌ آخر." ازدادت حيرتي فسألتُ بفضول: "فمتى التقينا مرةً أخرى...؟" "في سنتكِ الأولى في الجامعة." "ماذا؟" دهشتُ مرة أخرى، وفكرتُ قبل أن أسأل: "درستُ في جامعة التفوق، أيعقل أنك تخرّجتَ منها أيضًا؟" "نعم." آه... اندهشتُ حقًا؛ اتضح أننا زميلان من الجامعة! تقع جامعة التفوق في مدينة قرناج داخل جمهورية النوران، وهي من الجامعات المرموقة المصنّفة ضمن الخمس الأوائل محليًا، لكن تخصّص تصميم الأزياء فيها ليس قويًا. سبب اختياري لها أنّ فارس كان يدرس فيها في السنة الثالثة. كنتُ حينها أُكنّ له إعجابًا خفيًا منذ زمن. وبعد عامٍ من التحاقي بالجامعة، أصبحنا على علاقة. قال: "حين التحقتِ بالجامعة كنتُ في السنة الثانية من الماجستير. في يوم الافتتاح، ذهبتُ لأقابل المشرف بخصوص موضوع البحث، فسحبني زملاء إلى نقطة الاستقبال لمساعد
Read more

الفصل109

وبسبب موهبته الفذّة وأصله الوطنيّ العريق، تبوّأ وهو في سنّ مبكرة منصبًا رفيعًا في القيادة العليا لمجمّع الصناعات العسكرية. بعد هذا الحديث الطويل، خامرَنا أنا وهو، شعورٌ جارف، فغمرنا الصمت لحظة. وضعتُ كفّيّ على الدرابزين، أحدّق في عتمة الليل، وأستعيد التفاصيل في رأسي، فإذا بالندم يفيض في قلبي. إذا لم نكن قد فاتنا اللقاء في الجامعة، أفكان كلّ شيء اليوم مختلفًا؟ لا، لعلّه لم يكن ليختلف أيضًا. كنتُ يومها صغيرةً طائشة، غارقةً في هوى أعمى، ولا أدري ماذا سقاني فارس من تعويذةٍ حتى سلّمتُ له قلبي كلّه. حين أعلَنّا علاقتنا، كان ذلك بالتزامن مع اكتشافه مرضه. لو كانت فتاةٌ أذكى منّي يومها لوازنت المكاسب والخسائر ثم انسحبت فورًا. لكنّ قلبي كان ممتلئًا بالصدق والحرارة، فاشتدّ عزمي على أن أرافقه في حربه مع الداء. ولمّا عرفتُ أنّ فصيلة دمي توافق فصيلته على نحوٍ نادر، زاد يقيني أنّها قسمةٌ من السماء — فازددتُ حبًّا مُجرّدًا من الأنانية. وهكذا بدأتُ رحلة تبرّعي الطويلة بالدم، أبذل لفارس أكثر من ستّ سنواتٍ بلا تردّدٍ ولا ندامة. "بمَ تفكّرين؟" وبعد سكونٍ يسير فتح سُهيل باب الحديث. أدرتُ رأسي و
Read more

الفصل 110

"ليس عجبًا أنك تجيد الطبخ، عصيدةً وحساءً لإفاقة السُّكر وما إلى ذلك." خطر لي ما جرى ليلةَ سُكري، حين طبخ بيديه من أجلي. "هذا لا يُذكَر." قال سُهيل بخفّة. بعد هذا القدر من الحديث، انحلّت معظم شكوكي، فانشرح صدري وخفّت نفسي. ولاحظَ سُهيل ارتياحي فابتسم قائلًا: "الآن لم تعُد تظنّين أن لطف عائلتنا معكِ كان لأجل أن ننتزع قلبكِ أو نمتصّ دمكِ، أليس كذلك؟" أحرجتني مُداعبته فاحمرّ وجهي: "عذرًا، لقد أسأتُ الظنّ من قبل." قال: "حسنٌ أن الأمر اتّضح. لم أذكر هذه القصص سابقًا لأنكِ نسيتِها، ولم أشأ إحراجك. ثم إنكِ كنتِ على وشك الزواج، ولو بالغنا في الاهتمام، لأوقعناكِ في حرج وأثَرْنا ظنّ عائلة زوجك." زادني كلامه تأثّرًا، فهو دائمًا يُحسن النظر في العواقب. "ثم إن زواجك لم يتم، ومعه تراكمت عليكِ المتاعب، ففاتحتُ أهلي برغبتي في مساعدتك، فكان ما كان لاحقًا." اعتدلتُ شاكرةً: "شكرًا لكَ ولعائلتك. في شهرٍ واحدٍ فقط، أسديتم لي فضلًا كثيرًا، امتناني لا يوصف." "لا شكرَ على واجب؛ لقد أنقذتِ حياتي، وذاك معروفٌ لا يُقوَّم." ثم قال: "هل بقي في نفسكِ شيءٌ غير واضح؟" "أمرٌ أخير." "تفضّلي." "كيف حضرتَ حفل
Read more
PREV
1
...
910111213
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status