هل كان ذلك متعمدًا؟ تساءل يحيى بعد أن غاص في التفكير للحظات، ثم قال،"من الفاعل؟""سيدي يحيى، إنه الابن الثاني لعائلة السعدي. قال إنه كاد أن يُدهس اليوم، فأراد أن يجرب بنفسه ما إذا كانت القيادة بهذا القدر من الصعوبة، لكنه لم يستطع التحكم بالمقود كما ينبغي."خفضت السكرتيرة جميلة صوتها شيئًا فشيئًا، ثم قالت،"السيد توفيق طلب مني أن أنقل إليك، أنه وجدها فعلًا صعبة."لم ينبس يحيى ببنت شفة، واكتفى بالتحديق بصمتوبعد وقتٍ طويل، تقدم خطوة إلى الأمام، فصار صوته في الهاتف مسموعًا بوضوح،"لا داعي لإرسال السيارة إلى الصيانة، أنا وزوجتي سنأخذها إليه في يومٍ آخر."أنهى المكالمة، ثم أدار رأسه قليلًا ناحيتي، وضيق عينيه القاتمتين في نظرة تنذر بالخطر،"ما يثير فضولي... كيف تواصلتما؟"حرك شفتيه بابتسامة خفيفة، وبدا على وجهه لمحة من السرور، وبدت خطوط وجهه أقل حدة، لكني أدركت أن مزاجه يزداد سوءًا كلما بدا على هذه الشاكلة.تحت مظهره الهادئ كانت تتخفى قسوة حادة كالثلج.اقترب مني بخطوات ثابتة، مد يده لينتزع الهاتف من بين أصابعي.تراجعت غريزيًا، حتى ارتطم ظهري بالجدار، لكني لم أشعر بالألم."هل ستفتش هاتفي؟" ح
Read more