All Chapters of زواجي في خطر! ابتعدي أيتها الحبيبة السابقة: Chapter 31 - Chapter 40

100 Chapters

الفصل 31

هل كان ذلك متعمدًا؟ تساءل يحيى بعد أن غاص في التفكير للحظات، ثم قال،"من الفاعل؟""سيدي يحيى، إنه الابن الثاني لعائلة السعدي. قال إنه كاد أن يُدهس اليوم، فأراد أن يجرب بنفسه ما إذا كانت القيادة بهذا القدر من الصعوبة، لكنه لم يستطع التحكم بالمقود كما ينبغي."خفضت السكرتيرة جميلة صوتها شيئًا فشيئًا، ثم قالت،"السيد توفيق طلب مني أن أنقل إليك، أنه وجدها فعلًا صعبة."لم ينبس يحيى ببنت شفة، واكتفى بالتحديق بصمتوبعد وقتٍ طويل، تقدم خطوة إلى الأمام، فصار صوته في الهاتف مسموعًا بوضوح،"لا داعي لإرسال السيارة إلى الصيانة، أنا وزوجتي سنأخذها إليه في يومٍ آخر."أنهى المكالمة، ثم أدار رأسه قليلًا ناحيتي، وضيق عينيه القاتمتين في نظرة تنذر بالخطر،"ما يثير فضولي... كيف تواصلتما؟"حرك شفتيه بابتسامة خفيفة، وبدا على وجهه لمحة من السرور، وبدت خطوط وجهه أقل حدة، لكني أدركت أن مزاجه يزداد سوءًا كلما بدا على هذه الشاكلة.تحت مظهره الهادئ كانت تتخفى قسوة حادة كالثلج.اقترب مني بخطوات ثابتة، مد يده لينتزع الهاتف من بين أصابعي.تراجعت غريزيًا، حتى ارتطم ظهري بالجدار، لكني لم أشعر بالألم."هل ستفتش هاتفي؟" ح
Read more

الفصل 32

يحيى عفا عني، ليس لأجل ما بيننا من ود، ولكن لأن يُمنى في انتظاره. وقال لي بحزم، "امسحي دموعك، ولا تفشي ما لا ينبغي قوله حين تعودين."كان الصمت هو سيد الموقف في السيارة التي عادت بنا إلى المنزل القديم.جلست في مقعد الراكب الأمامي، بينما انكمشت يُمنى، المذعورة، في أحضان يحيى، متشبثة به كعادتها، كان جسدها ملتصقا بشدة.كانت يد يحيى الكبيرة تغطي رأسها، وتفاعلهما يوحي بالألفة والاعتياد.شعرت بحزن عميق، حزنٍ على نفسي التي حوصرت قسرًا في هذه العلاقة.زاوية المرآة الخلفية كانت غريبة؛ فكلما رفعت بصري قليلًا، رأيت يحيى يرفع عينيه السوداويتن لينظر إليّ، وكأنها حاسة توأمية، فعيناه تصطدمان بي في كل مرة.أخته الحبيبة في أحضانه، ومع ذلك لا يزال يجد وقتًا لينظر إليّ.أجواء المقعد الخلفي، وأنا وحدي، بدت وكأن بيننا حاجزًا طبيعيًا،لكن يحيى يصر على كسر ذلك الحاجز، نظرةً تلو الأخرى.ذلك الجو الغريب خانق، وقلبي المثقل بالكآبة يتألم بشدة،ففضلت أن أغلق عينيّ وأستلقي برأسي وجسدي على نافذة السيارة، هربًا من مواجهة عينيه.ظل صوت يحيى يتردد في الأرجاء،"مدرستك أخبرتني أنكِ إن استمريتِ في التغيب عن الدروس، فلن
Read more

الفصل 33

كانت تمسح دموعها وهي منكمشة في حضن يحيى، لكن هذا لم يغير قراره.أما أنا، فانطفأت في عينيّ رغبة المشاهدة، ولم يبق سوى سؤال واحد يلح عليّ كاللهيب من هو ذلك الفتى الذي ذكره يحيى؟ وما علاقته بيُمنى؟رجل مثله، بهذه المكانة، لا يسمح لي أنا أن أتبادل بضع كلمات مع صديق أعرفه منذ أكثر من عشرين عامًا، فهل يُعقل أن يغض الطرف عن ذكر يمنى لرجل آخر؟ما إن وصلنا إلى المنزل القديم، حتى فتحت يُمنى باب السيارة بسرعة وركضت بعيدًا. لم يلاحقها يحيى، بل دار خصيصًا إلى جهة المقعد المجاور ليساعدني على فتح الباب، وفك لي حزام الأمان برفق. قال بصوت خافت: "وجود فوزية هنا يزعج والدي كثيرًا، عليكِ أن تُرسليها بعيدًا اليوم"عندها فقط انتبهت إلى أن جميع من في فناء المنزل القديم يحدقون بنا، أما هو، فمرر خده عمدًا على شفتيّ، ثم قال بصوت مرتفع متعمد: "زوجتي، الجميع يراقبنا، فلنؤجل القُبلة إلى المساء، حين نعود مساء إلى الغرفة."خفضت صوتي وقلت: "انهاء هذا الزواج مبكرًا خير لنا من أي شيء آخر."قال ببرود: "دفعت أكثر من ثمانية ملايين لأشتري تمثيلك، أليس كفايًا؟ حتى لو استعنت بأحد نجوم الصف الأول، ما كنت لأدفع هذا المبلغ.
Read more

الفصل 34

كان يحيى ابنًا بارًا إلى حد لا يُطاق.ما إن نطقت بتلك الكلمات التي تُعد ضربًا من العصيان والجحود، حتى انتفخت أوداجه غيظًا، وكاد ينفجر غضبًا، لكن طرق الباب من قبل الخادمة التي صعدت في تلك اللحظة جاء كنجدة مفاجئة.حادثة شجار يُمنى في المدرسة وصلت أخيرًا إلى عائلة الهواري.ما إن قرر يحيى نقل يُمنى من مدرستها، حتى وصل الخبر مسامع مدير المدرسة، فدب الرعب في قلبه من أن يكون قد أغضب عائلة الهواري، فسارع إلى الاتصال بوالديها بنفسه، معتذرًا عما جرى.أمسكت السيدة هالة بيدي بقلق ظاهر، ثم انفجرت بكلماتها في وجه يحيى الجالس أمامها،"كم مرة قلت لك ألا تُفرط في تدليل أختك؟ انظر الآن، حتى الشجار في المدرسة تجرأت عليه، إنها لا تزال صغيرة، ومن السهل أن تنحرف."انقبضت أصابعي لا إراديًا، وأنا أفكر في أن يُمنى باتت تدرك مشاعرها نحو شقيقها، لم تعد بتلك البراءة.جلست هادئة ومهذبة، أراقب المشهد وأتأمل وجه يحيى وهو يتلقى اللوم دون أن ينبس ببنت شفة.أومأ والد يحيى برأسه بجدية، وكأن الأمر جلل،"كيف لها أن تمكث كل هذا الوقت مع ابنتنا أنيسة ولا تكتسب منها ولو خصلة واحدة حسنة؟"رفع يحيى عينيه، وألقى نظرة باردة نحو
Read more

الفصل 35

في صوته حشرجة خفيفة، وفي نهايته المنخفضة نبرة تحمل نذير خطر. توترت على الفور، وتصلب جسدي من لمسته.انتقلت حرارة أنامله من أعلى عمودي الفقري، تسللت نزولًا كجدولٍ من نار، ثم ضغط برفق على تجويف خصري، فشهقت أنفاسًا باردة رغمًا عني.وجاء من خلفي صوت سحاب الفستان يُسحب ويُغلق.ثم أدارني نحوه، لم أكن انتبه أنه يرتدي هو الآخر بدلة رسمية بلون أزرق متدرج، وقميصًا أبيض تعلوه ربطة عنق فضية مزينة بحراشف لامعة، نسخة مطابقة لما أرتديه. وكأننا زوجان متطابقان.قال "جميلة جدًا."غادر مصمم الأزياء الغرفة وهو يغطي فمه، ولم ينسَ أن يُغلق الباب وراءه.أربكني إطراؤه المفاجئ، ولم أعرف كيف أتصرف، لا سيما أننا اضطررنا بالأمس إلى المبيت معًا في منزل عائلة الهواري، تقاسمنا السرير نفسه، دون أن يتجاوز بيننا الكلام حاجز الصمت.ومع ذلك، شرحت له بهدوء،"إن خرجت معك من هذا الباب اليوم يا يحيى، سترانا يُمنى، وإن كنت لا تريد منها أن تسيء فهمك، فبوسعك الآن أن تختلق أي عذر وتختفي من هنا، ما دمت توافق على الطلاق، فلن أُخبر والديّ بشيء."ما إن خلا المكان من العيون، حتى أطلق يدي من قبضته، وابتسم بسخرية قائلاً، "يا لكِ من كريم
Read more

الفصل 36

"قوليها مرة أخرى إن كنتِ تجرئين"رفعت فوزية ذراعها عاليًا، كأنها على وشك أن تضربني، فناداها يحيى من بعيد، "أمي، أنا وأنيسة نمر ببعض الخلافات مؤخرًا، دعيني أتحدث معها.""ههه، هل أزعجتك في مكالمتك؟ حسنًا، سأخرج الآن، لن أُعيق حديثكما."لم يخطر ببالها أن يحيى لا يزال يتابع ما يجري بيننا، فتبدلت ملامحها في لمح البصر.صحيح أنها لم تصفع وجهي، لكنها نزلت على رأسي بضربة موجعة وثقيلة. رأسي المسكين بات يتلقى الضربات واحدًا تلو الآخر هذه الأيام.ثم قالت،"فؤاد موجود بالخارج أيضًا""عوضته بقطعة أرض، وبهذا أكون أوفيت الدين. أنتِ تفهمين ما أعنيه، أليس كذلك؟"خفضت عينيّ لأدفعها للرحيل.أفتقد والدي بشدة.فجأة، ودون سابق إنذار، امتدت يدان قويتان إلى خصري، وجذبني يحيى إلى حضنه.مقارنة ببرود والدتي، كان حضنه دافئًا، وأعترف أنني في تلك اللحظة لم أقاومه، أعترف أنني كنت ضعيفة.لمست أصابعه خصري عدة مرات، قبل أن يديرني نحوه. ظننت أنه سيقول لي شيئًا يواسي به قلبي.لكنه قال"هل تعرفين فؤاد؟"ضحكت بسخرية،"هل تحاول التقرب منه أنت أيضًا؟"صحيح أن عائلة فؤاد لم تعد بقوة عائلة الهواري، لكنها لا تزال من العائلات الع
Read more

الفصل 37

في البداية رفعت سقف توقعاته، ثم خفضتها تدريجيًا، مما زاد من احتمالية موافقته.وكما توقعت، جاء صوته باردًا وغير مبالٍ، "حتى لو توسلتِ إليّ، لن ألمسكِ بعد الآن."ابتسمت في سعادة، لم تكن سعادتي كاملة، كل ما تمنيته في تلك اللحظة، أن يحفظ كلماته ولا يتراجع عنها.أومأت بالموافقة،"اتفقنا، ما دام الأمر لا يتعدى إيصال يُمنى إلى المدرسة."أجبت بارتياح، فالتفت يحيى برأسه ناحيتي، وهو عاقد حاجبيه."عليكِ أن تجدين وسيلة لتوضحي لها أن نقلي لها إلى مدرسة أخرى لصالحها."أجبته، "حسنًا."قال، "لا تزال تشك أننا في خلاف، أخبريها أن الأمر ليس كذلك."قلت، "حسنًا."ثم تردد قليلًا قبل أن يعقد الأمور أكثر،"إنها مرهفة الحس جدًا، يجب أن يكون أسلوبك طبيعيًا تمامًا، لا تدعيها تشك ولو للحظة واحدة."ابتسمت بجمود، فيحيى حقًا لا يراني إنسانًايبدو أن الأمور قد وصلت إلى حد كشف الأوراققلت بلا تردد، "لا مشكلة"حدقت في عينيه، وبرودة مفاجئة سرت في جسدي كله.في تلك الليلة، لازمت يحيى كظله، أستمع إلى إطراءات الآخرين لنا. كان الانطباع السائد عني هو أنني محبوبة من حمويّ ولديّ زوج نبيل ومخلص، وأصبح لقب "مدام يحيى" يلاحقني في
Read more

الفصل 38

أدين لهنّ بالامتنان، فقد كنّ السبب في أن أفتح عيني على حقيقة زواجي من جديد، وجعلنني أدرك للمرة الثانية أن ما أملكه، وما يحسدني عليه الآخرون، ليس هو ما أرغب فيه.لكن مهما قلت، لم تصدق أي منهن كلامي، وظللن يُبقين على مسافة مني دون تغيير.نظرت إليهن، ولم يسعني إلا أن أتخلى عن فكرة التواصل، وسألت، "هل أقدمكما له؟"وإن بدا سؤالي سؤالًا، إلا أنه كان يحمل في طياته تأكيدًا.كانت هذه فرصة لا تعوض بالنسبة لهنّ، وكنت واثقة أنهنّ لن يرفضنها. كنت آمل أن يتعرفن إلى يحيى، بل وأتمنى أن تنشأ بينه وبين إحداهن علاقة حب.لا يهم من ستصبح مدام يحيى، أي واحدة منهنّ تصلح لذلك.عدت بهما إلى جانب يحيى، بينما انسحبت أنا بهدوء.كانت رؤية وجهي يحيى ويُمنى اسودا في نفس اللحظة، نفسها مسليًا حقًا.وأخيرًا، تحررت من العيون التي تتبعني، فعُدت إلى قاعة الحفل وتفاعلت قليلًا مع الحاضرين. وزعت معظم بطاقاتي الشخصية، وكان الجميع يبتسم في وجهي، ويتفوهون بكلمات مُنمقة.في تلك اللحظة، خُيل إليّ أنني عدت أربع سنوات إلى الوراء، إلى يوم زفافي عليه. كان حفل الزفاف في مدينة الأمل حينها مهيبًا وغير مسبوق.فجأة شعرت أن يحيى لم يكن م
Read more

الفصل 39

خيم الصمت علينا أنا ويُمنى. عندها، عبس يحيى وقال بنبرة باردة، "اجلسا في الخلف."تذمرت في قرارة نفسي، هل يريد حقًا أن يُصلح علاقته مع يُمنى؟"ما هذه القسوة!"ولكن لأنني وافقت على شروطه بالأمس، ولتحقيق الانفصال والتخلص من الدين البالغ سبعمئة الف، لم يكن لي أن أغضب، حتى إن كان الغضب يعصف بي.بفضل محاولاتي المتعمدة لتلطيف الأجواء، تحسنت علاقتي بيُمنى كثيرًا. وما إن صعدت إلى السيارة، حتى عادت تلتصق بي كما كانت تفعل من قبل.ربما كان السبب هو شجارها مع يحيى، إذ بدا أن رغبتها في البوح كانت قوية،هذا الجسد الصغير بدا وكأنه يحمل همومًا كبيرة.تنهدت وكأنها تحمل بين طياتها مشاعر لا حصر لها، لا أعلم إن كانت تتحدث إليّ أم إلى يحيى، "لقد كان أخي يدللني كثيرًا في السابق، لكنني أشعر الآن أنه قد تغير."لاحظت أذن يحيى تتحرك.لا بد للإنسان أن يتغير، فأخوكِ أصبح أكثر حكمةً ورزانةً، و أنتِ أيضًا يا يُمنى يجب أن تنضجي. ألا ترغبين في الانضمام إلى الشركة بعد التخرج لمساعدته؟ سيكون أمامكما الكثير من الوقت لتقضياه معًا في المستقبل."لم أجد صعوبة في تقبل ما قلته، ربما لأنني قضيت الليلة الماضية بأكملها أفكر، فتمك
Read more

الفصل 40

بلغ صبري منتهاه من حديث اليوم، وها قد أتممت المهمة على أكمل وجه، آن الأوان أن أضع حدًا لهذا الحوار العقيم الذي لا طائل منه، فقلت،"لا داعي للقلق، لقد طلبت من أخيكِ أن...""أنيسة"قاطعني يحيى فجأةسألت يُمنى بفضول،"ماذا طلبتِ؟"ثم قال يحيى فجأة مرة أخرى "اقتربنا."وحين رأت يُمنى أن ملامحه متجهمة، لم تُلح في السؤال، بل قالت بصوتها الطفولي الناعم،"إذًا لنتوقف عند بوابة المدرسة، نتمشى قليلًا وندخل لنُلقي نظرة على مدرستي الجديدة."في الواقع، سيارات عائلة الهواري يُسمح لها بالدخول والخروج بحرية من الحرم الجامعي،لكن طالما أنها ترغب في المشي، فلا بأس أن نرافقها قليلًا،فما جرى اليوم بأكمله، لم يكن إلا عرضًا تمثيليًا من أجلها.نزل يحيى من السيارة، وبكل رقي فتح الباب ليُمنى،فاندفعت خارجًا وهي تضحك بخفة، وألقت بنفسها في أحضانه. يبدو أنهما تصالحا أخيرًا.جميل جدًا، أتمنى لكما حياة سعيدة. وأنا أيضًا، قد بدأت حياتي المنفصلة، وهذا جيد.فتحت باب السيارة بنفسي، ووقفت على الجانب الآخر منها، أنتظرتهما بهدوء ليكملا حديثهما.قالت يُمنى،" أخي، هل يمكنني ألا أسكن في السكن الجامعي؟"أجابها بلطف،"هذه ال
Read more
PREV
123456
...
10
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status