All Chapters of بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة: Chapter 131 - Chapter 140

300 Chapters

الفصل 0131

رحل شيخ عباس.في لحظة الوفاة، كان يمسك بيدي ابنيه بقوة، لم يشعر بألم كبير، ولم يسمع حتى أنغام المآتم أو شهقات أحفاده...في أذنيه، موسيقى الاحتفال، وأمامه طريق مفروش بعشرة أميال من السجاد الأحمر.زوجته العجوز لا تزال في شبابها، تقف هناك تنتظره.نادر، ناصر، أبوكما ذاهب.لا تحزنا علي، الحياة رحلة، وعيشها كما عشتها أنا نعمة نادرة، لو أمكنني لأعطيتكما وقتا أطول لأرتب أموركما أفضل، لتعيشا براحة أكبر، لكن الوقت انتهى.الأجل حان، والإنسان يجب أن ينزل من القطار.الدنيا جميلة، لكن هناك أمكما تنتظرني.سهيل، ورد، جدكما لا أعرف نهايتكما، لكنني أتمنى لكما السلامة. الشهرة والسلطة والثراء كغيمة عابرة، راحة البال هي الكنز الحقيقي في الدنيا.سلام، أنت دائما فخري.لكن جدك لا أستطيع الانتظار حتى تعود.الحياة لا تخلو من أحزان... لكنها أيضا لا تخلو من ذكريات جميلة. حين تزورني في المستقبل وتقرأ لي الفاتحة، أدع الله لي، وقل لي في سرك: "ها قد عدت إليك، يا جدي."رحل شيخ عباس، في تمام الساعة العاشرة وعشرين دقيقة من تلك الليلة.غمر الحزن أرجاء المنزل. لف النسيج الأبيض الأثاث، وأغلق باب الغرفة الذي كان ينام فيه ال
Read more

الفصل 0132

اعتذر نادر شخصيا لورد: "عمتك لسانها حاد، لكن قلبها ليس سيئا، ورد لا تأخذي الأمر على محمل الجد. بعد انتهاء مراسم الشيخ، أشكرك مرة أخرى."بللت عينا ورد: "أفعل ذلك فقط من أجل الشيخ."شكرها نادر ثانية، ثم مع أخيه ناصر، فتحا باب غرفة الشيخ معا، صاحا بصوت عال: "يا شيخ، اتبع أبناءك، حان وقت الرحيل."رفع نعش نبيل الأسود ببطء، نقل إلى قاعة العزاء ليتلقى التعازي من الجميع.جاء نخبة مدينة عاصمة ليودعوا الشيخ نبيل عباس.الانحناءة الأولى لشجاعة الشيخ في حياتهالثانية لحنانه على أحفاده.الثالثة ليستريح في سلام، وفي الآخرة بركاته.ثلاثة أيام كاملة، لم يرتح إخوة عائلة عباس، وحتى سهيل نحل كثيرا، صامت أكثر مع تدفق الضيوف.ليلة الجنازة، مهار وجد سهيل، سلم له رسالة.همس مهار: "يوم الحادث، عرف الشيخ أن الأمر سيء، استغل وعيه وأملى هذه الرسالة، كتبتها بنفسي، كلمة كلمة دون خطأ. يا سيدي الثاني، أغلى ما في قلب الشيخ أنت."أمسك سهيل الرسالة، صامت طويلا.عندما استرد وعيه، كان مهار قد غادر بهدوء.فتح سهيل الظرف، فتح الرسالة ببطء، خط مهار —[سهيل، عندما تفتح هذه الرسالة، يكون جدك قد رحل.][خشيت أن يفوتني الوقت، فطل
Read more

الفصل 0133

انتهت مراسم الشيخ عباس، فسافر سهيل إلى مدينة السحاب وقضى هناك أكثر من شهر.بقيت ورد في مدينة عاصمة.كانت بسمة لا تزال تأخذها لمقابلة العرسان، حتى أصبحت ورد تشعر بالخدر من كثرة اللقاءات. توبخت جدة عائلة نور كنتها وقالت: "كفى عن أخذ الفتاة للخطبة، ستصاب بالغباء."أكثر من شهر دون أي تواصل بينها وبين سهيل، لكن أخباره كانت تصلها دائما.في أوائل سبتمبر، عاد سهيل إلى مدينة عاصمة، وكانا يصادفان بعضهما أحيانا.في ذلك اليوم، خرجت ورد مع والدتها لتناول الغداء، فاصطدمتا بسليمان ووالدته.عند رؤية ورد، شعرت السيدة هند بالحرج، بينما كانت السيدة بسمة جريئة كعادتها، فدعتهما لمشاركة الطاولة.أثناء الطعام، لاحظت السيدة بسمة توتر السيدة هند، فأمسكت يدها وقالت: "سمعت أن شركة والد سليمان بدأت تتحسن، وهناك مشروع واعد ينقصه القليل من التمويل فقط. سأتحدث مع ياسر لاحقا، فالاستثمار في أي مكان استثمار."لم تستطع السيدة هند إخفاء تأثرها: "أشكرك من قلبي."ردت السيدة بسمة: "كلنا عائلة واحدة، لا شيء لا يمكن تجاوزه. أنا وياسر نتمنى لكم الخير دائما."ند بالارتياح في قلبها.نظرت إلى ورد مرة أخرى، وندمت بشدة. كان سليمان
Read more

الفصل 0134

ضحكت ورد بسخرية —يا لوقاحته.ورد نزلت من السيارة، فتبعها سهيل وقال إنه جائع ويشتهي طبق معكرونة خضار تعده يدها. رفضت ورد طبعا، فتسلل إلى الشقة الصغيرة بحجة رؤية "ابنته الكلبة" لؤلؤة.كان سهيل كالعلكة، يلتصق ولا ينفصل.دخلت ورد غرفة نومها، تاركة الرجل والكلبة يتبادلان الحنان.تصرف سهيل كأنه في منزله؛ ملأ وعاء لؤلؤة بماء شرب خاص، وأطعمها بعض الحلوى الصغيرة، ثم أعد لنفسه وجبة ليلية. كان قد عاد لتوه من رحلة عمل خارجية إلى مدينة عاصمة، ومعدته فارغة حقا.دار جسم لؤلؤة الصغير حول ساقيه الطويلتين، تنبح من الفرح.عيناها السوداوان مفعمتان بالحب.لم ينم سهيل أكثر من 20 ساعة، لكنه غسل لؤلؤة بنفسه حتى فاحت رائحتها، وعند النوم استلقت في حضنه على أريكة الصالة.في ظلمة الليل، يدور المكيف بصوت خفيف، يملأ الغرفة برودة.في منتصف الليل، خرجت ورد لتشرب الماء، متوقعة أن سهيل لن يغادر.فكرت: هل تنتقل إلى منزل والدتها؟ لن يجرؤ على ملاحقتها هناك.بعد الشرب، مرت بأريكة. في الإضاءة الخافتة، رأته مستلقيا، ولؤلؤة ملتفة عند رأسه، ملتصقة به بحرارة، ذيلها الصغير ملفوف حول عنقه.شعرت ورد أن لؤلؤة خانتها.أرادت العودة
Read more

الفصل 0135

نزلت ورد من السطح.عندما غادر سهيل، كان قد نظف الشقة من الداخل والخارج حتى لمع كل شيء، لكن رائحة حميمية خفيفة لا تزال عالقة في الهواء.استلقت لؤلؤة على الأريكة، عيناها السوداوان مفتوحتان على وسعهما.اقتربت ورد وربتت على رأسها.جلست على أريكة الشقة طويلا، تفكر: هل أسافر إلى مدينة الزمرد لكشف الحقيقة، أم أظل طوال حياتي كأنني صماء لا أسمع؟بعد نصف ساعة، اتصلت بليلي: "احجزي لي أول رحلة غدا إلى مدينة الزمرد."فوجئت ليلي؛ فالشركة ليس لها أعمال هناك.…في الثامنة صباحا، وصلت ورد إلى مطار مدينة عاصمة.أثناء الانتظار، رن هاتفها؛ كان سهيل يدعوها للعشاء، قائلا إنه حجز أفضل مطعم في مدينة عاصمة، صوته ناعم: "ورد، اليوم عيد ميلادك."عيد ميلاد؟تذكرت ورد فجأة: في مثل هذا اليوم من العام الماضي، اكتشفت وجود جميلة حامد. مر عام كامل.أمسكت الهاتف وقالت بهدوء: "سهيل، الليلة لا تخلف الوعد."فرح الرجل طبعا.في تلك اللحظة، دوى صوت المذيع في الصالة: [إلى المسافرين على رحلة TU3288 المتجهة إلى مدينة الزمرد، يرجى الانتباه: بدأ التفتيش وصعود الطائرة عند البوابة 36...]أغلقت ورد الهاتف، وتوجهت نحو ممر درجة رجال الأ
Read more

الفصل 0136

"خمس سنوات، خدعك سهيل خمس سنوات."…تجمد جسد ورد : "هل لديك دليل؟"ضحكت جميلة حامد ببرود، صوتها أجش: "في المستشفى بجانب كاتدرائية مدينة النورين، سجلات علاج أختي كاملة. في بنك الاتحاد بمدينة عاصمة، خزنة 322، الرمز 574574، ما بداخلها سيوضح كل شيء لك."استردت ورد أنفاسها ثم سألت: "لماذا تخبرينني؟"حارت جميلة، همست: "لأن الأخت تريد قتل الأخت."لم تسمع ورد بوضوح، فتوجهت نحو الخارج.في نهاية الممر، أشرقت الشمس. خلفها، تمسكت جميلة بالقضبان السوداء، تصرخ بجنون: "أنا من أحببته، هو يحب أختي، لكن من بجانبه أنت يا ورد أديب، سعادتك مسروقة، استيقظي."خرجت ورد.لا يزال صوت جميلة المرير يتردد، حادا يخترق السحاب.رفعت ورد عينيها إلى السماء الزرقاء، وقالت بهدوء: "هذه النعمة، أتمنى لو لم تكن لي."بعد عشر دقائق، خرج فيصل، مظهره مشوش.نظر إلى ورد: "لا تعيريها اهتماما، هي الآن نصف مجنونة."ابتسمت ورد ببرود: "بالعكس، أراها أكثر وعيا من أي وقت."فيصل: "..."…في السادسة مساء، عادت ورد جوا إلى مدينة عاصمة.لدى ورد مبلغ كبير في بنك الاتحاد، ففتحت الخزنة خارج الدوام: "سيدة ورد، جئت لأخذ المجوهرات؟"أومأت ورد بنع
Read more

الفصل 0137

غروب الشمس.ذهبت ورد إلى تلال الرفاهية.فرح الخدم برؤيتها، ظانّين أن الزوجين تصالحا، فاستقبلوها بحرارة: "عادت السيدة."ابتسمت ورد بصعوبة: "تركت شيئا في المخزن، جئت لأخذه."لم يشك الخادم، أحضر المفتاح وقادها، يقول أثناء السير: "المخزن مغلق منذ زمن، ربما تعفنت الأشياء. سأدخل أولا لأتفقد، لا تتسخي حذاءك يا سيدتي."وصلا إلى باب المخزن بكلمات قليلة.طلبت ورد الدخول وحدها.وافق الخادم بعد تردد، فتح الباب الحديدي، وانتشرت رائحة عفنة كريهة.أضاء المصباح: "احذري يا سيدتي، لا تتعثري."دخلت ورد، ورأت في الزاوية بيانو.لوحة دولة مجد، طلاء لامع يدل على فخامته، لكن هذا البيانو بعدة مئات آلاف الدولارات ملقى هنا، فقط لأن حسناء بكت...ضحكت ورد، ضحكت لغبائها وجنونها.خمس سنوات كاملة، تتغذى على فتات الآخرين، وتعتبره كنزا.ما الذي بقي حقيقيا في هذا الزواج؟لو لم تكشف جميلة الأمر، هل كان سهيل ينوي إخفاءه مدى الحياة، رعاية حسناء إلى الأبد؟رن هاتفها، كان سهيل.التقطت المكالمة، وإلى أذنها همس صوت رجل ناعم: "هل انتهيتِ من عملك؟ أأنتقل لأصطحابك؟" رفعت ورد رأسها، كتمت غصة حلقها: "أتيت بسيارتي."لم يشك، حددا مو
Read more

الفصل 0138

همس الرجل كلمات حب، وأدخل ماسة وردية كاملة 6 قيراط في إصبع ورد أديب.نادرة فاخرة، لامعة ساطعة."تحبينها؟""أحبها، جميلة جدا."…الخصوصية هنا عالية، أراد سهيل تقبيلها، فتفادت ورد.انحنت تتذوق الحلوى، تخفي دموع عينيها: "سهيل، الحلوى حلوة، أحب هذا الطعم."احتضنها بلطف: "إذا أعجبتك، نأخذ بعضا للمنزل."ابتسمت ورد بهدوء، شربا النبيذ، تذوقا أفضل المأكولات الإيطالية، ثم احتضنا يتأملان ليل مدينة عاصمة. فكرت: الرومانسية التي يقدمها سهيل الليلة، لا امرأة تقاومها.هدأ الليل من حولهما.احتضن سهيل ورد، يتوسل الحب، يطلب عودتها زوجته.لم ترفض ورد، أعطته فرصة أخيرة للاعتراف.فرصة أخيرة.استندت على كتفه، تتأمل النوافذ:"سهيل، قبل خمس سنوات لم نسافر شهر عسل، هذه المرة بعد التصالح أريد السفر.""كاتدرائية آيا صوفيا.""برج الاتصالات.""كاتدرائية القديس بطرس، كلها تبدو رائعة."…مسح سهيل جبهته مبتسما: "كل هذه الأماكن قد تحتاج سنوات، العمل لا ينتهي، خاصة في مدينة السحاب، الأسبوع الماضي..."قاطعته ورد بهدوء: "إذا ليس لديك وقت؟"أدرك سهيل شذوذها أخيرا.أدارها في حضنه، ينظر إليها من الأعلى، صوته أخفض: "ماذا تريد
Read more

الفصل 0139

أمسك سهيل يد ورد.نظر إلى عينيها بجدية: "ليس كما تظنين! تلال الرفاهية لم تكن عشا أبدا، وأنا وحسناء لم نعبر الحدود يوما، لم يحدث بيننا شيء."انتزعت ورد يدها، تراجعت خطوة.الحقيقة قاسية جدا، فلم تعد تخفي ارتباكها، دموع على أنفها، تضحك بحيرة، تكشف كل عيوبها أمامه —"إذا حب نقي.""سهيل، في المحكمة عند الطلاق قلت إنك تريد تلال الرفاهية فقط، قلت إنها منزلك ومنزل ورد. ليست كذلك، إنها منزلك ومنزل حسناء.""ذكرى زواجنا الأولى. حققنا إنجازا صغيرا، طلبت منك عزف 'إلى إليز'، ابتسمت وقمت لن تتعلم. الجميع حولنا يعلمون أنك تجيد، أنا الغبية صدقتك، أنت فقط لا تريد العزف لأن حسناء ستبكي... ستبكي! ""الآن أدركت، أنا حمقاء.""حمقاء عاشت في كذبة!""بذلت جهدي لك، تلقيت الضربة القاتلة لأجلك. ليالي الزوجية تلك، منحة منك، في قلبك حسناء لا تبكي، لكن ورد يمكنها النزيف والبكاء، حتى عندما اختطفني سلام وهددك بالموت، قلت ببساطة [لم أحبها قط، تهديدني بها مضحك].""سهيل، استيقظت أخيرا.""متى اعتبرتني زوجتك يوما؟"……أراد سهيل الاقتراب، يمسك يدها.تراجعت ورد. دموع مبللة زوايا عينيها، كأمطار سنواتها، كلها من صنعه.همست —"
Read more

الفصل 0140

قصر البلاتين، أرقى قصر في مدينة عاصمة.غرفة النوم الرئيسية في الطابق الثاني، ديكور إيطالي داكن اللون، ينضح بالترف والذوق الرفيع.الليل بارد كالماء المتجمد.تستلقي ورد على الملاءة الحريرية الداكنة، غارقة في نوم عميق، ضوء القمر يتسلل عبر الستائر الشفافة البيضاء، يغمر الغرفة بهالة فضية رقيقة، كأنه يغطي السرير بطبقة من الزجاج الملون الباهت.يقف سهيل أمام النافذة الأرضية الواسعة.جبينه ملفوف بضمادة بيضاء، زاره الطبيب المنزلي قبل قليل ليعالج الجرح.في الفناء الخارجي، دوى صوت محرك سيارة صغيرة.بعد لحظات، قادت سكرتيرة ياسمين ناصر وزوجته إلى الداخل؛ لا شك أن الضجيج الكبير قد أيقظهما من نومهما.ما إن رأت السيدة بديعة الجرح، حتى غمرتها موجة من الألم: "مهما كانت ورد غضبة، لا يحق لها أن تجرحك هكذا."رد سهيل ببرود ظاهري: "مجرد خدش بسيط."لم تخف السيدة بديعة استياءها: "تدافع عنها دائما! هذه المرة جرح في الرأس، وفي المرة القادمة لا ندري ما سيحدث."عبس سهيل: "أي زوجين لا يتشاجران ويتصالحان؟"زفرت السيدة بديعة بحدة: "لم تعودا زوجين منذ زمن."أثناء حديث الأم مع ابنها، اقترب ناصر من السرير، يتأمل وجه ورد
Read more
PREV
1
...
1213141516
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status