رحل شيخ عباس.في لحظة الوفاة، كان يمسك بيدي ابنيه بقوة، لم يشعر بألم كبير، ولم يسمع حتى أنغام المآتم أو شهقات أحفاده...في أذنيه، موسيقى الاحتفال، وأمامه طريق مفروش بعشرة أميال من السجاد الأحمر.زوجته العجوز لا تزال في شبابها، تقف هناك تنتظره.نادر، ناصر، أبوكما ذاهب.لا تحزنا علي، الحياة رحلة، وعيشها كما عشتها أنا نعمة نادرة، لو أمكنني لأعطيتكما وقتا أطول لأرتب أموركما أفضل، لتعيشا براحة أكبر، لكن الوقت انتهى.الأجل حان، والإنسان يجب أن ينزل من القطار.الدنيا جميلة، لكن هناك أمكما تنتظرني.سهيل، ورد، جدكما لا أعرف نهايتكما، لكنني أتمنى لكما السلامة. الشهرة والسلطة والثراء كغيمة عابرة، راحة البال هي الكنز الحقيقي في الدنيا.سلام، أنت دائما فخري.لكن جدك لا أستطيع الانتظار حتى تعود.الحياة لا تخلو من أحزان... لكنها أيضا لا تخلو من ذكريات جميلة. حين تزورني في المستقبل وتقرأ لي الفاتحة، أدع الله لي، وقل لي في سرك: "ها قد عدت إليك، يا جدي."رحل شيخ عباس، في تمام الساعة العاشرة وعشرين دقيقة من تلك الليلة.غمر الحزن أرجاء المنزل. لف النسيج الأبيض الأثاث، وأغلق باب الغرفة الذي كان ينام فيه ال
Read more