الفيلا الصغيرة في الضاحية الجنوبية.مساء، تخترق الشمس الغاربة السياج الأسود، والفناء ممتلئ بزهور الصيف اللامتناهية.تستلقي الجدة على كرسي من الخيزران، تتمتع بنسيم المساء بهدوء.العمة بجانبها تقشر لها حبات الجوز الطرية.توقفت سيارة سوداء لامعة خارج الفناء، دخلت السيدة بسمة مدعومة بزوجها ياسر.رفعت الجدة عينيها، ابتسمت: "كيف جئت؟ تبحثين عن ورد؟"شعر السيدة بسمة الأسود مبعثر، ركضت متعثرة، انحنت بجانب كرسي الجدة.كتمت عواطفها، سألت بصوت مرتجف: "شارع الدرويش، عشت هناك سابقا، الإيجار 20 دولار شهريا، لا ماء ساخن شتاء، للاستحمام الساخن يجب الذهاب إلى حمام عام على بعد كيلومترات."فاجأت الجدة.خمنت شيئا، أومأت بثقل.غرزت السيدة بسمة أظافرها في الكرسي، بدموع: "قبل 22 عاما، أخذت فتاة صغيرة في الخامسة، كانت تحمل حلوى تفاح، تبحث عن أمها في الشارع."وقفت الجدة مرتجفة: "كيف تعرفين؟"انهمرت دموع السيدة بسمة، أجلست الجدة، ثم ركعت فجأة.ركعت أمام الجدة مرات، بكت بصوت: "لأنها ابنتي المفقودة! ورد، ورد ابنتي، يا جدة كريمة، أنقذت ابنتي، ربيتها، فالتقينا أم وابنة ثانية."انحنت السيدة بسمة على الأرض، بكت بلا ت
Read more