All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 141 - Chapter 150

180 Chapters

الفصل 141 إنها قاسية القلب حقًا

الغيرة تأتي من الحب؛ وهي لا تحبه، ولا يجوز أن تترك له ظنًا بأنها ستحبه.حتى لو أحبطه ذلك وأوجعه.ترى سارة وتلمس أن بشير يجتهد حقًا ليكسبها، لكن كلما ازداد إصراره ازدادت صلابتها كي لا تمنحه شعورًا بأنها ستُؤخذ.بينهما لعبة شدّ وجذب، وهي أيضًا لعبة تخوضها مع نفسها لتبقي قلبها موصدًا.اغترفت سارة ملعقةً من حساء عشّ الطائر ووضعتها على لسانها: "وماذا تظن؟"برود ردّها وهذه الجملة كانا الجواب؛ تلألأت بسمة كسلى في سواد عيني بشير: "سارة، أنتِ قاسية القلب حقًا".كلماتٌ قيلت بعضِّ الأسنان؛ وخُيّل إلى سارة لحظتها أنها امرأةٌ غادرة آذت بشيرًا.أصابها الزكام أسبوعًا كاملًا؛ ورغم أنه بردٌ عادي خافت أن تُعدي جدتها، فلم تزر دار الرعاية، وانكمشت في مجمع الصفوة، تارةً تعتني بالزهور، وتارةً تحدّق في السماء.في السبعة أعوام الماضية لم تجمع من الراحة ما جمعته في هذه الأيام؛ أخيرًا عرفت طعم الإجازة والاسترخاء.كان بشير يظهر متقطّعًا، لكنه يكاد لا يحدّثها؛ وأحيانًا يمران متقابلين فلا يقول كلمة، فأحسّت كأن بينهما حربًا باردة.هل أغضبه أنها لم تغَر من امرأةٍ أخرى؟للنساء خواطر، وللرجال كذلك، لكن سارة فقدت الداف
Read more

الفصل 142 لحسن الحظ أنها ما زالت تتذكرك

"سارة، أنا بحاجة لمساعدتك."ما إن ردّت على المكالمة حتى قال زاهر هذه الجملة مباشرةً بنبرةٍ ثقيلة.لم يكن من النوع الصريح، وكونه يتحدث هكذا الآن يعني أنه يواجه أمرًا خطيرًا، ولم تكن سارة تعرف كيف يمكنها مساعدته: "قل لي أولًا ما الأمر، يا سيد الزامل."كانت كلمات زاهر كفيلة بجعل سارة تعبس حاجبيها: "لا يمكن شرح الأمر عبر الهاتف، هل يمكننا أن نلتقي؟ سأرسل لكِ العنوان، تعالي الآن."هل هو بحاجة لمساعدتها لهذه الدرجة؟نادى زاهر باسمها، ثم أوضح: "سارة، اطمئني، الأمر ليس مخالفًا للقانون أو الأخلاق، إنه فقط لمساعدة شخص على الهدوء، لكن الوضع طارئ جدًا."مساعدة شخص على الهدوء؟!بعد أن قال زاهر هذا الاسم، ظهرت صورة في ذهن سارة: "السيدة نائلة".ترددت سارة لثانيتين: "...حسنًا!"لو كان شخصًا آخر، لكانت قد سألت أكثر، لكن السيدة نائلة شخصية خاصة جدًا، وسماع اسمها الآن فاجأها.أرسل زاهر العنوان، وقادت سارة سيارتها إلى هناك. وعلى الرغم من أنها لم تكن تعرف ما حدث، فإن لجوءَ زاهر إليها يدل على أن الأمر ليس بسيطًا.كانت الساعة السادسة مساءً، وهو وقت ذهابها إلى منزل عائلة راشد، لكنها بالتأكيد لا تستطيع الذهاب
Read more

الفصل 143 إنه صديقها القديم

كانت الغرفة في حالة من الفوضى، والأرض مغطاة بالأشياء المحطمة والمبعثرة...على الرغم من أن سارة كانت مستعدة نفسيًا، إلا أن المشهد الذي رأته جعلها تتوتّر، ثم طار شيء ما نحوها، مصحوبًا بصراخ لا يفهمه أحد.كان ردُّ فعل زاهر الأول أن يجذبها، لكن سارة كانت أسرع فتفادت الشيء الطائر، ودخلت وأغلقت الباب.خفض زاهر يده ببطء، غير أن التوتر على وجهه ازداد، ثم أشار بيده، فجرى نحوه أنور من مكان قريب: "سيد الزامل...""أبلغ الطاقم الطبي بأن يكونوا على استعداد في أي وقت."كان الطاقم الطبي ينتظر أصلًا حالة السيدة نائلة، أما هذه المرّة فكان يقصد الاستعداد من أجل سارة.كان يخشى أن تتأذى.قال أنور وهو لا يفهم قصده: "أليسوا مستعدين بالفعل؟"رفع زاهر جفنيه، فشعر أنور ببرودةٍ تسري في عنقه، فخفض رأسه على عجل: "إن لم تكن مطمئنًا أيها سيد زامل، يمكنك الذهاب إلى الغرفة المجاورة لمشاهدة شاشة المراقبة."بعد عشر دقائق.كانت سارة في شاشة المراقبة تدندن لحنًا لا يفهمه أحد، بإيقاعٍ غريب...لم تعد السيدة نائلة هائجة، بل كانت تصفق بيديها وتبدو سعيدةً جدًا، وفي تلك اللحظة تنفّس الجميع الصعداء، حتى أنور قال: "ما الذي تغنيه؟
Read more

الفصل 144 كلتاهما تزهران نحو الشمس

كانت سارة على معرفة قديمة بالسيدة نائلة، وبالطبع كان مراد سعيد كذلك.كان طبيعيًا أن تطلب رؤيته.ربما تظن أنهما ما زالا عاشقين، لكنها لا تعلم أن الحال تغيّر.لاحظ زاهر تردّد سارة، وقد أسدت له معروفًا اليوم، لم يشأ إحراجها. قال: "هل يمكنكِ تهدئتها؟""فلتبلغ السيد سعيد يا سيد الزامل." ثم نظرت سارة إلى السيدة نائلة ببرودٍ لحظة، ثم أشرقت بابتسامة حيّة. همست: "سيأتي قريبًا. وسيحضر لكِ زهرة عبّاد الشمس التي تحبينها."وقع نظر زاهر على سارة طويلًا. في أذنه يتردّد: "السيد سعيد".سبع سنواتٍ معها، واليوم لا تناديه إلا: السيد سعيد.وصل مراد يحمل باقة عبّاد شمس، لم يتوقع زاهر ذلك، لم يطلب منه أحد، ولم تخبره سارة.يبدو أن الماضي انتهى، لكن التفاهم باقٍ.أومأ زاهر له بأدب: "شكرًا لك يا سيد سعيد."لم يسأل مراد عن التفاصيل. سأل فقط: "هل سارة بالداخل؟"تذكّر زاهر كيف تشبّثت السيدة نائلة بيد سارة. قال: "نعم. كانت معها طوال الوقت. لم تسمح لأحد بالاقتراب. حتى وهي نائمة."لان وجه مراد. شردت عيناه. قال: "السيدة نائلة حذرة جدًا، لكنها تستثني سارة."سأل زاهر وهو يحدّق في الزهور: "وهذه؟"قال مراد وهو يطرق الباب
Read more

الفصل 145 أتيت لأخذ زوجتي

مستشفى الكرامة الخاص.نافذة سيارة كايين السوداء كانت مفتوحة. اتكأ بشير بذراعه على الإطار. حدّق في نافذة بالطابق الثاني. رأى ظلًا خلف ستارة شفافة.جلس سامي في المقعد الأمامي. قال ساخرًا ليكسر الصمت: "هذه العجوز الأجنبية مشاغبة حقًا. جمعت من في الوعاء ومن في الطبق ومن ينتظر على الطاولة دفعة واحدة."بشير لم يرد. كان رقيقًا على غير عادته. سأل ببرود: "متى تصل عائلتها؟"قال سامي بلا تغيير: "بعد نحو نصف ساعة سيصلون إلى ساحة المعركة."مال بشير إلى الخلف. تمتم بصوت غامض: "ثلاثون دقيقة."سعل سامي: "إجابتك صحيحة. يبدو أن أستاذ الرياضيات كان فخورًا بك."لمس بشير طرف أسنانه بلسانه. قال: "سمعت أن أستاذك المتقاعد ذهب للتدريس في عالم أزوريا. كان يحبك كثيرًا. إذا كنتَ..."فتح سامي الباب واختفى: "أحتاج إلى تلبية نداء الطبيعة، سأذهب للبحث عن حمام."عاد سامي بعد عشر دقائق، وقدّم هاتفه لبشير، كان فيه فيديو لمقطع من كاميرات المراقبة. تظهر سارة مع مراد والسيدة نائلة.كانت السيدة تتكلم دون توقف، الكلام غير مفهوم. من تعابيرها وحركاتها بدا أنها ما زالت تراهما زوجين. أمسكت أيديهما وضغطتهما معًا.ملامح سارة باردة
Read more

الفصل 146 هل سيتمكن من إمساك يدها مرة أخرى؟

نامت السيدة نائلة، لكنها ظلت تتم بكلامٍ غريبٍ باستمرار، وتمسك بيدي سارة ومراد بإحكام.حالُها النفسي سيئ. هي في هذيان واضح، سارة ومراد يفهمان ما يعنيه ذلك.قال مراد بتأثر: "لم أتوقع أن أراها هكذا."حين بدأ تعاونهما مع مجموعة ND كانت تدعوهما للعشاء كثيرًا. كانت تمزح بأنها ستشهد على زواجهما وترى أطفالهما.الآن اضطربت حالتها، وهو وسارة افترقا، تبدّل كل شيء.نظر مراد إلى سارة، رفعت رأسها في اللحظة نفسها، والتقت النظرات، حاولت اليد في كفّه أن تنسحب.قبض أصابعه غريزيًّا، وشدّ عليها.إمساكه بيدها هكذا...هذه الفرصة منحتها العجوز التي ما زالت تراهما حبيبين. يعرف أنها مؤقتة، لكنه أرادها أطول قليلًا.لم تتكلم سارة، رمقته فقط بنظرة باردة وحادّة. ارتبك، ولم يجرؤ على التحديق فيها.قال متعلّلًا: "إن تحرّكتِ ستستيقظ." ضعفت أصابعه تحت وطأة نظرتها الخالية من الدفء، فأفلت يدها.نهضت سارة، مشت إلى الباب، وفتحته. رأت الرجل المقابل، زرّ قميصه مفتوح كعادته، يجلس بكسل، يده على مسند الكرسي.عاملها ببرود طوال الأسبوع، لكنه هنا الآن، السبب واضح لها.وقف زاهر جانبًا، حرّك نظره بينهما، ولما لم يتكلما، سأل: "كيف حا
Read more

الفصل 147 لا تحلم بالتدخل في شؤونها

كانت هذه الجملة مفاجئة للغاية، وبصوته المنخفض، بدا وكأن شيئًا ما سقط بخفة على قلب سارة.توقفت سارة عن محاولة التملّص. نظرت إليه جانبًا.رفع بشير حاجبيه. قال: "يا حرم السيد راشد، هل ما قلته باللغة الأزورية صحيح؟"صحيح. وجميل.سمعت "أنا أحبك" بلغات كثيرة، كانت تفضّل سماعها بالأزورية، كل حرف يلتف حول اللسان، قديمًا حاولت أن تعلّم مراد أن يقولها لها.عبس يومها، ووصفها بالتصنّع.لم تتوقع أن تسمعها من بشير الآن، النبرة صحيحة، لكنها بلا معنى عندها.قالت سارة: "أنت واسع المعرفة يا سيد راشد."قال بشير بتواضع نادر: "بحثت عنها للتو في الهاتف، لا أقارن بكِ يا حرم السيد راشد، ما رأيكِ أن تعلّميني لاحقًا؟"هل يريد التعلّم؟لم يكن الأمر إلا تلميحًا لها، بما في ذلك ما حدث لتوّه مع مراد، فذلك كله من فعل ضيقه وصغر قلبه.أدركت سارة شدّة تملّكه وأنانيته. حتى لو لم يحبّها، فهي تحمل لقبه. يريد امتلاكها بالكامل. حتى بعوضة ذكر بقربها توقظ رغبته في التحدّي.قالت: "حسنًا."أحيانًا، أفضل طريقة لعدم إضاعة الوقت ليست الرفض، بل إرضاؤه سريعًا.قال بشير: "هل الرسوم الدراسية باهظة؟"هل يفتح حديثًا معها؟ ألم يكن يتجاهل
Read more

الفصل 148 هذا زوجي

"لقد سببنا لكم الكثير من المتاعب، نعتذر بشدة!" وصلت عائلة السيدة نائلة، شكروا سارة ومن معها بإخلاص، قالت ابنتها: "يا سارة، شكرًا لك."علاقة سارة بالعائلة قديمة وجيّدة، لذا كان اللقاء وديًا دافئًا.قالت سارة بصدق: "أنا سعيدة برؤيتها ومساعدتها."قالت الابنة: "ذكرتكِ مرارًا مؤخرًا، لم نتوقع أن تهرب وتأتي لتبحث عنك."تفاجأت سارة. هل جاءت خصيصًا لأجلها؟أضافت الابنة وهي تنظر إلى سارة ومراد: "قالت إنها حلمت بزواجكما، تريد حضور الحفل، أعدّت لكِ هدية. إن كنتما ستتزوجان فلتتحققا أمنيتها."سادت لحظة حرج. اتجهت العيون نحوهما، حتى مراد نظر إلى سارة.قالت سارة ببساطة: "لقد افترقنا الآن."بدت العائلة مذهولة، قالت الابنة: "كيف؟ يا سارة، أنتِ..." كل من شهد حبهما، لن يصدق أن سارة ومراد سينفصلان، لكن الحقيقة أن هذا ما حصل.قاطعتها سارة: "تزوجتُ. هذا زوجي."تراجعت خطوة. أمسكت بذراع بشير الواقف خلف مراد.قدّمته بعبارة "زوجي"، لا "حبيبي"، صفة رسمية للرجل في حق المرأة.شعر مراد كأن ألف سهم اخترق قلبه.لم يتقبَّل قد ارتباطها ببشير، كان يظن أنها تنتقم فحسب، أنها ستعود حين تدرك حبها القديم له.لكنها كانت تذكره
Read more

الفصل 149 القيام بواجبات الزوج

ارتعش جسد سارة بالكامل، وتراجعت قدميها بشكل غريزي. همست بصوت واهن: "بشير..."لم تُصدم بخلعه حذاءها فقط، بل بالمشهد كله، في عالم سارة، بشير هو الأعلى، حتى الكلاب تحني رؤوسها له، كيف ينحني هو لشخصٍ آخر؟كان الآن شبه جاثٍ عند قدميها. المشهد صاعق، وفوق ذلك يخلع حذاءها.لو كانا عاشقين لمرّ الأمر، لكنهما ليسا كذلك، بل حدّدا موعد الفراق، لكلٍ غرضه.حتى لو قال إن انتقامه أن تقع في حبه، فليس لازمًا أن يفعل هذا.أمسك قدمها الهاربة براحة يده، تجاهل ارتباكها، حدّق في احمرارٍ على إصبع قدمها. قال: "الحذاء غير مناسبٍ لك، لِمَ ترتدينه؟"الحذاء جديد، لم تتوقع أن يجرحها، كان الألم محتملًا، لكنها لم تظن أنه سيلحظه.يبدو كسولًا طوال اليوم، كأنه لا يهتم بشيء، ومع ذلك لا يفوته شيء.سقطت نظرتها على رأسه، شعرٌ أسود قصير ومرتب، حقًا الشخص الأنيق يلمع حتى في خصلاته.رفع بشير جفنيه، فالتقت العيون، كانت عيناها تقولان الكثير، لكنها لم تقل، بعض الكلام تكراره لغو.فهم صمتها.رفع قدمها مع ساقها إلى الكرسي الهزّاز، نهض، والتقط الحذاء. قال وهو يمشي نحو البيت: "أتريدين شرب حليب أم شاي فواكه؟"نادته: "بشير."لم يتوقف. سم
Read more

الفصل 150 هو يشعر بالظلم الآن

بما أنه يؤدي واجبات الزوج، اطمأنت سارة. لم ترفض حتى حين وضع مرهمًا على قدميها، بل قبلت تدليلاته الأخرى بهدوء.ضاق صدر سامي. قال: "يا بشير، لا حاجة لإثبات شيء عمدًا. أنا أفهم."منذ اليوم الذي سمع فيه ما لا ينبغي، أشفق عليه. يعرف أن كلامه مخاطرة. لكن رؤية جهد بشير اليومي مع سارة تدفعه للنصيحة."زوجان بالاسم." مجرد التفكير بالأمر يؤلمه.في الحضانة كانت الفتيات يتسابقن للاعتراف له. أي امرأة أرادها ولم ينلها؟ الآن تزوّج بامرأةٍ لا يملك سوى النظر إليها. هذا مؤلم ومُهين.قال بشير بهدوء: "ماذا فهمت؟ قل."ردّ فعله غير معتاد، ظن سامي أن سارة آذته حتى خمدت شراسته.قال سامي بنبرة فيها أنين وكأنه يريد أن يحضنه حضن مواساة: "في إنستغرام تعليقات وقلوب كل يوم. لا حاجة لأن تثبت علاقتكما عمدًا. اعتبرني لم أسمع شيئًا. كن كما أنت. لا تَظلم نفسك."سأله بشير مباشرة: "تراني مظلومًا جدًا؟"قال سامي وفي صوته مرارة من سارة: "بالطبع. متى كنت متواضعًا هكذا لأجل امرأة؟ حقًا... لا أحتمل رؤيتك هكذا.""متواضع؟" تردد بشير هذه الكلمة بهدوء، وأكمل يسأل: "هل هو واضح إلى هذا الحد؟"تدلّى سامي في الأريكة مقلّدًا جلسته: "ألا
Read more
PREV
1
...
131415161718
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status