الغيرة تأتي من الحب؛ وهي لا تحبه، ولا يجوز أن تترك له ظنًا بأنها ستحبه.حتى لو أحبطه ذلك وأوجعه.ترى سارة وتلمس أن بشير يجتهد حقًا ليكسبها، لكن كلما ازداد إصراره ازدادت صلابتها كي لا تمنحه شعورًا بأنها ستُؤخذ.بينهما لعبة شدّ وجذب، وهي أيضًا لعبة تخوضها مع نفسها لتبقي قلبها موصدًا.اغترفت سارة ملعقةً من حساء عشّ الطائر ووضعتها على لسانها: "وماذا تظن؟"برود ردّها وهذه الجملة كانا الجواب؛ تلألأت بسمة كسلى في سواد عيني بشير: "سارة، أنتِ قاسية القلب حقًا".كلماتٌ قيلت بعضِّ الأسنان؛ وخُيّل إلى سارة لحظتها أنها امرأةٌ غادرة آذت بشيرًا.أصابها الزكام أسبوعًا كاملًا؛ ورغم أنه بردٌ عادي خافت أن تُعدي جدتها، فلم تزر دار الرعاية، وانكمشت في مجمع الصفوة، تارةً تعتني بالزهور، وتارةً تحدّق في السماء.في السبعة أعوام الماضية لم تجمع من الراحة ما جمعته في هذه الأيام؛ أخيرًا عرفت طعم الإجازة والاسترخاء.كان بشير يظهر متقطّعًا، لكنه يكاد لا يحدّثها؛ وأحيانًا يمران متقابلين فلا يقول كلمة، فأحسّت كأن بينهما حربًا باردة.هل أغضبه أنها لم تغَر من امرأةٍ أخرى؟للنساء خواطر، وللرجال كذلك، لكن سارة فقدت الداف
Read more