All Chapters of طرقنا تفترق بعد الزواج: Chapter 151 - Chapter 160

180 Chapters

الفصل 151 ستتدخل في هذا الأمر حتمًا

وصل بشير إلى دار الرعاية، ولمح سارة وسط الزحام.أحاط بها رجال ونساء بفظاظة قائلين: "ابتعدي. لا شأن لك. تدخّلكِ سيجعلنا وقحين."كان وجه سارة ثابتًا، وعيناها أبرد من المعتاد. قالت: "سأتدخّل اليوم حتمًا. من يجرؤ على لمس العم غانم؟"عرف بشير التفاصيل في الطريق، للعم غانم ثلاثة أبناء وابنة، تركوه في دار الرعاية منذ زمن، لا يرعونه.لديه معاش، لذا كان مرتاحًا، لكن قبل نصف عام هُدم منزله القديم، نال تعويضًا يزيد على 300 ألف دولار، منذها لم يهدأ.هذا يطلب مهرًا لابنه، ذاك يطلب رسوم جامعة لابنته، كلٌّ يحمل ذريعة، يريدون اقتسام المال.خلال هذه السنوات، أدرك العم غانم جيدًا الوجوه الحقيقية لأبنائه وبناته. ومهما كانت أعذارهم كبيرة حين يأتون يطلبون المال، فهو لا يعطي أحدًا منهم فلسًا واحدًا، قائلًا إنه يريد الاحتفاظ بهذا المال ليجدد به إقامته في دار الرعاية وليُطيل به عمره.جاؤوا ليأخذوه قسرًا، قائلين إنهم سيقيمون المال ثم يعتنون به بالتناوب. العم غانم كان واضح الرؤية تمامًا، رفض الأمر رفضًا قاطعًا، فحاول أبناؤه وبناته أخذه بالقوة. لم تستطع سارة تحمّل المشهد، فتدخّلت محاولة إقناعهم، وهكذا وقعت الحا
Read more

الفصل 152 الخطأ كان في حمايتها

"يا بشير!" شقّت صرخة الشيوخ الجو، فارتجفت سارة. أرادت أن ترفع رأسها، لكنه أحكم احتضانها، فقبضت طرف قميصه وقالت: "بشير..."قال بعضهم: "إنه ينزف، أسرعوا ونادوا الطبيب." فتقلص قلب سارة.حاولت أن ترفع رأسها من صدره لتنظر، لكن بشير منعها وقال: "لا بأس، لا تنظري..."هو لا يتركها ترى الدم، حين اصطدم مراد أمامها حجب عينيها بكفه، والآن وهو ينزف لا يسمح لها أن ترى.لأن أقسى ذكرياتها مرتبطة بالدم.التي اعتدت كانت ابنةَ العم غانم، وكانت تقصد إصابة سارة، فتصدى لها بشير.جاء أطباء دار النقاهة على عجل، وأخذوا بشير أولًا لمعالجة الجرح، واتصل العم غانم بالشرطة فسُلِّم أبناؤه جميعًا.لكن ذلك لا يغيّر أن رأس بشير قد انشق وما زال ينزف.قال طبيب دار النقاهة: "الأفضل أن تذهب للمستشفى لإجراء تصوير مقطعي."قطب بشير حاجبيه وقال: "لا حاجة، أنا رجل، لست هشًا."قال الطبيب: "الحذر أولى، وراقبوا إن ظهرت دوخة أو غثيان أو أي انزعاج، خشية نزفٍ داخل القحف." ثم نظر إلى سارة.فهمت سارة المراد، فاصطحبت بشيرًا إلى المستشفى وأنهت إجراءات التنويم، فقال الممرض: "سارة، هذا مبالغ فيه قليلًا."لاذت سارة بالصمت، وثقل جوّها جعَل
Read more

الفصل 153 حرم السيد راشد تحتل مكان غيرها

الليل عميق، وسارة لم تسهر منذ زمن، تحدّق في نجوم السماء. بجانبها، بشير راشد ينام بعمق، ينام على جانبه مواجها لها، وخدّه الوسيم انضغط قليلًا، لكن جماله لا يتأثر. تومض في عينيها لحظاتهما معًا، لم تحفظها قصدًا، لكن وكأنها منقوشة، واضحة وعميقة، تطفو في ذهنها وتدور على طرف قلبها. أشياء قاومتها، ومع ذلك دخلت القلب. والمفارقة أنّ هذا غير مسموح. بهذا الخاطر زال عنها النعاس، هذا الشعور مُتعب، نهضت بخفة، خرجت إلى خارج الغرفة، أسندت ظهرها إلى الجدار وحدّقت في المصباح فوقها. أخرجت هاتفها وأرسلت إلى كمال بن مروان: "نمت؟" عاد الرد فورًا: "لا." نظرت إلى هذه الكلمة، ثم كتبت: "هل من تقدّم؟" كمال: "قليل جدًا." سارة: "؟؟؟" كمال: "مستعجلة؟" انزلقت أصابعها على الشاشة: "قدر الإمكان، كلما أسرع كان أفضل." كمال: "فهمت." كتبت كلمتَي "شكرًا لك"، همّت بإرسالهما، فسبقها منه: "لماذا لم تنامي إلى الآن؟ أرق؟" هناك أمور لا تحب كشفها، حتى لمن تثق بهم، حذفت ما كتبت، وبدّلته إلى: "سأنام الآن." كمال: "نامي مبكرًا." سارة: "وأنت أيضًا." انتهت الدردشة، أعادت الهاتف إلى جيبها، ووقفت قليلًا ثم عادت إلى الغرفة
Read more

الفصل 154 لن تستطيع التغلب عليها

"سارة، صباح الخير!" فتحت سارة الباب، فالتقت بسامي عيد الذي دخل من الجهة الأخرى. قالت: "صباح الخير." ولمّا وقع نظرها على صندوق الطعام في يد سامي عيد فهمت كل شيء. ما يريده بشير راشد سيأكله قطعًا، فإن لم تعطه إيّاه وجد له طريقة، وما قاله قبل قليل كان ليمازحها عمدًا. قال سامي عيد مبتسمًا: "فطوركما، إعداد خاص."تلقّى قائمة بشير منذ الصباح الباكر، ولولا أنه نزف وأن زوجته لا تُلاطفه لكان تظاهر بالموت وتجاهل الطلب. قالت سارة: "لست جائعة، أدخله." لم تكن تنوي الأكل، واستحيت أن تأكل. فقد أصيب لأجلها، وهي احتلت سريره ولم تُحسن وجهها له، وأدركت متأخرة أنها جاوزت الحد قليلًا. وليس لأنها لا تريد إرضاءه، بل لأن طلبه الصباحي مُترف نادر حتى بالمال، فحسبته يتعمد إحراجها. قال سامي عيد كأنه يعرف طبعه: "لا، إن لم تأكلي فبشير سيجوع قطعًا." ثم ابتسم بمكر، "سارة، أيعز عليكِ تركه يجوع؟" مرّ على وجه سارة حرج خفيف، فلو لم تأكل فلن يأكل هو أيضًا، وهذه من طباع بشير حقًا. قالت: "ادخل أنت أولًا، سأمر على مكتب الطبيب." فاختارت أن تتجنب الموقف. وكأنه يخشى مراوغتها رفع الصندوق وقال: "حصتان، بها بشير بحصتك خصي
Read more

الفصل 155 السماء لا ترحم أحدًا

(الرجل المثالي بشير راشد يتأذى من أجل الحب.) عاد هذا الموضوع إلى الترند، ونالت قضية العم غانم تغطية إعلامية، ونالت الأسرة عقوبة قانونية، ووُسمت بالعار. آمنة فهد، الخبيرة في التصفّح السريع، علمت بذلك، فجاءت إلى المستشفى. قالت: "هذا جرح صغير، لو تأخر تضميده لالتأم وحده، هل يستحق أن تتمدد هنا، وتدع سارة تخدمك؟" وقفت سارة جانبًا، تراقب بشير وهو يُنتقد ولا يرد، وكان في نفسها شعور بأن أخيرا يتلقى العقاب والتأديب الذي يستحقه. أخيرًا لُجم لسانه السام. وطبع مثل الابن سر أمه يؤكد هنا، فحدة لسان بشير إرث مباشر من آمنة. قالت آمنة: "يا سارة، دعينا منه، هو يتظاهر بأنه مريض بحالة خطيرة، وقد اكتشفت ذلك فورًا، كيف تُنجِب عائلة راشد هذا الذي يضلّل زوجته." وراحت تسحق كل كبريائه حتى الأرض، وتزيد دكًا. ورغم أن سارة تعرف أن الضحك غير مناسب، لم تستطع كتمه، وقالت: "حسنًا، أمي." واكتشفت أن كلمة أمي تصير على لسانها أسهل فأَسهل. قالت آمنة: "بما أنك لست مشغولة الآن، تعالي معي إلى تجميل، انظري إلى وجهك الصغير، لم يعد نضرًا كما قبل أيام"، ثم رمت بشير بنظرة بيضاء. ولا حاجة للسؤال، فهذه التهمة عليه أيضًا
Read more

الفصل 156 لقد تزوج زوجة متفهمة

امرأة ذات خصر أبيض ناحل، تسند ظهرها إلى النافذة، بنطال عمل بنفسجي يبرز تناسب الأرداف والساقين حتى الكمال، شفة حمراء وشعر قصير جدًا، جرأة لافتة للنظر.وقف بشير إلى جانبها، كسول متراخٍ كما اعتاد، لا تلامس ولا حركات حميمية بينهما، لكنهما يبدوان متناغمين ومريحين.لا يُعرف عمّا تحدّثا، والمرأة تبتسم، وصوتها رائق رنين.آنذاك أدركت سارة أنها كانت غير مهذبة، وكان ينبغي أن تطرق الباب.لكنها في اليومين الماضيين كانت تدفع الباب وتدخل، يبدو أن وعيها به خلل.فهل تدخل الآن أم تتراجع؟وأثناء تردد سارة، بدا أن الاثنين عند النافذة استشعرا شيئًا، فاستدارا معًا، ولم يبدُ عليهما حرج، خاصة المرأة التي تبسمت وقالت: لقد التقينا مجددًا.كانت جريئة، وسارة بطبعها ليست خجولة، قالت: "مرحبًا".قالت المرأة وهي تنظر بسخرية لطيفة: "أنا بخير، وأنت بخير؟"فهمت سارة قصدها، وخطت إلى الداخل، وقبل أن تتكلم نادت المرأة على بشير: "يا بشير، عرّفنا بسرعة، لا تدع سوء الفهم يزداد".ظلّت عين بشير العميقة تحدق بسارة، ورأى أخيرًا تموّجًا في عينيها، دقيقًا لكنه حاضر.قال بشير وهو يتجه نحو سارة: "قدّمي نفسك".تحركت سارة قليلًا إلى ال
Read more

الفصل 157 لقد أصبح الأمر معروفًا للجميع

صديقة أمجد الصغيرة على الإنترنت؟هل تقصدني أنا؟شعرت سارة بالذنب أخيرًا.سقطت يد كبيرة على ظهرها لتسهّل تنفسها، وجاء صوت رتيب يقول: "شرين ناصر، ألا تسد كل هذه الأطباق فمك؟"قالت شرين وهي لا تتوقف عن الأكل: "ألم أقل الحقيقة؟"هي متأنقة وجميلة كأنها خارج عالمنا ، لكنها تأكل بلا تكلّف.بسيطة وقريبة من الناس.نظرت شرين فجأة إلى سارة وقالت: "سارة، هل تتذكرين شكل الواتساب؟ أخ زوجكِ، زوجي، مهووس بالواتساب عشر سنين، لأن فيه صديقة صغيرة يعجب بها."سعلت سارة واحمرّ وجهها، وانكمشت أصابعها على الطاولة، ويدٌ خلفها تواصل تسكين أنفاسها فأصابت فروة رأسها بقشعريرة.كانت تظن أن الأمر سرٌ بين اثنين، فإذا به معروف للجميع.قالت شرين وهي تنظر إلى سارة: "أنا شرين لا أنافس أحدًا على الغيرة، ولهذا نستحق أن نكون زوجتي أخوان."...قال بشير ببرود وهو يرفع يده عن ظهر سارة: "لا تقحمي زوجتي وأنت تتحدثين عن تفاهاتك."لكن لمسته بقيت تضغط عليها، وحتى بعد العشاء ظل الإحساس قائمًا.ظنّت سارة أن الأمر سينتهي إن تصرَّفت أنها تجهل الأمر، لكنه خداع للنفس، والبوح يزيد الحرج على الجميع.إذن تؤجل الشرح، حتى ينقطع ما بينها وبين
Read more

الفصل 158 بشير، لننفصل

في الواقع، الأمر كان واضحًا منذ زمن، فلم يعد هناك داعٍ للمراوغة.نقر بشير بأصابعه على المقود، وقال: "ظننت أنك لن تقوليها أبدًا."قالت سارة: "لم أرد إحراج الجميع"، وما إن قالتها حتى انفرج صدرها، "ثم إنك عرفت منذ زمن ولم تُفصح."ابتسم بشير بخفة، وقال: "أتحمّلينني الذنب؟"لم تقصد سارة ذلك، وتذكّرت أسلوبه مع أمجد، ثم ما جرّه الواتساب من فوضى، فسألت: "بشير، ما دمنا نصارح بعضنا اليوم، كيف أضفتني على الواتساب، وهل للأمر صلة بأخيك؟"لفّ بشير المقود فجأة، وتوقفت السيارة عند الرصيف، لم يطفئها بل شغّل الإشارات التحذيرية، وقال: "ألا تتذكرين؟"قالت: "لا أتذكر إطلاقًا."فك بشير قليلًا ياقة قميصه نصف المفتوحة، وبدت عليه الكآبة، وقال: "فكيف صرتِ صديقه؟"قالت: "وهل هذا مهم؟"قال بشير: "نعم."فكرت سارة قليلًا، وقالت: "كنت مدينة له بالمال."قطّب بشير حاجبيه في العتمة، وقال: "مدينة بالمال؟"قالت: "أصبت مرة وأنا طالبة، فنقلني زملائي إلى المستشفى، ولم يكن معنا مال، فصادفنا طالبًا أكبر سنًا سدّد ثمن الدواء، وكان لا بد من ردّه، فطلبت منه الواتساب."لم تلحظ سارة سخرية فمه، فقال: "أمجد هو من سدّد لكِ ذلك؟"قالت
Read more

الفصل 159 سارة، كيف يمكنكِ أن تكوني بهذه القسوة؟

"هل تريدين أن تكوني معه؟"ابتسمت سارة بخفة وقالت: "ماذا تظنني؟"قال بشير: "وماذا تظنينني أنت؟" وحملت كلماته حدّة وارتجفت أصابع سارة على ركبتها.رفعت عينيها إليه وحدّت ملامحها أكثر وقالت: "بشير، لم أقصد سوءًا، فعلت ذلك لأجل جدتي، أنا..."قال: "ما دمتِ تزوجتِني لأجل جدتك، فلماذا تريدين الانفصال الآن؟" وقاطعها.لأن الكذبة انكشفت، ولأن الاستمرار سيجلب الحرج، ولأن صوتًا بداخلها قال توقفي.لم تعرف السبب هي أيضًا، وأرادت إنهاء كل شيء، والابتعاد عنه كأنه لم يظهر في حياتها.سأل بشير فجأة: "سارة، هل تحبين الكذب كثيرًا؟"لم تفهم وقالت: "ماذا؟"قال: "لقد خدعتِ أمجد عشر سنوات، وجعلته يعشقك بجنون، وتزوّج ولم يضع زوجته في باله، والنتيجة أنك لم تريدينه ورميتِه، والآن تفعلين بي الشيء نفسه، مللت مني بل أن تنته من استغلالي، وتريدين ركلي بعيدًا، كيف تكونين بهذه القسوة؟" فاتسعت عينا سارة لشكواه.قال ساخرًا: "ماذا، هل أخطأت؟" ورأى الذهول في عينيها.هي ليست كما وصف، لكن الوقائع توهم بذلك.فليحسبها قاسية إذن، فهدفها الانفصال منه على أي حال، فتحول ذهولها ابتسامة ساخرة وقالت: "إذًا يا سيد راشد وافق بسرعة وتخلّص
Read more

الفصل 160 لا تذكر أمر ليان مرة أخرى

هذا الجواب إن سكت بشير عنه، فلا حل له.ومثل هذا اللغز الذي لا حلّ له، هناك أيضًا تدهور حالة ليان الصحية، إذ يبدو أنه منذ عودتها إلى الوطن، لم تعد حالته إيجابية كما كانت في الخارج."يا دكتور لؤي، هل سننتظر هكذا فقط؟" قالت سارة بقلق.لم تتوقع سارة أن تُثبت ليان براءتها إن أفاقت، لكنها تريد تحسّنها وان تعيش طبيعيًا."في هذه المرحلة لا حل سوى الانتظار، إلا إن حفّزها شيء." قال لؤي بأسى.كان تعافي ليان مشروعه البحثي، واستمرار حالتها إعلان فشله، وهو غير راضٍ.وفوق ذلك بينه وبين بشير اتفاق، إن لم تتقدّم حالتها، فستتوقّف التجربة، وسيُترك مصيرها للطبيعة.فكّرت سارة في سهيلة، ربما تحاول معها مرةً أخرى.لم ترها منذ العشاء في بيتها، وعرفت أن سهيلة تزور زوجها بدار الرعاية كل أربعاء مساءً."يا معلمتي." قابلتها سارة بعد انتهائها من رعاية زوجها.كان على وجه سهيلة تعبٌ ظاهر، حياتها قاسية، تعمل مُدرّبة ببيتين وتتخذ تلاميذ جدد.أرادت سارة مساعدتها سابقًا لكنها تعرف اعتزازها، المساعدة تُحرجها وتُباعد بينهما."إن أردتِ السؤال عن أمرٍ ما فلا تتكلمي." قالت سهيلة وقَطعت الطريق عليها.غيّرت سارة الأسلوب، قالت:
Read more
PREV
1
...
131415161718
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status