وصل بشير إلى دار الرعاية، ولمح سارة وسط الزحام.أحاط بها رجال ونساء بفظاظة قائلين: "ابتعدي. لا شأن لك. تدخّلكِ سيجعلنا وقحين."كان وجه سارة ثابتًا، وعيناها أبرد من المعتاد. قالت: "سأتدخّل اليوم حتمًا. من يجرؤ على لمس العم غانم؟"عرف بشير التفاصيل في الطريق، للعم غانم ثلاثة أبناء وابنة، تركوه في دار الرعاية منذ زمن، لا يرعونه.لديه معاش، لذا كان مرتاحًا، لكن قبل نصف عام هُدم منزله القديم، نال تعويضًا يزيد على 300 ألف دولار، منذها لم يهدأ.هذا يطلب مهرًا لابنه، ذاك يطلب رسوم جامعة لابنته، كلٌّ يحمل ذريعة، يريدون اقتسام المال.خلال هذه السنوات، أدرك العم غانم جيدًا الوجوه الحقيقية لأبنائه وبناته. ومهما كانت أعذارهم كبيرة حين يأتون يطلبون المال، فهو لا يعطي أحدًا منهم فلسًا واحدًا، قائلًا إنه يريد الاحتفاظ بهذا المال ليجدد به إقامته في دار الرعاية وليُطيل به عمره.جاؤوا ليأخذوه قسرًا، قائلين إنهم سيقيمون المال ثم يعتنون به بالتناوب. العم غانم كان واضح الرؤية تمامًا، رفض الأمر رفضًا قاطعًا، فحاول أبناؤه وبناته أخذه بالقوة. لم تستطع سارة تحمّل المشهد، فتدخّلت محاولة إقناعهم، وهكذا وقعت الحا
Read more