All Chapters of الأميرة الأسيرة: Chapter 1 - Chapter 10

22 Chapters

الفصل1

بالنسبة للعالم، أنا صوفيا رومانو — الأميرة الجامحة والمتألقة لعائلة رومانو.أما فينسنت، فهو وريث المافيا — صارم، هادئ، صورة متقنة من الانضباط والسيطرة.لكن في كل ليلة، يمسك بخصري ويغرقني في جنونه حتى ترتجف ساقاي، وهو يهمس باسمي مرارًا: "برينتشيبِسا."فقط هو لا يعرف أنني، بعد أسبوعين، سأتزوج رجلاً آخر.كانت الملاءات لا تزال دافئة برائحة جسدينا، وأنا مستلقية ألتقط أنفاسي بينما ينهض فينسنت ليرتدي ثيابه.من طرف السرير، راقبت أصابعه الطويلة وهي تغلق أزرار قميصه بدقة.سألته بصوتٍ متعب:– "لن تبقى الليلة؟"قال دون أن يلتفت:– "اجتماع عائلي. كوني فتاةً مطيعة."تلك العبارة مجددًا.جلستُ في الفراش، تاركةً الملاءة تنزلق حول خصري.توقفت يداه لحظة قبل أن يعقد ربطة عنقه.– "فينسنت."– "همم؟"– "لا شيء."اقترب، وانحنى ليقبّل جبيني بهدوء.– "سأرحل الآن."وبمجرد أن أُغلِق الباب، التقطت هاتفي بسرعة واتصلت برقمٍ أعرفه جيدًا.– "أبي، أقبل الزواج التحالفي. بعد أسبوعين، سأتزوج وريث عائلة ستيرلنغ المحتضر في بوسطن. لكن لدي شرط واحد."على الطرف الآخر، بدا صوت الدون رومانو مفعمًا بالنشوة:– "ممتاز! قولي ما تريد
Read more

الفصل2

كانت إيزابيلا واقفة أسفل الدرج، ترتدي فستانًا أبيض بسيطًا، تجسيدًا للبراءة الهشّة.ما إن رأتني حتى أشرقت ابتسامة عريضة على وجهها وقالت بلطفٍ كاذب:"لابد أنكِ صوفيا، أليس كذلك؟ أنا إيزابيلا. سُررت بلقائك أخيرًا."لم أجبها. اكتفيت بالنظر إليها من أعلى الدرج بصمتٍ بارد.خرج الدون رومانو من غرفة الجلوس، وعلى وجهه ملامح حنانٍ نادر لم أرَها يومًا موجهة نحوي.قال وهو يمدّ ذراعيه نحوها:"إيزابيلا، لا بد أنك متعبة من السفر. دَعي صوفيا تُريك غرفتك."ردّت بابتسامةٍ عذبة:"شكرًا، عمّي رومانو."ثم أضاف بصوتٍ حازمٍ موجهًا كلامه لي:"اسكني في غرفة صوفيا يا إيزابيلا، فهي أكثر الغرف ضوءًا، مناسبةٌ تمامًا لفترة تعافيها."التفتُّ إليه بدهشةٍ صامتة."غرفتي؟"قال دون أن يرفّ له جفن:"من الآن فصاعدًا، ستكون غرفة إيزابيلا. يمكنك الانتقال إلى الطابق الثالث، هناك غرفة ضيوفٍ فارغة."انفلتت مني ضحكةٌ باردة قصيرة."لا داعي."صعدتُ إلى غرفتي وبدأتُ أضع أمتعتي في الحقيبة.بعد نصف ساعة، كنت أجرّ حقيبتي على السلالم متجهة إلى الباب الرئيسي.توقّف أبي حين رآني وقال بوجهٍ عابس:"إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟""سأغادر." أجبت
Read more

الفصل3

قادني فينسنت عائدًا إلى قصره في مانهاتن.جلست في مقعد الراكب أحدّق في أضواء النيون التي تمرّ أمامنا، وفي صدري فراغ هائل لا نهاية له."وصلنا." أوقف فينسنت السيارة، ثم نزل وفتح الباب لي.لماذا كان الأمر دائمًا هكذا؟ لا يحبني، لكنه ينام معي، وما زال يتصرّف بتلك العناية الموجعة.ابتلعت غصّة في حلقي، نزلت من السيارة وتبعته، أجرّ حقيبتي خلفي.كنت أعرف هذا المنزل جيدًا، فكل زاوية فيه تحمل ذكرى لجسدينا المتشابكين.مدّ فينسنت يده ليمسك بحقيبتي متجهًا إلى غرفتي المعتادة."لا." قلت وأنا أتابعه السير نحو غرفة الضيوف. "سأبقى فقط اثني عشر يومًا، هذه تكفيني."توقف في مكانه وقال بهدوء: "يمكنك البقاء ما شئتِ."وضعت حقيبتي في الغرفة وأغلقت الباب. جلست على حافة السرير أحدّق في هاتفي. اثنا عشر يومًا فقط، ثم سأغادر نيويورك إلى الأبد.في الصباح التالي، نزلت إلى الأسفل. كان فينسنت جالسًا بالفعل في غرفة الطعام، وأشار لي بالجلوس أمامه.جلست، وقدّمت لي الخادمة كوب حليب وقطعة توست."فينسنت"، بدأت الكلام.رفع نظره نحوي، وعيناه هادئتان خلف نظارته."هل كنت تعلم أن إيزابيلا هي ابنة ماريا؟""علمت ذلك بالأمس." قالها ب
Read more

الفصل4‏

ما إن بدأت الحفلة، حتى أدركتُ مدى اهتمام فينسنت بإيزابيلا‎. كان يسحب لها الكرسي، ويأتيها بالمشروبات، وحتى عندما انزلق حزام فستانها، مدّ يده ليعدله ‏برفق، ملامسًا كتفها بألفة واضحة‎. أما أنا... فلم أنل شيئًا من هذا كله‎.‎في العامين اللذين قضيتهما معه، لم يفعل شيئًا من ذلك لي قط. كنت أظن أن طبيعته باردة، وأنه ‏متحفظ، لا يُعنى بتفاصيل المودة الصغيرة‎. لكنني كنت مخطئة‎. لم يكن باردًا، بل فقط لم يُرِد أن يكون دافئًا معي‎.‎احتسيتُ شمبانيتي في صمت، أستمع إلى ضحكات إيزابيلا وحديثها الرقيق مع الضيوف. كانت ‏تتحدث عن رحلتها العلاجية في أوروبا، وعن اشتياقها لنيويورك. كل كلمة منها كانت أنيقة ‏محسوبة‎.‎همست امرأة بجانبي لصاحبتها‎: ـ "يا لها من فتاة لطيفة! الطريقة التي يعتني بها فينسنت بها... حتمًا سينتهي بهما المطاف ‏معًا‎."‎اشتدت قبضتي على كأس الزجاج‎.‎ثم دوّى صوت المضيف‎: ـ "حسنًا أيها السادة، حان وقت اللعب! لعبة الحقيقة أو الاختيار‎!"‎أضاءت الشاشة الكبيرة، وشرح المضيف القواعد‎: ‎"‎ستظهر صورتان على الشاشة، وسيصوّت الجميع لما يفضلونه، لكن القرار النهائي سيكون ‏لضيف شرفنا، السيد فينسنت‎
Read more

الفصل5‏

حين صدمتني السيارة، بدأ وعيي يتلاشى‎. الألم اخترق جسدي، لكن ما كان أشد من الألم الجسدي هو اليأس الساحق... أن تُترك‎.‎ومضت في رأسي مشاهد متلاحقة‎: أول مرة رأيتُ فيها فينسنت خلف مكتبه، الضوء البارد ينعكس على نظارته‎. أنا أستفزه عمدًا، وهو يظل جامد الملامح‎. أول مرة أمسك بي وناداني "برينتشيسا" بصوت مبحوح. ظننتها لحظة حب‎. ليالٍ طويلة في حضنه، أستمع إلى دقات قلبه، مؤمنة أنني وجدت أخيرًا وطني‎.‎لكن الصورة الأخيرة التي بقيت في ذهني كانت له وهو يحتضن إيزابيلا ليحميها، تاركًا إياي أواجه الموت وحدي‎.‎وحين فتحت عيني، كنت في سرير المستشفى‎. خارج الستار، سمعت صوته عبر الهاتف‎: ـ "إيزابيلا، هل ما زلتِ تتألمين؟‎" ـ "أفضل كثيرًا، فينسنت. لولاكِ‎..." ـ "لا تفكّري في ذلك، الطبيب قال إنكِ بخير، فقط توتر خفيف‎." ـ "فينسنت، لو تكرر الأمر، هل كنت ستنقذني أولًا مرة أخرى؟‎" ـ "بالطبع‎." ـ "لكن صوفيا أصيبت‎..." ـ "ليس لديها سبب للغضب. في المواقف الطارئة، أنقذ الأضعف أولًا. هي تفهم ذلك‎."‎أغمضت عيني. كان صوته كخنجرٍ يغوص في صدري‎. في نظره، لم يكن لي حتى حق الغضب‎.‎اقتربت خطوات، وسُحب الستار‎
Read more

الفصل6‏

استيقظت على ألم حاد في ذراعي‎. نظرت فوجدت الدم يتراجع في أنبوب المغذي‎. ضغطت زر الاستدعاء‎.‎دخلت الممرضة وقالت بقلق‎: ـ "لماذا لا أحد يراقبك؟ أين حبيبك؟‎" ـ "ليس حبيبي." قلت بهدوء. "خرج لأمرٍ مهم‎." ـ "منذ متى؟‎" نظرت إلى الساعة... الثانية صباحًا‎. غادر في السابعة مساءً. سبع ساعات مضت‎. ـ "منذ وقتٍ طويل‎."‎هزت رأسها بأسف‎: ـ "أولئك الأثرياء... يظهرون في البداية مثاليين، ثم يختفون حين نحتاجهم‎."‎بعد خروجها، لم أستطع النوم مجددًا‎. مع شروق الشمس، قررت المشي قليلًا‎. وبينما كنت أدفع حامل المغذي، سمعت ممرضتين تتهامسان‎: ـ "تلك الفتاة في الجناح الفاخر محظوظة! حبيبها حجز الطابق كله من أجلها‎." ـ "وسمعت أنه استدعى أطباء من الخارج لرعايتها طوال اليوم‎." ـ "وارث عائلة مارسيل، يا له من رجل‎!"‎توقفتُ‎. كان الجناح الفاخر في الطابق العاشر. وأنا في الثامن‎. صعدت بالمصعد‎. الطابق كله مغلق، ولم يكن مضاءً سوى غرفة واحدة‎. اقتربت ونظرت من النافذة الصغيرة‎.‎فينسنت كان يجلس بجانب السرير، يطعم إيزابيلا الملعقة تلو الأخرى‎. وجهها شاحب، لكنها مبتسمة‎. ـ "هل ما زال يؤلمك؟" سألها برقة‎
Read more

الفصل7‏‎

بدأ المزاد‎. تمسكت بلوحي الخاص بالمزايدة، وعيوني مثبتة على المسرح، أنتظر الرقم 47‏‎. وأخيرًا، رفع المزادون عقد اللؤلؤ‎. ‎"‎الرقم 47، عقد لؤلؤ رائع. تبدأ المزايدة من خمسمائة ألف دولار‎." رفعت لوحي فورًا: "خمسمائة ألف‎." ‎"‎مليون"، جاء صوت إيزابيلا من جانبي‎. التفت لأراها، ابتسامة تعلو وجهها، وهي ترفع لوحها عاليًا‎. ‎"‎مليون وخمسمائة ألف"، رددت بصوت متوتر‎. ‎"‎مليونا"، قالت إيزابيلا دون أي تردد‎. بدأ السعر يتصاعد بسرعة مذهلة‎. ثلاثة ملايين، خمسة ملايين، ثمانية ملايين‎... تعرق راحتي. قال محاميّ إن أصولي تبلغ قيمتها خمسة عشر مليونًا، لكن المزاد اقترب من ‏العشرين‎. ‎"‎عشرون مليون"، رفعت إيزابيلا لوحها بسهولة، وكأنها تقول رقمًا تافهًا‎. نظر المزادون إليّ: "هل ترغبين في الاستمرار يا سيدتي؟‎" ارتعشت يدي، لم أستطع رفع اللوح مرة أخرى‎. لم يكن لدي المال الكافي‎. كانت كل الأنظار عليّ، بما فيها نظر فينسنت‎. ابتلعت كبريائي والتفت إليه‎. ‎"‎فينسنت، أرجوك أعرني المال، هذا عقد والدتي، الشيء الوحيد الذي تركته لي‎." نظر إلي بعينين تحملان مشاعر معقدة لا يمكن قراءتها، وكاد أن يصل إلى بطا
Read more

الفصل8‏‎

ترددت صرخة إيزابيلا في أرجاء خلف الكواليس‎. تجمد الموظفون في صدمة، بعضهم بدأ بالصراخ في ذعر، وآخرون حاولوا الوصول إلى ‏هواتفهم للاتصال بالإسعاف‎. سحبت السكين ووقفت مستقيمة‎.‎‎"‎عائلة رومانو دائمًا تسدد ديونها"، قلت، ناظرة إلى إيزابيلا، التي كانت تتلوى على الأرض ‏ممسكة بيدها النازفة وباكية. "تذكري ذلك‎."‎استدرت ومشيت بعيدًا، وأصوات الفوضى تتلاشى خلفي‎. خطواتي كانت ثابتة وأنا أتجه نحو الباب، وكأن شيئًا لم يحدث‎. لكن عندما وصلت، وجدته يقف في طريقي، فينسنت، ممسكًا ببطانية وحرارة في يده، يبدو أنه ‏عاد للتو‎. عندما رآني، تحجر وجهه‎.‎‎"‎ماذا فعلتِ؟" صرخ‎. نظرت إلى البطانية في يده وأعطيت ابتسامة مرة بلا روح: "ذهبت لجلب الدواء لها؟‎" ‎"‎سألتك ماذا فعلت!" صوته أصبح أكثر برودة وحدّة‎. ‎"‎لقد وضع عقد والدتي على كلب ضال وسبّت والدتي. لذا طعنته." نظرت إليه مباشرة، عينيّ لا ‏ترفّ‎. تجمد تعبير فينسنت: "ماذا قلتِ؟‎" ‎"‎سمعتَني"، أشرت إلى أذنه، "رجالك لا بد أن أبلغوك بالفعل بما حدث‎."‎كان فينسنت يرتدي سماعة صغيرة، وقد علم بكل شيء‎. ‎"‎حتى لو فعلت ذلك، ليس لديك الحق في إيذائها!" صوته كان ك
Read more

الفصل9‏‎

لم أجب على سؤال فينسنت‎. وقف بجانب السرير، ينتظر ردي، لكني اكتفيت بالنظر إلى السقف الفارغ بصمت‎. رن هاتفه، فكسرت اللحظة المتوترة‎.‎‎"‎فينسنت، يدي تؤلمني جدًا..." جاء صوت إيزابيلا الهشّ، المبكي، واضحًا حتى من مكاني‎. تغير تعبير فينسنت على الفور، وناعما على صوتها‎: ‎"‎سآتي فورًا‎." علق الهاتف، ثم نظر إليّ: "فكّري في ما فعلتِ‎." ثم غادر، كما يفعل دائمًا، تاركًا إياي لإيزابيلا وحدها‎.‎عاد الصمت إلى الغرفة. كنت وحيدة‎. بعد ساعة تقريبًا، انفتح الباب‎. دخلت إيزابيلا، يدها اليمنى ملفوفة بضماد سميك، لكنها تبدو منتصرة‎.‎‎"‎صوفيا، كيف تشعرين؟" سألت، مع اهتمام مصطنع‎. حولت رأسي إليها، عينيّ مسطحتان وخاليتان من أي شعور‎. جلست على كرسي، ابتسامة سامة تعلو وجهها: "عزيزتي، أريد أن أحكي لك قصة‎."‎‎"‎لا أريد سماعها‎." ‎"‎لكن هذه القصة عنك"، لمعت عيناها. "عن سبب موافقة فينسنت على طلب والدك لتأديبك ‏شخصيًا‎." قبضت يدي على غطاء السرير الرقيق‎.‎‎"‎في المدرسة الثانوية، كان فينسنت وإيزابيلا حبيبان"، بدأت بصوت حنين. "كنا نحب بعضنا ‏كثيرًا، كان يذكر كل ما أحب، وقال حتى إنه سيتزوجني بعد التخرج. ل
Read more

الفصل10‏

كنتُ جالسة على ركبتيّ أمام الحاسوب، أحدّق في ملفات الفيديو الفاضحة، حين أخرجت هاتفي واتصلت برقم ‏دون رومانو‎. قلت بصوت مبحوح تختنقه الدموع‎: ‎"‎أبي‎..."‎جاء صوته بارداً ومتفاجئاً‎: ‎"‎ما الأمر؟ ظننت أنكِ تبرّأتِ مني‎."‎سألته بصوت مرتجف‎: ‎"‎سؤال واحد فقط... قبل ثلاث سنوات، هل عرض فينسنت أن يقوم بتأديبي؟‎"‎ساد صمتٌ ثقيل على الطرف الآخر، صمت يحمل كل الإجابة‎. ثم قال أخيراً‎: ‎"‎من أين علمتِ؟‎"‎أغمضت عينيّ. "إذًا الأمر صحيح‎."‎تابع بصوت خالٍ من الرحمة‎: ‎"‎فينسنت عرض عليّ مشروع مرفأ بقيمة مئتي مليون دولار مقابل أن يتولى هو تربيتك وتأديبك. لم أكن أعلم ‏كيف أغضبته، لكني فكرت أن بعض التأديب لن يضرك، فوافقت‎."‎أغلقت الهاتف‎.‎البارقة الأخيرة من الأمل التي لم أكن أعلم أني أتشبث بها، انطفأت تماماً‎. اقترب مني فينسنت، ونام معي، وسيطر على حياتي — كل ذلك لم يكن سوى انتقام. من أجل إيزابيلا‎.‎بدأت أضحك... في البداية بهدوء، ثم بصوتٍ أعلى، ضحك هستيري ملأ الغرفة السرّية الباردة‎. ضحكت حتى انهمرت دموعي، حتى لم أعد أستطيع التنفس‎.‎وحين هدأت، مسحت وجهي ووقفت‎. ذهبت إلى غرفة النوم وسحبت ا
Read more
PREV
123
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status