Share

الفصل 6

Author: لؤي
في الغرفة.

كان يوسف جالسًا على كرسي، ويرتدي ثوب المشفى، لكنه الآن كان مغطى بالحساء.

ولم يقتصر الأمر على ملابسه فقط، بل كان شعره مغطى بالحساء أيضًا، وكان الأرز والخضار الملطخ بالحساء يتدلى على رأسه ووجهه، مما جعل ملامح وجهه غير واضحة.

كانت الممرضة والتي تبدو في منتصف العمر تحمل ملعقة الأرز، وتغرف ملعقة من الطعام وتضعها في فمه.

"كُل! كُل بسرعة! أيها الفاشل! ألا يمكنك فتح فمك حتى! أنت أسوأ من الحيوانات! آه..."

فجأة، تم سحب شعرها إلى الخلف بقوة، وبدأت تصرخ مثل الحمار من الألم.

صرخت قائلة: "من أنتِ بحق الجحيم؟ اتركيني!"

"أترككِ؟"

كانت عيون نور حمراء وكأنها تخرج شرارًا.

"كيف أترككِ؟ أيتها الحقيرة! هل تتنمرين على طفل وتضربينه؟ إن عائلته ما زالت على قيد الحياة!"

وبينما كانت تتحدث، كانت تشد على شعرها أكثر، وشعرت الممرضة وكأن فروة رأسها يتم تمزيقها من شدة الألم.

"هذا مؤلم! اتركيني!"

كانت الممرضة جبانة، وتوسلت طلبًا للرحمة وهي ترتجف، "لن أجرؤ، لن أجرؤ على فعل ذلك مرة أخرى!"

حركت نور ذراعها، وألقت الممرضة على الأرض.

ثم التقطت طبق الطعام، وأخذت ملعقة من الطعام، وفتحت فم الممرضة، وأطعمتها بفظاظة وعنف.

"ألا تحبين إطعام الناس بهذه الطريقة! هيا، كُلي!"

"آه، آه..."

كادت الملعقة الحديدية أن تجرح فم الممرضة.

كانت الممرضة عاجزة عن الكلام، ولم تستطع سوى الإشارة طلبًا للرحمة.

كيف ستتركها نور؟

'فرقعة!'

رفعت يدها وصفعتها، "هل هكذا ضربتِ أخي للتو؟ إنه شعور جيد، أليس كذلك؟ لا تقلقي، سأعيده لكِ على الفور!"

"فرقعة، فرقعة، فرقعة!"

إنهالت عليها بسلسلة من الصفعات.

قامت الممرضة بالزحف على الأرض، وقبل أن تتمكن من التقاط أنفاسها، أمسكتها نور.

"هيا، تعالي معي لرؤية المدير!"

"لا!"

توسلت الممرضة بوجهها المنتفخ.

"يا آنسة، أرجوكِ سامحيني هذه المرة! أنا لم أرغب في فعل هذا، لكن أحدهم دفع لي لأقوم بضربه."

فزعت نور وضيقت عينيها.

"من؟"

"إنها... وفاء كريم."

هي! تجمد الدم في عروق نور على الفور.

لأنها هربت ورفضت بيع نفسها، لذلك جاء انتقام وفاء سريعًا جدًا!

لكن إذا أرادوا الانتقام، فعليهم الانتقام منها هي.

لماذا يتنمرون على يوسف؟ إن عمره أربعة عشر عامًا فقط وهو مصاب بالتوحد!

"اغربي من هنا!"

"حسنًا!" هربت الممرضة زاحفة.

كانت الغرفة في حالة من الفوضى، قامت نور بتنظيفها، ثم مدت يدها إلى يوسف.

"يوسف، هل يمكنني أخذك للاستحمام؟"

كما هو الحال دائمًا، لم يجيبها يوسف.

اعتادت نور على ذلك وذهبت لتمسك بيده، فأمسك هو بيدها.

"يوسف!" سعدت نور وقالت: "هل تأخذ زمام المبادرة وتمسك بيدي؟ هل تعرفت عليّ؟"

ولكن يوسف لم يصدر أي رد فعل مرة أخرى.

وعلى الرغم من ذلك شعرت نور بسعادة عارمة، فبعد سنوات عديدة، استجاب أخوها أخيرًا! حتى لو كان مجرد رد فعل بسيط.

وهذا يدل على أن هذا العلاج فعال!

بعد أخذ يوسف إلى الحمام، اكتشفت نور أنه لم يكن هناك حساء وطعام منسكب في كل مكان فحسب، بل إن بنطال يوسف كان مبللًا أيضًا—— لقد تبوّل على نفسه!

وكانت الممرضة تراقبه ببرود، ولم تقم بتغيير ملابسه!

"يوسف، هذا خطأي."

حبست نور دموعها وساعدت يوسف في الاستحمام وتغيير ملابسه، وبعدها ظهرت ملامحه الوسيمة والبريئة.

جلس هناك بهدوء، وأحضرت له نور طعامًا جديدًا وأطعمته.

فتح الصبي فمه بطاعة، وأمسك بملابس أخته بيد واحدة دون وعي.

لقد كان مرعوبًا ولا يمكنه الحديث، لذلك لم يستطع التعبير عن ذلك إلا بهذه الطريقة.

كانت عيون نور ممتلئة بالدموع وهمست له قائلة: "يوسف، لا تخف، أنا سأحميك."

قبل مغادرة المصحة، أبلغت نور عن الممرضة، فأشخاص مثلها يؤذون الآخرين مقابل بعض المال لا يجب إبقائهم.

ثم أخذت نور سيارة وهرعت إلى منزل عائلة الشريف.

لا يمكنها أن تدع أمر تنمر وفاء على شقيقها يمر بهذه البساطة!

.....

بعد حلول الظلام.

كان ياسر يقود سيارته في طريقه إلى منزل عائلة الشريف، وذلك بعد أن تلقى مكالمة من سارة.

"ياسر، أين أنت الآن؟"

ياسر: "هناك ازدحام مروري، لذلك قد أتأخر قليلًا."

"أنا أنتظرك، ولا داعي للعجلة، فسلامتك هي الأهم."

"حسنًا."

.....

"سيدة نور، لقد عدتِ..."

قامت الخادمة بفتح الباب، لكن نور لم تسمعها، واتجهت إلى الداخل مباشرةً.

التقطت غلاية الماء من المطبخ، وتوجهت نحو غرفة المعيشة.

عند الدرج، نزلت وفاء وسارة ممسكين بأذرع بعضهما البعض، وكانا يتحدثان ويضحكان.

همف.

ثنيت نور شفتيها بلا مبالاة، واندفعت نحوهما بسرعة.

"نور." صُدمت وفاء، "لا يزال لديكِ الشجاعة للعودة، آه ..."

صرخة!

لقد رفعت نور الغلاية وسكبتها فوق رأسيهما.

صرخت سارة: "آه! نور، هل جُننتِ؟"

حدقت نور فيهما بشراسة، وكان جسدها يرتجف بالكامل دون وعي.

"هل هذا جنون؟ إنه ماءً فحسب! لقد قمتِ برشوة الممرضة، مما جعلها تسكب الحساء الساخن على يوسف! لقد كان غارقًا في البول، قذرًا ورائحته كريهة!"

"أمي……"

سحبت وفاء سارة بعيدًا وقالت: "لا تهتمي بهذه الأمور، لم يتبق الكثير من الوقت، اصعدي وغيّري ملابسكِ!"

"أوه، حسنًا."

يبدو أن سارة لديها موعد مهم، لذلك سارعت إلى الطابق العلوي.

لم يتبق سوى وفاء للتعامل مع نور، وكانت تبدو ملامحها شريرة..

"نعم! لقد رشوتُ الممرضة لتتنمر على أخيكِ الأحمق! أنتِ تجرأتِ على الهرب وعدم مرافقة السيد شوقي، مما تسبب في كارثة لنا، ألم تتوقعي أن يدفع أخيكِ الثمن؟"

لقد علمت بالفعل من الممرضة أن نور هي التي دفعت تكاليف علاج يوسف.

نظرت إلى نور بعيون مليئة بالازدراء وقامت بسبّها.

"هل حصلتِ على المال؟ كيف حصلتِ عليه؟ دعيني أخمن، لقد قمتِ ببيع نفسكِ في النهاية، لكنكِ لم تساعدي عائلتكِ! أيتها الحقيرة، أنتِ بلا ضمير!"

ضحكت نور بغضب، ورفعت يدها وصفعت وفاء بقوة.

"هذا الفم لا يستطيع التحدث بكلامٍ جيد، لذلك من الأفضل عدم استخدامه!"

"آه؟" تفاجأت وفاء وقالت بغضب: "أيتها العاهرة الصغيرة، هل تجرؤين على ضربي؟"

وقفزت على الفور لضرب نور.

وفي هذه اللحظة، بدأ الاثنتان تتشاجران، ولكن سرعان ما أسقطت نور وفاء على الأرض وجلست فوقها.

رفعت يديها وبدأت في الهجوم على وفاء، تاركة إياها بلا قوة للدفاع عن نفسها.

"وفاء، هل تعتقدين إنني ما زلت صغيرة وستقومين بضربي؟"

في السنوات العشر الماضية، لم تجرؤ نور على المقاومة.

كان أحد الأسباب هو أنها كانت صغيرة جدًا، والسبب الآخر هو شقيقها الأصغر.

لكن الآن، لم تعد بحاجة إلى تحمل ذلك بعد!

كانت عيون نور حمراء من الغضب، "لقد كبرت! بينما أنتِ أصبحتِ عجوزًا! إذا تجرأتِ على لمس يوسف مرة أخرى، فسأرد لكِ ما تفعلينه به!"

"آه، آه، آه..."

صرخت وفاء وهي تبكي، "النجدة!"

نظرت إلى الخادمة المختبئة في الزاوية وقالت: "لماذا تقفين هكذا؟ اتصلي بالشرطة ليأتوا لإنقاذي، إنها سوف تقتلني!"

"ما الذي يحدث هنا؟"

قبل أن تتمكن الخادمة من الاتصال بالشرطة، عاد أحمد. ثم اندفع نحوهما بسرعة، وأمسك بنور وألقاها على الأرض.

"نور! هل فقدتِ صوابكِ؟ وفاء هي أكبر منكِ سنًا! كيف تجرؤين على ضربها؟"

ضحكت وفاء بشدة، "اضرب هذه العاهرة الصغيرة حتى الموت!"

"لا أعتقد أنك تجرؤ!"

حدقت نور في أحمد بعيون حمراء وغاضبة.

"أنت، لقد خنت زوجتك، ساندت عشيقتك ولم تهتم بأطفالك، وبعت ابنتك من أجل مصلحتك! بينما أنتِ، أيتها العشيقة، لقد سرقتِ مكان والدتي وأسئتِ معاملتنا! لذلك لن تكون نهايتكم سعيدة! ستحصلون على العقاب! وليس الأمر أنني لا أستطيع، ولكن الوقت لم يحن بعد!"

استدارت بعيون حمراء وهرعت للخارج.

بعد مغادرة بوابة المنزل، مرت سيارة سوداء فاخرة بجانب نور.

اتخذت نور خطوتين ثم أدارت رأسها سريعًا، لماذا تبدو تلك السيارة مألوفة جدًا؟

أين رأتها مؤخرًا؟
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (1)
goodnovel comment avatar
Elshaimaa
Great att read
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 100

    وصل معاذ وسعد إلى المكان قبل نور بقليل.عندما رأى نبيل أن ياسر يحدق في نور دون أن يرمش، ابتسم بمكر."كنت أستغرب لماذا أصررت على المجيء إلى هذا المكان البعيد لركوب الخيل، اتضح أن زوجة أحدهم هنا."لكن ياسر تجاهله تمامًا، وخطا خطواته ليتقدّم نحوهم.لكنه لم يمشِ سوى بضع خطوات حتى توقف فجأة.نبيل لم يفهم، "ما بك؟ زوجتك بلا غرفة، ألست مهتمًا؟"مهتم؟ابتسم ياسر ابتسامة باهتة، وكأن الأمر لا يحتاج إلى تدخّله."نور."كان مازن قد وصل بعد أن ركن السيارة."ما الذي حدث؟"نور عبست شفتيها بتذمر، وشرحت له ما حدث."لا تقلقي، أمر بسيط."أعطاها مازن يوسف، "سأتولى الأمر، اطمئني.""حسنًا."وفعلًا، ما إن تدخل حتى تم حلّ المشكلة بسرعة.بعد إنهاء الإجراءات، لوّح ببطاقتين للغرف بيده نحو نور."تم الأمر."حمل الحقائب وشرح بلطف، "لدي بطاقة ممميزة، تُعفيني من الحجز المسبق."وحين رآها عابسة، زاد من رقة صوته، "لِمَ أنتِ حزينة؟"تمتمت: "حتى ماجد لن يأتي..."آه، السبب هو هذا."لا مشكلة بهذا."نظر إليها مازن، فقلبه أصبح هشًّا مثل الحرير، بدت له الآن تمامًا كما كانت من قبل، عندما كانت تدلل معه.قال لها بصوت خفيض: "نحن هن

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 99

    بعد عدة أيام، ذهب مازن إلى مجموعة شركات الشاذلي.شركة الابتكار للتكنولوجيا كانت قد استكملت الإجراءات حسب متطلبات مجموعة الشاذلي، واليوم، جاء لمقابلة ياسر.قادته السكرتيرة إلى غرفة الاجتماعات الصغيرة، وما إن جلس حتى وصل ياسر.نهض مازن: "السيد ياسر.""سيد مازن." ياسر أومأ وصافحه،"تفضل بالجلوس."من دون أي مجاملات، دخلا مباشرة في حديث مفصّل عن أمور التعاون.وقد أبدى ياسر رضاه التام عن كفاءة مازن، وقرّر على الفور توقيع العقد."تعاون سعيد.""أشكرك على الثقة، وأتمنى تعاونًا ناجحًا."وكالعادة، تم الترتيب لعشاء في المساء.وكالعادة، سيكون هناك عشاء مساءًا.دعاه ياسر قائلًا: "سيد مازن، ما رأيك أن نتعشى سويًّا هذا المساء؟""أشكرك على كرمك." مازن اعتذر بلطف وهو يبتسم. لكن لدي أمر طارئ، وسأكون خارج مدينة البحار هذا المساء. أرجو المعذرة. لكن، أعدك، في وقت لاحق سأحجز مكانًا وأتشرف بدعوتك."ياسر: "اتفقنا.""إلى اللقاء."ما إن غادر، حتى اختفت ابتسامة ياسر.اليوم هو يوم الجمعة، ومازن لن يكون في مدينة البحار مساءً — ومكان منطقة الربيع يقع خارج المدينة!ونور قالت أيضًا إنها ستغادر الليلة.— إذًا، هي حقًا

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 98

    "اللعنة!"قفز سعد غاضبًا."من يملك مثل هذا التاريخ الحافل؟ لا تلصقوا التهم بي! كل هؤلاء كانوا أصدقائي..."أما الثلاثة الآخرون، فلم يترددوا في قلب أعينهم بسخرية واضحة."هيهي." رفع سعد حاجبه وضحك بلا مبالاة، "أما عن من لديهم أطفال، فلم أخض هذه التجربة...""هاها!"انفجر معاذ ضاحكًا بعفوية."ذلك لأنك لم تلتق بمن تعجبك؟ فإذا رأيتها، لن يفرق حينها لديها أطفال أم لا؟ أليس كذلك؟""أتهزأ بي؟"تبادلا المزاح كعادتهما.ضحك سعد وقال: "وما المشكلة؟ في هذا الزمن، الحياة طويلة، وهل يعقل أن يُقيّدك طفل واحد طوال العمر؟""كلامك فيه بعض الصواب وبعض الخطأ."قاطعه نبيل، الذي ظل صامتًا طوال الوقت، وقال."ما معنى 'في هذا الزمن'؟ والدة الإمبراطور نائل العظيم، الملكة شهيرة، كانت قد تزوّجت من قبل وأنجبت، ثم أصبحت زوجة إمبراطور، وأنجبت الإمبراطور نائل وثلاثًا من أخواته."ثم نظر إلى ياسر بنظرة ذات مغزى."حين يحب المرء بصدق، تصبح كل تلك الأمور غير مهمّة."أما ياسر، فلم ينبس ببنت شفة، بل ظل صامتًا، تغشى عينيه نظرة عميقة غامضة، غارقًا في أفكار عميقة.وبسبب ما يشغل باله، شعر بانعدام الرغبة، فانصرف قبل الساعة العاشرة.

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 97

    توقف ياسر للحظة، عيناه تغيمتا بلون داكن: "نعم، لماذا تسألين؟"قالت نور وهي تنظر إليه بجدية عميقة: "شكرًا لك.""حقًا، شكرًا جزيلًا، من صغري حتى الآن، قلّ من أحسن إليّ."شعر ياسر بخفقة غريبة تخترق قلبه، إحساس دافئ ومبهم ينتشر بداخله، بالكاد استطاع كبح ابتسامة ظهرت على شفتيه.اكتفى بالهمهمة: "همم.""لكن..." تابعت نور وكأنها تود قول شيء آخر، لكن رن هاتفها فجأة.أجابت بسرعة."ليث؟ سترة صديقي نسيتها عندك؟ حسنًا... صحيح، لم أشكرك بعد. في تلك الليلة، حين تركت السرير لصديقي لينام، كان الوقت متأخرًا والمطر يهطل بغزارة، ولم نجد فندقًا، واضطررتَ للنوم في غرفة المحاليل! لا بد أنك لم تنم جيدًا؟ سأعزمك على الغداء قريبًا!"وأثناء حديثها، أشارت بيدها إلى محطة المترو القريبة، مشيرة إلى أنها مستعجلة.ثم استدارت وركضت نحوها."تمهلي!"قال ياسر من خلفها، دون أن يعلم إن كانت قد سمعته.تقطب حاجباه بقلق، لكنه لم يستطع منع ابتسامته التي ارتسمت أخيرًا على وجهه.لقد شكرتني، أدركت أنني كنت إلى جانبها!ثم، ما قالته على الهاتف، كان واضحًا له تمامًا — تلك الليلة، حين كان المطر يهطل بغزارة، أليست الليلة ذاتها التي جاء

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 96

    لم تُجب نور.لكن قلبها الذي يخفق بعنف لم يكن ليكذب عليها، أن تقول إنها لم تشعر بشيء إطلاقًا، فذلك محض كذب.منذ صغرها، قلّ من أحسن إليها.ولأنهم قِلّة، صار لطيبتهم قيمة عظيمة.كل بادرة طيبة تتلقاها، تحفظها في قلبها بامتنان عميق.وإزاء أي لطف، تتمنى أن ترده عشرة أضعاف...خرجت من المستشفى التابع للجامعة، وعادت نور إلى قصر عائلة الشاذلي في منطقة النرجس.كان لطيف مسرورًا للغاية، فاتصل مباشرة بياسر.ثم أمسك بيد نور قائلاً: "في هذه الأيام التي غبتِ فيها، لا أدري بماذا انشغل ياسر، لم نره أبدًا. والآن وقد عدتِ، لنجتمع الليلة على العشاء."لكن حين اتصل به.قال ياسر: "جدي، أنا مشغول، لن أعود.""بماذا مشغول؟ مهما كان الأمر، لا تعيقك أعمالك عن الطعام! ثم إن نور عادت لتوّها بعد أسبوع من السفر...""جدي، لدي اجتماع، لن أُطيل الحديث."ثم أغلق الخط.غضب لطيف وبدأ يلعن، "هذا غير معقول! وقاحة لا تُحتمل!""جدي."كانت تعلم جيدًا، أن ياسر لا يريد رؤيتها."لا تغضب، ألستُ هنا معك؟ لن أذهب إلى أي مكان الليلة، سأتناول العشاء معك، نلعب الشطرنج، وأقرأ لك من القصائد، أتفقنا؟""حسنًا، حسنًا."وفي لحظة، انفرجت أسارير

  • بعد الطلاق، الزعيم المتعَفِّف سرق قبلة من زوجته الحامل   الفصل 95

    قاعة اجتماعات مجموعة الشاذلي.فتح عمر ملفًا، ووضعه أمام ياسر.كان لدى المجموعة مشروع جديد، يتطلب شريكًا تقنيًا، إلا أنهم لم يجدوا الطرف المناسب بعد.هذا الملف يضم الدفعة الثانية من المقترحين للتعاون.رمق ياسر الصفحة الأولى بنظرة عابرة، لفت انتباهه اسم "مبتكر العلوم والتكنولوجيا"، المسؤول الفني العام: مازن النجار.نقر بأصابعه على اسم "مازن" ببطء.قال عمر: "أخي، رغم أن مازن عاد إلى البلاد حديثًا، إلا أنه أثناء دراسته بالخارج، حقق إنجازات بارزة، وفاز بعدة جوائز علمية وتقنية."وبكل موضوعية، فهو من الكفاءات النادرة.كان ياسر رجل أعمال قبل كل شيء، ورجلًا لا تدفعه العواطف في قراراته، لا يضيّع فرصة ربح، ولا يجعل مشاعره الشخصية تتحكم في صفقاته."موافق، دَعهم يبدؤون بالإجراءات."في المساء، دعا ياسر نبيل وبعض الأصدقاء لشرب الخمر وتناول العشاء.وبين الأحاديث، تطرق إلى ذكر مازن، "هل يعرف أحدكم شيئًا عنه؟"" أه مازن."أومأ معاذ برأسه، " ألا تعرف لقبه؟ يقال عنه إنه أجمل رجال مدينة البحار."لمع وجه مازن في مخيلة ياسر...حتى ياسر نفسه لم ينكر أن هذا اللقب لم يُعطه الناس عبثًا.فهل أعجبت نور بوجهه الجمي

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status