Share

الفصل3

Author: فهد العتيبي
غابت ليلى عبد الرحمن عن المنزل لمدة عشرة أيام، ولم يحاول أحد من عائلتها البحث عنها.

في نظر عائلة عبد الرحمن، كانت ليلى عاراً على العائلة وأضحوكة مدينة السلام، فبدون وجود ليلى، اعتقدوا أن أعمال العائلة ستزدهر أكثر.

بعد أن استعادت ليلى جمالها، ذهبت مع عمران بن خالد لتسجيل الزواج، ثم عادت إلى المنزل.

كان يوسف عبد الرحمن لديه ثلاثة أبناء.

الأكبر حازم عبد الرحمن، الأوسط مازن عبد الرحمن، والأصغر طارق عبد الرحمن.

بسبب وضع ليلى، كان طارق والدها غير محبوب داخل العائلة، رغم عمله بجد وتفانيه الكبير في خدمة مصالح العائلة، إلا أن مكانته كانت متدنية للغاية ولم يكن له أي كلمة مسموعة.

على الرغم من كونه مديراً في شركة العائلة، إلا أنه لم يكن يمتلك أي أسهم في الشركة.

كان يتقاضى راتباً شهرياً فقط دون أي حصة من الأرباح، مما جعل وضع أسرته المالي صعباً للغاية.

بالكاد تمكن من شراء منزل ولكنه كان يدفع أقساط القرض الشهري.

"يا عمران، هذا هو منزلي."

قالت ليلى وهي تشير إلى الباب المغلق بإحكام، ثم أضافت "لا يمكن مقارنته بقصورك الفاخرة."

أمسك عمران يدها وابتسم قائلاً "طالما أنكِ معي، فأينما نكون سيكون بيتنا."

شعرت ليلى بدفء في قلبها، وتقدمت إلى الباب وطرقت عليه برفق.

سرعان ما فُتح الباب، وكانت من فتحه هي والدتها، هدى الجبوري.

نظرت إلى المرأة الجميلة والرجل الغريب الواقفان أمامها، وتوقفت للحظة بدهشة، ثم سألت "من أنتما؟"

قالت ليلى "أمي."

كلمة "أمي" جعلت هدى الجبوري تتجمد في مكانها، حيث حدقت بعينيها في المرأة الجميلة والمثيرة الواقفة أمامها، ولم تستطع استيعاب الأمر للحظة.

قالت ليلى "أمي، أنا ليلى، ليلى عبد الرحمن."

"ماذا؟"

كانت هدى مذهولة تماماً، وهي تنظر إلى المرأة التي بدت كأنها خرجت من لوحة فنية، بجمالها الذي لا يصدق، فسألت وهي مُترردة: "أنتِ...... أنتِ ليلى؟"

ردت ليلى "نعم يا أمي، لقد شُفيت. لم تعد هناك ندوب."

قال عمران بابتسامة لطيفة "أمي."

نظرت إليه هدى الجبوري بدهشة، وسألت "أنت؟"

سحبت ليلى عبد الرحمن يد عمران بن خالد وقالت "أمي، هذا هو الزوج الذي اختاره جَدّي."

في تلك اللحظة فقط، استعادت هدى الجبوري وعيها فجأة، وسحبت ليلى بقوة نحوها، قائلة بنبرة باردة "أنا لم أوافق أبدًا على مثل هذا الصهر."

ثم وضعت يدها على وجه ليلى الأبيض الناعم وقالت "يا ليلى، هل هذا حقًا أنتِ؟ وجهكِ...... جسدكِ...... ماذا حدث للندوب؟"

ردت ليلى وهي تغالب دموعها "أمي، كنت أتلقى العلاج طوال الأيام العشرة الماضية والآن شُفيت تمامًا، لن أجلب لكم الخزي بعد الآن."

منذ وقوع الحادث، جلبت ليلى العار لعائلة عبد الرحمن، حيث أصبحت أضحوكة مدينة السلام، وجعلت والديها يشعران بالخجل أمام الآخرين.

"يا ابنتي......"، احتضنت هدى الجبوري ليلى وبكت بحرقة "يا ابنتي أنا آسفة، فقد كنت أماً قاسية معكِ وتركتكِ تعانين، سامحيني على كل ما فعلت"؛ ثم قالت وهي تمسك بيد ليلى "تعالي، اجلسي داخل المنزل."

سحبت هدى ليلى داخل المنزل.

كانت هدى مُنغمسه في أفكارها الجديدة بعد أن رأت جمال ابنتها قد عاد.

مع جمالها الحالي، كانت تعتقد أن ابنتها تستحق الزواج من رجل غني وربما حتى دخول عائلة ثرية؛ وليس الزواج من رجل عاطل طامع في الثروة، اختار أن يدخل عائلتهم بدافع الجشع.

نظرت إلى عمران بن خالد الجالس بهدوء في زاوية الغرفة بنظرة باردة، ثم أشارت إلى الباب وقالت "اخرج."

قالت ليلى بارتباك "أمي، ماذا تفعلين؟ هذا هو زوجي، الصهر الذي اختاره جَدّي بنفسه."

ردت هدى بغضب "اذهبي، نحن ذاهبون إلى فيلا عائلة عبد الرحمن، حيث سيُلغي الجد هذا الزواج."

سحبت هدى يد ليلى وبدأت بالخروج.

قالت ليلى بقلق "عمران......"

ابتسم عمران برفق وهز كتفيه وأظهر عدم اهتمامه، ثم تبعهم بهدوء.

في قاعة القصر، بقاعة الاستقبال كانت جميع أفراد العائلة ينظرون إلى ليلى التي تقف بجانب هدى الجبوري بدهشة لا تصدق.

"هل هذه...... ليلى؟"

"هل هذه هي ليلى عبد الرحمن التي تعرضت للتشوه لمدة عشر سنوات؟"

"ما الذي حدث؟ كيف تبدو هكذا بعد غياب عشرة أيام فقط؟"

قال أحدهم بذهول "ليلى، هل هذا أنتِ؟"

وتساءل آخر بصدمة "يا ليلى، هل خضعتِ لعملية تجميل في كوريا؟ هل أجريتِ عملية تجميل شاملة؟ هل أصبحت تقنية التجميل متقدمة إلى هذا الحد؟"

كانت عائلة عبد الرحمن جميعهم غير قادرين على تصديق ما يرونه.

لم يصدق أحد من عائلة عبد الرحمن أن هذه المرأة الجميلة التي تقف أمامهم هي نفس الفتاة التي كانت تعاني من التشوهات.

"هل أكلتِ دواءً سحريًا؟"

قالت هدى الجبوري مباشرة دون تردد "يا أبي، أنا لا أوافق على هذا الزواج، مع جمال ليلى الحالي، يمكنها بسهولة الزواج من رجل من عائلة ثرية. كيف لها أن تتزوج من رجل عديم الفائدة دخل إلى عائلتنا طمعًا في المال؟"

كان يوسف عبد الرحمن جالسًا على الأريكة يدخن غليونه، وهو يحدق في ليلى.

لم يكن يعرف ما الذي حدث.

كيف استعاد جسدها وعافيتها في غضون عشرة أيام؟

لكن الآن، ليلى أصبحت بالفعل جميلة بشكل لا يصدق؛ هز رأسه برفق وقال "ما تقوله صحيح، حاليًا هناك العديد من الشباب من العائلات الكبرى في مدينة السلام الذين لم يتزوجوا بعد، سأستخدم علاقاتي للعثور على زوج مناسب لليلى."

"أنا لا أوافق."

وقفت ليلى فجأة والدموع في عينيها وقالت "يا جدي، أنت من قررت أن أتزوج عمران بن خالد والآن بعد أن شفاني، تريدون التراجع؟ ماذا تعتبرونني؟"

"ماذا تقولين أيتُها الفتاة......!" صفعتها هدى الجبوري على وجهها الأبيض وقالت بغضب "ما الفائدة من البقاء مع هذا الفقير؟"

وضعت ليلى يدها على وجهها الذي تلقى الصفعة، ثم التقطت سكينًا من الطاولة ووضعتها على وجهها، "إذا أجبرتموني أكثر، سأشوه وجهي مرة أخرى."

"أنتِ......!"، اهتزت هدى الجبوري من الغضب وارتجف جسدها.

"كفى!" ، صرخ يوسف عبد الرحمن بصوت عالٍ وقال بلهجة غاضبة "هذا تصرف غير لائق يا ليلى، إن جَدّك يفكر في مصلحتك، مع جمالك الحالي يمكنكِ الزواج من رجل من عائلة ثرية والعيش في رفاهية، فلماذا تريدين البقاء مع هذا الفقير؟"

في هذه اللحظة، وقف عمران بن خالد الذي لم يتحدث حتى الآن ونظر إلى أفراد عائلة عبد الرحمن قائلَا بصوتِ هادئ "أنا عمران بن خالد، لست بحاجة إلى أن أكون صهر عائلة عبد الرحمن، لكن هذا أمر بيني وبين ليلى، لقد تزوجنا رسميًا، إذا وافقت على الطلاق فلا مشكلة لدي ولكن إذا لم توافق، فلن يجبرها أحد على ذلك."

"أيها الوغد، هل تعتقد أن لك الحق في الكلام هنا؟"

وقف سامر عبد الرحمن حفيد يوسف الأكبر وأشار إلى عمران قائلاً بغضب "أنت مجرد صهر عديم الفائدة على عائلتنا، فلا مكان لك هنا، وإذا أمرتك عائلة عبد الرحمن بالخروج، فعليك أن تخرج."

أمسك عمران بإصبعه الذي كان يشير إليه وثناه بقوة وقال ببرود "لم يجرؤ أحد على التحدث معي بهذا الأسلوب من قبل."

"آه! مؤلم!"

صرخ سامر من شدة الألم وانحنى جسده وتوسل قائلاً "أنا...... أنا آسف، من فضلك...... اتركني."

تركه عمران.

بدأ سامر يتنفس بصعوبة ونظر إلى عمران بن خالد بوجه مليء بالغضبـ ثم أمسك بمنفضة السجائر على الطاولة وحاول ضرب رأس عمران بها.

"ماذا تفعل؟"، صرخ يوسف عبد الرحمن بغضب "هل نسيتم قوانين العائلة؟ ضعها فورًا!"

التفت سامر نحو يوسف وقال بوجه يملؤه الحزن "يا جدي، هذا الرجل تمادى كثيرًا، يجب أن تنصفني."

"كفى."، قال يوسف وهو يدخن غليونه وأشار بيده "سأعطيك خمسين ألفًا، طلق ليلى ومنذ الآن لن يكون لكما أي علاقة ببعضكما البعض."

"أنا لا أوافق!"، صرخت ليلى عبد الرحمن بصوت عالٍ.

"تمرد؟"

ضرب يوسف عبد الرحمن الطاولة بقوة وقال بغضب "أنا لم أمت بعد! ما زلت رئيس عائلة عبد الرحمن، وشؤون العائلة أقررها أنا فقط."

لم يكن عمران بن خالد يرغب في رؤية ليلى تتصادم مع عائلتها.

لقد عاد هذه المرة لسببين: رد الجميل والانتقام.

لكنه لا يريد أن يتسبب في إحراج ليلى أو قطع علاقتها مع أسرتها بسبب رده للجميل.

قال عمران بن خالد "يا جَدّي، أرجو أن تمنحني فرصة لأثبت أنني لست أقل شأنًا من أي شخص آخر."

"فرصة؟"، ضحك سامر عبد الرحمن بسخرية وقال "يا عمران، وفقًا لما جاء في ملفاتك، أنت مجرد يتيم نشأت في دار أيتام وخدمت في الجيش لبضع سنوات، كيف يمكنك أن تكون أهلًا لليلى الآن؟ حسنًا، سأمنحك فرصة، هل تعرف مجموعة الفجر الطبي؟ عائلتنا تحاول منذ فترة طويلة التعاون معها ولكن دون جدوى، إذا استطعت أن تجعل مجموعة الفجر الطبي تتعاون معنا، فلن يكون هناك مانع من الاعتراف بك كزوج لليلى."

كان سامر يشعر بالكراهية تجاه عمران منذ البداية، بالنسبة له إن عمران ليس سوى جندي متقاعد، لا يملك مالًا ولا سلطة، فلماذا يتظاهر بالغرور؟

لذلك ابتكر سامر هذه الحيلة ليضع عراقيل أمام عمران، ويجبره على التراجع.

في ذهن سامر، كان لديه بالفعل زوج مناسب لليلى وهو عُمر الصقري، من عائلة الصقور أقوى عائلات مدينة السلام.

قال سامر "يا جَدّي، دع عمران يذهب للحصول على صفقة من مجموعة الفجر الطبي، إذا نجح، فسأقبل به وإذا فشل، فعليه أن يرحل."

قال يوسف عبد الرحمن وهو يدخن غليونه "فكرة جيدة، عائلتنا تعمل في مجال معالجة الأعشاب الطبية، ومؤخرًا وسعت مجموعة الفجر الطبي إنتاجها، وطرحت العديد من الصفقات، فالعديد من شركات الأعشاب الطبية تتنافس للحصول على عقودها. إذا استطعت الحصول على صفقة بقيمة خمسة ملايين من مجموعة الفجر الطبي، سأعترف بك كزوج لليلى. لديك عشرة أيام......"

قاطعه عمران قائلاً بثقة "لا أحتاج إلى عشرة أيام، غدًا سأحضر لك الصفقة."

ثم أمسك بيد ليلى وغادر المنزل.

قال سامر بابتسامة ساخرة "يا له من مغرور، مجموعة الفجر الطبي هي شركة رائدة في صناعة الأدوية، بقيمة سوقية تقدر بمئات المليارات، فكيف بإمكانه الحصول على صفقة منها؟ إنه حلم مستحيل."

قالت هدى الجبوري بقلق "أبي، لا يمكنك أن تضعف أمامه، خمسة ملايين ليست شيئًا، مع جمال ليلى الحالي، يمكنها بسهولة الزواج من أحد أفراد العائلات الأربع الكبرى."

لوح يوسف عبد الرحمن بيده وقال "لا يمكننا الضغط عليه كثيرًا، عقود مجموعة الفجر الطبي كلها تحت سيطرة العائلات الأربع الكبرى، وليس من السهل الحصول عليها، دع هذا الفتى يواجه الصعوبة بنفسه؛ عندما يفشل، سنجد طريقة لتزويج ليلى من عائلة ثرية، إذا نجحنا في تكوين علاقة مع إحدى العائلات الأربع الكبرى، فستصبح عائلة عبد الرحمن واحدة من أقوى العائلات في مدينة السلام."

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • زعيـم الصقر الأسود المتفـوق   الفصل30

    كان حاكم الغرب، القائد الأعلى لجيوش الغرب، شخصية تقف على قمة السلطة، شخصًا لا يعلوه إلا القليل. كان يتقدم بخطوات ثابتة، محاطًا بهالة قوية من الهيبة. أمام مطعم المذاق الراقي، صمت الجميع وكأن أنفاسهم توقفت. هذا هو حاكم الغرب، القائد الجديد لجيوش المناطق الخمس. كان الناس قد رأوه فقط عبر شاشات التلفاز ولكن رؤيته على أرض الواقع جعلتهم يشعرون برهبة لا توصف. دانيال الجبوري مدير المطعم، ومعه حراس الأمن، ركعوا على الأرض وارتجفت أجسادهم خوفًا. هدى الجبوري، التي كانت تجلس على الأرض تبكي، توقفت فجأة عندما رأت حاكم الغرب يقترب، فكانت قد رأت الأخبار وعلمت أن حاكم الغرب أكثر وحشية من زين الصقري. حتى صفاء العابد، التي كانت تتفاخر، لم تجرؤ على إصدار صوت. وقف الجميع في حالة من الذهول والخوف، إلا عمران بن خالد، الذي بدا عليه الهدوء التام. كان قد رأى حاكم الغرب من قبل، في اليوم الذي مُنح فيه لقب القائد. اقترب حاكم الغرب ببطء وعندما التقت عيناه بعيني عمران، بدا عليه الذهول للحظة وكأنه تعرف عليه، أراد أن يتحدث، لكنه قرأ الإشارة الصامتة التي أرسلها له عمران، فتوقف وفهم الأمر على

  • زعيـم الصقر الأسود المتفـوق   الفصل29

    في لحظة، أمسك عمران بن خالد بيد ليلى ومنعها من الركوع وقال بهدوء: "ليلى، هذا ليس من شأنك. أنا من ضربها، وإذا كان هناك حساب، فليكن معي. لن أسمح بأن يُمس أي فرد من عائلتك." صفاء العابد، التي كانت جالسة على كرسي، ازداد غضبها واستشاطت عندما سمعت كلام عمران، أمسكت هاتفها واتصلت بمدير مطعم المذاق الراقي وقالت بصوت مفعم بالاستعلاء: "مرحبًا أيُها مدير دانيال الجبوري، أنا صفاء العابد، عضوة ذهبية في مطعم المذاق الراقي، لقد تعرضت للاعتداء خارج المطعم، أرسل حراس الأمن فورًا." بعد إنهاء المكالمة، نظرت صفاء إلى عمران وصرخت بغضب: "أنت انتهيت! حتى لو ركعت الآن وطلبت الرحمة، سأكسر ساقيكِ وأجعلكِ عبرة للجميع!" اقتربت هدى الجبوري من صفاء وهي تمسك بيدها، معتذرة بحماس: "سيدة صفاء، أرجوكِ، نحن آسفون جدًا، إنه خطأ زوج ابنتي الفاشل، أرجوكِ اغفري لنا، اعتبري هذا الحادث وكأنه لم يكن." كانت هدى مرعوبة. بعد أن حصلت عائلة عبد الرحمن أخيرًا على نسبة من الأسهم، لم تكن تريد أن تخسر كل شيء بسبب هذه المواجهة. صفاء، بنبرة مليئة بالاستعلاء، أشارت إلى هدى وقالت: "أنت لا شيء بالنسبة ل،. الآن اركعي واغسلي حذا

  • زعيـم الصقر الأسود المتفـوق   الفصل28

    على مدى عشر سنوات، كانت ليلى عبد الرحمن تعاني من السخرية والإهانات، كلما خرجت إلى الشارع، كانت تخفي وجهها وراء الحجاب. اعتقدت أنها اعتادت ذلك. لكن الآن، مع تدفق الكلمات الجارحة من كل جانب، خفضت رأسها، غير قادرة على مواجهة نظرات الناس، شعرت بإحساس عميق من الدونية. "هذا الشكل؟ حتى لو دفعت لي، لن أقبل بها." "أجمل امرأة في مدينة السلام؟ الصحافة بالتأكيد عمياء، كيف يمكنها تقييم ذلك؟" رغم أن رأسها كان منخفضًا، إلا أنها كانت تتخيل الوجوه الساخره من حولها، شعرت بالظلم وامتلأت عيناها بالدموع، لتنهمر على خديها. أما صفاء العابد، فقد شعرت بسعادة غامرة عندما رأت ليلى بهذا الحال. أمسكت بذقنها، وجعلتها تنظر مباشرة إلى جروحها غير الملتئمة وهي تبتسم بازدراء: "يا لها من وجه جميل...... للأسف، ما حدث لك أفسده تمامًا. هاهاها......" "ما...... ما الذي تفعلينه؟" حاولت ليلى الإفلات وهي تخفض رأسها، غير قادرة على مواجهة نظرات صفاء. وفجأة، صدى صوت صفعة قوية ملأ المكان. رفعت ليلى رأسها لتجد يدًا قوية تمسك بها. نظرت لترى عمران بن خالد قد عاد، فور رؤيته، انفجرت بالبكاء وارتمت في أحضانه.

  • زعيـم الصقر الأسود المتفـوق   الفصل27

    مطعم المذاق الراقي مشهور جدًا في مدينة السلام، ويُعد أفخم مطعم في المدينة. ينقسم إلى عدة مستويات. غرفة الألماس، غرفة الذهب، غرفة الفضة، غرفة البرونز، غرفة الحديد الأسود، وأخيرًا القاعة العامة. حتى لو تناولت وجبة في القاعة العامة، فستكلف عدة آلاف.في هذه اللحظة، كان وقت الذروة والقاعة العامة ممتلئة تمامًا، كان هناك طابور طويل بانتظار الدخول، مع أكثر من ثلاثين شخصًا في المقدمة.بدأت هدى الجبوري بالشكوى مرة أخرى. "طارق، أنت بلا فائدة. انظر إلى حازم، لديه عضوية برونزية في مطعم المذاق الراقي، يدخل إلى الغرف مباشرة دون انتظار. أما أنت، مجرد جندي سابق، لا مال لديك ولا نفوذ، انظر إلى صهر مازن، له مكانة وشأن، لديه عضوية فضية، باتصال واحد يأتي الموظفون لاستقباله، كيف لابنتي أن تتزوج رجلاً مفلساً مثل هذا؟"كان الانتظار للطعام قد أفسد مزاج هدى تمامًا. بدأت في لوم طارق على ضعفه وافتقاره للنفوذ، ثم وجهت غضبها نحو ليلى بسبب زواجها من رجل لا يملك شيئًا.أما عمران بن خالد، فقد اعتاد على سخريتها ولم يكترث. وخلال انتظارهم، قال لعائلته: "ليلى، انتظري قليلاً هنا، سأذهب إلى السوبرماركت المقا

  • زعيـم الصقر الأسود المتفـوق   الفصل26

    كانت هدى الجبوري قد خرجت للتنزه مع كلبها، ولم تشاهد الأخبار. لم تكن تعلم بالمؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس مجموعة الفجر الطبي، ولم تعرف أن المجموعة قد ألغت تعاونها مع شركة السعادة الدائمة لعائلة عبد الرحمن، كما أنها لم تكن على علم بأن ليلى عبد الرحمن قد اشترطت العودة إلى العائلة للحصول على نسبة عشرة بالمئة من الأسهم. عندما سمعت هدى كلمات ليلى، توقفت في مكانها بدهشة: "عشرة بالمئة من الأسهم؟ ما هذه الأسهم؟"لم تستوعب الأمر في البداية. قامت ليلى بتقديم الوثيقة وقالت: "أمي، هذه وثيقة تنازل عن الأسهم كتبها جدي شخصيا، بمجرد أن يوقع أبي عليها سيحصل على نسبة عشرة بالمئة من أصول العائلة."أخذت هدى الوثيقة بسرعة وبدأت تقرأها بعناية. بعد أن انتهت من القراءة، احتضنت الوثيقة وبدأت تقبلها وتضحك بسعادة: "هاهاها، بالفعل إنها وثيقة التنازل! عشرة بالمئة من الأسهم! أخيرا اقتنع الشيخ الكبير!"قال جواد عبد الرحمن، الذي لم يصدق ذلك وهو يمد يده: "أمي، دعيني أراها، أنا لا أصدق أن العائلة ستمنحنا أي شيء."كانت هدى متحمسة وسلمت الوثيقة له قائلة: "جواد، ألم تكن تريد تغيير سيارتك؟ سأشتري لك واحدة جديدة غ

  • زعيـم الصقر الأسود المتفـوق   الفصل25

    هذه العشرة بالمئة ليست مبلغا بسيطا وكانت قلقة من أن جدها لن يوافق على إعطائها. لم يكن أمامها سوى الانتظار.وبعد فترة قصيرة، عاد حازم عبد الرحمن إلى عيادة البسطاء. هذه المرة جاء بمفرده ومعه وثيقة تنازل عن الأسهم الخاصة بالشركة.قال وهو يسلم الوثيقة إلى ليلى عبد الرحمن: "ليلى، هذه وثيقة التنازل التي وقعها أبي بنفسه، بمجرد أن يوقع طارق عبد الرحمن، ستصبح نسبة العشرة بالمئة من أسهم الشركة باسمكِ والآن، بما أنني سلمتك الوثيقة، ألا ترين أنه من المناسب الاتصال بياسين الياسمين وطلب الاستمرار في التعاون مع شركة السعادة الدائمة؟"تناولت ليلى الوثيقة وبدأت تتصفحها بعناية.وعندما تأكدت من أنها وثيقة أسهم حقيقية، ظهرت الفرحة على وجهها وهتفت بسعادة: "عمران! لقد وافق جدي حقا! أبي أخيرًا سيتمكن من رفع رأسه عاليا!"قال حازم على الفور: "ليلى، اتصلي الآن، هناك عشرات الشاحنات تنقل المواد الخام إلى شركة السعادة الدائمة، عندما ننتهي من هذه المشكلة، يمكننا الاحتفال لاحقا."نظرت ليلى إلى عمران بن خالد، فأومأ برأسه وقال: "نعم، اتصلي."ترددت ليلى وقالت: "هل أستطيع فعل ذلك؟" فبعد كل شيء كان ياسين مدين

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status