Share

الفصل 8

Author: عهود خالد
"لا تقلقوا يا عمي ويا آنستان!" قال لؤي بينما كان يساعد ناهد على النهوض.

"فقدت العمة وعيها مؤقتًا بسبب ارتفاع الضغط الناتج عن شدة الانفعال، دعوها تستريح في الغرفة لبعض الوقت وستكون بخير."

وبعد أن قام عاطف وابنتاه بمساعدة ناهد على الدخول إلى الغرفة، التفتت نسمة نحو باسل وقالت بنبرةٍ قلقة: "يجب أن ترحل فورًا، اترك مدينة الشيخ زويد الآن. إذا استيقظ فايز، فلن تفلت منه بالتأكيد!"

لكن باسل تجاهل كلماتها، وقال لها: "نسمة، لم ننتهِ من حديثنا عن موضوع ري ري، فكّري جيدًا، هل حدث أي شيء غير طبيعي مؤخراً؟"

أجابت نسمة وهي تحاول كبح دموعها: "عائلة النصر هي ثاني أكبر عائلة في مدينة الشيخ زويد، لن تستطيع مواجهتهم. عليك أن تهرب فورًا......"

رد باسل بنبرةٍ حازمةٍ: "نسمة، لا تقلقي. أعدك أنني سأكون بخير، ولكن ري ري......"

قاطعته نسمة بصوتٍ مرتفعٍ: "هل تفهم ما أقول؟ إذا لم تهرب الآن، سيتم قتلك!"

رفع باسل صوته قليلاً: "نسمة، اهدئي قليلًا، دعكِ من عائلة النصر الآن!"

"ليس لدينا وقت لنضيعه!"

وأضاف بنبرةٍ جادة: "أعيدي التفكير بإمعان، هل ذهبتم إلى أي مكان مميز خلال هذه الفترة؟"

قالت نسمة وهي تحاول كبح دموعها: "لا...... لم نذهب إلى أي مكان مميز."

حين رأت أنها لم تستطع إقناع باسل، لم تصر.

لكن فجأة، كما لو أن فكرة خطرت ببالها، اتسعت عيناها وبدت كمن تذكر شيئًا مهمًا.

"حين سألتني عن حدوث شيءٍ مميز، فبالفعل قد حدث شيءٌ غريب."

"ما هو؟" سأل باسل بسرعة.

أجابت نسمة: "قبل أيام، سقطت ري ري عن طريق الخطأ، فأخذتها إلى مشفى خاص لتضميد جرحها، وحينها لاحظت بالصدفة أن الطبيب أجرى لها فحصاً لتحديد فصيلة الدم."

قالت نسمة بعد أن فكرت للحظة: "عادةً، لا يتم فحص فصيلة الدم لمجرد إجراء بسيط لتضميد جرح، هذا غير طبيعي."

"بالإضافة إلى ذلك، رأيت في درج الطبيب تقارير عن فصائل دم لأطفال آخرين"

"ماذا؟" عند سماع هذه الكلمات، قطّب باسل ولؤي حاجبيهما، وشعرا بقلقٍ غريزيٍ يتزايد في صدريهما.

"أي مشفى هذه؟ وما اسم الطبيب؟"

قال باسل بجدية: "أنتِ بحاجة لاصطحابي إلى هناك فورًا!"

"حسنًا!" أومأت نسمة برأسها، وبدأت توضح الطريق.

بوم!

بعد دقيقتين فقط، ضغط لؤي على دواسة الوقود بأقصى قوة.

إن هذه المشفى التي أشارت إليها نسمة مشفى خاصة مشهورة نسبيًا، تقع في المنطقة التجارية الثانية في شرق المدينة.

إن المسافة من منزل نسمة إلى المشفى تستغرق عادةً نصف ساعة بالسيارة، لكن لؤي وصل إلى هناك في أقل من ربع ساعة.

توقفت السيارة بسرعة أمام مدخل المشفى، ونزل الثلاثة منها مسرعين نحو السلم الداخلي.

"مكتبه في الغرفة رقم 406" قالت نسمة وهي تمشي بخطوات متوترة، ووجهها شاحب للغاية، وبدأت ترتجف بشكلٍ واضح.

في تلك اللحظة، بدأت نسمة تستوعب احتمالًا مرعبًا، ربما تم اختطاف ابنتها ري ري لأجل إجراء عملية نقل أعضاء!

بوم!

عندما وصل الثلاثة إلى باب الغرفة 406، رفع لؤي يده وضرب الباب ضربةً قويةً ليفتحه، حتى تهشم جزء منه.

صرخ الطبيب الجالس على كرسيه في المكتب، مرتديًا معطفًا أبيض اللون، وهو يرتجف: "تبًا لكم، من أنتم؟"

استدار باسل نحو نسمة، وسألها: "هل هذا هو؟"

"نعم" أومأت نسمة برأسها وهي تنظر إليه بخوف.

"من أنتم بالضبط؟ وماذا تريدون مني؟ إذا لم تخرجوا فورًا، سأستدعي الأمن!" صرخ الطبيب مرة أخرى.

طقطقة!

قبل أن ينهي حديثه، تقدم لؤي بخطوة سريعة، وأمسك بمعصم الطبيب ثم لوى ذراعه بقوة، وبدا ذراعه في لحظة على هيئة ضفيرة ملتوية، متدلية بشكل غير طبيعي.

صرخ الطبيب بألم: "آه......!"

"سأسألك مرة واحدة فقط، إذا لم تخبرني بالحقيقة، فسأرسلك فورًا لمقابلة ملك الموت!" تقدم باسل بخطوات ثابتة نحو الطبيب، وصوته العميق ينضح بتهديدٍ قاتل.

في نفس اللحظة، انطلقت من جسده هالة مرعبة أشبه بالصقيع، أحاطت بالطبيب كليًا.

طخ!

تحت تأثير تلك الهالة الساحقة، شعر الطبيب وكأنه سقط في أعماق الجحيم، محاطًا بنظرات شياطين جائعة تترصد خطواته، حتى جسده لم يعد قادرًا على المقاومة، وفقدت ساقاه قوتهما، وانهار على الأرض مرتجفًا.

"ما......ما الذي تريد أن تسأل عنه؟" سأل الطبيب بصعوبة.

صوت خطوات!

تقدم لؤي نحو المكتب وسحب الدرج بعنف، وألقى على الأرض مجموعة من الملفات، كانت كلها تقارير عن فصائل دم أطفال.

عندما رأت نسمة تقرير ابنتها ري ري ضمن الأوراق، بدأت دموعها تتدفق من جديد دون أن تتمكن من السيطرة عليها.

أما الطبيب، فكان جسده يرتجف بعنف وهو ينظر إلى الملفات المبعثرة على الأرض، كان واضحًا أنه أدرك السبب الذي جعلهم يأتون إليه.

"لمن تعمل؟ ومن الذي اختطف الأطفال الذين تطابقت فصائل دمهم؟" سأل باسل بصوت بارد حاد.

"إنه...... إنه رجل يُدعى الأخ ذئب النار، هو من أجبرني على فعل هذا......" أجاب الطبيب دون أي محاولة لإخفاء الحقيقة.

"من هذا الرجل؟" سأل باسل مرة أخرى.

"إنه...... أحد الجنرالات الأربعة حول السيد الرابع، أعتقد أن هذه الأوامر جاءت منه......" رد الرجل بصعوبة، وكاد صوته يختنق.

"أي سيد رابع؟" اشتعلت عينا باسل ببريقٍ من الغضب القاتل.

"خالد......" قال الطبيب بصوت متقطع.

"إنه...... زعيم المنظمات السرية في مدينة الشيخ زويد......"

طخ!

قبل أن ينهي كلماته، وجّه باسل ضربة قوية على عنقه، أفقدته الوعي على الفور وسقط مغشيًا عليه.

"خذوه!" قال باسل بحزم قبل أن يلتفت إلى نسمة، ثم قال لها: "نسمة، عودي إلى المنزل وانتظريني هناك، أنا سأذهب لإنقاذ ري ري!"

"سأذهب معك!" قالت نسمة بصوتٍ مرتفعٍ وهي تمسح دموعها.

رد باسل بنبرةٍ جادة: "الوضع لم يتضح بعد، إذا جئتِ معي، قد تكونين في خطر"

"ثقي بي، سأعيد ري ري سالمة بالتأكيد!"

"لا! لا يمكنني البقاء مكتوفة الأيدي، يجب أن أذهب!" أجابت نسمة بإصرار، وملامحها متجهمة بالعزيمة.

صوت رنين الهاتف!

قطع رنين هاتفها النقاش، فوجدت أن المتصلة هي شقيقتها إلهام.

أجابت بسرعة: "إلهام، ما الأمر؟"

جاء صوت شقيقتها مذعورًا على الطرف الآخر: "أختي، عليكِ أنتِ وباسل الهرب فورًا! غادروا مدينة الشيخ زويد الآن! رجال عائلة النصر يبحثون عنكما في كل مكان......"

طراخ!

انقطع الحديث فجأة، وسمعت صوت الهاتف وهو يسقط على الأرض، يتبعه صرخة مذعورة من شقيقتها: "آه!"

صاحت نسمة بقلق: "إلهام! إلهام، هل تسمعينني؟"

لكن صوتًا رجوليًا وباردًا قاطعها من الطرف الآخر: "إذا كنتِ لا تريدين أن يصيب عائلتكِ مكروه، عودي فورًا مع ذلك الشاب الذي يُدعى باسل، أنا بانتظاركما في منزلكِ."

ثم أردف بنبرة تهديد قاتلة: "لديكِ ساعة واحدة فقط، إذا لم أركما هنا خلال ذلك الوقت......استعدي لتلقي جثث عائلتكِ!"

أُغلق الخط قبل أن تتمكن من الرد.

نظر باسل إلى نسمة التي كانت ترتجف، وسألها بجدية: "نسمة، ما الذي حدث؟"

لكنها أطلقت صرخة مفزعة تمزق القلوب، كأنما طعنت في أعماق روحها: "آه!"

أمسكت نسمة برأسها بكلتا يديها، وبدأت تشد شعرها بعنف، ووجهها يفيض بألم عميق، وكأنها على وشك الانهيار.

قال لها باسل وهو يضمها بقوة إلى صدره: "نسمة، أرجوك لا تفعلي هذا بنفسك! أخبريني ما الذي يحدث، سأساعدكِ......"

لكنها دفعته بعيدًا بكل قوتها، وصرخت وهي تغالب دموعها: "لا أريد مساعدتك! ارحل! غادر مدينة الشيخ زويد فورًا ولا تعد إلى حياتي أبدًا!"

أردفت وهي تبكي بحرقة: "كل هذا بسببك! كل شيء حدث لنا سببه وجودك في حياتنا! كانت أمي محقة...... أنت لعنة أُرسلت لمعاقبة عائلتنا!"

ثم استدارت بسرعة وركضت نحو باب المكتب، محاولة الهروب من كل شيء.

تجمد باسل للحظات، محاولًا كبح مشاعره، ثم التفت إلى لؤي وأمره: "اتبعها وتأكد مما يجري!"

وأضاف بنبرة صارمة: "وأيضًا، اجعل رجالك يعثرون على موقع خالد وأرسل التفاصيل إلى هاتفي فورًا!"

أومأ لؤي برأسه، وقال: "تحت أمرك!" ثم انطلق بسرعة للّحاق بنسمة.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 30

    بوم! بوم! بوم!سقط الجميع -بما فيهم محمود- أرضًا من الخوف، وأخذت وجوههم الشاحبة تتصبب عرقًا.كادت عجلات الهامر تسحقهم لولا توقفها في اللحظة الأخيرة.بوم!ترجل من سيارة الهامر رجلان يرتديان ملابس فاخرة وسيوفٍ حدباء على خصريهما، تعبراتهما صارمة، ونظراتهما حادة."من أنتم بحق الجحيم؟ ألا تعرفون أي مكانٍ هذا؟ أم أنكم لا تخشون الموت؟"تنفس محمود بعمقٍ محاولًا كبح غضبه، إلا أنه سرعان ما صرخ غاضبًا."يا للعجب! كيف يجرؤ أحدهم على إثارة الفوضى بقصر النجوم؟""إذًا أنت محمود" قال الرجل ببرود وهو يطالع صورة على هاتفه.صرغ محمود بغضب: "من أنتم أيها الأوغاد؟"بوم! بوم! بوم!وفجأة، تقدم فريق من الرجال بملابس سوداء، يحمل كلًّا منهم عصا كهربائية، وعلى وجههم تعبيرات شرسة.قال قائدهم بصوتٍ مرتفع: "ما الخطب يا سيد محمود؟""لا تضيع الوقت بالحديث! اقضوا عليهما فورًا!" قال محمود بغضب: "اكسروا ذراعًا وساقًا لكل واحدٍ منهما""علم!" قال القائد، ثم رفع يده مشيرًا لرجاله، فتقدم نحو خمسة عشر رجلًا وهرعوا باتجاه الرجلين."يا للتهور!" قال أحد الرجلين مستلًا سيفه الأحدب، ثم تحرك بسرعة البرق.وفي أقل من

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 29

    "ماذا؟" بمجرد أن سمع حديث فتحي، ارتجف المسن وعلت وجهه الدهشة.أخيرًا أدرك الشيخ السبب وراء كل هذا التبجيل الذي أبداه السيد فتحي.فرجلٌ واحد يقف على حدود البلاد، جعل جميع الفاسدين من حوله يرتعدون لمجرد سماع اسمه.فهو سيفٌ ملطخٌ بالدماء، ما إن يُستل حتى تمتلأ الأرض من حوله بالجثث، وتتدفق منها أنهار من الدماء.قلة فقط من الناس قد لا ينحنون لمثل هذا الرجل!"حتى حياتي أنا شخصيًا، قد أنقذها السيد باسل، ولولا مساعدته لكنت الآن ترابًا" أكمل فتحي."وكل ما أنجزته من إنجازاتٍ وثروة هي في الأصل بفضل السيد باسل""فبإمكاننا القول أن فضل السيد باسل علي أكبر من فضل والديّ"امتلأت عينا فتحي بالمتنان والتبجيل أثناء حديثه.وكذا لمعت في عيني الشيخ أسامة علامات التبجيل وهو يقول: "فهمت"رنين!وفي ذات الوقت، أصدر هاتف لؤي صوتًا عن تلقيه رسالة داخل سيارة اللاند روفر.قال بعد أن قرأ محتوى الرسالة: "سيدي القائد، تم تحديد أماكن تواجد الأسياد الثلاث الكبار" "رائع، دعنا نذهب لمقابلتهم إذًا" قال باسل وبعينيه قسوة وتعطش للقتل.بوم!ضغط لؤي بقوة على دواسة الوقود، فاندفعت اللاند روفر بسرعة البرق.يقع

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 28

    بعد ذلك، نظر فتحي إلى لؤي، وقال: "سيد لؤي! طال غيابك، لقد اشتقت إليك!""اغرب عن وجهي، لا أكترث بأمرك" قال لؤي وهو ينظر إليه بازدراء."آه!... أرجوك يا سيد لؤي، لا تسيء سمعتي أمام الآخرين" قال فتحي وهو يعض على شفتيه، ثم التفت للنظر إلى باسل."سيد باسل، هذا المكان لم يُفتتح بعد، أتريك الذهاب لشركتنا قليلًا؟""دعنا نجلس في السيارة قليلًا" قال باسل وهو يتفحص المبنى مرةً أخرى، ثم اتجه للسيارة.سأل فتحي باسل ما إن ركب ثلاثتهم السيارة: "سيد باسل، لطالما كنت بالأراضي الغربية، فلما قررت المجيء إلى العريش فجأة؟""أحسنت صنعًا يا فتى، مرت سنتان منذ أن رأيتك آخر مرة، وقد فقدت كثيرًا من الوزن" قال باسل بدون أن يعلق على حديثه."هاها! أليس هذا ما طلبته مني؟" قال فتحي بضحكةٍ بسيطة."مارست التمارين الرياضية بانتظامٍ طوال السنتين الماضيتين، وأخيرًا، حققت هدف خسارة الوزن الذي حددته لي""جيد! يبدو أنك تمتلك بعض الإرادة" قال باسل بابتسامة."أشكرك على المديح يا سيد باسل" قال فتحي بابتسامة: "هل أبدأ بإبلاغك عن مستجدات مشروع برج العريش؟""لا داعي لذلك" قال باسل بإيماءة: "أنا أثق بك، يمكنك اتخاذ القرا

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 27

    بعد مرور ساعة.توقفت سيارة لاند روفر أمام ناطحة سحاب لم يتم إفتتاحها بعد بوسط مدينة العريش."أهذا هو برج العريش إذًا؟" سال باسل أثناء نزولهما من السيارة، وعلت وجهه تعبيرات معقدة.كانت تلك أكبر أمنية لوالده بالتبني قبل أن يموت؛ وهي أن يحول هذا الصرح الأضخم إلى أيقونة مدينة العريش، فيتبادر إلى الذهن فور ذكر اسم المدينة.ووفقًا للمشروع، فكان البرج سيضم بعد اكتماله مراكز تسوق فاخرة، أماكن ترفيهية، فنادق، ومكاتب عمل.لكن للأسف، حلّت مأساة والده بالتبني قبل انتهاء المشروع."نعم" أجاب لؤي."تم تعليق المشروع بعد حادثة والدك، وأخذت الجهات المعنية بالعريش تبحث عن مستثمرٍ جديد""لكن نظرًا لارتفاع تكلفة المشروع، والفال الشؤم الذي ارتبط به فلم يُقبل أحد على تولي المشروع""وفقًا للتعليمات التي تلقيتها منك منذ سنة، تواصلت مع فتحي ليأتي للعريش ويتولى المشروع""فأسس فرعًا لشركة الأربع بحار في العريش، وبعد عام من الإنشاء، اكتمل المشروع الآن وأصبح في مرحلة استقطاب المستثمرين""همم" أومأ باسل برأسه وقال: "يبدو أن فتحي هذا جدير بالثقة"صوت مكابح السيارة!في تلك اللحظة، دوى صوت مكابح سيارات بال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 26

    قال لؤي بعد أن أدار محرك السيارة: "انتهى التحقيق وكل شيء أصبح واضحًا أيها القائد""بناءً على الأوصاف التي قدمتها لنا عن أحد القتلة، حقق المفتش في أمره لمدة ستة أشهر، حتى عثرنا عليه في إحدى الدول المجاورة وباح لنا بكل شيء""الجناة الحقيقيون وراء مقتل عائلة والدك بالتبني هم عائلة الرشيدي، وهي من أكثر العائلات هيمنة في العريش، إلى جانب عائلتي الزهري والمهدي""كما توقعت إذًا" انبعثت من باسل هالة مرعبة من التعطش للقتل.قبل خمس سنوات، كانت عائلة والد باسل بالتبني –عائلة جاسر- هي الأقوى من بين الأربع عائلات الكبرى بالعريش وهم : عائلة الرشيدي، عائلة الزهري، وعائلة المهدي.وعلى الرغم من أنهم جميعًا من الأربع عائلات الكبرى، إلا أن عائلة جاسر كانت الأقوى بينهم، حيث كانت تفرض هيمنتها على البقية.عُرف والد باسل بالتبني بأنه كان رجلًا نزيهًا وصارمًا، فكان يحتقر أساليب العائلات الأخرى، لذا نشبت بينهم العديد من الخلافات.وخاصةً عائلة الرشيدي، التي كانت تكن ضغينةً شديدةً لعائلة جاسر منذ أن خسرت أمامهم العديد من المشاريع الضخمة. سبق وحذّر باسل والده بالتبني من تحالف الثلاث عائلات معًا ضده بأسال

  • بطل اللحظات الحاسمة   الفصل 25

    أكمل باسل حديثه: "استعدي أنت وعائلتك خلال اليومين القادمين، بعدها سننتقل للعريش لنبدأ حياةً جديدة""يا لك من متفائل!" تنفست نسمة بعمق، ثم قالت: "ليس لديك فكرة عن مدى سوء أوضاعنا""لا يوجد مكان لعائلتنا في العريش""كان ذلك سابقًا"، أكمل باسل بحزم: "أما الآن فسيتغير كل شيء للأفضل، ثقي بي، سأفي بوعدي لك""لما لا تفهم؟" تنهدت نسمة بحسرة، وقالت: "انسَ الأمر، فلن تقتنع الآن مهما قلت، لكنك ستدرك الأمر فيما بعد"نظرت لباسل بتردد بعد ذلك، ثم قالت: "أيمكنك أن تسدي لي خدمة أخيرة؟""بالطبع!" قال باسل بحزم: "أخبريني بما لديك""عيد ميلاد جدي بعد ثلاثة أيام، وسنذهب للعريش لتهنئته""إن كنت متفرغًا حينها، ألا يمكنك مرافقتنا لبيت عائلة فريد؟""دائمًا ما يعيرون ري ري بأنها طفلة غير شرعية بلا أب، ولا ينفكون يسخرون منها كلما اجتمعنا""لدى ري ري الآن صدمة نفسية من بيت عائلة فريد، وباتت تخشى الذهاب لهناك، لذا أريدك أن ترافقنا تلك المرة لتشعرها بالأمان"لم تعرف نسمة إن كان ما تفعله الآن صوابًا أم لا، لكن بالنظر لوضعها الحالي، فلا خيار أمامها أفضل من أن تمضي في الأمر خطوةً بخطوة."اتفقنا إذًا!" أوم

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status